الكتب الرقمية والصوتية تنافس الورقية في «معرض القاهرة»

ازدياد معدلات بيع النسخ الإلكترونية

إقبال لافت على الكتب الرقمية والصوتية بمعرض القاهرة للكتاب (إ.ب.أ)
إقبال لافت على الكتب الرقمية والصوتية بمعرض القاهرة للكتاب (إ.ب.أ)
TT

الكتب الرقمية والصوتية تنافس الورقية في «معرض القاهرة»

إقبال لافت على الكتب الرقمية والصوتية بمعرض القاهرة للكتاب (إ.ب.أ)
إقبال لافت على الكتب الرقمية والصوتية بمعرض القاهرة للكتاب (إ.ب.أ)

«كنت أتمنى شراءها منذ فترة، ولم أستطع، ولكن بعد توفرها الآن (ديجتال)، استطعت أخيراً تحقيق حلمي القديم المؤجل»، هكذا كتبت الشابة المصرية ريهام ثابت، على صفحتها على «فيسبوك»، وهي تشير بعلامة النصر أثناء عرضها لغلاف موسوعة «مصر القديمة» التي تقع في 16 جزءاً، والتي قام بتأليفها رائد علم الآثار المصرية الدكتور سليم حسن (1893-1961).
لم تكن ريهام التي اقتنت نسخة رقمية من الموسوعة بسعر 500 جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري) بعد أن كان سعر النسخة الورقية 1500 جنيه، حالة فردية، وإنما هي تعبير عن ظاهرة عامة يشهدها معرض القاهرة الدولي للكتاب، تتمثل في الإقبال الكبير على الكتب الرقمية، أو «الديجتال» بلغة رواد المعرض.
وتشهد الدورة الحالية للمعرض، والتي تستمر حتى السابع من فبراير (شباط)، لأول مرة، إطلاق خدمة بيع الكتب الإلكترونية عبر المنصة الرقمية للمعرض؛ لا سيما أمهات الكتب في التاريخ والرواية والتراث والمسرح، على غرار «ألف ليلة وليلة»، و«الإلياذة»، و«البخلاء»، و«هاملت»، و«الملك لير». من هنا، تجد كثيرين من الأجيال الجديدة يبحثون عبر المنصة عن المؤلفات المتنوعة، فما السبب وراء تلك الظاهرة؟
قالت ياسمين عبده، (طالبة ماجستير في الفلسفة)، لـ«الشرق الأوسط»، إنها اقتنت بالفعل عديداً من الكتب في مجال تخصصها عبر منصة المعرض، لأسباب عديدة، أبرزها «الارتفاع الجنوني في أسعار تلك المؤلفات في نسختها الورقية»، واكتشفت عبده أن تكلفة 7 كتب أساسية فقط في هذا المجال: «عالم صوفي» لجوستاين جاردر، و«المنطق والمعرفة» لبرتراند راسل، و«مباحث فلسفية» لراي مونك، و«الحضارة والقيمة» لدوفيغ فتجنشتين، و«حدود الحِسّ» لبيتر ستراون، و«هكذا تكلم زرادشت» لفريدريك نيتشه، و«يوتوبيا» لتوماس مور، تبلغ أكثر من ألف جنيه إذا تم شراؤها كُتباً مطبوعة ورقياً، في حين أنه لن يزيد سعرها عن 20 في المائة فقط من هذا السعر رقمياً.
وعن مميزات الكتاب الرقمي، يقول بِشري محمد (خبير نشر) لـ«الشرق الأوسط»: «بجانب انخفاض السعر، يحتوى الكتاب «الديجتال» أو الإلكتروني على عدد من السمات التي تجعل منه تجربة معرفية ممتعة، مثل احتوائه على مقاطع مصورة توضيحية، وكذلك إمكانية الربط المباشر بالإنترنت، كما يتميز بخاصية البحث الآلي، بحيث يمكن العثور على كل ما يتعلق بموضوع معين أو فكرة معينة داخل الكتاب؛ مشيراً إلى سهولة التخزين؛ مقارنة بالكتاب الورقي الذي غالباً ما يتسبب في زحام داخل المنزل بسبب ضيق المساحات.
ولا يبدو أن الكتاب الرقمي هو المنافس الوحيد لنظيره الورقي، فمن يسير في أجنحة وردهات معرض القاهرة للكتاب بأرض المعارض بالتجمع الخامس (شرق القاهرة)، يلفت نظره وجود قاعات كبرى مخصصة للكتب الصوتية؛ حيث تتسم تلك القاعات بالهدوء والأناقة والموسيقى الرائقة، فضلاً عن الابتسامات العريضة التي تزين وجوه العاملين بها وهم يستقبلونك، فهنا البضاعة إلكترونية، ما يجعل القاعة الضخمة تخلو من الزحام المرهق بتفاصيله المزعجة.
هنا دار النشر يتم اختزالها في مجرد «تطبيق» على هاتفك؛ لكن الزيادة المطردة في أعداد القراء أو «المستمعين» لهذه النوعية من الكتب يجعل الأمر جديراً بالتوقف.
عرفت مصر بداية انتشار ظاهرة الكتاب الصوتي عبر تجربة بسيطة نسبياً، تمثلت في «رسائل حراجي القط إلى زوجته فاطمة» التي ألقاها بسِحر طاغٍ الشاعر الغنائي الكبير عبد الرحمن الأبنودي؛ حيث نجحت قصائد هذا الديوان وانتشرت صوتياً انتشاراً قياسياً.
تدخل جناح «دار عالمية» المختصة بالكتاب الصوتي، فيحاصرك شعارها في كل مكان من حولك: «استمع إلى آلاف الكتب على تليفونك». التقينا علي عبد المنعم، مدير النشر بالقسم العربي من الدار، الذي أكد أن الكتاب الصوتي بات منافساً حقيقياً لنظيره الورقي بالفعل؛ حيث أنتجت الدار التي يعمل بها فقط، ما يقرب من 6 آلاف كتاب صوتي في نحو 3 سنوات، تتركز أغلبها في التاريخ والتنمية البشرية والشعر والرواية والقصة وأدب الرحلات والتراث.
بينما تبدو الكتب العلمية الجافة، أو الفكرية المعقدة، صعبة للغاية على صعيد إمكانية تحويلها إلى كتاب صوتي.
ويوضح عبد المنعم لـ«الشرق الأوسط» أنه يُشترط في الكتاب المراد إنتاجه بصيغة الصوت أن يكون جذاباً ومشوقاً حتى لا تمله الأذن؛ مشيراً إلى أنه «بعد الاستقرار على محتوى كتاب ورقي ما، تتعاقد دار النشر الصوتية مع نظيرتها المنتجة لهذا الكتاب، ثم يتم إنتاجه صوتياً في استوديوهات متخصصة عبر محترفين في فن الإلقاء والتعليق الصوتي».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.