«أصحاب ولا أعز» يأخذ النسخة الإيطالية إلى فضاء الجدل العربي

بعد أيام من بث الفيلم على «نتفليكس»

الفيلم سرعان ما واجه انتقادات متداولة على السوشيال ميديا
الفيلم سرعان ما واجه انتقادات متداولة على السوشيال ميديا
TT

«أصحاب ولا أعز» يأخذ النسخة الإيطالية إلى فضاء الجدل العربي

الفيلم سرعان ما واجه انتقادات متداولة على السوشيال ميديا
الفيلم سرعان ما واجه انتقادات متداولة على السوشيال ميديا

بعد ساعات من عرض فيلم «أصحاب ولا أعز» على منصة «نتفليكس»، تحوّل لمادة للجدل على ساحات التواصل الاجتماعي، بداية من مقارنته بالنسخة الإيطالية المأخوذ عنها «perfect strangers» وصولاً لما اعتبره قطاع كبير من المشاهدين يطرح معالجة غربية جريئة لقضايا مثل الخيانة الزوجية.
يبدأ الفيلم، كما النسخة الإيطالية، بترقب العالم لظاهرة خسوف القمر، وانتهاز سبعة أصدقاء لتلك الظاهرة النادرة للاجتماع على العشاء لمشاهدة الخسوف معاً، وخلال العشاء تدعوهم صديقتهم صاحبة دعوة العشاء لأن يقوموا بلعب لعبة يضعون فيها هواتفهم المحمولة على طاولة العشاء، ويقومون بفتح ومشاركة جميع المكالمات والرسائل على مرأى ومسمع منهم جميعاً، وسرعان ما تتحول تلك اللعبة إلى كابوس، بعد أن تكون سبباً في كشف أسرار بين الأصدقاء المقربين، سرعان ما تفسد علاقاتهم الزوجية والأسرية، ويكتشفوا أن صداقتهم على المحك.
فيلم «أصحاب ولا أعز» من إخراج المخرج اللبناني وسام سميرة، ومن بطولة منى زكي، وإياد نصار، وعادل كرم ونادين لبكي وجورج خباز، ودياموند عبود. ويسود الفيلم اللهجة اللبنانية التي تجمع بين أبطال الفيلم، وسط ظهور للهجة المصرية على لسان البطلين منى زكي وإياد نصار، اللذين يظهران في الفيلم أنهما متزوجان ويعيشان في لبنان منذ سنوات.
«كان الجدل متوقعاً حول الفيلم حتى من قبل صدوره»، كما تقول هبة محمد علي الكاتبة والناقدة الفنية بصحيفة «روزاليوسف» المصرية، وتضيف في كلمتها لـ«الشرق الأوسط» إن النسخة الإيطالية الأصلية للفيلم عرضت في مهرجان القاهرة السينمائي عام 2016. وحظيت آنذاك بترحاب واهتمام شديدين، وحصل على جائزة أفضل سيناريو في المهرجان.
تتابع: «مع تحول الفيلم لنسخة عربية كان متوقعاً أن يجد البعض أن فكرته جريئة على عالمنا العربي، لذلك كان الجدل متوقعاً بالتالي، خاصة أن الكثيرين توقفوا عند إبراز الفيلم لإيحاءات واستخدام ألفاظ رأوها جريئة على السينما العربية.
وحقق الفيلم الإيطالي «perfect strangers» رقماً قياسياً في عدد مرات النسخ التي تم تقديمها حول العالم بإجمالي 18 نسخة، وسبق عرض النسخة العربية «أصحاب ولا أعزّ» في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي، حالة من الفضول لمعرفة كيف سيظهر نجومهم العرب في حُلة جديدة للفيلم الإيطالي الذي حقق شعبية جارفة.
وسادت منصات التواصل الاجتماعي انتقادات للفيلم بوصفه غريباً على الثقافة العربية، ويتبنى نمط حياة غربياً دون غربلة تلائم النمط العربي في العلاقات الاجتماعية، وتصاعدت بعض الانتقادات ضد الفنانة المصرية منى زكي التي وجد الكثير من مشاهدي الفيلم أنها ظهرت في نمط جريء على شخصيتها الفنية.
«فكرة الريميك في السينما تستلزم أن يتم تقديم الفيلم كنسخة طبق الأصل من النسخة الأصلية للفيلم، وتعد النسخة العربية هي النسخة التاسعة عشرة بين نسخ العالم المقدمة، ومنها النسخة الفرنسية المعروضة حاليا على نتفليكس كذلك»، كما تقول هبة محمد علي وتضيف: «القصة جريئة، وهذا جانب أصيل من نجاح الفيلم، عنصر الصدمة والتناقض داخل النفس البشرية هو السبب الرئيسي وراء اهتمام العالم به، وأغلب الانتقادات التي توجه للنسخة العربية إلى الآن هي أحكام أخلاقية وليست فنية، تتحدث في مجملها عن الألفاظ الجريئة والسياق المتحرر الذي ظهر فيه الحديث بين الأصدقاء، وهو الجدل الذي يحتدم على السوشيال ميديا، الذي شئنا أم أبينا يظل مؤشراً على القبول المجتمعي، ولكنه يظل مؤشراً غير منضبط وبعيد عن النقد الفني الحقيقي».
ويعرض النسخة العربية في 190 دولة حول العالم. وهو أول الأفلام التي تنتجها شركة Front Row في إطار اتفاقية الشراكة التي تم توقيعها العام الماضي مع «نتفليكس» لإنتاج نخبة من الأفلام العربية.
«كثير ممن يشاركون في انتقاد الفيلم، لم يشاهدوه من الأساس، ربما يتبنوا موقفاً أخلاقياً منه لمجرد أن علموا أن أحد أبطاله من المثليين، وراحوا يشاركون في نغمة أن الفيلم يروج للمثلية، رغم أن السياق الذي ظهرت به شخصية المثلي تناقش فكرة قضية التقبل المجتمعي للمثلي حتى بين دوائر الأصدقاء المقربين» كما تقول الكاتبة المصرية. وجسّد الفنان اللبناني فؤاد يمين شخصية مثلي جنسياً يُخفي الأمر عن أصدقائه، حتى يتكشف لهم هذا الأمر بالصدفة خلال العشاء، ضمن أسرار أخرى أظهرت للأصدقاء بعد سنوات علاقتهم الطويلة أنهم مجرد غرباء، وسط سؤال يتكرر على مدار الفيلم إذا كان الصدق في علاقاتنا الاجتماعية قد تراجع وحل محله الغموض، بسبب الهواتف المحمولة التي نحملها ليل نهار، وما باتت تحمله من أسرار؟


مقالات ذات صلة

«القدر»... مسلسل جديد يقتحم عالم الأمهات البديلة

يوميات الشرق قصي خولي وديمة قندلفت في مسلسل «القدر» (إنستغرام)

«القدر»... مسلسل جديد يقتحم عالم الأمهات البديلة

جذب المسلسل العربي «القدر» الاهتمام عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن استطاع أن يقتحم عالم الأمهات البديلة، ويظهر حجم المشكلات والأزمات التي يتسبب فيها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان محمد هنيدي (حسابه بفيسبوك)

دراما رمضانية تراهن على فناني الكوميديا و«المهرجانات»

يراهن عدد من الأعمال الدرامية المقرر عرضها في الموسم الرمضاني المقبل خلال عام 2025 على عدد من فناني الكوميديا و«المهرجانات».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)

«إقامة جبرية» يراهن على جاذبية «دراما الجريمة»

يراهن صناع مسلسل «إقامة جبرية» على جاذبية دراما الجريمة والغموض لتحقيق مشاهدات مرتفعة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

يؤدي خالد النبوي في مسلسل «سراب» شخصية «طارق حسيب» الذي يتمتّع بحاسّة تجعله يتوقع الأحداث قبل تحققها.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

تصبح المهمة أسهل حين تكتب شخصية مشهورة مذكراتها قبل وفاتها، وهذا ما حدث في فيلم «أيام السادات» الذي كتب السيناريو له من واقع مذكراته الكاتب الراحل أحمد بهجت.

هشام المياني (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.