متعقبات «إير تاغ» من «أبل» تهدد الخصوصية

تلاحق الأفراد وتسهّل على اللصوص عمليات السرقة

متعقبات «إير تاغ» من «أبل» تهدد الخصوصية
TT

متعقبات «إير تاغ» من «أبل» تهدد الخصوصية

متعقبات «إير تاغ» من «أبل» تهدد الخصوصية

في ليلة من ليالي سبتمبر (أيلول) الفائت، كانت آشلي استرادا في منزل صديقة في لوس أنجليس عندما تلقت إشعاراً غريباً على هاتفها الآيفون يقول: تم رصد «إير تاغ» بالقرب منكم.

أقراص التعقب
«إير تاغ» من «أبل» هو قرص بقطر 1.26 بوصة، مزود بقدرات لتعقب الموقع بدأت «أبل» في بيعه كوسيلة تتيح للناس تعقّب أشيائهم. لم تكن استرادا (24 عاماً) ولا الصديقة التي تزورها يملكان متعقب «إير تاغ»، إلا أن الإشعار الذي وصل إلى هاتفها أوضح أن المتعقّب رُصد أول مرة قبل أربع ساعات، بينما أظهرت خريطة تاريخ متعقبات «إير تاغ» المسار المتعرج الذي سلكته استرادا في أنحاء المدينة لأداء مهام عدة. تعليقاً على الإشعار، قالت المتلقية «شعرتُ بالانتهاك وتساءلت من يتعقبني؟ ما هي نية هؤلاء؟ لقد كان الأمر مخيفاً». ولكن ما حصل مع استرادا ليس الحالة الأولى من هذا النوع. فقد كشف الكثيرون في الأشهر الفائتة على منصاتٍ مثل «تيك توك» و«تويتر» و«ريديت»، عن أنهم عثروا على متعقبات «إير تاغ» في سياراتهم وبين مقتنياتهم الشخصية؛ ما أدى إلى تنامي المخاوف من تحويل هذه الأجهزة إلى وسيلة جديدة للتلصص، لا سيما أن مجموعات معنية بالدفاع عن الخصوصية كانت قد توقعت هذه النتيجة في أعقاب إطلاق «أبل» منتجها في أبريل (نيسان) الماضي. وكانت استرادا عثرت أخيراً على المتعقّب الشبيه بقطعة النقود المعدنية مثبتاً خلف لوحة سيارتها.

تهديد الخصوصية
بدأت بعض السلطات في مراقبة التهديد الذي تمثله متعقبات «إير تاغ» عن قرب، ومنها دائرة الشرطة في ويست سينيكا (نيويورك) التي حذرت أخيراً سكانها من احتمال تعرضهم للتعقب بعد العثور على «إير تاغ» على ممتص الصدمات في إحدى السيارات. وامتثلت شركة «أبل» أخيراً لمذكرة استدعاء طالبتها بتقديم معلومات حول المتعقب المستخدم في هذه القضية؛ تمهيداً لتوجيه الاتهامات، بحسب ما أفادت الشرطة.
وفي كندا، كشف أحد مراكز الشرطة، عن أنه يحقق في خمسة أحداث وضع فيها لصوص متعقبات «إير تاغ» على «مركبات فخمة ليتمكنوا لاحقاً من تحديد موقعها وسرقتها».
يعتقد الباحثون، أن هذه المتعقبات المجهزة بتقنية البلوتوث تكشف ربما عن مشكلة أكثر شيوعاً في التقنيات التي تسمح بالتعقب. إذ تصدر هذه الأخيرة إشارة يمكن رصدها بواسطة أجهزة تعمل بنظام «أبل» التشغيلي، لترسل هذه الأجهزة تقريراً عن آخر مكان رُصدت فيه هذه المتعقبات. ولكن على عكس المتعقبات المنافسة مثل ـ «تايل»، زودت «أبل» «إير تاغ» بمزايا تمنع انتهاك الخصوصية كالإشعار الذي تلقته استرادا والصفير التلقائي. (هذا وأفاد متحدث باسم «تايل» بأن الشركة تحضر لإطلاق ميزة تمنع تعقب الناس العام المقبل).
من جهتها، قالت إيفا غالبيرين، مديرة الأمن السيبراني في منظمة «إلكترونيك فرونتيير فاونديشن» والتي تدرس ما يعرف ببرامج التلصص والتجسس، إن «إير تاغ» يشكل تهديداً «ذا خطر مختلف» بسبب انتشار منتجات «أبل» التي تسمح بمراقبة أكثر دقة لحركة الأشخاص.
وتشرح غالبيرين، أن «(أبل) حولت تلقائياً كل منتج يعمل بنظام iOS إلى جزءٍ من الشبكة التي تستخدمها متعقباتها للتبليغ عن موقع أحدها. تتسم هذه الشبكة التي تستطيع «أبل» الوصول إليها بحجمٍ وقوة أكبر من أي شبكة أخرى تستخدمها المتعقبات المنافسة؛ ما يجعلها أكثر فاعلية وتهديداً في آنٍ معاً».
لم تكشف «أبل» بعد عن أرقام مبيعات «إير تاغ»، ولكنها صرحت بأن المنتج (29 دولاراً) حقق شعبية كبيرة وسجل مبيعات لافتة تؤدي إلى نفاده من المتاجر بشكلٍ مستمر.

استجابة «أبل»
وفي سياقٍ متصل، صرح أليكس كيرشنر، المتحدث باسم «أبل»، بأن الشركة تنظر إلى سلامة زبائنها «بجدية كبيرة» و«تلتزم بأمن وخصوصية متعقبات الـ«إير تاغ». وأضاف، أن هذه الأجهزة الصغيرة مزودة بمزايا تُعلِم المستخدمين في حال وجود متعقب غريب معهم؛ ما يساهم في ردع أصحاب النوايا السيئة عن استخدام المتعقبات لأهداف إجرامية.
وأضاف كيرشنر، أن «على المستخدمين الذين يشعرون أن سلامتهم في خطر أن يتواصلوا مع جهات إنفاذ القانون المختصة التي يمكنها أن تنسق مع (أبل) لتزويدهم بأي معلومات متوفرة عن أي متعقب (إير تاغ) مجهول». في هذه الحالة، قد تلجأ الشرطة إلى الطلب من «أبل» تزويدها بمعلومات عن مالك المتعقب لتحديد أي مرتكب محتمل. ولكن بعض الأشخاص كشفوا لصحيفة «نيويورك تايمز» عن أنهم لم ينجحوا في العثور على متعقبات «أبل» التي تلقوا إشعارات بشأنها، وأن الشرطة لا تأخذ بلاغات الإشعارات التي يتلقونها على هواتفهم بجدية دائماً.

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص يحول الذكاء الاصطناعي الطابعات من مجرد خدمة بسيطة إلى أداة أكثر ذكاءً واستجابة لحاجات المستخدمين (أدوبي)

خاص كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟

تلتقي «الشرق الأوسط» الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة «إتش بي» (HP) لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل الطابعات ومستقبلها.

نسيم رمضان (بالو ألتو - كاليفورنيا)

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
TT

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تنتهي اليوم فعاليات مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» (Microsoft Ignite) السنوي في مدينة شيكاغو الأميركية، بحضور تجاوز 14 ألف زائر، الذي استعرضت «مايكروسوفت» خلال أيامه الثلاثة أكثر من 80 خدمة ومنتجاً وميزة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي بخدمة الموظفين

طوّرت الشركة خدمة «مايكروسوفت 365 كوبايلوت» (Microsoft 365 Copilot) الخاصة بالشركات، مقدمة «أفعال كوبايلوت» (Copilot Actions) التي تسمح بأتمتة المهام اليومية في مجال العمل بأوامر بسيطة، مثل الحصول على ملخص اجتماعات «تيمز» (Teams) في ذلك اليوم أو إعداد التقارير الأسبوعية أو تلخيص ما الذي يجب القيام به حسب الرسائل الواردة إلى بريد المستخدم والاجتماعات التي حدثت قبل عودته من إجازته السنوية، وغيرها.

 

 

«عملاء مايكروسوفت»

كشفت الشركة كذلك ميزة «عملاء مايكروسوفت» (Microsoft Agents) التي تسمح بالبحث في ملفات الشركة وتحليلها والإجابة على أسئلة الموظفين أو العملاء بكل خصوصية، وتلخيص النتائج بهدف تسريع اتخاذ قرارات العمل. وتعمل هذه الميزة في خدمة «شيربوينت» (SharePoint) لكل شركة.

 

 

 

المترجم الفوري

ويمكن لعميل ذكاء اصطناعي اسمه «المترجم الفوري» (Interpreter) ترجمة محادثات الاجتماعات المرئية في «تيمز» بهدف كسر الحواجز اللغوية والتركيز على جوهر الاجتماع، مع القدرة على محاكاة صوت المستخدم بلغة الطرف الثاني. ويمكن لعميل ذكي آخر اسمه «المُيَسِّر» (Facilitator) تلخيص اجتماعات «تيمز» وأتمتة إدارة المشاريع عبر جميع مراحلها. كما يستطيع بعض عملاء الذكاء الاصطناعي مساعدة الموظفين على حلّ مشاكلهم التقنية دون الحاجة للعودة إلى قسم الدعم الفني، والإجابة على أسئلتهم المتعلقة بسياسات الشركة والموارد البشرية والمشتريات، وغيرها.

الذكاء الاصطناعي رفيق المبرمجين

ولتسهيل تضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي في برامج الشركات والأفراد، تقدم «مايكروسوفت» ما تسميه بـ«مسبك آجور للذكاء الاصطناعي» (Azure AI Foundry) الذي يوفر مجموعة برمجية للذكاء الاصطناعي وبوابة لتطوير عملاء الذكاء الاصطناعي.

وتوفر هذه المجموعة البرمجية أكثر من 25 قالباً مسبق الإعداد (Template) للذكاء الاصطناعي تسمح بتطوير تطبيقات مدعومة بهذه التقنية وتبسيط عملية البرمجة ونشرها عبر منصات «غيتهاب» (Github) و«فيجوال ستوديو» (Visual Studio) و«كوبايلوت ستوديو» (Copilot Studio). وتسمح البوابة للمبرمجين اكتشاف خدمات وأدوات ونماذج ذكاء اصطناعي تناسب احتياجاتهم واحتياجات الشركات التي يعملون لديها.

حماية المستخدمين

حذّرت «مايكروسوفت» أن عدد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف سرقة كلمات السرّ قد ارتفع خلال آخر 3 أعوام من 579 إلى أكثر من 7000 هجمة في كل ثانية، مع مضاعفة العدد في آخر سنة، ما يضع سبل الحماية التقليدية في موضع لا يسمح لها اللحاق بتقدم القراصنة.

مبادرة المستقبل الآمن

هذا الأمر يتطلب إعادة تطوير عملية حماية المستخدمين، ما دفع الشركة إلى إطلاق «مبادرة المستقبل الآمن» (Secure Future Initiative) التي طلبت من 34000 مهندس العمل على أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية وتطوير مقاومة البرامج ونظم التشغيل وأجهزة المستخدمين لطوفان الهجمات الرقمية الذي تتسارع وتيرته في كل يوم.

وكشفت كذلك عن عملها على تطوير «مايكروسوفت سيكيوريتي إكسبوجر مانجمنت» (Microsoft Security Exposure Management) الذي يقوم بتحليل آلية تواصل الأجهزة المختلفة والبيانات والهوية الرقمية والشبكات، بعضها مع بعض، داخل بيئة العمل واكتشاف العلاقات بينها وعرض مسار الاختراقات الممكنة لأي قرصان إلكتروني، وذلك لاكتشاف نقطة الضعف في البيئة المعقدة التي يمكن للقراصنة الدخول منها، وتوقع هدفهم وتتبع المسار المفترض لهم عبر الأجهزة المختلفة للوصول إلى الهوية الرقمية أو البيانات الحساسة، ومن ثم حماية ذلك المسار بشكل استباقي على صعيد سدّ الثغرات في الأجهزة أو البرامج أو نظام التشغيل أو الشبكة، وغيرها من العوامل الأخرى. كما يستطيع هذا المشروع التأكد من سلامة الاحتياطات الأمنية للفريق التقني داخل الشركة.

وأطلقت الشركة نظام «مايكروسوفت سيكيوريتي كوبايلوت» (Microsoft Security Copilot) المدعوم بالذكاء الاصطناعي للقيام بالوظائف الأمنية باستخدام الذكاء الاصطناعي بكل سلاسة وسهولة، حيث أظهرت الدراسات انخفاض معدل مدة حلّ المشاكل الأمنية لدى استخدام هذا النظام بنحو 30 في المائة.

أجهزة الذكاء الاصطناعي

واستعرضت الشركة أول جهاز من فئته، مصنوع خصيصاً للاتصال بأمان مع خدمة «ويندوز 365» السحابية، اسمه «ويندوز 365 لينك» (Windows 365 Link).

الجهاز بسيط وآمن، وسيتم إطلاقه في أبريل (نيسان) 2025 المقبل، بسعر 349 دولاراً أميركياً، ويسمح للمستخدمين بالعمل بأمان مع نظام التشغيل «ويندوز» السحابي بكل سرعة وموثوقية.

ولا يقوم الجهاز بتخزين أي بيانات داخله، ولا يقوم بتثبيت أي برامج فيه، مع تقديم وحدة معالجة للذكاء الاصطناعي مدمجة فيه لتسريع التفاعل مع البيانات والحصول على النتائج بكل سلاسة.

 

تحليل علوم الأرض

وعلى الصعيد نفسه، تعاونت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» مع «مايكروسوفت» لتطوير أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي اسمها «كوبايلوت الأرض» (Earth Copilot) تهدف إلى تبسيط عملية تحليل البيانات المرتبطة بعلوم الأرض التي تجمعها الأقمار الاصطناعية الخاصة بـ«ناسا». وسيتم نشر هذه البيانات المعقدة للجميع بهدف مشاركة المعلومات المهمة مع العلماء والباحثين والطلاب والمدرسين وصناع السياسات وعموم الناس.

وستستخدم الوكالة خدمة «آجور أوبين إيه آي» (Azure OpenAI Service) لتذليل العقبات التقنية وتمكين المجموعات المختلفة للمستخدمين من التفاعل مع البيانات العلمية لكوكب الأرض، ما يدل على الأبواب التي يفتحها الذكاء الاصطناعي لتسهيل وتبسيط عملية التعليم والبحث وتحليل مجموعات البيانات الضخمة في المجالات العلمية وسنّ السياسات، وفي مجالات الزراعة والتخطيط الحضري والاستجابة في حالات الكوارث، وغيرها.

ويمكن زيارة الموقع من هذا الرابط: www.earthdata.nasa.gov/dashboard