نحتاج في العام الجديد إلى المزيد من الوسائل المبتكرة لنتقرّب من بعضنا البعض. إذ إن جميعنا يريد طبعاً روبوتات تؤدّي مهام الغسيل والترتي ولكنّ هذا الأمر لن يحصل في وقتٍ قريب.
إنّ أكثر ما يتوق إليه النّاس اليوم هو ابتكارات تمنحهم المزيد من اللحظات التي يمضونها سوياً خلال العام المقبل الذي يعتبر أيضاً الثالث على بداية الجائحة.
تطبيقات زمن الوباء
> يعدّ «ويندو سواب» Window Swap اختراع الإنترنت المفضّل لكثيرين خلال ظروف الإقفال بسبب الوباء. يتيح هذا الموقع الإلكتروني الذي طوّره زوجان في سنغافورة العام الماضي، الحصول على مقاطع فيديو تستعرض مشاهد من نوافذ بيوت لأشخاص غرباء.
يمكنكم من خلاله مشاهدة الرذاذ من على شرفة منزل في إحدى ضواحي بنسلفانيا، أو رؤية ما يحصل خارج برجٍ سكني في سيول عاصمة كوريا الجنوبية. أنا مثلاً أمضيتُ البارحة بضع دقائق أحدّق إلى سماء كئيبة من شرفة جميلة في ريكيافيك.
قد لا يغيّر موقع «ويندو سواب» العالم من حولنا ولكنّه مثير للاهتمام ويساعد على الاسترخاء. لا يمكنكم أن تروا النّاس عبر هذا الموقع، ولكنّه يساعدكم على الشعور بوجودهم والنظر إلى العالم بعيونهم، ويولّد نوعاً من التواصل القيّم حتّى وإن كان عابراً.
* بدوره، يجمع تطبيق «كلوب هاوس» Clubhouse الذي حصد شعبية كبيرة خلال الجائحة تراجعت بعض الشيء أخيراً، النّاس مع بعضهم للحديث عن مواضيع ذات اهتمام مشترك.
تعرفون بالطبع كيف يمكن للأمور أن تسير على نحو خاطئ أو سيء في هذا النوع من التطبيقات، خصوصاً أن البعض اتخذ من «كلوب هاوس» فرصة لإثارة الاضطرابات والمشاكل. يستطيع النّاس للأسف عبر «كلوب هاوس» وشبيهه «تويتر سبيسز» التنمّر على المشاركين والترويج لأفكار متطرّفة.
ولكنّني أحترم جداً المبدأ الذي دفع إلى تطوير هذه المنصات وهو تقريب الناس بطرائق مختلفة، وأتمنّى رؤية المزيد من الأفكار المبدعة التي ستساعدنا على تعزيز التواصل مع الآخرين.
مسارات خطرة
كتبت مع بداية هذا العام عن التحديات التي نواجهها للعثور على المعلومات والترفيه والنشاطات التي قد تعجبنا في بحر الإنترنت الواسع. توجد طبعاً نماذج كومبيوترية مدرّبة لفهمنا ومساعدتنا في العثور على أشياء جديدة، ولكنها تجذبنا غالباً إلى المألوف أو حتّى إلى مسارات خطرة. لقد أصبح من الصعب اليوم أن نعثر على أشخاص ومجتمع حقيقيين.
منذ ظهور الإنترنت، وعد الكثير من التطبيقات والمواقع الإلكترونية بالتواصل، وكانت هذه الوعود هي التي دفعتنا نحو مجموعات «فيسبوك» وغيرها، ولكنّها للأسف قرّبتنا من المؤامرات وشجّعت على العنف العرقي.
هناك جزء متشائم من عقلي يشكك دائماً بأنّنا كبشر نملك المقوّمات المطلوبة للتقارب وحلّ الخلافات. ولكنّنا جميعاً نحتاج للإيمان بالخير الموجود في المجتمعات البشرية، ولهذا السبب، نريد المزيد من التقنيات الصغيرة والكبيرة لمساعدتنا في تظهيره.
* خدمة «نيويورك تايمز»
التقنية التي نريدها في 2022
https://aawsat.com/home/article/3420976/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D9%86%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-2022
التقنية التي نريدها في 2022
- نيويورك: شيرا أوفيدي
- نيويورك: شيرا أوفيدي
التقنية التي نريدها في 2022
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة