في ليلة طربية من الطراز الرفيع، أحيا الثلاثي الغنائي اللبناني عاصي الحلاني ومروان خوري وملحم زين، أول من أمس، حفلة غنائية على «مسرح أبو بكر سالم» في «بوليفارد رياض سيتي»، ضمن فعاليات موسم الرياض في نسخته الثانية، غنوا فيها للرياض، ونثروا الحب في ربوعها، وحملوا التحيات الصادقة من سهول لبنان ومرتفعاته وناسه وأَرزه، إلى السعودية، بلد الفرح والمحبة والكرم.
يبدأ المذيع الترحيب بالموسيقار مروان خوري، يصفق الجمهور بحرارة مع إطلالته الأولى في غناء واحدة من أشهر أغنياته «قلبي انكوى» التي كانت أفضل تمهيد هادئ وعذب لبداية ليلة بيروتية لا تُنسى في الرياض.
يتوقف خوري في حديث عفوي إلى الجمهور، وعن حبه للرياض، ونقل تحايا أهالي بيروت ولبنان، للسعودية الغنّاء الخضراء بقلوب أهلها، وقال: «لا شيء سيفرق بين لبنان والسعودية، والموسيقى جسر بين القلوب والشعوب».
تعود الموسيقى لتصدح في المسرح. يطلب خوري من الجمهور مشاركته في غناء «بعدك حلوة وصرتي أحلى». يتحالف الجمهور والفنان في نسج شراكة فنية عفوية، ويخلقون لحظة سخية بالدلال والجمال.
يختار خوري أن يجلس على المقعد الأثير بالنسبة إليه، عازفاً لآلة البيانو، ليضيف إلى رهافة الحس وعذوبة الصوت وصدق الكلمات، جمال الأداء في العزف، ويبدأ «قلبي دق».
ينتهي من وصلته الأولى، ويبدأ في عزف الأغنية التي لا تَبلى «كل القصايد». حيّاه الجمهور بحرارة عندما بدأ مطلع الأغنية، وسافر الجميع إلى فضاء الإحساس الدافئ والواسع، يداعب خوري بأنامله لوحة البيانو، وبصوته يوزع الجمال في المكان. استأذن خوري الجمهور في غناء بعض الأغاني العربية المألوفة لفنانين آخرين، وبدأ بأغنية «بتمون» ثم «معقول» وجاءت بلمساته الخاصة وطراوة أدائه الذي ينساب بهدوء في الآذان والوجدان.
يختتم خوري ظهوره على المسرح بعد تقديمه 15 أغنية متنوعة، بقطعة أصيلة من التراث اللبناني «يا دلعونة» التي أعطت مساحة حرة، لتقدم الفرقة إبداعها ومهارتها وحذقها في العزف على الآلات.
وعلى خلفية الأمسية الطربية، أكد الفنان مروان خوري أن الأجواء التي تهيأت للفنانين أسهمت في نجاح الحفلة، مشيراً إلى أن الصعود على المسرح كان كلقاء الحبيب، لافتاً إلى أن لغة الموسيقى هي اللغة المحببة لديه، متمنياً لقاء الجمهور السعودي مجدداً في أكثر من مناسبة، مضيفاً أن الأغنية العاطفية والرومانسية جزء من اهتماماته وفنونه التي دائماً ما يتفاعل معها الجمهور.
بعدها صعد المطرب ملحم زين إلى المسرح، على وقع أغنيته «ليّل علينا الليل... بكره بيطل النهار... حدك أنا لا تخافي... ليخلص المشوار».
يرحب بالجمهور ويزجى تحياته إلى السعودية، أهلها وأرضها، باسم كل اللبنانيين، وفي ثانية وصلاته تحوَّل المسرح إلى نافذة واسعة من التراث اللبناني في الغناء ونسج لحظات الفرح: سلطنة الموال وإيقاع الدربكة، وصوت ملحم، وتفاعل الجمهور، وكل التفاصيل التي شاركت في صناعة الليلة البهيجة.
13 أغنية قدمها ملحم زين خلال مشاركته منها «نامي يا حياتي - ردوا حبيبي - غيبي يا شمس غيبي - ضلي اصحي - بدي حبك - كان صديقي - عندك هوايا - حبيبي ما بعرف ليش».
في أغنيته «ردوا حبيبي» التي جاءت بكلماته وألحانه، طلب مشاركة الفنان مروان خوري، في دويتو بديع على المسرح، لاقى إعجاب وتشجيع الجمهور.
يبدأ ملحم موالاً جديداً «ذكرتك والسما مغيمة...». يرسل الموال أمواجاً من الحنين، ينطلق الإيقاع ويصدح ملحم يغني للرياض، عاصمة الفرح «الرياض بلدنا وما لنا عنها غنى...».
ثم أطلّ النجم عاصي الحلاني على المسرح، يستقبله الجمهور بالهتافات والصافرات، وهو يغني «بحبك وبغار». يدخل الحلاني في منافسة مع الموسيقى والإيقاع، يُذرّع بحنجرته مسافات التلوين الغنائي، ويفوز بإعجاب الجمهور وتحيتهم العريضة تقديراً لبراعته والشغف الذي يملأ صوته والآفاق.
يتوقف ليحيّي الجمهور، ويبثّ مشاعر السرور التي تملأ صدره وهو بين محبيه في السعودية، كان ظهوره واسطة عقد الليلة اللبنانية التي لم تبخل بصناعة تفاصيل الفرح في نفوس الجمهور والطرب لمسامعهم.
أكثر من 10 أغنيات قدّمها الحلاني على المسرح، لم يفوّت أغنياته الشهيرة «سألوني – يا طير – حبيبي - مالي صبر - باب عم يبكي - قولي جايي - مغروم»، وكان الجمهور دائماً في الموعد، بالتفاعل ومشاركته الغناء وتوجيه كلمات الحب بين استراحة وأخرى.
يبدأ عاصي الغناء، بصوت يختبئ خلفه الكثير من الترميز «يا بايعين الصبر... مشتاق لديرة هلي وايمت يجي الملقى... واللي مضيع وطن وين الوطن يلقى...».
في أغنيته «شفت بخدك شامية» تنقّل في سؤاله بين كل الدول العربية، وكأنه يريد القول إن الرياض أرض الخير والسلام تجمعهم وتضمهم فوق أرض واحدة.
تقترب الأمسية من نهايتها، يودّع عاصي جمهورها بتحية معزوفة وملحَّنة للسعودية، مزجت بين روح الغناء اللبناني وعبير الأرض السعودية التي تضمهم، «بالله صبوا القهوة وزيدوها هيل... واسقوها للنشامى على ظهور الخيل... السعودية نحييها ونهنيها... ويل ياللي يعاديها يا ويله ويل» وسط تفاعل لأكثر من 4 آلاف حاضر في «مسرح أبوبكر سالم» في «بوليفارد رياض سيتي».
ليلة لبنانية تغنّي للسلام والفرح من الرياض
المواويل الجبلية تطرب الحضور
ليلة لبنانية تغنّي للسلام والفرح من الرياض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة