انفجار شمسي قد يتسبب في انقطاع موجات الراديو عن الأرض

TT

انفجار شمسي قد يتسبب في انقطاع موجات الراديو عن الأرض

رصدت وكالة «ناسا» انفجاراً على بعد أكثر من 100 مليون كيلومتر من الأرض. وكان الانفجار عبارة عن توهج شمسي - انفجار قوي للطاقة الشمسية - التقطه مرصد «سولار ديناميكس أوبرزفاتوري» التابع لوكالة «ناسا» في 20 يناير (كانون الثاني).
ويراقب المرصد الشمس باستمرار ويلتقط صوراً للحدث، حيث أظهرت الصور التوهج الشمسي على شكل وميض ساطع على الجانب الأيمن من الشمس، حسب صحيفة (ميترو) اللندنية.
ويمكن أن تؤثر التوهجات والانفجارات الشمسية على الاتصالات اللاسلكية وشبكات الطاقة الكهربائية وإشارات الملاحة على الأرض وانقطاع موجات الراديو، ويمكن أن تشكل أيضاً مخاطر على المركبات الفضائية ورواد الفضاء. وتم تصنيف هذا التوهج على أنه توهج من فئة M5.5 من قبل «مقياس طقس الفضاء» التابع «للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي» الذي يعد ذا قوة معتدلة.
وتعد التوهجات الشمسية من هذا النوع في الأساس إطلاقاً هائلاً للإشعاع الكهرومغناطيسي، وعندما يحدث انفجار فإن هذا الإشعاع ينتشر عبر النظام الشمسي بسرعة الضوء. وإذا كانت قوية بما يكفي، فإنه من الممكن أن يؤثر انفجار الطاقة بشكل مباشر على موجات الراديو والإلكترونيات وغيرها من التقنيات المستخدمة على الأرض.
وكانت لهذا التوهج الخاص قدرة على تعتيم الاتصالات اللاسلكية عالية التردد «لعشرات الدقائق» على جانب الأرض المضاء بنور الشمس. وكان من المفترض أن يؤثر انقطاع التيار الكهربائي على الاتصالات عالية التردد، ما يؤثر بشكل أساسي على نطاق يتراوح بين 3 و30 ميجاهرتز. ومع ذلك، لا تؤثر التوهجات الشمسية على أنظمة التتبع «GPS» الخاصة بالهواتف الذكية أو تقنيات الملاحة الحديثة في هذا الصدد.
وتحدث التوهجات الشمسية عادة في مناطق من الشمس تتميز بوجود مجالات مغناطيسية قوية تسمى المناطق النشطة. ومع تطور هذه المجالات المغناطيسية، يمكن أن تصل إلى نقطة عدم الاستقرار وتطلق الطاقة في مجموعة متنوعة من الأشكال، بما في ذلك الإشعاع الكهرومغناطيسي، الذي يُرى أنه توهجات شمسية.
ويعد «مركز الفضائي للتنبؤ بالطقس» التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، المصدر الرسمي للحكومة الأميركية للتنبؤ ببيانات الطقس الفضائي والمراقبة والتحذيرات.
وتعمل «ناسا» ذراعاً بحثياً لجهود الأمة في مجال الطقس الفضائي من خلال مراقبة الشمس وبيئة الفضاء باستمرار، مع أسطول من المركبات الفضائية التي تدرس كل شيء من نشاط الشمس إلى الغلاف الجوي الشمسي، والمجالات المغناطيسية في الفضاء المحيط بالأرض.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.