اشتباكات مسلحة بين ميليشيات في غرب ليبيا  

تيتيه تتحدث عن المسار الأمني... وحفتر يدعو إلى تهيئة الظروف لإجراء الانتخابات

أسامة حماد مستقبلاً نائب رئيس حكومة بيلاروسيا فيكتور كارانكفيتش (المكتب الإعلامي للحكومة الليبية)
أسامة حماد مستقبلاً نائب رئيس حكومة بيلاروسيا فيكتور كارانكفيتش (المكتب الإعلامي للحكومة الليبية)
TT

اشتباكات مسلحة بين ميليشيات في غرب ليبيا  

أسامة حماد مستقبلاً نائب رئيس حكومة بيلاروسيا فيكتور كارانكفيتش (المكتب الإعلامي للحكومة الليبية)
أسامة حماد مستقبلاً نائب رئيس حكومة بيلاروسيا فيكتور كارانكفيتش (المكتب الإعلامي للحكومة الليبية)

وسط اشتباكات بين مسلحين من مدينتي زوارة والزاوية في غرب ليبيا أفضت إلى مقتل شخص، استقبل رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حمّاد في شرق البلاد، نائب رئيس حكومة بيلاروسيا، فيكتور كارانكفيتش، في مطار بنينا الدولي بمدينة بنغازي.

وقالت حكومة حماد، الأحد، إن كارانكفيتش يجري زيارة رسمية إلى ليبيا، يرافقه فيها عدد من الوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى، تستهدف عقد عدد من اللقاءات ذات الاهتمام المشترك في عديد من المجالات.

خليفة حفتر قائد «الجيش الوطني» خلال استقباله رئيسة البعثة الأممية هانا تيتيه (القيادة العامة للجيش)

يأتي ذلك، فيما برز تضارب في المواقف بين هانا تيتيه رئيسة بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، والمشير خليفة حفتر قائد «الجيش الوطني»، المتمركز شرق البلاد، خلال اجتماعها الأول من نوعه، منذ تولى تيتيه مهام منصبها. وقالت تيتيه، إنها بحثت مع حفتر في مدينة بنغازي بشرق البلاد، مساء السبت، التطورات السياسية والأمنية وعمل اللجنة الاستشارية، التي أنشأتها البعثة الأممية مؤخراً. وأوضحت البعثة الأممية أن الاجتماع، الذى حضرته نائبتها للشؤون السياسية ستيفاني خوري، شدّد على ضرورة مواصلة العمل في المسار الأمني، بما في ذلك استكشاف سبل توحيد المؤسسات العسكرية وضمان فاعليتها وخضوعها للمساءلة، وتعزيز الأمن والاستقرار في جميع أنحاء ليبيا.

لكن مكتب حفتر، قال في المقابل، إن اللقاء ناقش آخر مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا، مع التأكيد على أهمية تكثيف الجهود لدفع العملية السياسية قُدماً وتهيئة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأكد حفتر دعمه لجهود بعثة الأمم المتحدة ومساعيها الهادفة إلى تحقيق تقدم في العملية السياسية. ونقل عن تيتيه حرصها على المضي قدماً في المسار السياسي للأزمة الليبية، وإشادتها بما وصفته بدوره المحوري في هذه العملية، كما أعربت عن تقديرها لجهود قوات الجيش في تعزيز الأمن والاستقرار بالبلاد.

ونقلت وسائل إعلام محلية مقتل الليبي سيفاو عاشور، أحد عناصر التشكيلات المسلحة في زوارة، إثر اشتباكات مع مسلحين من مدينة الزاوية، فيما التزمت السلطات الرسمية الصمت حيال الواقعة.

في شأن مختلف، نفت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، صحة تصريحات منسوبة لوزيرها للحكم المحلي، بدر الدين التومي، حول توطين المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا. وقالت عبر «منصة تبيان»، اليوم، أن هذه الادعاءات مجرد أخبار مضللة لا أساس من الصحة . وشدّدت الحكومة على «ثبات موقفها حيال هذا الملف، بما في ذلك منتدى الهجرة عبر المتوسط، الذي عقد بطرابلس العام الماضي»، ورفضت خلاله أي مشاريع تهدف إلى توطين المهاجرين، مؤكدة التزامها بالتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي والشركاء الدوليين، لمعالجة هذه الظاهرة وفقاً لمبادئ احترام السيادة الوطنية وحقوق الإنسان.

كما أكدت على أهمية التعاون الجماعي في التعامل مع هذا الملف، محذرة من أن الاعتماد على الحل الأمني فقط يعدّ نهجاً غير كافٍ، وقد يحمل مخاطر كبيرة.

وزير الحكم المحلي في حكومة الوحدة الليبية بدر الدين التومي خلال زيارته ترهونة (حكومة «الوحدة»)

في شأن آخر، شدّد بدر التومي، وزير الحكم المحلي رئيس فريق الطوارئ والاستجابة السريعة، خلال زيارته مساء السبت لمدينة ترهونة، عقب الأمطار الغزيرة التي شهدتها مؤخراً، على أهمية التعاون بين الأجهزة الحكومية كافة والمجتمع المحلي، مؤكداً على أن العمل الجماعي هو السبيل الأمثل للتغلب على الأزمات والتحديات. كما أثنى التومي، الذى تفقد مستشفى المدينة التعليمي، وأحياء شعبية، على عمل اللجنة الوطنية للطوارئ وفرق العمل التابعة لها، لتقديم العون والمساعدة للمناطق المتضررة.

إلى ذلك، ورغم إعلان مدير فرع هيئة السلامة الوطنية بمنطقة الجبل الغربي ورئيس غرفة الطوارئ انتهاء مهمة دعم عمليات الإطفاء والإنقاذ بمدينة الأصابعة، تحدثت وسائل إعلام محلية عن اندلاع النيران مجدداً في 3 منازل بالمدينة، بعد إخمادها منذ أيام، مشيرة إلى تقديم السكان شكاوى لشرطة البلدية بالخصوص. كما أعلن جهاز الإسعاف والطواري بالمدينة تعامله، مساء السبت، مع حالتي اختناق، نافياً أي أضرار بشرية. فيما عدّ عبد الوهاب زوليه رئيس لجنة الإدارة والحكم المحلي بمجلس النواب، ونائبه عن مدينة الأصابعة، أن الوضع فيها سيبقى غير مطمئن، لحين الكشف عن أسباب الحرائق.


مقالات ذات صلة

عضو في «المجلس الرئاسي» الليبي يسعى لـ«حوار جديد» لحلّ الأزمة السياسية

شمال افريقيا صورة أرشيفية لاجتماع اللافي مع المبعوثة الأممية (المجلس الرئاسي الليبي)

عضو في «المجلس الرئاسي» الليبي يسعى لـ«حوار جديد» لحلّ الأزمة السياسية

لم يحدد اللافي موعداً لبدء هذه الحوارات الليبية أو مكانها مكتفياً بالإشارة إلى أنها ستعقد خلال الفترة المقبلة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا من حفل إفطار أقامه مستشار الدبيبة وحضره قادة ميليشيات مسلحة في طرابلس  (حسابات ليبية موثوقة)

إفطار رمضاني لقادة ميليشيات طرابلس يثير تساؤلات بشأن «نفوذهم السياسي»

جمع إبراهيم الدبيبة مستشار رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة على مائدة إفطار قيادات أمنية رسمية، بالإضافة إلى أمراء التشكيلات المسلحة البارزين في طرابلس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس مجلس النواب الليبي خلال اجتماعه مع رئيس ديوان المحاسبة (مجلس النواب)

​«الوحدة» الليبية تتجاهل اشتباكات ميليشياتها جنوب طرابلس

رصدت وسائل إعلام ليبية محلية وجود ما وصفته بحالة من التوتر الأمني في مدينة غريان جنوب العاصمة طرابلس على خلفية اشتباكات

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا عناصر من قوة الردع بطرابلس غربي ليبيا (قوة الردع)

«الاعتقالات التعسفية»... سلاح السلطات في ليبيا لمواجهة معارضيها

قالت البعثة الأممية لدى ليبيا إن موجة من الاحتجازات والتوقيفات التعسفية نفَّذتها أجهزة إنفاذ القانون وأطراف أمنية في عموم ليبيا أثارت ذعرها.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا قادة الجيش الوطني الليبي على مائدة إفطار القيادة العامة (الجيش الوطني)

موائد إفطار قادة ليبيا تتحول إلى فرصة للتوظيف السياسي

حرص أغلب أفرقاء المشهد الليبي على تنظيم موائد إفطار رمضانية، لكنها لم تخلُ من توجيه الرسائل السياسية.

جاكلين زاهر (القاهرة)

عضو في «المجلس الرئاسي» الليبي يسعى لـ«حوار جديد» لحلّ الأزمة السياسية

صورة أرشيفية لاجتماع اللافي مع المبعوثة الأممية (المجلس الرئاسي الليبي)
صورة أرشيفية لاجتماع اللافي مع المبعوثة الأممية (المجلس الرئاسي الليبي)
TT

عضو في «المجلس الرئاسي» الليبي يسعى لـ«حوار جديد» لحلّ الأزمة السياسية

صورة أرشيفية لاجتماع اللافي مع المبعوثة الأممية (المجلس الرئاسي الليبي)
صورة أرشيفية لاجتماع اللافي مع المبعوثة الأممية (المجلس الرئاسي الليبي)

أعلن عبد الله اللافي عضو «المجلس الرئاسي» الليبي، اعتزامه إطلاق سلسلة من الجلسات الحوارية، بهدف مناقشة «سبل حلحلة الأزمة السياسية وتعزيز مسار التوافق الوطني».

ولم يحدد اللافي، في بيان أصدره ليل الأحد - الاثنين، موعداً لبدء هذه الحوارات أو مكانها، مكتفياً بالإشارة إلى أنها ستعقد خلال الفترة المقبلة، «بحضور نخبة من القادة السياسيين، وأعضاء السلطة التشريعية، والأحزاب، والأكاديميين، وعمداء البلديات، ورجال القانون، إلى جانب ممثلي عدد من الدول المعنية بالشأن الليبي».

وعدّ «الحوار الوطني الجاد والمسؤول، هو السبيل المثلى للوصول إلى حلول واقعية ومستدامة تضمن تحقيق الاستقرار والتقدم»، لافتاً إلى «التحديات الراهنة التي تواجه البلاد، مع استمرار حالة الانسداد السياسي».

مشاركة اللافي في ختام مسابقة دينية بطرابلس (أرشيفية - المجلس الرئاسي)

وأوضح أن «الحوار يستهدف بلورة رؤية وطنية ليبية جامعة، تستند إلى الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وتلبي تطلعات الشعب في بناء دولة مستقرة ومزدهرة... والنقاشات ستشمل المبادرة الوطنية التي سبق الإعلان عنها، والتي حظيت بمشاركة واسعة من مختلف القوى السياسية، حيث سيتم العمل على تطويرها وتعزيزها بما يتناسب مع مستجدات المشهد السياسي، مع ضمان مرونتها لاستيعاب مختلف المقترحات والأفكار البناءة».

وبعدما لفت إلى أن «ليبيا تزخر بالكفاءات الوطنية القادرة على تقديم الحلول»، وعول «على التزام الجميع بروح المسؤولية الوطنية للخروج برؤية موحدة تضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات»، أعرب اللافي عن ثقته «في مساهمة هذه الحوارات بكسر حالة الجمود السياسي وفتح آفاق جديدة نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً».

وسبق للافي الإعلان عن مبادرتين للحل السياسي، علماً بأن زميله عضو المجلس موسى الكوني، طرح أيضاً مبادرة لتقسيم البلاد إلى 3 أقاليم.

اجتماع السايح مع سفير فرنسا في طرابلس (المفوضية العليا للانتخابات الليبية)

في غضون ذلك، أدرج عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، اجتماعه الاثنين، مع سفير فرنسا بطرابلس مصطفى مهراج، في إطار «الدعم المستمر الذي يقدمه المجتمع الدولي للمسار الديمقراطي في ليبيا»، لافتاً إلى بحث «مستوى جاهزية المفوضية لتنفيذ المرحة الثانية من انتخابات المجالس البلدية، والجهود المبذولة لضمان سير العملية الانتخابية، وفق أعلى المعايير الدولية».

ونقل عن مهراج، «تقدير حكومته لجهود المفوضية لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، كما جدد استعداد بلاده لتقديم الدعم الفني والاستشاري لتعزيز جاهزية المفوضية، بما يضمن نجاح الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة».

بدوره، بحث محمد تكالة، المتنازع على رئاسة «المجلس الأعلى للدولة»، مع بعض أعضاء مجموعة «حراك أحرار الوطن»، مستجدات تطور الحالة السياسية الراهنة، «ودور اللجنة الاستشارية التابعة لبعثة الأمم المتحدة، في معالجة القضايا الخلافية للوصول إلى قاعدة انتخابية توافقية، وملف الهجرة غير القانونية، ودور المجلس في معالجة هذا الموضوع».

ونقل تكالة عن أعضاء الحراك «دعمهم الكامل للمجلس؛ إيماناً بأهمية دوره على الساحة السياسية والتشريعية في ليبيا».

في شأن مختلف، قال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إن مدير عام «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا»، بالقاسم، نجل المشير خليفة حفتر قائد «الجيش الوطني»، أطلعه خلال اجتماعهما بحضور رئيس حكومة «الاستقرار» أسامة حماد، على جولتهما التفقدية، التي شملت المشاريع العمرانية والتنموية في مدينة القبة، ومنها مشروع الجسر المزمع تدشينه في المدينة، الذي يُعدُّ من المشاريع الحيوية، بالإضافة إلى تفقد صيانة عمارات الإسكان العام والمدارس وعدد من المشاريع الأخرى التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية.

من جهته، قال حماد إن الاجتماع بحث مستجدات أعمال الحكومة على الصعيدين المحلي والدولي، بالإضافة إلى أعمال الصندوق، والاطلاع على سير عمل مشاريع الإعمار في عدة مدن بغرب البلاد وشرقها وجنوبها.

دوريات لتأمين الحدود الليبية - التونسية (وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة»)

في المقابل، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، «تأمين قاطع العسة بجهاز حرس الحدود، تأمين الحدود الليبية - التونسية، وفق الخطة الأمنية المعتمدة، لتعزيز الأمن ومكافحة التهريب والهجرة غير المشروعة»، فيما واصلت إدارة إنفاذ القانون المكلفة بتأمين معبر «رأس جدير» البري على الحدود المشتركة مع تونس، دورياتها المكثفة لتأمين المعبر، مشيرة إلى استمرار عملها لضبط المخالفات ومكافحة أنشطة التهريب.