محمد بن راشد وهرتسوغ يبحثان رفع مستوى التعاون العلمي والتكنولوجي بين البلدين

الرئيس الإسرائيلي دشّن الاحتفال بذكرى اليوم الوطني لبلاده في «إكسبو 2020 دبي»

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي لدى لقائه الرئيس الإسرائيلي أمس (الشرق الأوسط)
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي لدى لقائه الرئيس الإسرائيلي أمس (الشرق الأوسط)
TT

محمد بن راشد وهرتسوغ يبحثان رفع مستوى التعاون العلمي والتكنولوجي بين البلدين

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي لدى لقائه الرئيس الإسرائيلي أمس (الشرق الأوسط)
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي لدى لقائه الرئيس الإسرائيلي أمس (الشرق الأوسط)

بحث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإسحاق هرتسوغ، رئيس دولة إسرائيل مستقبل التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، كذلك رفع مستوى التعاون العلمي والتكنولوجي وغيرها من المسارات الداعمة لمستقبل التنمية.
وأكد الشيخ محمد بن راشد أن مشاركة إسرائيل في معرض إكسبو 2020 دبي، إلى جانب أكثر من 190 دولة، تفتح مجالات عدة للتعاون، حيث يسعى الحدث العالمي لرسم الطريق لمستقبل أفضل قائم على التعايش السلمي بين الشعوب لإعادة توجيه الإمكانات والقدرات لكل ما يخدم البشرية.
وتطرق النقاش إلى بحث مجمل المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا محل الاهتمام المشترك، والجهود الدولية المبذولة في سبيل تسريع وتيرة التعافي العالمي وتمكين الاقتصاد من العودة إلى معدلات نمو ما قبل الجائحة.
وكان الرئيس الإسرائيلي قد افتتح اليوم الوطني لإسرائيل في إكسبو 2020 دبي أمس. وقال خلال زيارته للجناح الإسرائيلي في إكسبو: «أرحب بهذه الفرصة المثيرة لرؤية هذه الأرض الجميلة. إكسبو 2020 دبي إنجاز ضخم لكم جميعاً، وأيضاً إنجاز ضخم لدبي نفسها ولقادة هذا البلد الشجعان، الذين تشرفت بلقائهم. إنه احتفال رائع بالهوية الفريدة لكل أمة. إنه أيضاً تذكير بما يمكن تحقيقه عندما نعمل معاً لكسر الحدود من خلال ربط العقول وتخيل مستقبل مختلف».
وأضاف وفق بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه «بصفتي رئيس دولة إسرائيل، أنا فخور بمساهمة إسرائيل في رؤية مستقبل مشترك، كما رأينا خلال الأشهر العديدة الماضية هنا وفي إسرائيل، حيث تشرفت بافتتاح سفارة الإمارات في تل أبيب».
وأضاف: «إسرائيل دولة تتحول فيها العوائق إلى فرص، وحيث يكون المستحيل تحدياً محيراً. قدم هذا الجناح طعماً استثنائياً لما نقدمه - من تكنولوجيا المياه والزراعة المستدامة، إلى الصحة العامة، إلى المدن الذكية والحلول الرائدة لاقتصاد دائري. لقد كانت أيضاً مسرحاً للفسيفساء الجميلة للثقافات والأديان والموسيقى والفنون، التي تشكل مجتمع إسرائيل النابض بالحياة. وقد كان عرضاً عملياً للتعاون بين الدول، للمستقبل الذي يمكن أن نتخيله جميعاً. تحول هذا الخيال إلى واقع هنا، عندما وقعت الإمارات وقادتها بجرأة على اتفاقيات إبراهيم التاريخية».
وأضاف: «كان هذا قراراً ليس فقط لتطبيع العلاقات، ولكن لتشكيل غد جديد للجيل القادم لكل من دولتنا والمنطقة بأسرها. إنه وقت قصير منذ الإعلان عن الاتفاقات، وقد تجاوزت تجارتنا بالفعل مليار دولار، وتم توقيع أكثر من 120 اتفاقية، وتم إنشاء صندوق ثنائي للبحث والتطوير مؤخراً بقيمة 100 مليون دولار. الإسرائيليون والإماراتيون يدرسون معاً ويتعلمون ثقافات ولغات بعضهم البعض. لقد زار 250 ألف إسرائيلي الإمارات بالفعل، وننتظر العديد من الإماراتيين الذين يسافرون إلى إسرائيل بعد كوفيد».
وتابع: «إن دولة إسرائيل حريصة على السير مع دولة الإمارات وجميع الدول الموجودة هنا في المعرض نحو غد أكثر إشراقاً واستدامة وسلاماً، لشعوبنا ومنطقتنا والعالم بأسره».
من جهته قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش في الإمارات المفوض العام لمعرض إكسبو 2020 دبي: «لدى إسرائيل الكثير لتقدمه على منصتنا العالمية. ولذلك يسعدنا أن تكون معنا في هذه المشاركة معنا، في إكسبو 2020 دبي. نحن فخورون باستضافة أول إكسبو عالمي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا وبترحيبنا الإماراتي الحار بالعالم بأسره. وتعد مشاركة 192 دولة بمثابة شهادة على جهود دولة الإمارات في توحيد العالم في منصة واحدة موحدة في محاولة لبناء الجسور والانخراط في حوار بناء وتطوير حلول مستدامة لتحديات العصر الحديث. نعتقد اعتقاداً راسخاً أن ما يوحد البشرية يفوق بكثير ما يفرق بينها».



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».