الإقبال على العمل عن بعد والتكنولوجيا... أبرز التوقعات لسوق عمل 2022

شخص يقف إلى جوار ملصق للإعلان عن طلب توظيف في الولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)
شخص يقف إلى جوار ملصق للإعلان عن طلب توظيف في الولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)
TT

الإقبال على العمل عن بعد والتكنولوجيا... أبرز التوقعات لسوق عمل 2022

شخص يقف إلى جوار ملصق للإعلان عن طلب توظيف في الولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)
شخص يقف إلى جوار ملصق للإعلان عن طلب توظيف في الولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)

توقع أنتوني كلوتز عالم النفس التنظيمي والأستاذ في جامعة تكساس (إيه آند إم)، الذي صاغ مصطلح «الاستقالات الكبرى» في عام 2021 لوصف موجة الأشخاص الذين يتركون وظائفهم بسبب جائحة، أن هناك 3 اتجاهات ستتحكم في سوق العمل خلال 2022.
وحسب شبكة «سي إن بي سي» الأميركية، فإن كلوتز لم يتنبأ بما سيحدث بعدما صاغ تعبيره، حيث ترك 4.5 مليون عامل وظائفهم، وفقاً لأحدث تقرير لوزارة العمل الأميركية.
وقال كلوتز لـ«سي إن بي سي»، عن الاستقالة خلال عرضه لتوقعاته لما سيبدو عليه العمل في عام 2022، «لا يتعلق الأمر بالحصول على وظيفة أخرى، بل بالسيطرة على عملك وحياتك الشخصية، واتخاذ قرار كبير، وهو الاستقالة لتحقيق ذلك»، وأكد أن «هذه لحظة تمكين للعاملين، لحظة ستستمر حتى العام الجديد».

«تباطؤ الاستقالات»
التوقع الأول لأنتوني كلوتز هو استمرار حركة الاستقالات في عام 2022، لكن ليس بمعدل مرتفع كما حدث العام الماضي، فهو ليس واثقاً من أننا «سنرى موجة استقالة كبيرة أخرى في عام 2022»، كما يقول.
وأرجع ذلك إلى أن سوق العمل الضيقة دفعت الشركات إلى تقديم مزايا أفضل ورواتب أعلى، وهو ما سيحافظ على معدل انتقال الموظفين عالياً في الأشهر المقبلة.
كان استطلاع لـ«ResumeBuilder.com»، أجري في ديسمبر (كانون الأول) أظهر أن الأميركيين تركوا وظائفهم بوتيرة قياسية خلال النصف الثاني من عام 2021، فيما يخطط المزيد منهم للاستقالة في العام الجديد.
وكذلك سيبحث حوالي 23 في المائة من الموظفين عن وظائف جديدة في عام 2022، بينما حصل 9 في المائة بالفعل على وظيفة جديدة.

«العمل المرن سيكون القاعدة وليس الاستثناء»
قال كلوتز، إن المزيد من الشركات ستتبنى مفهوم حرية العمل من أي مكان، لأنها كانت الفائدة الأكثر طلاً خلال الوباء، لدرجة أن الناس يقدرون المرونة بقدر 10 في المائة زيادة في الأجور، وفقاً لأحد الأبحاث.
وأضاف: «بدأ المديرون يسألون كيف يمكننا أن نمنح الناس مزيداً من السلطة على جداولهم؟ كيف يمكننا أن نكون أكثر مرونة؟».
وأكد أن المديرين الذين يلومون العوامل الخارجية على تغيير الموظفين، سواء كانت القيادة الحكومية أو الوباء أو إعانات البطالة أو أسباب أخرى، ويرفضون تقديم مرونة في العمل، سيكونون «الخاسرين الذين يكافحون في أعقاب موجة الاستقالات الكبرى».
وتوقع أن تؤدي ثقافة العمل المرنة إلى توازن أفضل بين العمل والحياة وتحسين الصحة العقلية للموظفين.
وقال: «الجانب المشرق من هذا الوباء هو أن عالم العمل سوف يتخذ خطوة إيجابية هائلة إلى الأمام بالنسبة للموظفين»، وأكد: «العمل سيتناسب مع حياتنا الشخصية بدلاً من حياتنا الشخصية التي تتناسب مع العمل».


«الوظائف عن بُعد ستصبح أكثر تنافسية»
توقع كلوتز أن تقوم الشركات بضخ استثمارات أكبر في مجال الروبوتات والذكاء الصناعي لتقليل التكاليف حتى بعد انحسار الجائحة.
وأضاف أن هذا سيدفع الشركات إلى توظيف المزيد من العاملين بالخارج، وخلق المزيد من المنافسة على الوظائف عن بُعد.
وقال كلوتز: «في الولايات المتحدة، يتقاضى الموظفون أجوراً أعلى من أجور الأشخاص في العديد من الدول الأخرى، فإذا كنت مؤسسة يمكنك تعيين عمال من جميع أنحاء العالم يمكنهم القيام بالوظيفة نفسها مقابل سعر أرخص».
وحسب الشبكة الأميركية، أدى الوباء إلى تسريع الاتجاه نحو الاعتماد على التكنولوجيا، حيث لجأت العديد من الشركات لخدمات رقمية للالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، وخوفاً من الفيروسات، خصوصاً أن الشركات في الولايات المتحدة تكافح من أجل توظيف العاملين، ومن ثم يمكن للمديرين اللجوء إلى التكنولوجيا.
كان المنتدى الاقتصادي العالمي أجرى استطلاعاً في عام 2020 حول 300 شركة عالمية، ووجد أن 43 في المائة من الشركات تتوقع تقليل العمالة لديها، وزيادة استخدام التكنولوجيا.


مقالات ذات صلة

ماسك: جرعة من لقاح «كورونا» كادت تدخلني المستشفى

يوميات الشرق الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب)

ماسك: جرعة من لقاح «كورونا» كادت تدخلني المستشفى

اشتكى الملياردير إيلون ماسك، من أن لقاحاً ضد فيروس كورونا كاد أن يرسله إلى المستشفى؛ مما عزز الاعتقاد السائد بين الكثير من أتباعه بأن التطعيم خطير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك ارتفاع إصابات السكري لدى الشباب الأميركي أثناء جائحة «كورونا»

ارتفاع إصابات السكري لدى الشباب الأميركي أثناء جائحة «كورونا»

«كوفيد-19» يرفع عدد إصابات السكري لدى الصغار والشباب وفق دراستين منفصلتين.

د. أسامة نعمان (لندن)
صحتك دواء «مولنوبيرافير» (أ.ف.ب)

قد يتسبب بطفرات في الفيروس... دراسة تحذّر من دواء لعلاج «كورونا»

قالت مجموعة من العلماء: إن دواءً مضاداً للفيروسات يستخدم لعلاج مرضى فيروس «كورونا» قد يسبب طفرات في الفيروس ويعزز تطور متغيرات جديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا شابة من كوريا الشمالية تحمل علم دولتها (أ.ف.ب)

إعلام صيني: كوريا الشمالية تعيد فتح حدودها بعد إغلاق 3 سنوات

كشفت وسائل إعلام رسمية في الصين أن كوريا الشمالية ستسمح للمواطنين الأجانب بدخول البلاد اعتباراً من الاثنين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك فريق طبي يحاول إنقاذ مريض داخل وحدة العناية المركزة بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة بـ«كورونا» في الصين (رويترز)

«كوفيد طويل الأمد»: الرنين المغناطيسي يكشف أدلة جديدة عن الأعراض

أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يعيشون مع مرض «كوفيد طويل الأمد» بعد دخولهم المستشفى هم أكثر عرضة لإظهار بعض الأضرار في الأعضاء الرئيسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

التضخم الأميركي يتراجع رغم ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي

متداولون في وول ستريت بالدور الأرضي لبورصة نيويورك الأميركية (رويترز)
متداولون في وول ستريت بالدور الأرضي لبورصة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

التضخم الأميركي يتراجع رغم ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي

متداولون في وول ستريت بالدور الأرضي لبورصة نيويورك الأميركية (رويترز)
متداولون في وول ستريت بالدور الأرضي لبورصة نيويورك الأميركية (رويترز)

ارتفع الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، إلا أن التضخم الأساسي تراجع، إذ تباطأت الزيادة السنوية للأسعار التي تستثني الغذاء والطاقة إلى أقل من 4 بالمائة.

وذكرت وزارة التجارة، يوم الجمعة، أن الإنفاق الاستهلاكي، الذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي الأميركي، ارتفع 0.4 بالمائة الشهر الماضي. وتم تعديل بيانات شهر يوليو (تموز) بالزيادة لتظهر ارتفاع الإنفاق 0.9 بالمائة بدلاً من القراءة السابقة البالغة 0.8 بالمائة. وكان خبراء استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا أن يزيد الإنفاق 0.4 بالمائة.

إلا أن ضغوط التضخم الأساسي بدأت تتراجع، وهو أمر سيكون محل ترحيب من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).

وباستثناء عناصر الغذاء والطاقة متقلبة الأسعار، يكون إنفاق الاستهلاك الشخصي قد ارتفع 0.1 بالمائة فقط، بعد زيادة 0.2 بالمائة في الشهر السابق. وعلى أساس سنوي يكون ما يسمى بمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي زاد 3.9 بالمائة في أغسطس، بعد ارتفاع 4.3 بالمائة في يوليو.

ويراقب المركزي الأميركي عن كثب مؤشرات الإنفاق الاستهلاكي أملاً في الوصول بالمستوى المستهدف للتضخم عند 2 بالمائة.

وفتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» على ارتفاع يوم الجمعة، وصعد المؤشر «داو جونز» الصناعي 216.27 نقطة أو 0.64 بالمائة عند الفتح إلى 33882.61 نقطة، وزاد المؤشر «ستاندرد آند بورز» 500 بواقع 28.48 نقطة أو 0.66 بالمائة إلى 4328.18 نقطة، كما ارتفع المؤشر «ناسداك» المجمع 136.43 نقطة أو 1.03 بالمائة إلى 13337.71 نقطة في مستهل التداولات.

كما تراجعت عوائد سندات الخزانة يوم الجمعة بعد البيانات. وقال تييري ويزمان، خبير العملات الأجنبية العالمي وأسعار الفائدة في «ماكواري» بنيويورك: «هناك أخبار جيدة هنا... كان هناك تطبيع واضح للتضخم، حتى على المستوى الأساسي، في الأشهر القليلة الماضية في الولايات المتحدة. وهذا يشير إلى فكرة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما يكون قد بالغ في تشديد السياسة النقدية، وأنه فعل أكثر مما يحتاج إليه». وأضاف: «قد تعزز هذه القراءة المنخفضة لنفقات الاستهلاك الشخصي فكرة أنهم لا يحتاجون إلى رفع آخر لأسعار الفائدة».

وانخفض عائد سندات الخزانة لأجل عامين، الذي يعكس توقعات أسعار الفائدة، 4.6 نقطة أساس إلى 5.025 بالمائة، في حين انخفض العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات 7.7 نقطة أساس إلى 4.520 بالمائة. وانخفض سعر الفائدة على الإقراض لليلة واحدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل طفيف، مع تراجع التوقعات برفع سعر الفائدة في نوفمبر إلى 13.3 بالمائة من 14.2 بالمائة قبل حوالي 30 دقيقة من صدور البيانات، وفقًا لأداة «فيدووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي».


النفط يسجل مكاسب أسبوعية بدعم الطلب وشح الإمدادات

رجل يملأ سيارته وقوداً في محطة بمدينة لوس أنجليس الأميركية وسط ارتفاع أسعار النفط العالمية (أ.ف.ب)
رجل يملأ سيارته وقوداً في محطة بمدينة لوس أنجليس الأميركية وسط ارتفاع أسعار النفط العالمية (أ.ف.ب)
TT

النفط يسجل مكاسب أسبوعية بدعم الطلب وشح الإمدادات

رجل يملأ سيارته وقوداً في محطة بمدينة لوس أنجليس الأميركية وسط ارتفاع أسعار النفط العالمية (أ.ف.ب)
رجل يملأ سيارته وقوداً في محطة بمدينة لوس أنجليس الأميركية وسط ارتفاع أسعار النفط العالمية (أ.ف.ب)

اتجهت أسعار النفط لتسجيل مكسب أسبوعي بنحو ثلاثة بالمائة، بعد تحقيقها زيادة قوية يوم الجمعة، إذ إن أثر الطلب القوي خلال عطلة في الصين واستمرار الشح في الولايات المتحدة طغى على أثر توقعات الزيادات المحتملة في الإمدادات.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، التي حل أجلها الجمعة 88 سنتا، أو 0.92 بالمائة إلى 95.43 دولار للبرميل، بحلول الساعة 10:08 بتوقيت غرينتش.

وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.24 دولار، أو 1.35 بالمائة إلى 92.95 دولار للبرميل.

وتراجعت أسعار النفط بنحو واحد بالمائة يوم الخميس، مع عكوف المتعاملين على البيع لجني الأرباح بعد أن ارتفعت الأسعار إلى أعلى مستوياتها في عشرة شهور، وشعر البعض بالقلق من أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يؤثر على الطلب على النفط.

ومما دعم الأسعار، تحسن بيانات الاقتصاد الكلي من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، إلى جانب الطلب القوي على الوقود خلال عطلة الأسبوع الذهبي في البلاد التي بدأت يوم الجمعة وتستمر أسبوعا.

وقالت «إيه إن زد» للأبحاث في مذكرة: «زيادة السفر الدولي خلال عطلة الأسبوع الذهبي تعزز الطلب الصيني على النفط».

ورجح استطلاع أجرته «رويترز» أن نشاط المصانع في الصين سيستقر في سبتمبر (أيلول)، ما يضيف إلى سلسلة من المؤشرات التي تشير إلى أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم بدأ في الاستقرار. ومن المقرر صدور البيانات الرسمية يوم السبت.

وأظهرت بيانات يوم الخميس أن الاقتصاد الأميركي حافظ على وتيرة نمو قوية إلى حد ما في الربع الثاني ويبدو أن النشاط تسارع في الربع الحالي، ما يشير إلى أن الطلب القوي على الوقود قد يستمر.

ويترقب المتعاملون اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، في إطار مجموعة «أوبك بلس»، الأسبوع المقبل، للحصول على مؤشرات حول ما إذا كانت السعودية قد ترغب في زيادة الإمدادات بعد قفزة بنحو 30 بالمائة في الأسعار خلال الربع الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع اللجنة الوزارية لـ«أوبك بلس» في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وقال بنك أستراليا الوطني في مذكرة: «سيكون اجتماع أوبك بلس الأسبوع المقبل مؤشرا هاما للسوق مع تزايد احتمال تقليص تخفيضات الإمدادات الطوعية».

وفي غضون ذلك، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن روسيا قد تفرض قيودا على صادرات الوقود الخارجية، إذا لم ينجح حظر التصدير على الوقود الذي فرض الأسبوع الماضي، في خفض أسعار البنزين والديزل المرتفعة باستمرار.

وقالت الحكومة في بيان في وقت متأخر من يوم الخميس إن نوفاك أبلغ اجتماعا لكبار المديرين في شركات النفط الروسية أن الحظر على تصدير البنزين والديزل أدى في البداية إلى انخفاض الأسعار في بورصة السلع الأولية.

وقال الكرملين ووزارة الطاقة الروسية إن الحظر الحالي على تصدير الوقود، والذي أُعلن عنه في 21 سبتمبر (أيلول)، سيظل قائماً حتى تستقر سوق الوقود المحلية. ويتوقع المحللون أن يستمر حتى انتهاء موسم الحصاد الروسي وذروة الطلب على الوقود في غضون أسابيع قليلة.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد طرح فكرة فرض لوائح تنظيمية لسوق الوقود مماثلة لتلك الخاصة بالأسمدة لأول مرة في اجتماع حكومي يوم الأربعاء. وفرضت موسكو حصصا مؤقتة على بعض صادراتها من الأسمدة في أواخر عام 2021 لضمان الإمدادات المحلية الكافية، لكنها قامت بتمديدها بشكل مستمر منذ ذلك الحين.

وعلى الرغم من أن أسعار الوقود المحلية الروسية تراجعت في البداية في بورصة السلع المحلية بعد حظر التصدير، فإنها ارتفعت بعد الإعلان عن تخفيفه خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وأضاف نوفاك: «نتيجة لحظر تصدير البنزين ووقود الديزل، شهدنا انخفاضاً في الأسعار في البورصة. ونتوقع أن ينتقل الانخفاض في هذه الأسعار إلى قطاعات الجملة والتجزئة الصغيرة، وكذلك إلى المنتجين الزراعيين»، مشيرا إلى أن «الزيادات في الأسعار غير مقبولة. وإذا لم يتغير الوضع، فسيتم اتخاذ إجراءات تنظيمية صارمة، مماثلة لتلك المعمول بها في سوق الأسمدة».

كما طلب نوفاك من الاجتماع مع منتجي النفط اتخاذ إجراءات عاجلة لخفض أسعار الوقود في محطات الوقود التابعة لمنتجي النفط والشركات المستقلة. وأضاف: «يجب أن يتم تخفيض أسعار التجزئة قريباً».


صندوق النقد الدولي يرحب بتوسيع مجموعة «بريكس»

مديرة الاتصالات في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك في حديث للصحافيين بمقر الصندوق في واشنطن (رويترز)
مديرة الاتصالات في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك في حديث للصحافيين بمقر الصندوق في واشنطن (رويترز)
TT

صندوق النقد الدولي يرحب بتوسيع مجموعة «بريكس»

مديرة الاتصالات في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك في حديث للصحافيين بمقر الصندوق في واشنطن (رويترز)
مديرة الاتصالات في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك في حديث للصحافيين بمقر الصندوق في واشنطن (رويترز)

أكدت مديرة الاتصالات في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك، ترحيب الصندوق بتوسيع مجموعة «بريكس»، وبالتعاون الدولي بهدف الحد من انقسامات السوق وزيادة التجارة وخفض تكاليف الاستثمار والتجارة.

ورداً على سؤال لوكالة «نوفوستي» الروسية حول موقف صندوق النقد الدولي من توسيع «بريكس» والاهتمام المتزايد لدول العالم بجذب التمويل من خلال بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة، قالت كوزاك: «تحسين وتوسيع التعاون الدولي بما في ذلك، على سبيل المثال مجموعة (بريكس)، هو أمر نرحب به ونشجعه، ما دامت أنها تهدف إلى الحد من تجزئة السوق، وزيادة التجارة، وخفض تكاليف الاستثمار».

وأضافت مديرة دائرة الاتصالات، أن صندوق النقد الدولي يسعى من جانبه إلى تجنب تجزئة الاقتصاد العالمي. واختتمت حديثها قائلة: «نحذر من تكاليف الانقسام، لكننا بالطبع نرحب بالدول التي تعمل معاً للتغلب على المشاكل وإيجاد الحلول التي تساعد الاقتصاد العالمي».

وتضم مجموعة «بريكس» كلاً من البرازيل، وروسيا، والهند، والصين وجنوب أفريقيا، وفي الآونة الأخيرة أعربت أكثر من 20 دولة عن رغبتها في الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية.

وعقب القمة التي عُقدت في أغسطس (آب) الماضي في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، تمت دعوة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وإيران، والأرجنتين، ومصر وإثيوبيا بشكل رسمي للانضمام إلى «بريكس»، وستبدأ العضوية الكاملة للدول الجديدة في الأول من يناير (كانون الثاني) 2024.

من جهة أخرى، قال صندوق النقد الدولي إن مجلسه التنفيذي وافق الخميس على منح المغرب قرضاً مدته 18 شهراً بقيمة 1.32 مليار دولار عبر صندوق الصمود والاستدامة التابع للمؤسسة المالية الدولية، وذلك للمساعدة في تعزيز قدرة المغرب على مواجهة الكوارث المرتبطة بالمناخ.

وكان المغرب قد طلب أموالاً من الصندوق الجديد التابع لصندوق النقد الدولي قبل وقت طويل من زلزال الثامن من سبتمبر (أيلول) الذي ضرب منطقة جبال الأطلس الكبير وأودى بحياة أكثر من 2900 شخص.

وتأتي الموافقة قبل أسابيع من استضافة المغرب الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في مراكش بين يومي التاسع و15 أكتوبر (تشرين الأول).

وكشفت مديرة الصندوق، كريستالينا غورغييفا، لأول مرة عن قرض صندوق الصمود والاستدامة في مقابلة حصرية مع «رويترز» هذا الشهر، مشيرة إلى أن مجلس الإدارة سيراجع اتفاقاً على مستوى الخبراء مع المغرب في وقت لاحق من الشهر.

وقال الصندوق: إن هذا الترتيب «سيساعد المغرب على معالجة نقاط الضعف على الصعيد المناخي، وتعزيز مرونته في مواجهة تغير المناخ، واغتنام الفرص من وقف انبعاثات الكربون».

وقال: إن الأموال ستساعد أيضاً السلطات المغربية على تعزيز الاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية ودفع التمويل من أجل التنمية المستدامة.

وكانت جولي كوزاك، المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، قد قالت للصحافيين في وقت سابق: إن الصندوق والبنك قرّرا المضي قدماً في اجتماعاتهما السنوية المشتركة بمراكش بعد التأكد من أن الفعاليات لن تعطل جهود الإغاثة وإعادة الإعمار. وأضافت أن الاجتماعات سيتم تطويعها لتتلاءم مع الظروف، لكن دون إسهاب في تفاصيل، وأوضحت أن الجدول الزمني ما زال قيد الإعداد.

ومضت كوزاك تقول: إن الاجتماعات في مراكش يجري الإعداد لها منذ خمس سنوات وتأجلت مرتين بسبب جائحة «كوفيد - 19»، وتأتي في وقت مهم للاقتصاد العالمي وأعضاء صندوق النقد الدولي. وقالت: «أنا واثقة من أن هذه الاجتماعات ستظهر قوة المغرب والشعب المغربي والسلطات المغربية... هذه هي المرة الأولى منذ 50 عاماً التي يعقد فيها الاجتماع السنوي في القارة الأفريقية». وأوضحت كوزاك أن غورغييفا ستلقي خطاب «رفع الستار» في أبيدجان بساحل العاج يوم الخامس من أكتوبر لتمهيد الطريق للاجتماعات.


بريطانيا بين بيانات اقتصادية متفائلة ومواطنين لا يشعرون بالتحسن

مشاة في شارع «أوكسفورد ستريت» وسط العاصمة البريطانية لندن يمرون أمام محال تعلن عن تخفيضات الصيف الكبرى (رويترز)
مشاة في شارع «أوكسفورد ستريت» وسط العاصمة البريطانية لندن يمرون أمام محال تعلن عن تخفيضات الصيف الكبرى (رويترز)
TT

بريطانيا بين بيانات اقتصادية متفائلة ومواطنين لا يشعرون بالتحسن

مشاة في شارع «أوكسفورد ستريت» وسط العاصمة البريطانية لندن يمرون أمام محال تعلن عن تخفيضات الصيف الكبرى (رويترز)
مشاة في شارع «أوكسفورد ستريت» وسط العاصمة البريطانية لندن يمرون أمام محال تعلن عن تخفيضات الصيف الكبرى (رويترز)

رغم البيانات البريطانية الاقتصادية المتفائلة، يؤكد كثير من المؤشرات عدم انعكاس هذا التفاؤل على الحياة اليومية للمواطنين.

وأظهرت أرقام من مكتب الإحصاء الوطني في بريطانيا، يوم الجمعة، ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في الربع الثاني من عام 2023 بنسبة 0.2 في المائة عن الربع السابق. وكان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا قراءة تظهر نمواً فصلياً بنسبة 0.2 في المائة، من دون تغيير عن تقدير أولي نُشر في 11 أغسطس (آب).

ونما الاقتصاد الكلي في الربع الثاني من عام 2023 بنسبة 1.8 في المائة عمّا كان عليه في الربع الأخير من عام 2019، وهو آخر رُبع كامل قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، ويمثل هذا تعديلاً عن أحدث تقدير سابق لمكتب الإحصاء في 11 أغسطس، أفاد بأن نمو الاقتصاد لا يزال أقل بنسبة 0.2 في المائة عما كان عليه قبل الجائحة، مما وضع بريطانيا في المؤخرة بالنسبة لما حققته اقتصادات الدول المتقدمة الكبرى.

وكان من المتوقع على نطاق واسع إجراء مراجعة بالرفع لحجم الاقتصاد البريطاني، بعد أن نشر مكتب الإحصاء الوطني مراجعات مبدئية في الأول من سبتمبر (أيلول) تشير إلى أن الاقتصاد كان بالفعل أكبر بنسبة 0.6 في المائة من حجمه قبل الجائحة في الربع الأخير من عام 2021.

وقد جعل هذا التعديل التعافي الاقتصادي الأولي لبريطانيا من جائحة «كوفيد - 19» يبدو مشابهاً لما سجلته فرنسا وإيطاليا. وأصبح الأداء الاقتصادي النسبي لبريطانيا منذ الجائحة وخروجها من الاتحاد الأوروبي محوراً للنقاش السياسي، خصوصاً مع احتمال إجراء انتخابات العام المقبل.

وقال غرانت فيتزنر، كبير خبراء الاقتصاد لدى مكتب الإحصاء: «تشير تقديراتنا الجديدة إلى أداء أقوى في الشركات المهنية والعلمية بسبب تحسن مصادر جمع البيانات»، ولكنه تابع: «في الوقت ذاته، سجل قطاع الرعاية الصحية نمواً أقل بسبب توافر بيانات جديدة بشأن تكلفة بعض الخدمات».

لكن رغم البيانات المتفائلة، كان النمو الأخير باهتاً وفقاً للمعايير التاريخية، وتأثر الكثير من الأسر بشدة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة التي تسارعت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وقالت روث غريغوري، نائبة كبير الاقتصاديين في المملكة المتحدة في «كابيتال إيكونوميكس»: «البيانات لا تغيّر الصورة الكبيرة المتمثلة في تخلف الاقتصاد عن جميع دول مجموعة السبع الأخرى باستثناء ألمانيا وفرنسا منذ الوباء. وذلك قبل الشعور بالتأثير الكامل لأسعار الفائدة المرتفعة». وتابع: «كان الاقتصاد أكثر مرونة بعض الشيء في النصف الأول من هذا العام مما كنا نعتقد في السابق. لكن مؤشرات أخرى تشير إلى أن هذا يتلاشى الآن»، محذراً من أن ارتفاع أسعار الفائدة يهدد بدفع الاقتصاد البريطاني إلى الركود.

وعلى أرض الواقع، ذكرت شركة «إي دي إف» للطاقة في بريطانيا أن عدد العملاء المدينين للشركة بسبب تخلفهم عن سداد فواتير الطاقة ارتفع بنسبة 36 في المائة منذ بداية العام الجاري.

وأفادت «بلومبرغ» بأن الشركة تعتزم إلغاء الرسوم الثابتة التي تضاف إلى الفواتير لتغطية قيمة الاتصال بشبكة الكهرباء بالنسبة للعملاء غير القادرين خلال الشتاء المقبل للمساعدة في الحد من الضغوط التي يتعرضون لها.

وذكرت «إي دي إف» أن الرسوم اليومية للعملاء المدينين ارتفعت بنسبة 107 في المائة للكهرباء، و8.2 في المائة للغاز، منذ أبريل (نيسان) 2021. ونقلت «بلومبرغ» عن فيليب كوماريت، مدير شؤون العملاء بالشركة، قوله: «النظام الحالي يعني أن المنازل الصغيرة التي تستهلك كمية أقل من الكهرباء تدفع مبالغ أكثر من الناحية النسبية، وهذا ليس أمراً صائباً»، مضيفاً: «ولهذا قررنا شطب الرسوم الثابتة لنحو 260 ألف عميل، على الأقل، إلى مستويات ما قبل الأزمة هذا الشتاء».

ومن المقرر رفع سقف أسعار الطاقة، ويقصد به الحد الأقصى الذي يمكن مطالبة المستهلكين بتسديده نظير الحصول على الطاقة في بريطانيا، في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وهو ما يعني أن ثلث الأسر البريطانية سوف تدفع فواتير طاقة أعلى، مما سيفرض ضغوطاً على الحكومة لبذل المزيد من أجل تخفيف ضغوط المعيشة عن كاهل مواطنيها.

من جهة أخرى، أدت أزمة تكاليف المعيشة إلى «فقر الفراش»، حيث ينتهي الأمر بأطفال في المملكة المتحدة بالنوم على مراتب قديمة، على الأرض، نظراً لأن الأسر تُضطر لأن تعطي الأولوية لتوفير الطعام والتدفئة، طبقاً لما ذكرته إحدى المؤسسات الخيرية.

وأضافت مؤسسة «برناردوز» الخيرية أن 6 في المائة من الأطفال، الذين شملهم الاستطلاع ذكروا أنهم ينامون على الأرض، بسبب عدم توفر سرير خاص بهم، في الأشهر الـ12 الماضية، حسب وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا»، يوم الجمعة.

وتابعت المؤسسة أن أشياء مثل استبدال «فراش متعفن» أو إصلاح سرير «غير صالح للنوم عليه أو مكسور» تأتي في ذيل القائمة لميزانيات الأسر، فيما يكافح الآباء لتوفير الأموال لشراء الضروريات.

ووجد استطلاع الرأي الذي أجراه معهد «يو غوف» بتكليف من مؤسسة «برناردوز» الخيرية أيضاً أنه من بين الأطفال 1013، ممن تتراوح أعمارهم ما بين 8 و17 عاماً في بريطانيا العظمى، شاركوا في الاستطلاع، قال نحو واحد من كل عشرة (9 في المائة) إنهم شاركوا السرير مع فرد آخر من أسرتهم، لأن ليس لديهم سرير خاص بهم.

وشهد البحث أيضاً مشاركة 1049 من آباء أطفال تحت 18 عاماً، وقال واحد من كل 12 من الآباء (8 في المائة) إن أطفالهم شعروا بالتعب طوال الوقت بسبب عدم وجود سرير خاص بهم.

يأتي ذلك بينما تزايد تردد البنوك البريطانية في تمويل المشروعات السكنية بالعاصمة البريطانية، في أحدث إشارة إلى تدهور حالة سوق العقارات في لندن.

ونقلت «بلومبرغ» عن نيكول لوكس، الباحثة الكبيرة في كلية «مدرسة بايس للأعمال» والمتخصصة في أبحاث التمويل العقاري، إن البنوك خفضت نسبة الدعم المالي الذي تقدمه لشركات التطوير العقاري بمقدار 10 نقاط مئوية منذ بداية العام الحالي، مشيرةً إلى أن هذه المعلومات تعتمد على مسح نصف سنوي لبنوك التمويل العقاري في بريطانيا.

وذكرت «بلومبرغ» أن نقص القروض يمثل ضربة جديدة لشركات التشييد التي تعاني ارتفاع النفقات مع تراجع الطلب. كما أدى ارتفاع أسعار فائدة التمويل العقاري إلى تراجع أسعار المساكن في لندن، التي تراجعت بنسبة 4 في المائة خلال العام الماضي، حسب بيانات مؤسسة «هاليفاكس» للتمويل العقاري.

في الوقت نفسه، قلّصت شركات البناء مشترياتها من الأراضي، حيث انخفضت قيمة صفقات شراء أراضي التطوير العقاري إلى أقل من 1.45 مليار جنيه إسترليني خلال العام الحالي، مقابل أكثر من 6.5 مليار جنيه إسترليني في 2021، حسب بيانات «إم إس سي آي ريل أسيتس».


الأسواق في ختام هادئ لفصل صعب

رجل يتابع تحركات الأسهم بمقر البورصة اليابانية في العاصمة طوكيو (أ.ب)
رجل يتابع تحركات الأسهم بمقر البورصة اليابانية في العاصمة طوكيو (أ.ب)
TT

الأسواق في ختام هادئ لفصل صعب

رجل يتابع تحركات الأسهم بمقر البورصة اليابانية في العاصمة طوكيو (أ.ب)
رجل يتابع تحركات الأسهم بمقر البورصة اليابانية في العاصمة طوكيو (أ.ب)

ارتفعت الأسهم العالمية على نطاق واسع يوم الجمعة، لكنها تتجه لأن تنهي شهر سبتمبر (أيلول) بأسوأ أداء فصلي لها خلال عام، متأثرة بالمخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة.

وارتفعت الأسهم الأوروبية مدعومة بمكاسب أسهم السلع الفاخرة، وأشارت العقود الآجلة للأسهم الأميركية إلى بداية قوية لوول ستريت. ورغم ذلك، كانت الأسواق في مسارها لتكبُّد خسائر فادحة بسبب ارتفاع عائدات السندات مع اقتراب الربع الثالث من نهايته.

وكانت أسواق السندات مستقرة على نطاق واسع، لكنها أنهت أيضاً ربعاً مشتعلاً. واتجهت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو، والتي ارتفعت إلى جانب عوائد سندات الخزانة الأميركية إلى أعلى مستوياتها في سنوات عدة هذا الأسبوع، إلى أكبر ارتفاع فصلي لها خلال عام.

وقال جيمس روسيتر، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي العالمية في شركة «تي دي سيكيوريتيز» في لندن: «العوائد في طريقها إلى الارتفاع وستتحرك نحو الانخفاض، لكننا لا نعرف موعد حدوث ذلك... يبدو أن عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات في طريقها إلى مستويات 5 في المائة، لكنها في النهاية ستنخفض».

وفي تعاملات لندن يوم الجمعة، انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 5 نقاط أساس إلى 4.54 في المائة، بعد أن ارتفعت إلى أعلى مستوى في 16 عاماً يوم الخميس.

وانخفض العائد على السندات الحكومية الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو المؤشر القياسي لمنطقة اليورو، بمقدار 10 نقاط أساس إلى 2.86 في المائة بعد أن قفز 13.5 نقطة أساس في اليوم السابق. وكان متجهاً نحو ختام الأسبوع مرتفعاً 14 نقطة أساس، وهو أكبر ارتفاع أسبوعي له منذ أوائل يوليو (تموز). وفي الوقت نفسه، تعافت السندات الحكومية البريطانية، التي تم بيعها بشكل حاد يوم الخميس.

ارتفعت الأسهم الآسيوية بأكثر من 1 في المائة في أفضل يوم لها منذ أسابيع، لكنها لا تزال في طريقها لتحقيق أسوأ أداء فصلي لها خلال عام، وكذلك الأسهم الأوروبية ومؤشر الأسهم العالمي «إم سي إس آي».

وأغلق مؤشر نيكي الياباني منخفضاً بعض الشيء، في حين كانت الأسواق الصينية مغلقة لقضاء عطلة حتى الأسبوع المقبل.

وكان هناك أيضاً تركيز على الوضع الأميركي، مع تزايد مخاطر الإغلاق الحكومي. وقال جان فون جيريش، كبير استراتيجيي الأسواق في «نورديا»: «اعتاد الناس على الإغلاق الجزئي، لكن إذا طال أمده وزادت المخاطر فإن العواقب الاقتصادية ستبدأ في التصاعد»، مضيفاً أن الدولار قد يتضرر إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في واشنطن.

وتراجع مؤشر الدولار 0.40 في المائة إلى 105.79 نقطة، لكنه يحوم قرب أعلى مستوى في عشرة أشهر عند 106.84 الذي لامسه في وقت سابق هذا الأسبوع. وارتفع المؤشر بنسبة 2 في المائة تقريباً هذا الشهر، وكان في طريقه لتحقيق مكاسب للشهر الثاني على التوالي.

واستعدت أسعار الذهب لأكبر انخفاض شهري لها منذ فبراير (شباط)، حيث حامت حول أدنى مستوياتها في ستة أشهر. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 1872 دولاراً للأوقية.


التضخم يتراجع بمنطقة اليورو لأدنى مستوياته في عامين

متسوقون في أحد المتاجر بمدينة تولوز الفرنسية (أ.ف.ب)
متسوقون في أحد المتاجر بمدينة تولوز الفرنسية (أ.ف.ب)
TT

التضخم يتراجع بمنطقة اليورو لأدنى مستوياته في عامين

متسوقون في أحد المتاجر بمدينة تولوز الفرنسية (أ.ف.ب)
متسوقون في أحد المتاجر بمدينة تولوز الفرنسية (أ.ف.ب)

سجّل المعدل السنوي للتضخم في منطقة اليورو في سبتمبر (أيلول) تراجعاً إلى أدنى مستوياته خلال عامين، على ما ذكرت «وكالة الإحصاء»، التابعة للاتحاد الأوروبي (الجمعة).

وارتفعت أسعار الاستهلاك في منطقة العملة الموحدة، التي تضم 20 دولة، بمعدل سنوي بلغ 4.3 في المائة، بحسب بيانات «يوروستات»، في أدنى معدلاتها منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2021. وكانت توقعات محللين جمعتها مؤسسة «فاكتسيت» المالية ذكرت أن التضخم سيتباطأ وصولاً إلى 4.5 في المائة في سبتمبر.

ويتراجع التضخم بشكل مطرد منذ وصل إلى ذروته عند 10.6 في المائة في أكتوبر 2022 على وقع التداعيات الكبيرة للحرب الروسية على أوكرانيا، في أنحاء أوروبا. ومع ذلك يظل هذا الرقم أعلى بكثير من هدف البنك المركزي الأوروبي، البالغ 2 في المائة.

وقد رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرات عدة؛ لكبح جماح التضخم الشديد، ولكن التداعيات تطال جميع نواحي اقتصاد منطقة اليورو.

وستعزز بيانات (الجمعة) آمال المستثمرين في أن يوقف البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة، مع ضعف اقتصاد منطقة اليورو، وتزايد المخاوف بشأن الأعباء على الأسر والشركات نتيجة لارتفاع تكاليف الاقتراض.

كذلك، تباطأ التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الطاقة والسلع الغذائية والكحول والتبغ المتقلبة، من 5.3 في المائة في أغسطس (آب) إلى 4.5 في المائة في سبتمبر. والتضخم الأساسي هو المؤشر الرئيسي للبنك المركزي الأوروبي.

وشهدت أسعار الطاقة مزيداً من التراجع، وانخفضت بنسبة 4.7 في المائة في سبتمبر بعد انخفاضها بنسبة 3.3 في المائة في الشهر السابق. وتباطأ أيضاً ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات، ووصل إلى 8.8 في المائة في سبتمبر مقارنة بـ9.7 في المائة في أغسطس بحسب «يوروستات».

وكانت هولندا الدولة الوحيدة التي انخفضت فيها أسعار المستهلكين بنسبة 0.3 في المائة وفقاً لأرقام «يوروستات». كما أظهرت البيانات أن أداء ألمانيا، أقوى اقتصاد في أوروبا، كان أفضل من الأشهر السابقة مع تباطؤ التضخم من 6.4 في المائة في أغسطس إلى 4.3 في المائة في سبتمبر.


الصين تدعو أميركا وأوروبا لمزيد من الانفتاح

علما الصين والولايات المتحدة أمام لوحة إلكترونية (رويترز)
علما الصين والولايات المتحدة أمام لوحة إلكترونية (رويترز)
TT

الصين تدعو أميركا وأوروبا لمزيد من الانفتاح

علما الصين والولايات المتحدة أمام لوحة إلكترونية (رويترز)
علما الصين والولايات المتحدة أمام لوحة إلكترونية (رويترز)

دعت الصين كلاً من الولايات المتحدة وأوروبا منفصلتَين إلى مزيد من الانفتاح فيما يتعلق على وجه الخصوص بمجال التكنولوجيا.

وذكر التلفزيون الرسمي الصيني، (الجمعة)، أن مجلس التجارة الدولية الصيني طلب رسمياً من الولايات المتحدة أن «تدرس بعناية» القواعد التي تحظر أو تقيد الاستثمارات الأميركية في قطاع التكنولوجيا الصيني.

ووقّع الرئيس الأميركي جو بايدن، الشهر الماضي، على الأمر التنفيذي الذي يحظر أو يقيد الاستثمارات في الكيانات الصينية العاملة في مجال أشباه الموصلات، والإلكترونيات الدقيقة، وتقنيات المعلومات الكمية، وبعض أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وقال التلفزيون الرسمي إن المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، الذي تشرف عليه وزارة التجارة، قال إن الأمر يضع «قيوداً غامضة وواسعة النطاق» على المستثمرين وأنواع المعاملات، ولا يفرّق بين الأغراض العسكرية والمدنية.

وأضافت الغرفة أن «هذا لا يؤدي فقط إلى مخاطر المعاملات وتكلفة الامتثال... ولكنه يضر أيضاً بالسلسلة الصناعية العالمية شديدة الاعتماد على بعضها البعض». وكان أمر بايدن يهدف إلى حماية الأمن القومي، ومنع رأس المال الأميركي من مساعدة الجيش الصيني.

وتطالب الشركات المالية الأميركية، التي طُلب منها الالتزام بمهلة 28 سبتمبر (أيلول) لتقديم مدخلاتها، بمزيد من الوضوح بشأن القواعد الجديدة المقترحة التي تقول إنها غامضة للغاية وتضع عبء الالتزام على عاتق المستثمرين.

يأتي ذلك، بينما التقى دبلوماسيان كبيران من الولايات المتحدة والصين في واشنطن، وأجريا ما وصفه الجانب الأميركي بـ«المشاورات الصريحة، والمتعمقة، والبناءة». وذلك في أحدث جولة في سلسلة من المحادثات في الآونة الأخيرة لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بين أكبر اقتصادين في العالم.

كما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، (الجمعة) أن موظفي شركة «أبل» اجتمعوا مع مسؤولين صينيين في الأشهر الأخيرة لمناقشة المخاوف بشأن القواعد الجديدة التي ستقيد شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة من تقديم عديد من التطبيقات الأجنبية المتاحة حالياً على متجر تطبيقات «أبل ستور».

وقال المسؤولون الصينيون لشركة «أبل» إنه يجب عليها التنفيذ الصارم للقواعد التي تحظر التطبيقات الأجنبية غير المسجلة، حسبما ذكر التقرير نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر.

وبالتزامن مع المساعي لتحسين الوضع مع الولايات المتحدة، دعا سفير الصين لدى ألمانيا، أوروبا إلى أن تكون أكثر انفتاحاً على الاستثمار الصيني، وحثّ على تعاون أعمق في مجالات مثل السيارات الكهربائية، وتكنولوجيا الجيل الخامس، بعد سلسلة من المناوشات.

وتعكف برلين على إعادة تقييم علاقتها مع الصين، الدولة التي تصفها بـ«الشريك والمنافس في الوقت نفسه». وفي جزء من هذه العملية، اقترحت وزارة الداخلية الألمانية إجبار مشغلي الاتصالات على الحد من استخدامهم للمعدات التي تصنعها شركتا «هواوي» و«زد تي إي» الصينيتان، وهي خطوة انتقدتها «هواوي»، ووصفتها بأنها «تسييس» للأمن السيبراني.

وقال السفير وو كين، في حفل استقبال في برلين في وقت متأخر من يوم الخميس بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس الصين الحديثة: «نأمل أن تظهر أوروبا مزيداً من الانفتاح والثقة بالنفس بشأن مسألة التنقل الكهربائي وتكنولوجيا الجيل الخامس من هواوي». وأضاف أن «الصين مستعدة على أية حال لتعميق التعاون مع أوروبا وألمانيا الذي تستفيد منه الأطراف جميعها».

واقترحت وزارة الداخلية الألمانية التغييرات بأثر رجعي على شبكات الجيل الخامس، بعد أن سلطت المراجعة الضوء على اعتماد ألمانيا على الموردين الصينيين.

وانتقدت الصين أيضاً التحقيق الذي أجراه الاتحاد الأوروبي لمكافحة الدعم في منتجات السيارات الكهربائية الصينية، محذرة من أنه قد يعطّل سلاسل التوريد في صناعة السيارات العالمية.

وقال وو في كلمته: «في الآونة الأخيرة، كان هناك انتشار لوجهات النظر المهينة بشأن الاقتصاد الصيني من قبل بعض مؤسسات الفكر والرأي الأوروبية، وما يسمى بالخبراء الصينيين، بل ويتم تصوير الصين على أنها خطر على الاقتصاد العالمي... لكن هذا الخوف من التغيير والمنافسة يجب ألا يدفعنا إلى الانحراف عن طريق التعاون، أو إلى إقامة الحواجز».


اليابان تخشى العودة للانكماش رغم مؤشرات تجاوزه

وزير الاقتصاد الياباني يوشيتاكا شيندو في مؤتمر صحافي بالعاصمة طوكيو صباح الجمعة (رويترز)
وزير الاقتصاد الياباني يوشيتاكا شيندو في مؤتمر صحافي بالعاصمة طوكيو صباح الجمعة (رويترز)
TT

اليابان تخشى العودة للانكماش رغم مؤشرات تجاوزه

وزير الاقتصاد الياباني يوشيتاكا شيندو في مؤتمر صحافي بالعاصمة طوكيو صباح الجمعة (رويترز)
وزير الاقتصاد الياباني يوشيتاكا شيندو في مؤتمر صحافي بالعاصمة طوكيو صباح الجمعة (رويترز)

قال وزير الاقتصاد الياباني يوشيتاكا شيندو يوم الجمعة إن اليابان لم تعد تعاني من الانكماش، لكن يتعين على صناع السياسات ضمان عدم انزلاق الأسعار مرة أخرى إلى الانكماش، ما يشير إلى أن السلطات لا تزال تشعر بالقلق بشأن الطلب الاستهلاكي الضعيف.

وقال شيندو إنه يتعين على صناع السياسات أن يراقبوا من كثب المؤشرات الرئيسية بما، في ذلك فجوة الإنتاج وتكاليف العمالة قبل أن يعلنوا نهاية كاملة للانكماش.

وقال شيندو لمجموعة من الصحافيين في مقابلة، إن «الاقتصاد الياباني لم يعد في حالة انكماش. ويحرز تقدماً مطرداً نحو وضع نهاية حاسمة».

ويقول صناع السياسات إن الاقتصاد لم يعد في فترة الانكماش التي بدأت في أواخر التسعينات، على الرغم من أنهم لم يعلنوا بعد نهاية حاسمة لانخفاض الأسعار نظراً للمخاطر الحالية المحيطة بالانتعاش الاقتصادي الهش.

ورحب شيندو بالجهود التي بذلتها الحكومة والبنك المركزي لانتشال الاقتصاد الياباني، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، من الانكماش.

وأصدرت الحكومة وبنك اليابان بياناً مشتركاً في يناير (كانون الثاني) 2013، تعهد فيه البنك المركزي بتحقيق هدف التضخم بنسبة 2 بالمائة في أقرب وقت ممكن، في حين تعهدت الحكومة بمعالجة الإصلاحات الداعمة للنمو.

وأصبح شيندو وزيراً للاقتصاد في تعديل وزاري في وقت سابق من هذا الشهر، وكُلِّف بالإشراف على حزمة اقتصادية جديدة. وقال إن اليابان يجب أن توازن بين مهمة إنعاش الاقتصاد والجهود المبذولة للحد من ديونها الضخمة، بينما يسعى صناع السياسات إلى وضع الميزانية الأولية المطولة للسنة المالية المنتهية في مارس (آذار) 2026.

وأظهرت بيانات يوم الجمعة أن التضخم الأساسي في العاصمة اليابانية تباطأ في سبتمبر (أيلول) للشهر الثالث على التوالي، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى انخفاض تكاليف الوقود، ما يشير إلى أن ضغوط زيادة التكلفة بدأت تبلغ ذروتها في تخفيف للتعافي الاقتصادي الهش.

لكن بيانات منفصلة أظهرت استقرار إنتاج المصانع منخفضاً في أغسطس (آب)، في علامة على أن الشركات تشعر بالضغوط من ضعف الطلب العالمي ومؤشرات ضعف في الاقتصاد الصيني.

وأظهر مسح حكومي صدر يوم الجمعة أيضاً تدهور معنويات المستهلكين في سبتمبر، حيث لم تشهد الكثير من الأسر بعد زيادة في الأجور بما يكفي لتعويض ارتفاع تكاليف المعيشة.

ويقول المحللون إن مجموعة البيانات تؤكد التحدي الذي يواجهه بنك اليابان في تحديد مدى السرعة التي يمكنه بها التخلص التدريجي من برامج التحفيز الضخمة، دون خنق النمو.

وقال مارسيل ثيليانت، رئيس قسم آسيا والمحيط الهادئ في «كابيتال إيكونوميكس»: «على الرغم من أن التضخم يتجه نحو الاعتدال الآن، إلا أنه يفعل ذلك بسرعة أقل مما توقعه بنك اليابان. وبناءً على ذلك، سيحتاج مجلس البنك إلى مراجعة توقعاته للتضخم للسنة المالية الحالية بشكل أكبر في اجتماعه القادم في أكتوبر (تشرين الأول)... وجهة نظرنا هي أن البنك سيستغل الفرصة الحالية للتخلي عن أسعار الفائدة السلبية ويخطط لرفع أسعار الفائدة في يناير (كانون الثاني) من العام المقبل».

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في طوكيو الذي يستثني المواد الغذائية الطازجة المتقلبة، ولكنه يشمل تكاليف الوقود، بنسبة 2.5 بالمائة في سبتمبر (أيلول) مقارنة بالعام السابق، مقابل متوسط توقعات السوق لزيادة بنسبة 2.6 بالمائة. ورغم أنه تباطأ من زيادة بنسبة 2.8 بالمائة في أغسطس (آب)، لكنه لا يزال يتجاوز هدف بنك اليابان البالغ 2 بالمائة للشهر السادس عشر على التوالي.

وأظهرت البيانات أن المؤشر الذي يستثني تكاليف الأغذية الطازجة والوقود، والذي يراقبه بنك اليابان من كثب بوصفه مقياساً أفضل لاتجاهات الأسعار العامة، ارتفع بنسبة 3.8 بالمائة في سبتمبر مقارنة بالعام السابق، بعد زيادة بنسبة 4.0 بالمائة في أغسطس.

وتوسع الاقتصاد الياباني بنسبة 4.8 بالمائة على أساس سنوي في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، حيث عوضت الصادرات القوية ضعف الاستهلاك، لكن المحللين يتوقعون انكماشاً طفيفاً في الرابع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر، حيث يؤثر تباطؤ الطلب العالمي على الصادرات.

وما يسلط الضوء على الطبيعة الهشة للاقتصاد المعتمد على التصدير، ضعف إنتاج المصانع في أغسطس مع انخفاض إنتاج السيارات، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى إغلاق المصانع في شركة «تويوتا موتورز كورب».

وبالتزامن مع تصريحات شيندو، قال وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي يوم الجمعة إن السلطات اليابانية لم تحدد «خط دفاع» في التعامل مع العملات، في حين حذر أيضاً من أن ضعف الين قد تقدم «إلى حد ما». وأكد سوزوكي أن السلطات «لن تستبعد أي خيار إذا أصبحت التحركات مفرطة».

يقع الين الضعيف في دائرة الضوء، حيث يجري تداوله بالقرب من مستوى 150 يناً مقابل الدولار، والذي يعده بعض المتداولين نقطة انطلاق لتدخل السلطات اليابانية. وجرى تداول العملة اليابانية في أحدث تعاملات عند 149.34 ين مقابل الدولار الأميركي، وهو أضعف سعر لها منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال سوزوكي للصحافيين بعد اجتماع لمجلس الوزراء: «نحن لا نضع ما يسمى الخط الدفاعي الذي حدثت التكهنات بشأنه. نحن نركز على سرعة تحركات العملة... وبهذا المعنى، يبدو أن ضعف الين قد تقدم قليلاً». وأضاف: «إننا نراقب من كثب تحركات العملة».


بريطانيا تعتزم مد خط بحري لنقل الطاقة المتجددة من المغرب

منظر جوي لألواح شمسية في محطة نور 1 للطاقة الشمسية المركزة على مسافة نحو 20 كيلومتراً خارج مدينة ورزازات بوسط المغرب في 4 فبراير 2016 (أ.ف.ب)
منظر جوي لألواح شمسية في محطة نور 1 للطاقة الشمسية المركزة على مسافة نحو 20 كيلومتراً خارج مدينة ورزازات بوسط المغرب في 4 فبراير 2016 (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا تعتزم مد خط بحري لنقل الطاقة المتجددة من المغرب

منظر جوي لألواح شمسية في محطة نور 1 للطاقة الشمسية المركزة على مسافة نحو 20 كيلومتراً خارج مدينة ورزازات بوسط المغرب في 4 فبراير 2016 (أ.ف.ب)
منظر جوي لألواح شمسية في محطة نور 1 للطاقة الشمسية المركزة على مسافة نحو 20 كيلومتراً خارج مدينة ورزازات بوسط المغرب في 4 فبراير 2016 (أ.ف.ب)

وضعت بريطانيا خطة لمد كابل تحت سطح البحر لنقل طاقة متجددة من المغرب بوصفه مشروعاً «له أهمية وطنية»، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.

وترغب شركة «إكس لينكس»، التي يرأسها ديف لويس الرئيس التنفيذي السابق لشركة «تيسكو»، في مد كابلات بحرية طولها 3800 كيلومتر لنقل إمدادات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من الصحراء الكبرى إلى 7 ملايين منزل بريطاني بحلول 2030.

ورغم وصف شركة «إكس لينكس» إقرار الحكومة لمشروعها بأنه «إنجاز كبير»، فإن الكثير من التحديات لا تزال قائمة.

بالإضافة إلى الحاجة لمد أطول كابل بحري في العالم للتيار المستمر عالي الجهد، فإن الشركة تحتاج إلى الحصول على مزيد من التمويل والاتفاق على عقود تسعير طويلة الأجل ونيل الإذن للمرور عبر المياه الإقليمية الإسبانية والفرنسية.

وقال لويس لصحيفة «فاينانشيال تايمز» إن التكلفة المقدرة للمشروع تتراوح بين 20 مليار جنيه إسترليني (24.47 مليار دولار) و22 مليار جنيه إسترليني.

وذكرت «إكس. لينكس» أن المشروع سيوفر نحو 10 آلاف وظيفة في المغرب منها 2000 ستصبح دائمة، كما أنه يتسق مع استراتيجية البلاد لتصدير الطاقة.

وقالت كلير كوتينيو وزيرة أمن الطاقة وخفض الانبعاثات إلى الصفر في بريطانيا في بيان أن «المشروع المقترح يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تمكين نظام الطاقة الذي يفي بالتزام المملكة المتحدة بالحد من انبعاثات الكربون وأهداف الحكومة المتمثلة في توفير إمدادات طاقة آمنة، ويعول عليها وبأسعار معقولة للمستهلكين».


روسيا تمدد القيود على التحويلات للخارج

سيدة تسير أمام مقر البنك المركزي الروسي في العاصمة موسكو (رويترز)
سيدة تسير أمام مقر البنك المركزي الروسي في العاصمة موسكو (رويترز)
TT

روسيا تمدد القيود على التحويلات للخارج

سيدة تسير أمام مقر البنك المركزي الروسي في العاصمة موسكو (رويترز)
سيدة تسير أمام مقر البنك المركزي الروسي في العاصمة موسكو (رويترز)

قالت إلفيرا نابيولينا محافظة البنك المركزي الروسي يوم الجمعة إن البنك المركزي الروسي قد يزيد سعر الفائدة الرئيسي أو يبقيه عند المستوى الحالي البالغ 13.0 بالمائة في 2023.

وفي حديثها في منتدى مصرفي في منتجع سوتشي على البحر الأسود، قالت نابيولينا أيضاً إن قرارات سعر الفائدة ستعتمد على الوضع في الاقتصاد الروسي. وأضافت أنه من الممكن خفض المعدل عندما يصل التضخم إلى المستوى المستهدف وهو 4 بالمائة.

ورفع البنك المركزي الروسي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 100 نقطة أساس إلى 13 بالمائة في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، ما أدى إلى رفع تكلفة الاقتراض في اجتماعه الثالث على التوالي استجابة لضعف الروبل والضغوط التضخمية المستمرة الأخرى.

وفي اجتماع طارئ في أغسطس (آب)، رفعت الهيئة التنظيمية سعر الفائدة بشكل حاد بمقدار 350 نقطة أساس إلى 12 بالمائة.

وقام البنك المركزي بتعديل توقعاته للتضخم في نهاية العام إلى مستوى بين 6.0 و7.0 بالمائة من مستوى بين 5.0 و6.5 بالمائة سابقا. وبلغ معدل التضخم السنوي 5.33 بالمائة بدءا من 11 سبتمبر، وهو أعلى من الهدف البالغ 4 في المائة.

ومن جهة أخرى، مدد البنك المركزي الروسي فترة القيود المفروضة على تحويل الأموال إلى الخارج لمدة ستة أشهر أخرى.

ووفقا للقرار، سيظل المواطنون الروس وغير المقيمين من «الدول الصديقة» قادرين على تحويل ما لا يزيد على مليون دولار أو ما يعادله بالعملات الأجنبية الأخرى إلى أي حسابات في البنوك الأجنبية خلال شهر واحد حتى 31 مارس (آذار) 2024. وتعد روسيا الدول التي فرضت العقوبات عليها «غير صديقة».

وفي الأسواق، تراجع الروبل الروسي إلى أدنى مستوياته في أكثر من أسبوعين مقابل الدولار يوم الجمعة، ليتجاوز مستوى 97 مع مرور فترة حصاد الضرائب في نهاية الشهر.

وفي الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش، انخفض الروبل 0.5 بالمائة مقابل الدولار إلى 97.32، وهو أضعف مستوى له منذ 14 سبتمبر (أيلول). وخسر 0.9 بالمائة ليتداول عند 103.12 مقابل اليورو، وانخفض 0.2 بالمائة مقابل اليوان إلى 13.33.

وانخفض الروبل إلى أكثر من 100 مقابل الدولار الشهر الماضي، ما دفع السلطات إلى مناقشة إمكانية إعادة فرض الضوابط لدعم العملة.

جدير بالذكر أن مدفوعات الضرائب في نهاية الشهر، والتي عادة ما تشهد تحويل المصدرين إيرادات العملات الأجنبية لسداد الالتزامات المحلية، تدعم الروبل، لكن العملة يمكن أن تنخفض بمجرد مرور تلك الفترة.

وفقد الروبل الآن أيضاً الدعم المؤقت لمبيعات أعلى من المعتاد من العملات الأجنبية من قبل البنك المركزي، الذي كان يبيع نحو 21.4 مليار روبل (220.6 مليون دولار) من اليوان يومياً حتى بداية هذا الأسبوع.

وقال أليكسي أنتونوف، من شركة «ألور بروكر»، إن أداء الروبل كان أفضل من المتوقع بعد مرور الفترة الضريبية هذا الأسبوع، لكن العملة لم تخرج من الأزمة بعد. وأضاف أنه «من المحتمل أن السوق بدأت تتلقى تدفقا متزايدا من عائدات التصدير من شركات النفط بسبب نمو أسعار النفط في الأشهر الأخيرة... لكن هذا لا يلغي في الوقت الحالي سيناريو ذهاب زوج الدولار والروبل إلى منطقة 100».