إيهاب فهمي: السوشيال ميديا تلعب دورَي الهدم والبناء

قال إن الحكاية تتضمن رسائل عدة عن التحرش

بوستر حكاية «اللي ما يشتري يتفرج»
بوستر حكاية «اللي ما يشتري يتفرج»
TT

إيهاب فهمي: السوشيال ميديا تلعب دورَي الهدم والبناء

بوستر حكاية «اللي ما يشتري يتفرج»
بوستر حكاية «اللي ما يشتري يتفرج»

قال الفنان المصري، إيهاب فهمي، بطل حكاية «اللي ما يشتري يتفرج»، ضمن مسلسل «نصيبي وقسمتك»، إن نهاية الحكاية منطقية وواقعية للغاية، خصوصاً أنه يوجد وراء الكثير من الأبواب المغلقة للبيوت المصرية حكايات مماثلة، يمتزج فيها الإحساس بالرضا والحزن، بمسايرة الواقع والتعايش مع شريك الحياة، من أجل الأبناء والصورة الاجتماعية المقبولة.
موضحاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه بسبب هذا الغوص الصادق في مشكلات الأسرة المصرية والقضايا الإنسانية، طالب جمهور «السوشيال ميديا» صناع العمل بتقديم مواسم جديدة منه.
وكانت حكاية «اللي ما يشتري يتفرج» التي تُعد الجزء الأخير، من الموسم الرابع لمسلسل «نصيبي وقسمتك» للمؤلف عمرو محمود ياسين، قد حققت انتشاراً لافتاً بالآونة الأخيرة.
وتدور أحداث الحكاية، التي تتضمن محتوى درامياً يبث رسائل مجتمعية عدة، حول طبيبة الأمراض النفسية الناجحة دكتورة «سونيا» وتقوم بدورها الفنانة بسمة، والتي تعيش مع زوجها خبير التسويق الشهير والأستاذ الجامعي، الذي يجسد شخصيته الفنان إيهاب فهمي، ولديهما ابنتان هما «دارا، وسيلين»، تعيش «سونيا» حياة هادئة سعيدة تكاد تخلو من المنغصات باستثناء غيرة زوجها؛ مما يؤثر بالسلب على عملها، ولكنها تتغاضى عن ذلك من أجل استقرار أسرتها، واستناداً إلى أن زوجها يبرر غيرته بحبه الشديد لها؛ مما يضطرها إلى تغيير بعض أنماط حياتها إرضاءً له، إلى أن تبث إحدى الفتيات عبر الإنترنت مقطع فيديو يجسد تحرشه بها، وملاحقته بسيارته لها، فتنقلب حياتهما رأساً على عقب، لا سيما بعد محاولات صديق الأسرة «وجيه» (الفنان محمد رزق) فبركة مقاطع أخرى تعكس تحرشه بأخريات لرغبته في طلاق «سونيا» وزواجها منه.
ويقول الفنان إيهاب فهمي، الذي يجسد دور «الزوج المتحرش»، أو «الدكتور رفعت» بالمسلسل في سياق حواره مع «الشرق الأوسط»، «النهاية ليست مفتوحة كما يتصور البعض، هي نهاية واضحة وحاسمة، وهي أن الزوجة ستقبل العيش معه فقط من أجل الابنتين، لا سيما أن إحداهما كادت تتسبب فضيحة والدها في عدم إتمام خطوبتها».
مشيراً إلى أنه «رغم هذا القرار، فإن الحياة من المستحيل تعود بينهما كما كانت من قبل، وهو ما أبلغته به الزوجة، انطلاقاً من أنه فقد احترامه وثقته لديها، في دلالة على أن بعض أخطاء المرء، يمكن أن تكون ذات نتائج مصيرية موجعة أو كما نقول في مصر (الغلطة بفورة)، بمعنى أن خطأ واحداً، يمكن أن يدمر حياة أسرة بالكامل».
وأوضح، أنه من «ضمن رسائل المسلسل، أن الإنسان كلما كانت مكانته عالية، كان يتحتم عليه أن تكون أقواله وأفعاله على مستوى هذه المكانة، فمن غير المنطقي لأستاذ جامعي ناجح وزوج سيدة من صفوة المجتمع، وأب لزهرتين جميلتين أن يتخلى عن القيم الدينية والمجتمعية والعادات والتقاليد، ويتحرش بفتاة، مصرّاً على ملاحقتها ومضايقتها، وكأنه مراهق».
ووفق فهمي، فإن «المسلسل الذي يدخل في إطار الأعمال الدرامية، التي انتبهت أخيراً إلى ضرورة العودة إلى جمع الأسرة حول التلفزيون في أجواء دافئة، تحاول تغيير بعض الأخطاء المتوارثة».
قدمت المعالجة الدرامية منذ بداية بث مقطع الفيديو اعترافاً صريحاً من جانب الزوج بكل ما جاء به، فعلى غير المعتاد أقرّ الزوج بالخيانة، وأوضح لـ«سونيا» التفاصيل من دون أي كذب، وهو ما لاقى استحساناً من قطاع كبير من جمهور السوشيال ميديا، ويعلق فهمي قائلاً «لقد اعترف رفعت، واعتذر وطلب أن يغفر له المجتمع خطأه، وهي اتجاه يرسّخه العمل الدرامي، الذي اهتم في الوقت ذاته بتقديم العقاب الذي يستحقه من خلال رفده من عمله ونبذ الجميع له».
إلى ذلك، تمتعت المعالجة بتناول القضية بقدر من الشمولية، في تقاطعها مع أبعاد اجتماعية أخرى موجودة على أرض الواقع، تمت مناقشتها بطريقة بسيطة، في حلقات قصيرة نجحت في الابتعاد عن التطويل، ومن ذلك فكرة تخلي بعض المقربين عن المخطئ، وفي المقابل مساندة آخرين له، ومحاولة إكسابه الصلابة والقوة حفاظاً على الأسرة التي سيدفع أبناؤها ثمن خطأ لم يرتكبوه، إضافة إلى تسليط الضوء على كيف يمكن لخطأ المرء أن يتسبب في إتاحة الفرص أمام الآخرين، للعبث بحياته والتدخل فيها، وفق فهمي.
تناولت الحكاية كذلك الدور المزدوج الذي تلعبه السوشيال ميديا ما بين الهدم والبناء معاً: يقول فهمي «أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي سلاحاً ذا حدين؛ فهي من جهة فضحت خطأه وازدواجيته، ومن جهة أخرى سمحت بالتنكيل بأسرته، إلى جانب الافتراء عليه ظلماً، وكان هذا متعمداً في المسلسل كي نؤكد ليس كل ما تتضمنه هذه المواقع صادقاً وصحيحاً».
تضمن المسلسل لحظات إنسانية مؤثرة، مثل بكاء دكتور رفعت منفرداً في غرفته، وهو ما يعلق عليه فهمي «تأثرت بهذا المشهد للغاية، وشعرت كيف يمكن في لحظة واحدة أن ينقلب حال الإنسان، وعبّرت الدموع عن لحظة ضعف حقيقية، قادته إلى أقوى ما يمكن أن يمر به المرء وهو التوبة».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.