«دور برد»... المصريون يواجهون موجة «أوميكرون» بالنكت والسخرية

ميدان طلعت حرب المركزي وسط مدينة القاهرة (أ.ف.ب)
ميدان طلعت حرب المركزي وسط مدينة القاهرة (أ.ف.ب)
TT

«دور برد»... المصريون يواجهون موجة «أوميكرون» بالنكت والسخرية

ميدان طلعت حرب المركزي وسط مدينة القاهرة (أ.ف.ب)
ميدان طلعت حرب المركزي وسط مدينة القاهرة (أ.ف.ب)

في الوقت الذي يشهد فيه العالم زيادة حالات الإصابة بالمتحور الجديد من فيروس «كورونا» المستجد «أوميكرون»، يستخدم المصريون سلاحهم القوي في مواجهة الأزمات بالسخرية والنكتة والضحك في مواجهة الموجة الخامسة من الجائحة في مصر.
وتحت هاشتاغ «دور_برد» على موقع التغريدات «تويتر»، غرّد البعض تفسيراً للإصابات المنتشرة بأعراض «أوميكرون» بالمصطلح الدارج لتنصيف إصابات الإنفلونزا في مصر كل شتاء بأنه «دور برد»، ينتهي بطبق من الشوربة والدجاج المسلوق، في الوقت الذي حذرت فيه وزارة الصحة المصرية من التعامل مع الأعراض على أنها أعراض عادية.
وقال أحد المغردين: «راكب ميكروباص النهارده والناس كلها بتكحّ فيه وكلهم بيقولوا لبعض ده دور برد صعب أوي».
https://twitter.com/BASSELHOSAM1/status/1483697118716080129
فيما استخدام البعض إفيهات الأفلام المصرية الشهيرة، وتبادلوا الصور الساخرة ووصفات الطعام والمشروبات الدافئة في مواجهة المتحور الجديد.
وتداول البعض مقاطع فيديو من أفلام الفنان محمد سعد وهو ينتفض من الكحة، معلّقين: «لا... دور برد عادي».
https://twitter.com/AnasElgenedy2/status/1483540781843496960
ويأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه مصر موجة من الطقس البارد والأمطار والانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة، دفعت البعض إلى التشكك: هل ما نشعر به من الطقس أم من الجائحة؟
وعبر المجموعات الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تبادلت الأمهات وصفات الجدّات في مواجهة البرد والبحث عن التدفئة بتقديم شوربة العدس الساخنة ثلاث مرات في الوجبات اليومية، والكثير من السوائل الدافئة وخلطات الليمون والزنجبيل.
https://twitter.com/ashraf_saad_254/status/1483553412977471496
وطالبت وزارة الصحة المصرية المواطنين بالتعامل مع أعراض نزلات البرد على أنها اشتباه عدوى «كورونا»، بحيث يقوم المريض بعزل نفسه عن باقي أفراد أسرته، وعدم تبادل الأدوات الشخصية، واستخدام ملعقة وكوب وطبق خاص وغسلها جيداً بالماء والصابون بعد الاستخدام، وكذلك أدوات العناية الشخصية، وحال صعوبة تحقيق ذلك ينبغي تطهير دورة المياه جيداً بالماء والصابون والكلور، بعد استخدامها.
ودخل الفنانون في تلك الموجة الساخرة، حيث أعلنت الفنانة المصرية دينا الشربيني إصابتها بفيروس «كورونا»، من خلال فيديو طريف سجلته عبر «تيك توك» بإعادة مشهد من أحد الأفلام ظهرت فيه وهي تتحدث في الهاتف مع صديقتها أنها مصابة بنزلة برد.

وكان حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان المصرية، قد أعلن أن البلاد دخلت موجة جديدة من فيروس «كورونا»، بعد انخفاض الأعداد في الموجة الرابعة.
وأوضح، حسب وسائل إعلام محلية، أن «الإصابات كانت قد بدأت بالانخفاض في الموجة الرابعة، ولكن مع وجود المتحور الجديد دخلنا في موجة أخرى من ارتفاع الأعداد، ومما لا شك فيه أن هذه موجة جديدة»، مشدداً على أنه «في حالة وجود أعراض مرتبطة بصعوبة التنفس، على المواطن التوجه إلى أقرب مستشفى، وفي حالة الأعراض الشائعة، ينبغي على المواطن عمل العزل المنزلي لمدة 5 أيام».
وأضاف: «هناك اختلاط بين الإنفلونزا وكورونا في هذه الأيام، ونتعامل على أن دور البرد العادي حالياً كأنه اشتباه بكورونا لحين ثبوت العكس».
وسجلت مصر، أمس (الثلاثاء)، 1303 حالات جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها للفيروس ومتحوراته، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها وزارة الصحة المصرية وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
https://www.facebook.com/egypt.mohp/posts/251497140494841
ولفت عبد الغفار إلى وفاة 26 حالة جديدة. وأكد أنه طبقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في 27 مايو (أيار) 2020، فإن زوال الأعراض المرضية لمدة 10 أيام من الإصابة يعد مؤشراً لتعافي المريض من فيروس «كورونا».
وأشار عبد الغفار إلى أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس «كورونا» المستجد حتى أمس (الثلاثاء)، هو 402611 من ضمنهم 336028 حالة تم شفاؤها، و22205 حالات وفاة.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات البلاد، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس «كورونا» المستجد، واتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض مُعدية، كما قامت الوزارة بتخصيص عدد من وسائل التواصل لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس «كورونا» المستجد والأمراض المعدية.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
TT

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة»، ووصل الأمر إلى تقدم نائبة مصرية ببيان عاجل، طالبت خلاله بوقف عرض المسلسل.

وأثار العمل منذ بداية بثه على قنوات «ON» جدلاً واسعاً؛ بسبب تناوله قضايا اجتماعية عدّها مراقبون ومتابعون «شائكة»، مثل الخيانة الزوجية، والعلاقات العائلية المشوهة، وطالت التعليقات السلبية صناع العمل وأداء بطلاته.

وقالت النائبة مي رشدي، في البيان العاجل: «إن الدراما تعدّ إحدى أدوات القوة الناعمة في العصر الحديث، لما لها من دور كبير ومؤثر في رسم الصورة الذهنية للمجتمعات والشعوب سلباً أو إيجاباً لسرعة انتشارها، وهي انعكاس ومرآة للمجتمع».

وأضافت: «هناك عمل درامي (وتر حساس) يُعرَض هذه الأيام على شاشات القنوات التلفزيونية، يحتاج من المهمومين بالمجتمع المصري إلى تدخل عاجل بمنع عرض باقي حلقات هذا المسلسل؛ لما يتضمّنه من أحداث تسيء للمجتمع المصري بأسره؛ فهو حافل بالعلاقات غير المشروعة والأفكار غير السوية، ويخالف عاداتنا وتقاليدنا بوصفنا مجتمعاً شرقياً له قيمه الدينية».

وتدور أحداث المسلسل، المكون من 45 حلقة، حول 3 صديقات هن «كاميليا» إنجي المقدم، وابنة خالتها «سلمى» صبا مبارك، و«رغدة» هيدي كرم، وتقوم الأخيرة بإرسال صورة إلى كاميليا يظهر فيها زوجها «رشيد»، محمد علاء، وهو برفقة مجموعة فتيات في إحدى السهرات، في حين كانت «كاميليا» تشك في زوجها في ظل فتور العلاقة بينهما في الفترة الأخيرة.

صبا مبارك ومحمد علاء في مشهد من المسلسل (قناة ON)

بينما تغضب «سلمى» من تصرف «رغدة» وتؤكد أنها ستكون سبباً في «خراب بيت صديقتهما»، وعند مواجهة كاميليا لزوجها بالصورة ينكر خيانته لها، ويؤكد لها أنها سهرة عادية بين الأصدقاء.

وتتصاعد الأحداث حين يعترف رشيد بحبه لسلمى، ابنة خالة زوجته وصديقتها، وتتوالى الأحداث، ويتبدل موقف سلمى إلى النقيض، فتبلغه بحبها، وتوافق على الزواج منه؛ وذلك بعد أن تكتشف أن كاميليا كانت سبباً في تدبير مؤامرة ضدها في الماضي تسببت في موت زوجها الأول، الذي تزوجت بعده شخصاً مدمناً يدعى «علي»، وأنجبت منه ابنتها «غالية».

وتعرف كاميليا بزواج سلمى ورشيد، وتخوض الصديقتان حرباً شرسة للفوز به، بينما يتضح أن الزوج الثاني لسلمى لا يزال على قيد الحياة، لكنه كان قد سافر للخارج للعلاج من الإدمان، ويعود للمطالبة بابنته وأمواله.

ويتعمّق المسلسل، الذي يشارك في بطولته لطيفة فهمي، ومحمد على رزق، وأحمد طارق نور، ولبنى ونس، وتميم عبده، وإخراج وائل فرج، في خبايا النفس الإنسانية، وينتقل بالمشاهدين إلى قضايا اجتماعية مثل فكرة الانتقام، والتفريط في الشرف، وتدهور العلاقات بين الأقارب، وصراع امرأتين على رجل واحد.

وتعليقاً على التحرك البرلماني ضد المسلسل، عدّ الناقد المصري محمد كمال أن «الأمر لا يستدعي هذه الدرجة من التصعيد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن العمل بالفعل مليء بالعلاقات المشوهة، التي لا تقتصر على الخيانة الزوجية، وإنما تمتد إلى خيانة علاقة الأقارب والأصدقاء فيما بينهم؛ فيظهر معظم أبطال العمل غير أسوياء، فالشخصية الرئيسة الثالثة في العمل (رغدة) تخون أيضاً صديقتيها سلمى وكاميليا، وكل ما تسعى وراءه هو جني المال، والإساءة إليهما!».

ويتابع كمال: «فاجأتنا الأحداث كذلك بأن طليق سلمى، ووالد ابنتها كان ولا يزال مدمناً، وكان قد عقد اتفاقاً معها في الماضي بتزوير أوراق تفيد بوفاته؛ كي يثير شفقة والده، ويكتب ثروته بالكامل لابنته غالية، ويسافر هو للعلاج، مع وعدٍ بأنه لن يرجع، وهو جانب آخر من الأفعال المنحرفة».

كاميليا وسلمى... الخيانة داخل العائلة الواحدة (قناة ON)

ويتابع: «وهكذا كل شخوص المسلسل باستثناءات قليلة للغاية، فهناك مَن اغتصب، وسرق، وخان، وقتل، وانتحر، لكن على الرغم من ذلك فإني أرفض فكرة وقف عمل درامي؛ لأن المجتمعات كلها بها نماذج مشوهة، والمجتمع المصري أكبر مِن أن يمسه أي عمل فني، كما أن الجمهور بات على وعي بأن ما يراه عملٌ من خيال المؤلف».

ويرى مؤلف العمل أمين جمال أن «المسلسل انعكاس للواقع»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن قضية احتدام الصراع أصبحت سمة غالبة على علاقات البشر عموماً، وموجودة في العالم كله، ولا يمكن أن تنفصل الدراما عن الواقع».

وتابع: «المسلسل يأتي في إطار درامي اجتماعي مشوق، لذلك نجح في أن يجتذب الجمهور، الذي ينتظر بعد عرض كل حلقة، الحلقة الجديدة في شغف، ويظهر ذلك في تعليقات المشاهدين على (السوشيال ميديا)».

وأشار إلى أنه «بالإضافة لتقديم الدراما المشوقة، في الوقت نفسه أحرص على تقديم رسائل مهمة بين السطور، مثل عدم الانخداع بالمظهر الخارجي للعلاقات؛ فقد تكون في واقع الأمر علاقات زائفة، على الرغم من بريقها، مثل تلك العلاقات التي تجمع بين أفراد العائلة في المسلسل، أو العلاقة بين الصديقات».

من جهتها، هاجمت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله المسلسل، وتساءلت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا هذا الحشد لذلك الكم الكبير من الخيانات بين الأزواج والأصدقاء والأقارب؟»، وقالت: «لست ضد أن تعرض الدراما أي موضوع أو قضية من قضايا المجتمع، على أن تقدم معالجة فنية بها قدر من التوازن بين الأبعاد المختلفة، لا أن تقتصر على جانب واحد فقط».

وعن القول إن العمل يقدم الواقع، تساءلت ماجدة: «هل هذا هو الواقع بالفعل؟ أم أن الواقع مليء بأشياء كثيرة بخلاف الخيانات وانهيار العلاقات بين الناس، التي تستحق مناقشتها في أعمالنا الدرامية، فلماذا يختار العمل تقديم زاوية واحدة فقط من الواقع؟».

وعدّت «التركيز على التشوهات في هذا العمل مزعجاً للغاية، وجعل منه مسلسلاً مظلماً».