الأزمة الأوكرانية... فرنسا تنوي إرسال مئات الجنود إلى رومانيا

وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي (رويترز)
وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي (رويترز)
TT

الأزمة الأوكرانية... فرنسا تنوي إرسال مئات الجنود إلى رومانيا

وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي (رويترز)
وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي (رويترز)

أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، اليوم السبت، أن فرنسا تنوي إرسال «عدة مئات» من الجنود إلى رومانيا في إطار نشر محتمل لقوات من حلف شمال الأطلسي.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنه سيزور أوكرانيا مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في مطلع فبراير (شباط)، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت بارلي لـ«إذاعة فرانس إنتر» إن «هذا هو السبب الذي دفعني إلى الذهاب إلى رومانيا الخميس... تحدثنا طبعاً مع شركائنا الرومانيين عن هذه المسألة»، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 19 يناير (كانون الثاني) استعداد فرنسا للمشاركة في «مهمّات جديدة»، «خصوصاً في رومانيا».
واعتبرت بارلي أن رومانيا المحاذية لأوكرانيا والمطلة على البحر الأسود الذي يعتبر «منطقة توتّر شديد» لأن روسيا وأوكرانيا «تطلّان» أيضاً عليه، تقع «في بؤرة التوترات» ويجب «طمأنتها».
وتابعت: «سيكون لدينا لقاء قريباً جداً مع أعضاء حلف شمال الأطلسي» حول إرسال قوة عسكرية إلى رومانيا و«نستعدّ حتى نكون جاهزين فور تلقّينا طلباً بالانتشار» هناك، «بالتشاور مع حلفاء آخرين ودول أوروبية».
وأشارت الوزيرة إلى أن باريس تنوي إرسال «عدّة مئات من الرجال» وتتمنّى «أن تكون الدولة الراعية لهذه القوة العسكرية التي ستُنشر في رومانيا» مثلما تقود المملكة المتحدة الفرقة العسكرية التابعة لحلف شمال الأطلسي في إستونيا. وأوضحت أن «الأمر يتعلّق بالطمأنة في إطار تحالف دفاعي».
من جهته، أعلن لودريان عبر «تويتر» أنه سيزور أوكرانيا «في السابع والثامن من فبراير»، برفقة أنالينا بيربوك.
وكتب في تغريدة أيضاً : «أكّدتُ لدميترو كوليبا (وزير الخارجية الأوكراني) دعمنا وتضامننا مع أوكرانيا... تحرّكنا يتواصل، لا سيّما وفق صيغة النورماندي، من أجل تخفيف التصعيد».
وانعقد اجتماع (الأربعاء) بين مسؤولين من روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا، للمرة الأولى منذ سبتمبر (أيلول) 2021. في إطار صيغة النورماندي الرباعية التي تكرّرت مرّات عديدة منذ أن ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014.
وتوصّل الاجتماع إلى قرار متابعة وقف إطلاق النار بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
ومن المُقرّر أن يُعقد لقاء مشابه في برلين في فبراير (شباط).



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.