الأسواق متخبطة بعد «تصحيح ناسداك»

تراجعات حادة بفعل موجة بيع عالمية

فتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على انخفاض الجمعة في طريقها لثالث أسبوع على الأقل من التراجع (رويترز)
فتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على انخفاض الجمعة في طريقها لثالث أسبوع على الأقل من التراجع (رويترز)
TT

الأسواق متخبطة بعد «تصحيح ناسداك»

فتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على انخفاض الجمعة في طريقها لثالث أسبوع على الأقل من التراجع (رويترز)
فتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على انخفاض الجمعة في طريقها لثالث أسبوع على الأقل من التراجع (رويترز)

تراجعت أسواق الأسهم الرئيسية بشدة، يوم الجمعة، مع موجة بيع عالمية بفعل مخاوف مرتبطة بوتيرة تشديد البنوك المركزية السياسة النقدية وضعف البيانات الاقتصادية.
وبدأت المخاوف عندما أغلق مؤشر «ناسداك» يوم الأربعاء 10.7 في المائة أدنى من أعلى مستوى له على الإطلاق في نوفمبر (تشرين الثاني)، ما يؤكد أنه في حالة تصحيح. ثم هبطت المؤشرات الرئيسية في بورصة «وول ستريت» يوم الخميس، وتلاشى صعود الأسهم في أواخر الجلسة تحت ضغط من تحول المستثمرين إلى بحث ما إذا كانت الأسهم ستصبح صفقات بعد عمليات بيع في بداية العام.
وفتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على انخفاض الجمعة، وباتت في طريقها لثالث أسبوع على الأقل من التراجع، بعد أن أدت توقعات ضعيفة من «نتفليكس» إلى هبوط أسهم شركة البث المباشر ومثيلاتها.
وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 13.70 نقطة أو 0.04 في المائة إلى 34701.69 نقطة. وفتح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على انخفاض 11.35 نقطة أو 0.25 في المائة عند 4471.38. في حين انخفض مؤشر ناسداك المجمع 107.80 نقطة أو 0.76 في المائة إلى 14046.22 عند جرس الافتتاح.
وفي أوروبا، انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي عصر الجمعة 1.4 في المائة في موجة بيع واسعة النطاق، متجهاً صوب أسوأ أداء يومي في قرابة أسبوعين، إذ يترقب المستثمرون الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لمعرفة تفاصيل عن كيفية تعامله مع ارتفاع التضخم. إلى جانب ذلك، قفزت أسعار المستهلكين في منطقة اليورو بوتيرة قياسية في ديسمبر (كانون الأول)، بفعل زيادة أسعار الطاقة وأزمات سلاسل الإمداد.
واتجه المؤشر ستوكس 600 صوب ثالث تراجع أسبوعي على التوالي متأثراً بانخفاض قطاع التكنولوجيا بأكثر من 2 في المائة، بسبب مخاوف من رفع أسعار الفائدة الأميركية بوتيرة أسرع من المتوقع قبل اجتماع المركزي الأميركي.
وتراجع سهم شركة التعدين الإنجليزية الأسترالية ريو تينتو 3.1 في المائة، بعدما سحبت صربيا تراخيصها للتنقيب عن الليثيوم بسبب مخاوف مرتبطة بالبيئة، الأمر الذي يؤثر سلباً على طموح الشركة في أن تصبح أكبر مورد للمعدن في أوروبا.
وانخفض سهم «إيرباص» 1.5 في المائة، بعدما قالت الشركة إنها ألغت عقداً مع الخطوط الجوية القطرية لتوريد 50 طائرة من طراز إيه 321 نيو. وهوى سهم «سيمنس إنرجي» 11.4 في المائة، بعد أن خفضت الشركة توقعاتها إثر تحذير وحدتها سيمنس جاميسا لصناعة توربينات الرياح من أزمات مطولة في سلاسل الإمداد، ما يجدد الضغوط على الشركة الألمانية للاستحواذ على الوحدة بالكامل. وتراجع سهم سيمنس جاميسا 12.5 في المائة، لينضم إلى سهم سيمنس إنرجي، ليسجلا أسوأ أداء على المؤشر ستوكس 600.
كما تراجعت أسهم اليابان متأثرة بخسائر قطاع التكنولوجيا، بعد تراجع المؤشر «ناسداك» 1 في المائة، مساء الخميس، بفعل مخاوف مرتبطة بالتضخم ورفع أسعار الفائدة، وهو ما قوض الشهية للمخاطرة.
وأغلق المؤشر نيكي منخفضاً 0.9 في المائة إلى 27522.26 نقطة، بعدما نزل بأكثر من 2 في المائة في وقت سابق من الجلسة. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.59 في المائة إلى 1927.18 نقطة. وفقد نيكي 2.1 في المائة خلال الأسبوع، وهي أكبر خسارة في سبعة أسابيع، في حين تراجع المؤشر توبكس 2.5 في المائة في أسوأ أداء خلال ثمانية أسابيع.
وتصدرت الأسهم المرتبطة بالرقائق الإلكترونية الخسائر، ونزل سهم طوكيو إلكترون 6.2 في المائة، في حين تراجع سهم أدفانتست 3.98 في المائة. وانخفض سهم تويوتا موتورز 2.48 في المائة بعدما قالت الشركة المصنعة للسيارات إنها ستبطئ وتيرة الإنتاج في 11 مصنعاً باليابان، بسبب زيادة الإصابات بـ«كوفيد – 19» بين العاملين بتلك المصانع وفي شركات توريد قطع السيارات.
ورغم توقعات بفرض قيود أوسع نطاقاً على الانتقالات بفعل زيادة كبيرة وسريعة في الإصابات بالمرض، فإن أسهم الطيران والسكك الحديدية كانت ضمن الأعلى ربحاً بين المؤشرات الفرعية. وزاد مؤشر قطاع الطيران 3.84 في المائة، في حين ارتفع مؤشر السكك الحديدية 1.54 في المائة. وقفز سهم «إيه. إن. إيه هولدنغر» 3.73 في المائة، في حين زاد سهم كيسي إلكتريك 3.48 في المائة.
من جانبه، حوم الذهب قرب أعلى مستوياته في شهرين، الجمعة، إذ عزز التضخم والمخاطر الجيوسياسية المعدن النفيس الذي يعد ملاذاً آمناً، بينما يتجه البلاديوم لتحقيق أفضل أسبوع له منذ مارس (آذار) بفضل قوة الطلب.


مقالات ذات صلة

مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يرتفع مجدداً

الاقتصاد شخص يتسوق لشراء الطعام في أحد المتاجر الكبرى استعداداً لعيد الشكر في شيكاغو (رويترز)

مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يرتفع مجدداً

تسارعت زيادات الأسعار للمستهلكين في الشهر الماضي، مما يشير إلى أن التراجع المستمر في التضخم على مدار العامين الماضيين قد بدأ يواجه تحديات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)

الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

نما الاقتصاد الأميركي بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام، وهو نفس التقدير الأولي الذي أعلنته الحكومة يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)

طلبات إعانات البطالة تتراجع في الولايات المتحدة

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي لكن العديد من العمال المسرحين ما زالوا يعانون من فترات طويلة من البطالة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

انخفاض العقود الآجلة للأسهم الأميركية قبيل بيانات التضخم الرئيسة

انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، يوم الأربعاء، مع انتظار المستثمرين بيانات اقتصادية رئيسة، خصوصاً تقرير التضخم الشهري الرئيس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
جيمسون غرير يحضر منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في تشيلي 17 مايو 2019 (رويترز)

ترمب يختار جيمسون غرير لمنصب ممثل التجارة للولايات المتحدة

اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الثلاثاء، جيمسون غرير، المحامي والمسؤول السابق في ولايته الأولى، ليشغل منصب كبير مفاوضي التجارة في إدارته المقبلة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

طلبات إعانات البطالة تتراجع في الولايات المتحدة

آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
TT

طلبات إعانات البطالة تتراجع في الولايات المتحدة

آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي، لكن العديد من العمال المسرحين ما زالوا يعانون من فترات طويلة من البطالة، ما يبقي الباب مفتوحاً أمام إمكانية خفض أسعار الفائدة مرة أخرى من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول).

وأفادت وزارة العمل، يوم الأربعاء، بأن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة في الولايات المتحدة تراجعت بمقدار ألفي طلب، ليصل العدد إلى 213 ألف طلب معدلة موسمياً للأسبوع المنتهي في 23 نوفمبر (تشرين الثاني). وتم نشر التقرير في وقت مبكر هذا الأسبوع بسبب عطلة عيد الشكر يوم الخميس.

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 216 ألف طلب للأسبوع الأخير. وقد انخفضت الطلبات عن أعلى مستوى لها في عام ونصف العام، سُجل في أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، وكان نتيجة للأعاصير والإضرابات في شركة «بوينغ» وشركات الطيران الأخرى. وهي الآن عند مستويات تشير إلى انخفاض معدلات التسريح من العمل وانتعاش التوظيف في نوفمبر. ففي أكتوبر، أدت العواصف والإضراب الذي استمر 7 أسابيع في شركة «بوينغ» إلى تقليص الزيادة في الوظائف غير الزراعية إلى 12 ألف وظيفة فقط.

وعلى الرغم من التوقعات بانتعاش في الوظائف، من المرجح أن يبقى معدل البطالة ثابتاً أو حتى يرتفع هذا الشهر. فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدة، وهو مقياس غير مباشر للتوظيف، بمقدار 9 آلاف ليصل إلى 1.907 مليون شخص وفق بيانات معدلة موسمياً في الأسبوع المنتهي في 16 نوفمبر، وفقاً لتقرير طلبات البطالة.

وتشير بيانات الطلبات المستمرة المرتفعة إلى أن العديد من العمال المسرحين يجدون صعوبة في العثور على وظائف جديدة. وتغطي هذه البيانات الفترة التي يتم خلالها مسح الأسر لمعدل البطالة لشهر نوفمبر. وقد ظل معدل البطالة ثابتاً عند 4.1 في المائة لمدة شهرين متتاليين. وسيكون تقرير التوظيف لشهر نوفمبر أمراً حاسماً في تحديد قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في منتصف ديسمبر.

ويرى معظم الاقتصاديين أن خفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل أمر غير مؤكد في ظل إشارات تباطؤ انخفاض التضخم.

وأظهرت محاضر اجتماع السياسة الفيدرالية في 6 - 7 نوفمبر، التي نُشرت يوم الثلاثاء، أن المسؤولين بدا أنهم منقسمون بشأن مدى الحاجة إلى مواصلة خفض الأسعار. وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض تكاليف الاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس في وقت سابق من هذا الشهر، ما أدى إلى خفض سعر الفائدة القياسي إلى نطاق 4.50 - 4.75 في المائة.

وبدأ البنك المركزي الأميركي في تخفيف السياسة النقدية منذ سبتمبر (أيلول) بعد أن رفع أسعار الفائدة في عامي 2022 و2023 لمكافحة التضخم.