أميركية «متعاطفة» مع «تحرير الشام» تواجه السجن 10 أعوام

الادعاء طالب المتهمة بدفع غرامة 250 ألف دولار

TT

أميركية «متعاطفة» مع «تحرير الشام» تواجه السجن 10 أعوام

أعلنت وزارة العدل الأميركية إلقاء القبض على مواطنة أميركية في ولاية تينيسي، متهمة بدعم «هيئة تحرير الشام» المصنفة ضمن قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية، والتي اعترفت أمام المحكمة الفيدرالية في تينيسي بتقديم الدعم المادي للمنظمة الإرهابية، ومحاولة تسهيل انضمام أشخاص إليها.
وأوضح مارك ويلداسين المدعي الأميركي عن المنطقة الوسطى بولاية تينيسي، أن جورجيانا جيامبيترو البالغة من العمر 36 عاماً، اعترفت بالذنب أمام المحكمة الجزئية الأميركية، بإخفاء الدعم المادي والموارد التي يُقصد تقديمها لمنظمة إرهابية أجنبية. كما وجهت هيئة محلفين اتحادية كبرى لائحة اتهام إليها في أغسطس (آب) 2019، بعد أن ألقى عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) القبض عليها في منزلها، ولا تزال رهن الاحتجاز، وأنه تم إسقاطها بعد أن أُجري لها كمين من قبل «إف بي آي».
وأفاد ويلداسين في بيان أمس، بأن جيامبيترو عمدت إلى إخفاء الدعم المادي والموارد التي كان من المقرر تقديمها إلى منظمة إرهابية أجنبية، وهي التهمة التي أقرت بأنها مذنبة فيها. ووفقاً لوثائق المحكمة، اعترفت بأنها أجرت في سبتمبر (أيلول) 2018، محادثات مع «عميلة سرية» ترغب في العمل مع المنظمة الإرهابية والسفر إلى سوريا، وأعربت لها عن رغبة زوجها أيضاً في السفر إلى سوريا للانضمام إلى «هيئة تحرير الشام»، وأن زوجها أقسم على الولاء لـ«هيئة تحرير الشام».
وقدَّمت المتهمة الأميركية في البداية التعليمات والنصائح إلى العميلة السرية حول كيفية السفر إلى سوريا، من أجل تجنب الكشف عن هويتها من قبل سلطات إنفاذ القانون، بما في ذلك الإجراءات التي يجب على العميلة السرية وزوجها القيام بها قبل القيام بالرحلة، بما في ذلك قطع العلاقات مع أشخاص آخرين، من 6 إلى 8 أشهر مقدماً، والحصول على هواتف جديدة قبل السفر، والسفر عبر تركيا قبل دخول سوريا. وفي محادثات لاحقة مع العميلة السرية، عرضت جيامبيترو التواصل مع جهات اتصالها نيابة عنهم، لمساعدتهم في السفر بأمان إلى سوريا للانضمام إلى «هيئة تحرير الشام»، وانخرطت المتهمة في سلسلة من الاتصالات مع فرد قال إنه يمكنه مساعدة المتخفية وزوجها لهذا الغرض، وفي مرحلة ما بعد الاتصال بجهة اتصالها التي ادعت أنه لا يوجد «جهاد» في سوريا في الوقت الحالي، سألت جيامبيترو العميلة السرية عما إذا كانت هي وزوجها يفكران في السفر إلى أفغانستان منذ أن كانا لا يزالان يقاتلان هناك.
وزودت المتهمة لاحقاً العميلة السرية بمعلومات الاتصال بها، لمساعدتها هي وزوجها في سفرهما إلى سوريا. وعندما قدمت جيامبيترو جهة الاتصال، علمت أن «هيئة تحرير الشام» منظمة إرهابية، واعتقدت أن العميلة السرية وزوجها يعتزمان السفر إلى سوريا للعمل تحت إشراف وسيطرة «الهيئة»، واعتقدت أن هذا الاتصال سيساعدهم بشكل كبير في هذا الجهد، بالإضافة إلى ذلك، قصدت جيامبيترو أن تقوم الوكيلة السرية وزوجها بتوفير الأموال لذلك الشخص الذي بدوره سيقدم الأموال لـ«الهيئة»، وبالتالي تقديم الدعم المادي لـ«الهيئة» متنكرة في شكل مساهمة خيرية.
واستخدمت المتهمة الأميركية منصة وسائط اجتماعية مشفرة، تقوم بإرسال الرسائل من طرف إلى طرف للتواصل مع المتخفيين ومع جهة الاتصال الخاصة بها، وفي بعض الحالات استخدمت مؤقتات المسح الذاتي في اتصالاتها، بحيث يتم حذف تلك الاتصالات تلقائياً دون إمكانية الاسترداد، بعد وقت محدد. وتواجه جيامبيترو ما يصل إلى 10 سنوات في السجن، وغرامة قدرها 250 ألف دولار، عندما يتم الحكم عليها في 6 مايو (أيار) المقبل، وتم التحقيق في هذه القضية من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، وفرقة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».