وفاة الإيطالي نينو تشيروتي مكتشف جيورجيو أرماني

أحد أبرز مصممي الموضة الرجالية في القرن العشرين

مصمم الأزياء الإيطالي نينو تشيروتي أثناء تقديمه لمتجره في نيس (أ.ف.ب)
مصمم الأزياء الإيطالي نينو تشيروتي أثناء تقديمه لمتجره في نيس (أ.ف.ب)
TT

وفاة الإيطالي نينو تشيروتي مكتشف جيورجيو أرماني

مصمم الأزياء الإيطالي نينو تشيروتي أثناء تقديمه لمتجره في نيس (أ.ف.ب)
مصمم الأزياء الإيطالي نينو تشيروتي أثناء تقديمه لمتجره في نيس (أ.ف.ب)

غيَّب الموت المصمم الإيطالي نينو تشيروتي، واحد من أهم أعمدة الموضة الرجالية في القرن العشرين. المصمم الذي يبلغ من العمر 91 عاماً، توفي في أحد مستشفيات مدينة فيرتشيلي بمقاطعة بيمونته في شمال غربي إيطاليا، حيث خضع لعملية جراحية في الورك.
ورغم أنّ اسمه خفت في العقدين الأخيرين، فإنّ إرثه في مجال الأزياء الرجالية تحديداً، غني. فهو الذي أضفى على التايورات ترفاً يتسم بالانطلاق والخفة، وتوجه بأنظاره إلى العالمية في وقت كان المصممون الإيطاليون يركزون على السوق المحلية أكثر. فَهِم ما يريده الرجل في زمنه وكانت من أجمل تصريحاته مقولته الشهيرة: «أي زي مهما كان جماله وإتقانه، لا يكتمل حتى يلبسه صاحبه. حينها فقط يكتسب حياة وحيوية». هذه الفلسفة في التصميم ورّثها للعديد من المتدربين لديه، أمثال جيورجيو أرماني الذي تأثر بأسلوبه المنطلق والانسيابي في التصميم لحد الآن، وهو ما يعترف به هذا الأخير.
في ستينات القرن الماضي، التقى تشيروتي مع مصمم صاعد غير معروف، يصغره بأربع سنوات فقط، اسمه جورجيو أرماني. لمس فيه الموهبة، فعينه مصمماً للأزياء الرجالية. وظلت الشراكة بينهما لعقد من الزمن تقريباً، إلى أن قرر أرماني الاستقلال بنفسه وتأسيس داره في عام 1975.
تشيروتي الذي اشتهر في عالم الأزياء الرجالية أكثر، لم يتجاهل المرأة، بل على العكس فقد أظهر اهتماماً بها منذ عام 1968. عندما قدم عارضات وعارضين في عرض واحد، ليتوسع في منتصف السبعينات ويبدأ في تقديم عروض نسائية خاصة. مع الوقت أصبحت الأزياء النسائية تشكل 20 في المائة مما يقدمه سنوياً.
في العقود الأخيرة اكتفى تشيروتي بدور المراقب بعد أن باع داره لمجموعة استثمارية في عام 2001. لم تنجح التجربة وانتقلت الملكية إلى شركات أخرى إلى أن استقرت في أيادٍ صينية في عام 2011. أما هو فعاد إلى نقطة البداية في مسقط رأسه بييلا ليدير معامل النسيج وغزل الصوف. بيد أنّه لم يزهد في عالم الموضة، بل ظلّ مراقباً لما يجري حوله من تغييرات جَذرية يتعرض لها عالم الموضة من دون أن يتأثر أسلوبه، بل ظل مستمراً في تشكيلات كل من عملوا معه أو تدربوا على يديه في بداياتهم ولم ينسوا أو ينكروا فضله عليهم.
من هذا المنظور سيدخل نينو تشيروتي تاريخ الموضة كأبرز من أدخل أسلوب الـ«كاجوال شيك» إلى قاموس الموضة الرجالية، وكأول من فكك في سبعينات القرن العشرين السترات المفصلة بصرامة وجعلها في المقابل تجمع الأناقة والراحة على حد سواء. كان يعرف أنّ أبناء جيله وأبناءهم باتوا يحتاجون إلى أزياء تتلاءم مع المناسبات اليومية أيضاً. وهكذا بعد أن حقق التصميم نجاحاً كبيراً، تحول بين عشية وضحاها إلى أستاذ في هذا المجال. مما ساعده على تحقيق هذه النقلة، جُرأته وقدرته الاستباقية على قراءة ما يريده رجل أنيق ومعاصر من الطبقات الغنية والمترفة التي ينتمي إليها.
فقد ولد لأسرة تملك معامل خاصة بالأنسجة وغزل الصوف في مدينة بييلا الإيطالية. كان يريد دراسة الفلسفة في شبابه، ويحلم بأن يصبح صحافياً، لكنه اضطر إلى التخلي عن حلمه بعد وفاة والده سيلفيو، وتسلم إدارة مصنع النسيج الذي أسسه جده في عام 1881. وهو في الـ20 من عمره، متقيداً بالتقاليد والأعراف. مع الوقت بدأ يستمتع بمجاله ويُبدع فيه أيضاً. وكلما زاد الإقبال على تصاميمه من قبل الرياضيين والنجوم حفزه النجاح على المزيد. فقد حققت مجموعاته الرياضية إقبالاً كبيراً في ثمانينات القرن العشرين، ليُصبح راعياً للاعب كرة المضرب الأميركي جيمي كونورز، والمتزلج السويدي إينغمار ستينمارك، من ثمّ الراعي الرسمي لفريق «فيراري» لـ«فورمولا وان» سنة 1994.
لم يكن الرياضيون وحدهم من عشقوا تصاميمه، إذ انضمت إليهم لائحة طويلة من النجوم من أمثال الفرنسي جان بول بلموندو، والإيطالي مارتشيلو ماستروياني وغيرهم.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.