اتفاقية بين «نواة» الإماراتية و«سيراب» الفرنسية لدعم محطات براكة

عبر تقديم خدمات إعادة التزود بالوقود والخدمات الإلكترونية

من المتوقع أن تنتج محطات براكة 85 % من الكهرباء في العاصمة أبوظبي بحلول 2025 (وام)
من المتوقع أن تنتج محطات براكة 85 % من الكهرباء في العاصمة أبوظبي بحلول 2025 (وام)
TT

اتفاقية بين «نواة» الإماراتية و«سيراب» الفرنسية لدعم محطات براكة

من المتوقع أن تنتج محطات براكة 85 % من الكهرباء في العاصمة أبوظبي بحلول 2025 (وام)
من المتوقع أن تنتج محطات براكة 85 % من الكهرباء في العاصمة أبوظبي بحلول 2025 (وام)

وقعت شركة «نواة للطاقة» التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية، اتفاقية مع شركة «سيراب إس إيه» الفرنسية لتقديم خدمات تقنية لدعم عمليات إعادة التزود بالوقود والخدمات الإلكترونية في محطات براكة.
وقالت الشركة الإماراتية، أمس، إن «سيراب إس إيه» الفرنسية تعد من أبرز الشركات الريادية الأوروبية في مجال الخدمات النووية، وتمتلك خبرة في هذا المجال تزيد عن الـ30 عاماً، حيث يمتد نطاق عملها إلى ثماني دول حول العالم.
وعمدت «سيراب إس إيه» شراكة مع شركة «إندل» المالكة لحصة فيها، وهي شركة فرنسية تعمل في خدمات الصناعة والصيانة النووية، لتوفير مجموعة واسعة من خدمات الدعم المتخصصة لشركة «نواة للطاقة». وبالتعاون مع شركة «نوسام» المحدودة التابعة لها، التي تأسست عام 2021، تمضي «سيراب إس إيه» و«إندل» قدماً في مشاركة خبراتهما لدعم تطوير وتعزيز سلسلة الإمداد النووية في دولة الإمارات.
وجاء الإعلان عن الاتفاقية من خلال استضافة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والمجموعة الفرنسية للصناعات النووية «غيفن» النسخة الرابعة من مبادرة سلسلة التوريد الصناعية الإماراتية الفرنسية للطاقة النووية، المعروفة باسم «إي فيوجن»، التي عقدت كجزء من يوم الطاقة النووية الفرنسي في الجناح الفرنسي في «إكسبو 2020 دبي»، حيث التقى ممثلون من شركات قطاع الطاقة النووية المحلية والدولية ومسؤولون حكوميون وخبراء في الطاقة لمناقشة الفرص المتنامية للتعاون بين المؤسسات الإماراتية والفرنسية في هذا القطاع.
واطلع المشاركون في الفعالية على التقدم الأخير الذي تم إحرازه في محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، التي تعد حجر الأساس للبرنامج النووي السلمي الإماراتي.
وتوفر محطات براكة الكهرباء الصديقة للبيئة على مدار الساعة بدون أي انبعاثات كربونية، حيث تقود أكبر الجهود الجارية في دولة الإمارات لخفض البصمة الكربونية من خلال تسريع خفض الانبعاثات الكربونية لقطاع الطاقة.
ووصلت النسبة الكلية للإنجاز في محطات براكة الأربع إلى أكثر من 96 في المائة، وبدأت المحطة الأولى التشغيل التجاري في أبريل (نيسان) 2021، فيما تم ربط المحطة الثانية بشبكة الكهرباء الرئيسية في الدولة في أغسطس (آب) 2021، ووصلت طاقة مفاعلها إلى 100 في المائة للمرة الأولى في إطار اختبار الطاقة التصاعدي الذي يسبق التشغيل التجاري المتوقع خلال الشهور المقبلة، في وقت وصلت المحطتان الثالثة والرابعة إلى المراحل النهائية من الإنجاز.
وشارك ممثلو الشركات الفرنسية والإماراتية المعنية في جلسات تفاعلية، بما في ذلك جلسة صباحية عامة وورش عمل وحلقات نقاش وحفل استقبال مسائي.
وسلطت ورشة العمل المخصصة لـ«إي فيوجن» الضوء على آخر التطورات في قطاعي الطاقة النووية، سواء في الإمارات أو في فرنسا، وأبرزت الروابط الوثيقة والفوائد الكبيرة للعلاقات التجارية الفرنسية الإماراتية في قطاع الطاقة النووية، فيما ناقش الحضور آخر المستجدات في هذا القطاع، إضافة إلى مستقبل الابتكار الذي يدعم الجهود الجارية لمواجهة التغير المناخي وتعزيز الاستدامة.
يذكر أن مبادرة سلسلة التوريد الصناعية الإماراتية الفرنسية للطاقة النووية «إي فيوجن» تم إطلاقها من قبل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والمجموعة الفرنسية للصناعات النووية «غيفن» ومجموعة «إي دي إف» الفرنسية في عام 2019، بهدف دعم المبادرة الإماراتية الفرنسية لتطوير سلسلة إمداد محلية لقطاع الطاقة النووية، وهي المبادرة التي تحظى بدعم الوكالة الفرنسية الحكومية «فرانس بيزنس».
وتعد محطات براكة للطاقة النووية السلمية من أكبر محطات الطاقة النووية في العالم، وبحلول عام 2025، من المتوقع أن تكون محطات براكة أكبر مساهم في خفض الانبعاثات الكربونية في إمارة أبوظبي بنسبة 50 في المائة، وأن تنتج 85 في المائة من الكهرباء الصديقة للبيئة في الإمارة بحلول العام نفسه.



وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
TT

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس، وستلعب دوراً مضاعفاً، كما يقول وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف. ويضيف أن هيئة المساحة الجيولوجية سيكون لها دور محوري خلال الـ25 عاماً المقبلة في تمكين قطاع التعدين، مشدداً على أن هناك عزماً على استمرار مشروعات المسح الجيولوجي والاستكشاف وتوفير البيانات للمستثمرين، خصوصاً أن الهيئة أطلقت جملةً من المبادرات تهدف إلى تحويل قطاع التعدين ليصبح الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني.

كلام الخريف جاء خلال حفل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها، والذي انطلق تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وافتتحه الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة، بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات الاعتبارية.

الأمير سعود بن مشعل نائب أمير مكة المكرمة خلال تكريم الشخصيات المشاركة ويبدو وزير الصناعة ورئيس هيئة المساحة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وفي ظل هذه النتائج والأرقام ونتائج المسح، سجَّلت السعودية تدفقاً كبيراً للاستثمار في قطاع التعدين، وهو ما أكده لـ«الشرق الأوسط» الوزير الخريف، قائلاً: «يوجد الآن كمٌّ كبيرٌ من طلبات الاستثمار في قطاع التعدين، وهناك عمل مع الجهات الحكومية الأخرى؛ لضمان التنسيق لتخصيص المواقع للمستثمرين»، موضحاً أنه في كل يوم يجري التوقيع لمواقع جديدة سواء لمستثمرين حاليين فيما يتعلق بالتوسع، أو مستثمرين جدد.

وأشار الوزير إلى أن «النتائج التي نحصل عليها من المسح الجيولوجي والبيانات والمنصة، جعلت السعودية من أهم الدول التي يُنظر لها من شركات الاستثمار في قطاع التعدين للتوسع؛ لضمان مستقبلها في إمدادات التعدين»، مؤكداً: «إننا نعمل على التدقيق في المعلومات التي تصلنا، ونأخذ عينات إضافية، ونركز على مناطق محددة توجد فيها ثروات أكثر، وهذا يرفع مستوى مصداقية السعودية من حيث البيانات».

ونُفذت مشروعات عملاقة للمسح الجيولوجي غطت أكثر من 85 في المائة من أراضي المملكة ما بين أعمال مسح جيوفيزيائي وجيوكيميائي باستخدام تقنيات حديثة. كما أن هناك البرنامج العام للمسح الجيولوجي، ومبادرة بناء قاعدة المعلومات الوطنية لعلوم الأرض، وفقاً للخريف، الذي قال إن المبادرات أسهمت في ارتفاع قيمة الموارد المعدنية غير المستغلة من 4.9 تريليون ريال في عام 2016، إلى 9.4 تريليون ريال مع بداية العام الحالي، 2024.

وزير الصناعة خلال إلقاء كلمته في حفل الهيئة الاثنين (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وخلال الحفل، دشّن نائب أمير منطقة مكة، شعار هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الجديد، الذي يعكس الهوية الجيولوجية للهيئة، ويفصح عن جهودها المستمرة في مسح مناطق المملكة وتعزيز الوعي الثقافي والبيئي، كما كرّم أعضاء اللجنة المؤسسة للهيئة، ورعاة الحفل.

وقال الخريف، إن هيئة المساحة الجيولوجية أنجزت أكثر من 500 مشروع متخصص في مجالات علوم الأرض، تتضمّن الخرائط الجيولوجية بمقاييس الرسم المختلفة، والاستكشاف المعدني، والمسح الجيوفيزيائي والجيوكيميائي والبحري، وأعمال مراقبة ورصد المخاطر الجيولوجية، والحد من آثارها، والدراسات والأبحاث التعدينية، كما اهتمت الهيئة منذ نشأتها بتنمية مواردها البشري؛ إيماناً منها بأنهم أساس نجاحها، فبفضل جهودهم وتفانيهم، إلى جانب خبراتهم العلمية والعملية، حققت الهيئة إنجازات نوعية حظيت بإشادة الجميع.

شهد حفل هيئة المساحة تكريماً من نائب أمير مكة المكرمة للرواد في الهيئة وعدد من الشخصيات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وأكد الوزير، في كلمته التي ألقاها بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس الهيئة، أن المملكة شهدت جهوداً وطنية حثيثة في مجال البحث والتنقيب عن الثروات المعدنية، وقد تكللت باكتشافات مهمة خلال الرُبع قرن الماضي، كان لها أثر كبير على مختلف الأصعدة، موضحاً أنه على صعيد قطاع التعدين، أسهمت هذه الاكتشافات في دعم الاستثمار وتطوير قطاع الثروة المعدنية، لا سيما مع اكتشاف عدد من المعادن الأساسية مثل الفوسفات والبوتاسيوم والذهب والفضة، بالإضافة إلى ركائز معدنية للمعادن الاستراتيجية، التي تكمن أهميتها في نمو القطاع وظهور شركات وطنية كبيرة مثل شركة «معادن».

وأضاف: «لم تقتصر إنجازات الهيئة على الاكتشافات المعدنية فحسب، بل امتدت لتشمل مجال المخاطر الجيولوجية، حيث أسهمت في توسيع شبكة الرصد الزلزالي لتعزيز قدرة المملكة في مراقبة النشاط الزلزالي، وإنشاء قاعدة بيانات (رواسي)، التي تضم آلاف التقارير والدراسات المتخصصة في المخاطر الجيولوجية، كما تشرفت الهيئة بالإشراف على استمرارية وديمومة مياه زمزم المباركة، وتعقيمها، والمحافظة على استدامتها، وأولت اهتماماً كبيراً بدرء مخاطر السيول، وإجراء كثير من الدراسات لتحديد المناطق المُعرَّضة للخطر، ودعم صنع القرار الحكومي بشأن إقامة المشروعات التنموية العملاقة».