الكاظمي يزور الشريط الحدودي بين العراق وسوريا

قال لعناصر «داعش»: ستدفعون ثمن كل حماقة ارتكبتموها... ودعا إلى «الإسراع في تشكيل الحكومة»

صورة وزعها مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لتفقده الحدود مع سوريا في محافظة نينوى أمس (رويترز)
صورة وزعها مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لتفقده الحدود مع سوريا في محافظة نينوى أمس (رويترز)
TT

الكاظمي يزور الشريط الحدودي بين العراق وسوريا

صورة وزعها مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لتفقده الحدود مع سوريا في محافظة نينوى أمس (رويترز)
صورة وزعها مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لتفقده الحدود مع سوريا في محافظة نينوى أمس (رويترز)

وصل رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية، مصطفى الكاظمي، ظهر أمس، إلى منطقة الشريط الحدودي بين العراق وسوريا في محافظة نينوى (480 كيلومتراً شمال غربي العاصمة بغداد). وفيما حذر الكاظمي عناصر تنظيم «داعش» من أنهم «سيدفعون ثمن كل حماقة ارتكبوها»، دعا في الوقت ذاته السياسيين العراقيين إلى «الإسراع في تشكيل الحكومة».
وتأتي زيارة الكاظمي لمحافظة نينوى، برفقة وزيري الدفاع والداخلية وعدد من القيادات العسكرية والأمنية، بعد نحو أسبوع من الهجوم الذي شنّه عناصر من «داعش» على سجن غويران بمحافظة الحسكة السورية المحاذية للعراق التي يسيطر عليه مقاتلو «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الكردية، في محاولة لإطلاق سراح معتقلين ينتمون إلى التنظيم فيه.
وسرت مخاوف بين قطاعات عراقية واسعة من إمكانية تسلل عناصر «داعش» الهاربين من السجن إلى داخل الأراضي العراقية. ويبدو أن زيارة الكاظمي تصب في صالح طمأنة مواطنيه بشأن تلك المخاوف وحض قواته الأمنية على أخذ المزيد من الحيطة والحذر لمنع دخول العناصر الإرهابية إلى الأراضي العراقية.
واجتمع الكاظمي، خلال زيارته، بقيادات أمنية وعسكرية في مقر الفرقة السادسة - حرس حدود على الشريط الحدودي العراقي - السوري، وتفقد القطعات العسكرية هناك، إلى جانب تفقده قضاء سنجار ومناطق أخرى، حيث اطلع على الأوضاع فيها وما تتطلبه القوات الأمنية لتأمينها. كذلك اجتمع بقيادات عمليات غرب نينوى لمتابعة وضع الحدود.
وقال الكاظمي طبقاً لبيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء أمام عدد من القيادات العسكرية، إن زيارته «تأتي للإشراف المباشر على الإجراءات والاحتياطات المعمول بها من قبل أبطالنا في القوات الأمنية والعسكرية، وحضورنا لهذا المكان تأكيد على حضور الدولة القوي، وجاهزية قواتنا المسلحة للتصدي لأي محاولة تستهدف العبث بأمن بلدنا واستقراره».
ووجه الكاظمي كلامه إلى عناصر «داعش» قائلاً: «لا تجربونا فقد حاولتم كثيراً وفشلتم، وستحاولون كثيراً وستفشلون. تعلمون جيداً أننا نلاحقكم، داخل العراق وخارجه، وتعلمون جيداً أن دم العراقيين بالنسبة لنا غالٍ جداً، وستدفعون ثمن كل حماقة ارتكبتموها».
كما وجه كلامه مخاطباً قواته الأمنية: «عليكم أن تتحملوا كامل مسؤولياتكم، لا تتهاونوا فمعنوياتنا صلبة بفضلكم، ولا يهزنكم أي تهويلٍ إعلامي... إمكاناتكم وقدراتكم وروحكم القتالية عالية بما يكفي للقضاء على أي محاولة أو حماقة، وهذا ما يجب أن يدركه الإرهابيون ابتداءً من هنا من الخط الحدودي، وفي كل بقعة من أرض العراق».
وفي كلمة مماثلة أمام مجموعة من الأهالي في منطقة الشريط الحدودي، قال الكاظمي: «نحن هنا اليوم لنؤكد أن الحكومة لا تفرق بين منطقة وأخرى، وأن حقوق المواطن العراقي مقدسة، وأمنه مقدس ولا جدال فيه، المناطق الحدودية للأسف من المناطق المنسية، وهو أمرٌ نرفضه، فمن يسكنها عراقيون ويجب تقديم الخدمات لهم وحمايتهم».
وأكد أن «الوضع الأمني مستقر وممسوكٌ بقوة، وما يقال هنا أو هناك هو مجرد تهويلٍ إعلامي، ومن هنا أدعو الإخوة السياسيين إلى الإسراع في تشكيل الحكومة بما يلبي حاجة المواطنين في كل بقاع الوطن وأراضيه، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه».
إلى ذلك، أكد قائد عمليات نينوى اللواء الركن محمود الفلاحي أن أحداث الحسكة تحت السيطرة. وذكر الفلاحي، في تصريح صحافي، أمس، (قبل الإعلان عن استسلام جميع مقاتلي «داعش» في سجن الصناعة بالحسكة) أن «الأحداث التي جرت في الحسكة هي أحداث مسيطر عليها من قبل قوات قسد، بالإضافة إلى تدخل قوات التحالف للسيطرة على الأوضاع داخل السجن وخارجه». وأشار إلى أن «الوضع الأمني في عموم محافظة نينوى جيد بالتنسيق والتعاون مع كل الوكالات والقيادات الأمنية».
من جهتها، أعلنت خلية الإعلام الأمني، في بيان، أمس (الأربعاء)، أن «قوة سنجار ضمن قيادة عمليات نينوى في هيئة الحشد الشعبي أحبطت فجر اليوم (أمس) محاولة تسلل لعناصر عصابات داعش الإرهابية جنوبي قضاء سنجار». وأضافت: «فتحت (قوة سنجار) نيرانها على المجموعة الإرهابية التي كانت تحاول التسلل للقضاء ما أجبرها على الفرار».


مقالات ذات صلة

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)
شؤون إقليمية عناصر من الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا في شمال سوريا (إعلام تركي)

العملية العسكرية التركية في شمال سوريا تواجه رفضاً روسياً وغموضاً أميركياً

تصاعدت التصريحات التركية في الفترة الأخيرة حول إمكانية شن عملية عسكرية جديدة تستهدف مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.