متى يصبح «أوميكرون» شديد الأعراض؟

طبيب يعالج مريضاً بـ«كورونا» داخل وحدة رعاية مركزة في كولومبيا (أ.ف.ب)
طبيب يعالج مريضاً بـ«كورونا» داخل وحدة رعاية مركزة في كولومبيا (أ.ف.ب)
TT

متى يصبح «أوميكرون» شديد الأعراض؟

طبيب يعالج مريضاً بـ«كورونا» داخل وحدة رعاية مركزة في كولومبيا (أ.ف.ب)
طبيب يعالج مريضاً بـ«كورونا» داخل وحدة رعاية مركزة في كولومبيا (أ.ف.ب)

لم تدخل ريجينا بيريز (57 عاماً) أميركية الجنسية، المستشفى مطلقاً بسبب حالة الربو التي تعاني منها طوال حياتها حتى أصيبت بفيروس كورونا هذا الشهر، رغم تلقيها جرعتي لقاح كورونا، ما اضطرها للدخول إليه بعد مواجهتها مشاكل تنفسية.
ورغم تناولها الأدوية المعتادة في بداية إصابتها بمتحور أوميكرون، فإنها بدأت تواجه صعوبة في التنفس، لينتهي بها الحال في مستشفى بولاية بنسلفانيا، لمدة أسبوع تقريباً، بحسب ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
قالت: «سأكون خائفة على الأرجح لبقية حياتي بعد تجربة الإصابة بكورونا».
حالياً، تتعافي بيريز في المنزل، بعد خروجها من المستشفى، بعدما أمضت العامين الماضيين بذل كل ما في وسعها لتجنب العدوى، بما في ذلك العمل من المنزل، وتجنب الخروج من المنزل.
طوال فترة الوباء، كان الأشخاص مثل السيدة بيريز أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة من كورونا لأنهم يعانون من حالات مرضية أساسية، مثل الربو والسكري وأمراض القلب والرئة.
 https://twitter.com/CDCgov/status/1487455564674355214
ويعاني أكثر من نصف البالغين الأميركيين من أمراض مزمنة أساسية، ممن تسبب إصابة أغلبيتهم بمتحور أوميكرون بمضاعفات شديدة وليست «معتدلة» كحال الكثيرين.
ويقول خبراء الصحة العامة إن غالبية من تطورت أعراضهم، ودخلوا المستشفى بسبب الإصابة «بأوميكرون» هم غير «محصنين».
لكن البعض الآخر ممن تطورت أعراضه، تلقوا جرعتي اللقاح، لكنهم عادة ما يكونون مصابين بأمراض مزمنة أخرى أدت لتفاقم إصابتهم، ما أسهم في زيادة فرص دخولهم المستشفى.
وقالت ساندرا نيلسون، أخصائية الأمراض المعدية في مستشفى ماساتشوستس العام وأستاذ الطب المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد: «تتسبب الإصابة بأوميكرون للحالات أصحاب التاريخ المرضي السابق في الإصابة بالجفاف، بالفشل الكلوي».
ويعتقد الأطباء أنه ليس من الواضح دائماً الدور الذي يلعبه أوميكرون داخل جسم الإنسان، لكن هناك تفسيراً بيولوجياً لتطور شدة الإصابة بالفيروس للمرضى الذين يعانون من مشاكل صحية.
وقال باناجيس جالياتساتوس، أخصائي الرعاية الحرجة وأستاذ الطب المساعد في جونز هوبكنز ميديسن: «إننا لاحظنا أن الكلى تزداد سوءاً، وما إلى ذلك، حيث تظهر الأدلة الاولية أن الفشل الكلوي مرتبط بشكل واضح بالعدوى الفيروسية».
من جانبه، قال نيكولاس كمان، طبيب الطوارئ في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو في كولومبوس، إن بعض الحالات التي تطورت إصابتها وأعراضها جراء الإصابة بأوميكرون، يعانون عادة من أمراض كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم، ما يسهم في تطور حالاتهم سريعاً.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
TT

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

توصلت دراسة من جامعة إمبريال كوليدج لندن في بريطانيا إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز فرص الحمل لدى السيدات الخاضعات للتلقيح الصناعي.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين نتائج العلاج وتقديم رعاية أكثر دقة للمريضات، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية (Nature Communications).

ويذكر أن التلقيح الصناعي إجراء طبي يساعد الأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب على تحقيق الحمل. وفي هذا الإجراء، يتم استخراج البويضات من المبايض لدى السيدات بعد تحفيزها بواسطة أدوية هرمونية، ثم يتم تخصيبها بالحيوانات المنوية للرجال في المختبر. وبعد التخصيب، يتم مراقبة نمو الأجنة في المختبر، ثم يتم اختيار أفضل الأجنة لنقلها إلى رحم المرأة في أمل حدوث الحمل.

وتمر العملية بخطوات أولها تحفيز المبايض باستخدام أدوية هرمونية لزيادة إنتاج البويضات، ثم مراقبة نمو الحويصلات التي تحتوي على البويضات عبر جهاز الموجات فوق الصوتية. وعند نضوج البويضات، تُجمع بواسطة إبرة دقيقة وتُخصّب في المختبر. وبعد بضعة أيام، تنُقل الأجنة المتطورة إلى الرحم لتحقيق الحمل.

ويُعد توقيت إعطاء حقنة الهرمون أمراً حاسماً في نجاح العملية، حيث يستخدم الأطباء فحوصات الموجات فوق الصوتية لقياس حجم الحويصلات، لكن تحديد التوقيت المناسب يعد تحدياً.

وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أكثر من 19 ألف سيدة خضعن للعلاج. ووجدوا أن إعطاء حقنة الهرمون عندما يتراوح حجم الحويصلات بين 13 و18 ملم كان مرتبطاً بزيادة عدد البويضات الناضجة المسترجعة، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في معدلات الحمل.

وبينما يعتمد الأطباء حالياً على قياس الحويصلات الأكبر فقط (أكثر من 17-18 ملم) لتحديد توقيت الحقن، أظهرت الدراسة أن الحويصلات المتوسطة الحجم قد تكون أكثر ارتباطاً بتحقيق نتائج إيجابية في العلاج.

كما أظهرت النتائج أن تحفيز المبايض لفترات طويلة قد يؤدي لارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون، مما يؤثر سلباً على نمو بطانة الرحم ويقلل من فرص نجاح الحمل.

وأشار الفريق إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتيح للأطباء اتخاذ قرارات أكثر دقة في توقيت هذا الإجراء، مع الأخذ في الاعتبار أحجام الحويصلات المختلفة، وهو ما يتجاوز الطرق التقليدية التي تعتمد فقط على قياس الحويصلات الكبرى.

وأعرب الباحثون عن أهمية هذه النتائج في تحسين فعالية التلقيح الصناعي وزيادة نسب النجاح، مشيرين إلى أن هذه التقنية تقدم أداة قوية لدعم الأطباء في تخصيص العلاج وفقاً لاحتياجات كل مريضة بشكل فردي.

كما يخطط الفريق لتطوير أداة ذكاء اصطناعي يمكنها التفاعل مع الأطباء لتقديم توصيات دقيقة خلال مراحل العلاج؛ ما سيمكنهم من تحسين فرص نجاح العلاج وتحقيق نتائج أفضل.