مستشارة الأسد من موسكو: طهران حليف تاريخي

TT

مستشارة الأسد من موسكو: طهران حليف تاريخي

لفت حديث المستشارة الخاصة للرئاسة السورية، لونا الشبل، الأنظار في أول إطلالة لها على وسائل الإعلام الحكومية الروسية، وقالت في مقابلة مع القسم العربي لقناة «آر تي»، إن مواقف دمشق «لم تتغير» حيال ملف التسوية، وإن الحل المقبول هو «الحل الذي يرضى به الشعب السوري عبر آليات كثيرة، بينها آلية الاستفتاء».
وأشادت بشكل خاص بالدعم الروسي للحكومة السورية، وقالت، إن موسكو «قدمت كل ما بوسعها لدعم سوريا عسكرياً وسياسياً واقتصادياً»، مشيرة إلى أن دمشق في المقابل «طلبت كل يمكن أن تطلب» من الحليف الروسي.
وفي إشارة إلى ميل بعض البلدان العربية إلى تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، قالت الشبل، إن العلاقات مع عدد من البلدان العربية «عادية» و«جيدة»، لكنها في الوقت ذاته دعت إلى «تفهم الضغوط الممارَسة على بلدان عربية» والتي تعرقل تحقيق تقدم واسع في هذا المجال، مشيرة إلى «قانون قيصر» الأميركي.
في المقابل، وصفت المستشارة الرئاسية العلاقات مع إيران بأنها «متجذرة وتاريخية» وقالت، إن ما يجمع دمشق وطهران رزمة من المبادئ المشتركة التي «تم اختبارها في أزمات ومنعطفات عدة».
واشادت بالدعم الذي تلقته سوريا من «الحليف الإيراني». وقالت، إنه «دعم سوريا ودعم الجيش السوري». لكنها في الوقت ذاته، نفت صحة معطيات عن وجود قوات إيرانية على الأرض السورية.
وأضافت الشبل، أن «وجود قوات من عدمه، ومهما كان نوعها أو شكلها أو جنسيتها، هو قرار سيادي لا يتدخل فيه أحد، ولا يحق لأحد أن يملي فيه»، وأن «سوريا هي التي تقرر ما الموجود على أراضيها وما تريد أن يكون موجوداً على أراضيها، ومن لا تريد». وزادت «ومع ذلك، فإن الوجود العسكري الإيراني في سوريا يقتصر على ضباط إيرانيين يعملون مع الجيش السوري، وليست هناك تشكيلات أو وحدات إيرانية (...) إيران لم تطلب إرسال قوات ولا وجود لهذه القوات على الأرض». وأوضحت حضور المستشارين العسكريين الإيرانيين بالقول «نحن في حالة حرب وفي حاجة إلى أي مساعدة عسكرية».
وسئلت المستشارة عما إذا كانت دمشق مستعدة للاستماع إلى وجهات نظر تطالب بخروج الإيرانيين من سوريا، لتسهيل تطبيع العلاقات مع الأطراف الإقليمية والدولية، فردت بأن «علاقات دمشق وطهران تاريخية وإيران وقفت مع سوريا في أزمتها وسوريا لا تقابل الوفاء بالغدر».
في الوقت ذاته، أقرت المستشارة بوجود تباينات بين موسكو وطهران ودمشق. وقالت «نحن هنا أمام ثلاث ثقافات، موجودة حالياً معاً على الأرض السورية، ومن الطبيعي أن تحدث خلافات في وجهات النظر، لكن المبادئ الأساسية وثوابتنا لا خلاف عليها، وهذا ما مكّن من تحرير الأرض السورية».
في المقابل، حملت الشبل بقوة على تركيا، ووصفتها بأنها «دعمت الإرهاب في سوريا منذ البداية». وقالت إن «مسؤولين أتراكاً حضروا إلى سوريا قبل الأزمة، وطلبوا إعطاء دور سياسي لتنظيم الإخوان المسلمين».
وأوضحت «طلبوا إعطاء دور سياسي لهم، والإفراج عنهم، وإخراجهم من السجون، بعد كل الجرائم التي قاموا بها».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.