الكونغرس يحث إدارة بايدن على إطلاق أوستن تايس من سوريا

TT

الكونغرس يحث إدارة بايدن على إطلاق أوستن تايس من سوريا

صعَّد الكونغرس الأميركي ضغوطه على الإدارة، لإطلاق سراح الرهينة الأميركية في سوريا، الصحافي أوستن تايس.
وكتب مشرعون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، يحثونه فيها على الاستمرار في جهوده الرامية إلى إطلاق سراح تايس، بعد حوالي عقد تقريباً من احتجازه. وحثوا البيت الأبيض على توظيف الدبلوماسية لإطلاق سراحه، إلى جانب الرهائن الأميركيين المحتجزين في بلدان أخرى. وقالوا: «ندعوك إلى الاستمرار في العمل على العودة الآمنة للرهائن الأميركيين حول العالم، فكل الرهائن المحتجزين في فنزويلا وإيران، مروراً بالصين وروسيا، يستحقون اهتمامنا. ونحن نشجع استمرار الدبلوماسية في حالاتهم هذه، وندعم بشدة جهودكم لإعادتهم إلى عائلاتهم في أسرع وقت ممكن».
وتابعت الرسالة التي كتبها السيناتور الديمقراطي بوب مننديز، وزميله باتريك لايهي، إضافة إلى الجمهوريين جيم ريش وجون كورنين، لتدعو الإدارة الأميركية إلى «العمل مع الحلفاء للنظر في وسائل تثبط من مساعي احتجاز أميركيين رهائن حول العالم».
وخص المشرِّعون بالذكر الصحافي تايس، فأشادوا باللقاء الذي عقده مستشار الأمن القومي جايك سوليفان بوالدة تايس في شهر ديسمبر (كانون الأول). وقالوا: «من المشجع أن نعلم التزام إدارتك بعودة تايس الآمنة إلى بلاده»؛ مشيرين إلى أنه «صحافي وضابط سابق في البحرية الأميركية، ويمثل أفضل ما في بلادنا، ونحن ملتزمون بالعمل مع البيت الأبيض لإعادته إلى عائلته. أوستن يستحق دعم حكومتنا التام والدؤوب، كأميركي وعنصر سابق في القوات الأميركية، لإعادته إلى وطنه بسلام».
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد أعرب في أكثر من مناسبة عن التزامه بإطلاق سراح تايس وغيره من الرهائن الذين قُدر عددهم بما بين 50 و100 رهينة أميركية حول العالم، وهو عدد غير دقيق؛ نظراً لأن الرقم سري ولا تشاركه السلطات الأميركية علناً. وقال بلينكن في بيان بمناسبة الذكرى التاسعة لاعتقال أوستن: «أنا ملتزم شخصياً بإعادة كافة الأميركيين المعتقلين كرهائن، أو المعتقلين في الخارج بشكل تعسفي. نحن نعتقد أن بشار الأسد قادر على تحرير أوستن، وسنواصل متابعة كافة السبل لإعادته إلى وطنه».
ونقل موقع «أكسيوس» عن والدة تايس، قولها إن الوقت مناسب الآن لإطلاق سراح ابنها «بفضل الانفتاح على نظام (بشار) الأسد». وورد في الموقع أنه «مع إعادة دمج العالم العربي ببطء مع الأسد بعد حرب أهلية استمرت عقداً من الزمان، تعتقد ديبرا تايس أن الآن أفضل فرصة منذ سنوات لتأمين إطلاق سراح ابنها».
وكانت إدارة ترمب قد سعت لإطلاق سراح الصحافي الأميركي المحتجز في سوريا منذ عام 2012، وقد سافر مسؤولان في الإدارة السابقة سراً إلى دمشق في سبتمبر (أيلول) 2020، للقاء مسؤولين سوريين. بينما أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن النظام السوري طالب بثلاثة شروط للإفراج عن تايس: رفع العقوبات عن النظام، وسحب القوات الأميركية من سوريا، واستعادة العلاقات الدبلوماسية، من دون تقديم دليل على أنه لا يزال على قيد الحياة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.