معلومات عن إفراج الحوثيين عن وزير الدفاع.. واختفاء نقاط تفتيش الميليشيا في صنعاء

بعد إعلان قيادة «عاصفة الحزم» بدء عملية «إعادة الأمل»

معلومات عن إفراج الحوثيين عن وزير الدفاع.. واختفاء نقاط تفتيش الميليشيا في صنعاء
TT

معلومات عن إفراج الحوثيين عن وزير الدفاع.. واختفاء نقاط تفتيش الميليشيا في صنعاء

معلومات عن إفراج الحوثيين عن وزير الدفاع.. واختفاء نقاط تفتيش الميليشيا في صنعاء

ذكرت مصادر سياسية أن جماعة الحوثيين أقدمت قبل ساعات على الإفراج عن وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي المعتقل لدى الجماعة منذ أكثر من شهر.
ورغم استمرار الاشتباكات المسلحة في مناطق كثيرة من اليمن إلى لحظة كتابة هذا الخبر، في كل من تعز وعدن والضالع ولحج وشبوة، فإنه كان لافتا اختفاء مظاهر وجود مسلحي الحوثي ونقاط تفتيشهم في العاصمة صنعاء بشكل لافت، بالتزامن مع عودة التيار الكهربائي للكثير من المدن بعد تسعة أيام من انقطاعه عن العاصمة صنعاء.
وقال قيادي بارز في حزب المؤتمر الشعبي العام فضل عدم الإفصاح عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» إن «انسحاب المسلحين من المدن اليمنية وعودة الدولة وإعادة تطبيع الأوضاع مسألة وقت فقط».
وكان وزير الخارجية السابق أبو بكر القربي تحدث في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» عن مبادرة سياسية أهم بنودها: «وقف الحرب، وانسحاب المسلحين من المدن والمحافظات، وإعادة ترتيب أوضاع الجيش والمؤسسات الأمنية ومؤسسات الدولة، وتقديم بدائل لهيئة رئاسة الجمهورية، والعودة إلى الحوار وفقا للمبادرة اليمنية وقرارات الأمم المتحدة ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والأمن».
إلى ذلك، قال الكاتب والباحث السياسي محمد العمراني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن قرار إعادة الأمل «جاء لإيقاف عمليات عاصفة الحزم وليس لوقف الحرب والعمليات العسكرية»، مشيرا إلى أن الناطق باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري كان قد «أعلن قبل يومين عن انتهاء المرحلة الأولى من العمليات وجاء بيان وزارة الدفاع السعودية منسجما مع ذلك الإعلان معطيا اسما جديدا للمرحلة الثانية (إعادة الأمل)، وهو اسم يوحي بالكثير من الاهتمام بالقضايا الإنسانية والأزمة الخانقة التي تعصف بالشعب اليمني ومحاولة أخيرة للعودة لمسار سياسي تحت قرار مجلس الأمن الأخير والمبادرة الخليجية».
وأضاف العمراني: «ولهذا جاءت المرحلة الثانية لتناسب التحديات الجديدة التي يفرضها الواقع على الحرب واختارت الأهداف الإنسانية في المقدمة والحرب على الإرهاب الذي دائما ما يجد فرصته في تردي الأوضاع وتآكل الدول، لكن المرحلة أكدت على استمرار عملياتها العسكرية لمنع تحركات تحالف الحوثي وصالح وإحكام الحصار العسكري عليهما ومنع تسلحهما».
ووصف العمراني القرار بمثابة فرصة أخيرة للحوثيين وصالح. وقال «إنه الفرصة الأخيرة للحوثي وصالح لتطبيق القرار الأممي قبل يوم واحد فقط من انتهاء المهلة الأممية المحددة بعشرة أيام تنتهي غدا». ودعا «الحوثيين وصالح إلى قراءة الأمور بسياقها الموضوعي وأن يستغلوا هذه الفرصة لتجنيب اليمن المزيد من الدمار والحرب، سعيا وراء مصالحهم الذاتية، متناسين المشكلة الإنسانية التي سببتها حربهم على اليمنيين واستقواؤهم عليهم».
وكان الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي قد وجه خطابا إلى الشعب اليمني في ساعة متأخرة من مساء أمس، شاكرا قيادة المملكة العربية السعودية وتحالف عاصفة الحزم العربي لتلبيتها نداء الاستغاثة وتحركها المشروع في اليمن، مشيدا بالمقاومة البطولية لأبناء عدن وتعز، كما حمل هادي في خطابه «ميليشيات الحوثي الانقلابية وصالح المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأوضاع نتيجة ممارساتهم العقيمة»، مشددا على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن 2261 بلا انتقائية وبحرفية، داعيا القوى السياسية دون استثناء إلى «التعامل الإيجابي مع القرار».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.