المستهلك الأميركي يركز على السلع الأساسية وسط طوفان التضخم

بايدن لا يحكم على الاقتصاد من «وول ستريت»

وسط حالة من التضخم المفرط أصبح تركيز المواطن الأميركي أكبر على شراء السلع الأساسية (أ.ب)
وسط حالة من التضخم المفرط أصبح تركيز المواطن الأميركي أكبر على شراء السلع الأساسية (أ.ب)
TT

المستهلك الأميركي يركز على السلع الأساسية وسط طوفان التضخم

وسط حالة من التضخم المفرط أصبح تركيز المواطن الأميركي أكبر على شراء السلع الأساسية (أ.ب)
وسط حالة من التضخم المفرط أصبح تركيز المواطن الأميركي أكبر على شراء السلع الأساسية (أ.ب)

وسط أزمة التضخم العنيفة، كشفت أحدث دراسة لبنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في نيويورك أن نسبة إنفاق العائلات الأميركية على شراء المستلزمات الضرورية في الولايات المتحدة ارتفعت بشكل قياسي، وذلك حسبما أفادت وكالة «بلومبرغ».
وقالت «بلومبرغ» مساء أول من أمس (الاثنين)، إن الدراسة أوضحت أن حالة التضخم أجبرت العائلات ذات الدخول المنخفضة على تخصيص الجزء الأكبر من ميزانياتها لشراء مستلزماتها اليومية من السلع. وسجلت الدراسة تراجعاً في عمليات الإنفاق الكبيرة على الإصلاحات المنزلية أو تغيير قطع الأثاث أو السيارات، حسبما بيَّن استطلاع أجراه البنك عن توقعات المستهلكين في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي. كما أشارت التوقعات المستقبلية إلى انخفاض وتراجع احتمالات القيام بعمليات شراء ضخمة في غضون الأشهر الأربعة القادمة.
وتوقعت أقل من 20% من تلك العائلات قيامها بالإنفاق على الإجازات، بعد أن كانت نسبتها تمثل 27.8% في شهر أغسطس (آب) عام 2020، وقبل انتشار جائحة «كورونا» منذ عامين، وبالتحديد في عام 2019 قامت نسبة تبلغ 25.2% من الأسر بالتخطيط للقيام بإجازاتها.
ويشار إلى أن فيروس «أوميكرون»، المتحور الجديد شديد العدوى الذي انتشر بسرعة في أنحاء الولايات المتحدة منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أدى إلى انخفاض الإقبال على السفر.
لكن في المقابل، قالت وكالة حكومية إن السفر على الطرق البرية في الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) تجاوز مستويات ما قبل الجائحة، إذ ارتفع 12.3% مقارنةً بالشهر نفسه في 2020 مع عودة المزيد من الأميركيين إلى مكاتبهم واستئنافهم الرحلات الترفيهية.
وقالت الإدارة الاتحادية للطرق السريعة أول من أمس، إن قائدي المركبات قطعوا 267.5 مليار ميل في نوفمبر، بزيادة قدرها 29.2 مليار ميل عن الشهر نفسه في 2020، متجاوزين المستوى المسجل في نوفمبر 2019 البالغ 260.3 مليار ميل.
وعلى مدار الأشهر الأحد عشر الأولى في 2021 ارتفع السفر على الطرق البرية 11.2%، أو 298.1 مليار ميل، إلى 2.96 تريليون ميل.
وفي الأسبوع الماضي، حث الرئيس الأميركي جو بايدن مجلس الاحتياطي الفيدرالي على إعادة تقدير الدعم الذي يقدمه لاقتصاد الولايات المتحدة، بالنظر إلى قوة التعافي والزيادات الأخيرة في الأسعار.
وأبلغ بايدن مؤتمراً صحافياً: «بالنظر إلى قوة اقتصادنا وزيادات الأسعار الأخيرة، فإن من الملائم... مثلما أشار رئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول، إعادة تقدير الدعم الضروري الآن».
وقال بايدن أيضاً إن مجلس الاحتياطي الاتحادي لديه وظيفة أساسية لضمان ألا تصبح الأسعار المرتفعة مترسخة، مضيفاً أن أفضل شيء للتصدي للأسعار المرتفعة هو أن يكون الاقتصاد أكثر إنتاجية.
ومن جهة أخرى، قالت جين ساكي، السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، أول من أمس، إن الرئيس الأميركي لا يرى سوق الأسهم وسيلة للحكم على قوة أو ضعف اقتصاد الولايات المتحدة. وجاءت تعليقات ساكي بعد هبوط حاد في سوق الأسهم الأميركية بفعل مخاوف من هجوم عسكري روسي على أوكرانيا.
وقالت ساكي: «على عكس سلفه (دونالد ترمب)، فإن الرئيس لا ينظر إلى سوق الأسهم كوسيلة للحكم على الاقتصاد»، مضيفةً أن سوق الأسهم الأميركية مرتفعة 15% منذ تولى بايدن منصبه.
في غضون ذلك، نما نشاط الشركات في الولايات المتحدة بأبطأ وتيرة في 18 شهراً في يناير (كانون الثاني)، إذ فاقمت قفزة في الإصابات بـ«كوفيد - 19» نقصاً في العمالة بالمصانع، رغم أن الطلب ظل قوياً.
وأظهرت بيانات من «آي إتش إس ماركت»، أول من أمس، أن مؤشرها المجمع، الذي يقيس أداء قطاعي التصنيع والخدمات في أكبر اقتصاد في العالم، هبط إلى قراءة أولية عند 50.8 نقطة هذا الشهر من 57.0 في ديسمبر. وذلك هو أدنى مستوى منذ يوليو (تموز) 2020. وتشير قراءة فوق 50 نقطة إلى نمو في القطاع الخاص. وانخفض المؤشر الفرعي لطلبيات الشراء إلى 55.0 نقطة من 56.6 في ديسمبر.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه يوم الأربعاء المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)

ترمب يدرس خصخصة خدمة البريد وسط خسائر مالية ضخمة

يبدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب اهتماماً بالغاً بخصخصة خدمة البريد الأميركية في الأسابيع الأخيرة، وهي خطوة قد تُحْدث تغييرات جذرية في سلاسل الشحن الاستهلاكي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية يثير مخاوف المستثمرين من تصحيح وشيك

تتزايد المخاوف في الأسواق المالية بعد الارتفاعات الكبيرة في تقييمات الأسهم الأميركية في الأسابيع الأخيرة؛ ما يشير إلى أن السوق قد تكون على وشك تصحيح.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار شركة ديلويت المسؤولة عن البوابة الإلكترونية للولاية (وسائل إعلام محلية)

اختراق معلومات شخصية ومصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية أميركية

اخترقت مجموعة دولية من المجرمين المعلومات الشخصية والمصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية رود آيلاند الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

خاص قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في السعودية، في خطوة للاستفادة من التنامي المتسارع في القطاع بالمملكة، في الوقت الذي تمضي فيه «الرياض» لتعزيز محوريتها في هذا القطاع من خلال توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات، وذلك مع ختام اليوم الأول من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات، المنعقدة حالياً في الرياض من 15 إلى 17 ديسمبر (كانون أول) الحالي.

وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، فهد الرشيد، إن اليوم الأول للقمة الدولية للمعارض والمؤتمرات شهد نجاحاً كبيراً، بعد إعلان الاتفاقيات، وإطلاق 12 فعالية جديدة، بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم، ما يعزز مكانة المملكة كواحدة من أهم وجهات قطاع المعارض والمؤتمرات على مستوى العالم.

وأضاف الرشيد أن هذه الإعلانات تؤكد أهمية قطاع المعارض والمؤتمرات، ودوره المحوري كمحفز للتحول، حيث يساهم في التعريف بحجم الفرص غير المسبوقة التي توفرها المملكة سعياً إلى تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، ودور القطاع في استكشاف الأفكار المبتكرة، وخلق فرص الاستثمار، وتعزيز الشراكات الجديدة عبر مختلف قطاعات الاقتصاد.

وأعلنت كل من شركات «RX Global» و«Messe Munich» و«Clarion»، وهي من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تنظيم الفعاليات، افتتاح مكاتب جديدة لها في المملكة، لدعم خطط نمو قطاع المعارض والمؤتمرات السعودي خلال السنوات العشر المقبلة.

وشهدت القمة توقيع 4 مذكرات تفاهم مع كلٍّ من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والهيئة السعودية للسياحة، وصندوق الفعاليات الاستثماري، والمركز الوطني للفعاليات.

وتتواصل فعاليات القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات على مدار اليومين المقبلين، حيث تركز على جهود تحفيز الاستثمار في قطاع المعارض والمؤتمرات، وإنشاء مساحات فعاليات مبتكرة ومستقبلية، ومعالجة مسائل الاستدامة العالمية في القطاع.

يُذكَر أن النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات تقام في مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية «مسك»، بمشاركة أكثر من 1000 من قادة قطاع المعارض والمؤتمرات العالميين من 73 دولة، بهدف إعادة تشكيل مستقبل القطاع.