غيّب الموت صباح أمس (الأحد)، الموسيقار المصري الدكتور طارق شرارة، عن عمر يناهز 72 عاماً، متأثراً بإصابته بفيروس «كورونا»، لينضم إلى قائمة الفنانين المصريين الذين غيّبهم الفيروس منذ بدء تفشيه في مصر قبل عامين.
ونعت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، الموسيقار الراحل، قائلة في بيان لها: «الموسيقار الراحل تميز بتعدد المواهب وقدم إبداعات خالدة تنوعت بين الموسيقى والفن التشكيلي»، مشيرة إلى بصماته الرائدة خلال عمله بوزارة الثقافة في معهد الكونسرفتوار، والرقابة على المصنفات الفنية، ومجلس إدارة دار الأوبرا المصرية.
كما نعاه المخرج خالد جلال، عبر حسابه الرسمي بموقع «فيسبوك» قائلاً: «الغالي المبدع، المحترم، المتواضع، اللطيف، دمث الخلق، خفيف الظل، الطيب، الدكتور طارق شرارة، شرفت بأن موسيقاك البديعة الموحية مسرحياً كانت عماد أول أعمالي في مركز الإبداع الفني (هبوط اضطراري) و(أيامنا الحلوة)، كم كنتَ كريماً خدوماً، ولم تبخل علينا أبداً بإبداعك، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته».
ونعاه الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، قائلاً عبر حسابه على «فيسبوك»: «أنعى بمشاعر الحزن والأسى، الصديق النبيل الموسيقار والفنان الكبير الدكتور طارق شرارة الذي عرفته شخصاً خلوقاً وفناناً قيماً أثرى الحياة الثقافية والفنية بإبداعاته المتعددة، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته ويؤنسه برحابه ويسكنه فسيح جناته».
الموسيقار الراحل طارق عبد العزيز أيوب شرارة، المولود في شهر يناير (كانون الثاني) من عام 1941، بدأ دراسة البيانو في سن السابعة على يد صلاح الحسيني، ثم على يد أنيتا فيشر فيما بعد، وتخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1964، وعمل بوزارة الثقافة المصرية، وشغل منصب سكرتير عميد الكونسرفتوار حتى عام 1967، ثم عمل رقيباً بالرقابة على المصنفات الفنية حتى عام 1986، واستقال ليتفرغ للتأليف الموسيقي.
وقدم شرارة برامج نقد وتحليلات للموسيقى الكلاسيكية باللغة الإنجليزية، عبر إذاعة البرنامج الأوروبي المحلي، بدايةً من عام 1967 ولمدة ثلاثة عقود.
وشغل طارق شرارة، منصب مستشار موسيقي للمركز الدولي للموسيقى، منذ عام 2002 حتى 2011.
وقام شرارة بالإعداد الموسيقي لنحو 50 فيلماً سينمائياً مصرياً، من بينها، «شيء في صدري، و«امرأتان»، و«أزواج طائشون»، و«دقة قلب»، و«دموع الشيطان»، و«الأرملة والشيطان»، و«الحلم القاتل»، و«امرأة تحت الاختبار»، و«لعبة الكبار»، و«القطار»، و«البيت الملعون»، و«الصعود إلى الهاوية»، و«دماء على الثوب الوردي»، و«العذراء والشعر الأبيض»، و«إمبراطورية ميم»، و«امرأة سيئة السمعة»، و«الحب تحت المطر». كما كتب السيناريو والحوار ووضع الموسيقى التصويرية لفيلم «أنياب» إخراج محمد شبل.
وإلى جانب عمله بالتأليف الموسيقي، اشتهر طارق شرارة بحبه للفن التشكيلي، ونال جائزة في صالون القاهرة للطلائع عام 1962، كما نال ميداليات لمسابقات الفنون التشكيلية من جامعة القاهرة.
وكان معرض «ألوان وأوتار» آخر معارض شرارة التشكيلية، بقاعة صلاح طاهر للفنون التشكيلية، في دار الأوبرا المصرية (وسط القاهرة) والذي تم افتتاحه منذ 10 أيام فقط، بحضور نخبة من الفنانين التشكيليين، والذين كان من بينهم الفنان وجيه وهبة، الذي وصف أعمال طارق شرارة بأنها «غير متوقعة الموضوع والمعالجة، لأنه يتنقل بسهولة ويسر بين مختلف الأساليب والمدارس الفنية من تشخيصية إلى تجريدية إلى رمزية، ولكن كل ذلك محكوم بوعي بمتطلبات كل منها وإن كنا نرى تميزاً ملحوظاً في الأعمال التي تتناول الموسيقى والموسيقيين».
وأصدر طارق شرارة أخيراً كتاب «عزف علي أوراق زمن»، وهو نوع من البوح عن حكايات وأسماء لعبت دوراً في حياته، وأسهمت في تكوين شخصيته سواء على المستوى العائلي مثل خالته المفكرة الدكتورة سهير القلماوي، والتي ظل مديناً لها بالفضل في نشأته الثقافية، وتوجيهه في طفولته إلى سماع الموسيقى الراقية، والقراءة باللغات الأجنبية، وكذلك أمه التي كانت تعزف البيانو أمامه في البيت وترسم، مما أورثه موهبتي الموسيقى والرسم.
رحيل الموسيقار المصري طارق شرارة متأثراً بـ«كورونا»
صاحب إسهامات سينمائية وتشكيلية لافتة
رحيل الموسيقار المصري طارق شرارة متأثراً بـ«كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة