مستشار البيت الأبيض: إدارة بايدن لن تطبع أبداً العلاقات مع الأسد

بريت ماكغورك: لدينا 3 أهداف في سوريا

TT

مستشار البيت الأبيض: إدارة بايدن لن تطبع أبداً العلاقات مع الأسد

قال بريت ماكغورك منسق شؤون الشرق الأوسط بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة «لن تطبيع أبداً» العلاقات مع دمشق، موضحاً أن تحركات بعض الدول في المنطقة لتقريب العلاقات معها لا تعني أن إدارة بايدن تدعم التطبيع مع نظام الأسد.
وقال ماكغورك في ندوة افتراضية عبر الإنترنت، الخميس، مع «معهد كارنيغي»، «نحن لا نؤيد التطبيع مع نظام الأسد، ولن نقوم بتطبيع العلاقات مع نظام الأسد أبداً، وقد كنا واضحين جداً في ذلك، ونركز على ثلاث قضايا هي الوضع الإنساني والعمل مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاستصدار قرار بالإجماع بإعادة تفويض المساعدات الإنسانية في شمال غربي سوريا، وثانياً نريد الحفاظ على وقف إطلاق النار وتهدئة الحرب الأهلية والهجمات العسكرية، وثالثاً مواجهة تحدي تنظيم (داعش) في سوريا، وهذا هو سبب وجود قوات أميركية على الأرض هنا، ونعمل على تحميل نظام الأسد المسؤولية عن أعماله الوحشية، والعمل مع الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للوضع في سوريا».
وأشار مستشار البيت الأبيض إلى أنه يجب التمييز بين الاتفاقات الأمنية مع جيران سوريا مثل الأردن والإمارات، ومناقشات التطبيع.
ولم يوضح ماكغورك، الذي شغل مناصب رفيعة في مجال الأمن القومي عبر الإدارات الرئاسية الأميركية الأربع الماضية، ما إذا كانت الولايات المتحدة تعمل على كبح جهود حلفائها لإعادة العلاقات مع الأسد، قائلاً إنهم «أدركوا حقيقة الصراع كما هو قائم الآن ويحاولون حماية مصالحهم والسعي وراءها». وأضاف: «إذا أراد الأردن، أحد الجيران لسوريا، إجراء مناقشة حول أمن الحدود مع سوريا، فمن الواضح أننا لن نقول لا، هذا مختلف تماماً عن التطبيع مع نظام الأسد، وأعتقد أنه يجب علينا أن نميز هذا التمييز عندما نجري هذه المحادثات».
وجاءت تصريحات ماكغورك بعدما أرسل أعضاء الكونغرس رسالة إلى إدارة بايدن تثيرون فيها مخاوف من أن عدداً من حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط يواصلون تطبيع العلاقات مع الأسد دون أي رد فعل ذي مغزى من الولايات المتحدة. وقادت الإمارات العربية المتحدة الطريق لإعادة العلاقات مع دمشق، حيث أعادت فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر (كانون الأول) 2018، بعد قطع العلاقات في 2012، وتلقى العاهل الأردني الملك عبد الله اتصالاً هاتفياً من الأسد، وقام وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، بزيارة دمشق في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وشدد ماكغرك على اهتمام إدارة بايدن بمنطقة الشرق الأوسط، ووجود ثلاث أولويات تحدد المصالح الأميركية، منها التأكد أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً، لأنه يزعزع مصالح الأمن القومي الأميركي وأمن الحلفاء في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. كما تستهدف الولايات المتحدة التأكد من أمن التجارة في الممرات المائية في المنطقة، والعمل من خلال الدبلوماسية للتأكد من عدم اندلاع حروب جديدة في الشرق الأوسط وردع التهديدات القادمة من الجماعات المتطرفة، وقال، «نريد تهدئة التوترات بمزيج من الدبلوماسية والردع». وقال، «إن مسألة القيم وحقوق الإنسان مطروحة على الطاولة عندما نجري مناقشات حول مصالح أمننا القومي في هذه المنطقة، وهي جزء من النقاشات».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.