تحديد «حارس البوابة» المكلف فتح خلايا الجسم لفيروس «كوفيد ـ 19»

أشخاص ينتظرون الخضوع لفحص «كورونا» في مركز بنيويورك أمس (رويترز)
أشخاص ينتظرون الخضوع لفحص «كورونا» في مركز بنيويورك أمس (رويترز)
TT

تحديد «حارس البوابة» المكلف فتح خلايا الجسم لفيروس «كوفيد ـ 19»

أشخاص ينتظرون الخضوع لفحص «كورونا» في مركز بنيويورك أمس (رويترز)
أشخاص ينتظرون الخضوع لفحص «كورونا» في مركز بنيويورك أمس (رويترز)

في البحث عن علاجات جديدة لـ«كوفيد - 19»، حدد فريق بقيادة باحثين في جامعة كاليفورنيا الأميركية في سان فرانسيسكو هدفاً جديداً محتملاً للعقاقير قد يمنع الإصابة بـ«كورونا المستجد»، وهو البروتين، المسمى «BRD2»، الذي ينظم مستقبل «ACE2»، الذي يعتمد عليه الفيروس التاجي الجديد للدخول إلى خلايا مضيفه. وفي دراستهم الجديدة، التي نُشرت في 13 يناير (كانون الثاني) الحالي في دورية «نيتشر سيل بيولوجي»، وجد الباحثون أن «منع إنتاج البروتين (BRD2) يمنع الفيروس من إصابة مجموعة متنوعة من أنواع الخلايا البشرية».
وقال مارتن كامبمان، أستاذ مشارك في الكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية وكبير مؤلفي الدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كولومبيا، بالتزامن مع نشر الدراسة، «لقد علمنا أن البروتين (BRD2) ينظم التعبير عن الجينات الأخرى، بما في ذلك تلك التي تساعد في تعزيز نمو الورم في بعض أنواع السرطان، وبعد اكتشاف كيفية تنظيم البروتين للإنزيم (ACE2)، فهذا يعني أنه من المحتمل أن يتم التلاعب بالمسار لجعل من الصعب على فيروس (كوفيد - 19) أن يصيب الخلايا».
وعلى عكس العديد من البروتينات التي تتم دراستها كأهداف محتملة ضد «كوفيد - 19»، فإن البروتين «BRD2» لا ينتج عن طريق الفيروس، لكن بواسطة خلايا مضيفه البشري، ويجري حالياً التحقيق في البروتين وغيره من العناصر المرتبطة به في التجارب السريرية كأهداف لعقاقير السرطان.
واكتشف الباحثون أن البروتين «BRD2» ينظم الأنزيم «ACE2»، وذلك أثناء البحث عن البروتينات البشرية المضيفة التي تؤثر على قدرة الفيروس على الارتباط بأنواع مختلفة من الخلايا التي تنمو في بيئة المختبر، بما في ذلك خلايا الرئتين والقلب وتجويف الأنف، وهي الأنسجة المعرضة بشكل خاص للعدوى وأضرار طويلة الأمد بسبب «كوفيد - 19». وفحص العلماء 2325 بروتيناً خلوياً اعتقدوا أنها قد تؤثر على عدوى «كوفيد - 19» من خلال التأثير على تفاعل الفيروس مع الخلايا البشرية. وقرروا أن «الأدوية الحالية التي تستهدف البروتين (BRD2) يمكن أن تحبط عدوى (كوفيد – 19) في أنواع الخلايا الحساسة، وكذلك في الهامستر». وأضاف كامبمان: «لقد اندهشنا لرؤية أن هدم البروتين (BRD2) له التأثير نفسه تقريباً على تثبيط إنتاج الإنزيم (ACE2) والإصابة بـ(كوفيد - 19) مثل التأثير المباشر على الإنزيم (ACE2) نفسه». ورغم النتائج المبشرة، يحذر الباحثون من أن هذه الدراسة الجديدة ليست سوى خطوة أولى، وستكون هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لإثبات سلامة وفعالية أي دواء موجه نحو البروتين (BRD2) أو أهداف أخرى تم تحديدها حديثاً. وعلى سبيل المثال، وجد الفريق أن تثبيط إنتاج البروتين «BRD2»، يثبط أيضاً إنتاج الإنترفيرون، وهو بروتين رئيسي في استجابة الجسم للالتهابات. ويقول كامبمان: «من المهم معرفة المزيد عن هذه الآثار الجانبية المحتملة، ولا نعرف ما إذا كان هذا التأثير على جهاز المناعة سيكون ضاراً أو مفيداً لمريض مصاب، وتحت أي ظروف».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.