احتفاء مصري بتاريخ الكتابة وتطورها عبر العصور

بالتزامن مع الدورة الـ53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

نموذج من تمثال الكاتب المصري  -  برديات فرعونية توثق تاريخ الكتابة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
نموذج من تمثال الكاتب المصري - برديات فرعونية توثق تاريخ الكتابة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

احتفاء مصري بتاريخ الكتابة وتطورها عبر العصور

نموذج من تمثال الكاتب المصري  -  برديات فرعونية توثق تاريخ الكتابة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
نموذج من تمثال الكاتب المصري - برديات فرعونية توثق تاريخ الكتابة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بالتزامن مع انطلاق الدورة الـ53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تحت شعار «هوية مصر... الثقافة وسؤال المستقبل»، تحتفي وزارة السياحة والآثار المصرية بتاريخ الكتابة وتطورها عبر العصور، عبر جناح الوزارة الذي يبرز نماذج لتماثيل «الكاتب المصري» من حقب فرعونية متعاقبة، فيما تشارك المتاحف المصرية في الاحتفاء الرسمي من خلال تسليط الضوء على مقتنياتها التي تسرد تاريخ الكتابة وتطورها عبر العصور.
ويضم جناح الوزارة أحدث إصدارات المجلس الأعلى للآثار، إلى جانب الإصدارات العلمية المتميزة السابق إصدارها، هذا بالإضافة إلى عرض نماذج أثرية من إنتاج مصنع كنوز للمستنسخات الأثرية.
ويعرض جناح وزارة السياحة نماذج تبرز تاريخ الكتابة وتطورها عبر العصور، كما يعرض أفلاماً ترويجية على جميع شاشات العرض الموجودة بالمعرض بهدف تنشيط حركة السياحة الداخلية وتوعية جميع فئات الشعب المصري بالمقومات والمنتجات والأنماط السياحية الموجودة بمصر وتعريفهم بحضارتها العريقة، وينظم جناح الوزارة مسابقات سياحية يومية للزائرين طوال فترة المعرض، تحت عنوان «اعرف بلدك» للفوز برحلات مجانية إلى أبرز المعالم السياحية.
ويقول خبير المصريات الدكتور بسام الشماع لـ«الشرق الأوسط» إن «الاحتفاء بتاريخ الكتابة في معرض الكتاب يعد طريقة غير تقليدية ومميزة، ويؤكد على أهمية الترويج للحضارة المصرية التي شهدت تطوراً غير مسبوق في الكتابة وأدواتها، كما يأتي هذا الاحتفاء بالتزامن مع مرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد وطلاسم اللغة الهيروغليفية عام 1822».
ويشير الشماع إلى أن «وظيفة (الكاتب) حظيت بتقدير كبير عبر العصور في مصر القديمة، حيث كان من المناصب العليا بالدولة، لما يقوم به من أعمال كبيرة في المعبد والقصر الملكي، وفي إحدى البرديات يقول الأب لابنه (كن كاتباً أو موظفاً)، وهو ما يعكس أهمية هذه المهنة ومكانتها، ويقول الأب في موضع آخر: (الكاتب كلماته تعيش إلى الأبد، الكاتب لا يدفع الضرائب)».
وتشارك المتاحف المصرية في هذا الاحتفاء الرسمي بتاريخ الكتابة من خلال تسليط الضوء على أبرز 10 تماثيل «للكاتب المصري»، والمعروضة ضمن مقتنياتها، والقطع التي تبرز تاريخ الكتابة وتطورها، وتقول صباح عبد الرازق مدير عام المتحف المصري بالتحرير لـ«الشرق الأوسط»: «نسعى لإبراز تاريخ الكتابة وتطورها، عبر تسليط الضوء على بدايات الحضارة الإنسانية»، مشيرة إلى أن هذا الاحتفاء بتاريخ الكتابة «يدفع الجمهور إلى زيارة المتاحف للتعرف على أدوات الكتابة التراثية والقطع التي توثق مراحل تطورها».
وتعرض المتاحف المصرية مجموعات متنوعة من المقتنيات التي تبرز تاريخ الكتابة، على غرار تمثال اﻟﻜﺎﺗﺐ «حعبي» الموجود في المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، ويصور التمثال «حعبي» المشرف الإداري على معبد اﻹﻟــــﻪ آﻣـﻮن - رع ﺑﺎﻟﻜﺮنك، جالساً وﻣﻤﺴــﻜﺎً ﺑﺒﺮدﻳــﺔ ﺗﻌﻜــﺲ وﻇﻴﻔﺘﻪ ﻛﻜﺎتب ﻣﻦ ﻛﺘﺒــﺔ اﻟﻤﻌﺒد، وتمثال الكاتب «متري» الذي تم نقله من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير، وتمثال «كاتب القاهرة» والكاتب «نس با كشوتى» بالمتحف المصري بالتحرير.
وخصص المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط فاترينة كاملة للكتابة تضم مجموعة متنوعة من الأدوات التي استخدمها المصري القديم في الكتابة، ومنها 40 بطاقة مصنوعة من العاج، كتب عليهم باللغة المصرية القديمة التي تعد أولى محاولات الكتابة في مصر القديمة وترجع إلى 3150 قبل الميلاد، بالإضافة إلى 6 أختام من الطين و11 ختماً أسطوانياً، وبردية جنائزية مكونة من عدة أجزاء كتب عليها باللغة الهيراطيقية تعبر عن حياة المتوفى في العالم الآخر، وقطعة من الحجر الجيري (أوستراكا) التي نقش عليها أحد أروع قصص الأدب المصري القديم لشخص يدعى سنوهي وكان خادماً للملك أمنمحات الأول، ويرجع تاريخها إلى عصر الأسرة 12 من الدولة الوسطى خلال عهد الملك أمنمحات الأول.


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.