تجمع عالمي في أبوظبي يبحث حلول استدامة قطاع الطاقة

جانب من الدورة السابقة للقمة العالمية لطاقة المستقبل (وام)
جانب من الدورة السابقة للقمة العالمية لطاقة المستقبل (وام)
TT

تجمع عالمي في أبوظبي يبحث حلول استدامة قطاع الطاقة

جانب من الدورة السابقة للقمة العالمية لطاقة المستقبل (وام)
جانب من الدورة السابقة للقمة العالمية لطاقة المستقبل (وام)

تبحث القمة العالمية لطاقة المستقبل 2022 التي تنطلق غداً الاثنين موضوعات الاستدامة والتحول العالمي إلى الطاقة النظيفة، وذلك خلال فعاليات المعرض وعروض التكنولوجيا والابتكارات الحديثة عبر مشاركات دولية، إضافة إلى المنتديات التي تناقش آخر التوجهات وأفضل الممارسات في الصناعة.
وتعرض القمة في دورتها الرابعة عشرة منصة شاملة للأعمال والابتكار وتبادل الرؤى والخبرات في مجالات الاستدامة والطاقة النظيفة والتقنيات الخضراء، وذلك ضمن فعالياتها التي ستنعقد حضورياً بين يومي 17 و19 يناير (كانون الثاني) في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وتقام القمة ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة باستضافة من شركة «مصدر» وبالشراكة مع دائرة الطاقة في أبوظبي وشركة «نيوم» للطاقة والمياه، وستكون القمة حدثاً لاستكشاف ابتكارات التنمية المستدامة من جميع أنحاء العالم، التي تتوفر بمواصفات تمكنها من إحداث ثورة في القطاعات الحيوية مثل التنقل العمراني والطاقة النظيفة والتكنولوجيا الزراعية والأمن الغذائي والذكاء الصناعي.
وبحسب المعلومات الصادرة أمس فإن هذه الابتكارات تعد جزءاً من مبادرة «ابتكر»، التي أطلقتها مدينة «مصدر» العالمية والتي تقدم منصة للشركات التي تركز على الابتكار من أنحاء العالم كافة لعرض تقنياتها على المستثمرين الدوليين، كما تمنح شركاتها تصريحاً حصرياً بالنفاذ إلى نظام التشغيل التقني الحيوي الخاص بأبوظبي.
وتعرض مبادرة الابتكار تقنية جديدة تتمثل في حلول التكنولوجيا الزراعية وتعمل على تحويل مخلفات الطعام إلى علف حيواني عالي الجودة، باستخدام الزراعة الصناعية لتربية حشرة «ذبابة الجندي الأسود» داخل الإمارات والتي تُستخدم في إعادة تدوير مخلفات الطعام والنفايات العضوية.
إضافة إلى تقنية فورتي جيراد التي تعمل على تبريد المدن عن طريق فهم البيانات الخاصة بالمناخ للتحكم في درجات الحرارة في الهواء الطلق، وتقدم هذه التقنية تحليلات تنبؤية وخدمات عرض لسيناريوهات التبريد في البيئة الخارجية.
وتقنية مانهات الناشئة التي تحتوي على تقنيات مسجلة وحاصلة على براءة الاختراع، تقدم حلولاً مستدامة لإنتاج المياه والري والنقل.
كما تعد تقنية تيندير أكبر سوق على الإنترنت لإدارة وتأجير المعدات الثقيلة في الإمارات والسعودية، والتي تعد بمثابة خدمة «أوبر» لتأجير المعدات، ومنصة كيو إس مونتير لسلامة الغذاء والماء والتي تقلل من حجم الخسارة وتراقب وتتبع قياسات السلامة باستخدام نماذج تقنية متقدمة وصديقة للبيئة، في الوقت الذي تقوم شركة فولتس في الإمارات بإنتاج وتوريد أجهزة تخزين الطاقة وحلول تكنولوجيا المعلومات والتي تمد المنازل الذكية بالطاقة. وقال غرانت توختن مدير الفعاليات الجماعية في القمة العالمية لطاقة المستقبل «مثل هذه الفعاليات العالمية تساهم في دعم الاعتماد على الاقتصاد الدائري وتحقيق الأمن المائي للمناطق القاحلة، كما تساهم القمة في معالجة عدد من تحديات تغير المناخ التي نواجها الآن وسوف نواجهها في المستقبل».وتنظم القمة العالمية لطاقة المستقبل عدداً من المنتديات التي تركز على موضوعات التنمية المستدامة وتحديات تغير المناخ، وستستضيف هذه المنتديات كلمات لكبار خبراء قطاع الطاقة النظيفة يسلطون خلالها الضوء على أحدث الابتكارات.
يذكر أن القمة في الدورة السابقة عام 2020 سجلت مشاركة من 125 دولة، وزيادة تصل إلى 11 في المائة من الحضور الدولي والذي وصل إلى 34 ألف شخص، كما تم توقيع ما لا يقل عن 27 مذكرة تفاهم بين 227 شركة مشاركة، من بينها 72 شركة من الإمارات تعرض 840 علامة تجارية عالمية.
وتستضيف القمة أجنحة لـ11 دولة تعرض تقنيات مبتكرة للطاقة النظيفة والاستدامة، وتربط الأسواق الناشئة في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا مع لاعبين تقنيين من جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا، والمتمثلة في أجنحة من اليابان والصين ونيجيريا وإيطاليا وهولندا والنمسا وكوريا، وفرنسا، والهند، وسويسرا.


مقالات ذات صلة

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

الاقتصاد مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

أعلنت وزارة الطاقة السعودية انضمام المملكة إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود، وذلك ضمن مساعي البلاد لدعم الجهود الدولية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منتجات تابعة لـ«أسمنت الجوف» (حساب الشركة على «إكس»)

«أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية لبناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية 

وقّعت شركتا «أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية اتفاقية بناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في مدينة طريف (شمال المملكة)، وتشغيلها لمدة 25 سنة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى «الشركة السعودية للكهرباء» (موقع الشركة)

«السعودية للكهرباء» توقع اتفاقيات شراء طاقة بـ4 مليارات دولار

وقّعت «الشركة السعودية للكهرباء» اتفاقيات شراء طاقة مع «الشركة السعودية لشراء الطاقة» (المشتري الرئيس)، بإجمالي 15 مليار ريال (4 مليارات دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح «طاقة» في معرض «ويتيكس 2024» (منصة إكس)

تحالف يضم «طاقة» الإماراتية يبرم اتفاقيتين لبيع 3.6 غيغاواط من الكهرباء إلى السعودية

وقّع تحالف شركة «أبوظبي الوطنية للطاقة» (طاقة) اتفاقيتين لبيع الكهرباء لمدة 25 عاماً مع الشركة «السعودية لشراء الطاقة» الحكومية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد شعار «أكوا باور» السعودية (موقع الشركة الإلكتروني)

«أكوا باور» السعودية توقع اتفاقيات شراء طاقة بـ4 مليارات دولار

أعلنت «أكوا باور» توقيع اتفاقيات شراء طاقة مع «الشركة السعودية لشراء الطاقة»، بقيمة 15 مليار ريال (4 مليارات دولار)، لمشروعيْ محطتين غازيتين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.