اجتياح «أوميكرون»... عدد قياسي لإصابات «كورونا» حول العالم

أكثر من 4 آلاف حالة بكوريا الجنوبية لأول مرة... وأكثر من 80 ألف إصابة بألمانيا

عامل بقطاع الرعاية الصحية بالصين يقوم باختبار «كورونا» لأحد المقيمين في مدينة تيانغين (أ.ب)
عامل بقطاع الرعاية الصحية بالصين يقوم باختبار «كورونا» لأحد المقيمين في مدينة تيانغين (أ.ب)
TT

اجتياح «أوميكرون»... عدد قياسي لإصابات «كورونا» حول العالم

عامل بقطاع الرعاية الصحية بالصين يقوم باختبار «كورونا» لأحد المقيمين في مدينة تيانغين (أ.ب)
عامل بقطاع الرعاية الصحية بالصين يقوم باختبار «كورونا» لأحد المقيمين في مدينة تيانغين (أ.ب)

تشهد بلدان عدة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا منذ ظهور السلالة «أوميكرون» المتحورة من الفيروس.
وفي الأسبوع الماضي، تم الإبلاغ عن أكثر من 15 مليون حالة في جميع أنحاء العالم. إذا استمر الاتجاه الحالي، قالت منظمة الصحة العالمية إن الفيروس شديد العدوى يمكن أن يصيب أكثر من نصف سكان أوروبا بحلول شهر مارس (آذار) المقبل. وفي الولايات المتحدة، يتوقع بعض المسؤولين أن معظم الناس سيصابون بالعدوى في مرحلة ما.
وأظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم قفز إلى 313.5 مليون إصابة حتى صباح اليوم (الأربعاء)، بينما تجاوز عدد جرعات اللقاحات التي جرى إعطاؤها 9.5 مليار جرعة.
وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة جونز هوبكنز الأميركية، عند الساعة 05:30 بتوقيت غرينتش، أن إجمالي الإصابات وصل إلى 313 مليوناً و464 ألف حالة. وارتفع إجمالي الوفيات إلى خمسة ملايين و504 آلاف وفاة.

وترصد «الشرق الأوسط» أحدث مستجدات انتشار فيروس كورونا حول العالم في السطور التالية، وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز الأميركية اليوم (الأربعاء)، بالإضافة إلى بيانات رسمية:

* ألمانيا
سجلت ألمانيا 80430 إصابة جديدة بـ«كوفيد - 19» اليوم (الأربعاء) وهو أعلى عدد في يوم واحد منذ بدء الجائحة مع انتشار المتحور «أوميكرون» شديد العدوى ووسط تراجع معدل التطعيم مقارنة بمناطق أخرى في أوروبا. وكان المستوى القياسي السابق للإصابات اليومية قد بلغ أكثر من 76 ألفا يوم 26 نوفمبر (تشرين الثاني).

وبلغ إجمالي عدد الإصابات في ألمانيا حتى الآن سبعة ملايين و661811 إصابة وارتفعت الوفيات 384 اليوم (الأربعاء) ليبلغ الإجمالي 114735 وفاة.

* اليابان
أعلنت حكومة العاصمة اليابانية طوكيو اليوم (الأربعاء) تسجيل 2198 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، بارتفاع بواقع 1236 حالة مقارنة بأمس (الثلاثاء)، وبارتفاع بواقع 1808 حالات مقارنة بالأربعاء الماضي. وهو أعلى رقم منذ الرابع من سبتمبر (أيلول) الماضي.
وذكرت صحيفة «جابان توداي» اليوم أن عدد الأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة، ويتلقون العلاج في المستشفيات في طوكيو بلغ أربعة مرضى، دون تغيير، مقارنة بأمس (الثلاثاء)، طبقاً لمسؤولين بقطاع الصحة. وبلغ الرقم على مستوى البلاد، 105 حالات، بارتفاع خمس حالات، عن أمس (الثلاثاء).

* الصين
أعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين اليوم أنها تلقت تقارير عن تسجيل 221 إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا في البر الرئيسي الصيني خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن اللجنة القول في تقريرها اليومي إن 166 من الإصابات الجديدة محلية العدوى، بينما الـ55 المتبقية وافدة من الخارج. ولم يتم الإبلاغ عن حالات وفاة جديدة مرتبطة بالمرض أمس.
وحتى يوم أمس، بلغ إجمالي حالات الإصابة المؤكدة بـ«كورونا» في البر الرئيسي الصيني 104189 حالة، 3476 منهم لا يزالون يتلقون العلاج، فيما بلغ إجمالي عدد المتعافين 96077. بينما استقر عدد الوفيات عند 4636.
وتم تسجيل ما إجماليه 32 حالة إصابة جديدة من دون أعراض يوم أمس، 28 منها وافدة من خارج البر الرئيسي الصيني. ولا تسجل الصين الحالات من دون أعراض كحالات مؤكدة.

* كوريا الجنوبية
ارتفعت حالات الإصابة اليومية بفيروس كورونا اليوم لأكثر من 4 آلاف حالة لأول مرة منذ ستة أيام، مما دفع السلطات الصحية للتأهب لمواجهة ارتفاع محتمل للإصابات في ظل تفشي متحور أوميكرون.
وسجلت كوريا الجنوبية 4388 إصابة جديدة بفيروس كورونا، من بينها 4007 إصابات محلية، لترتفع الحصيلة الإجمالية للإصابات إلى 674 ألفاً و868 حالة إصابة، وفقاً للوكالة الكورية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وقالت السلطات الصحية إنه ثبت إصابة نحو 70 شخصاً حضروا معرض للمنتجات الإلكترونية في لاس فيجاس الأسبوع الماضي بفيروس كورونا مساء أمس. وتم تسجيل 52 حالة وفاة إضافية بالفيروس، لترتفع حصيلة الوفيات إلى 6166 حالة وفاة. وبلغ عدد الحالات الحرجة من مرضي «كورونا» 749 حالة، لتبقى أقل من 800 حالة لليوم الرابع على التوالي.

* الهند
وبلغت الإصابات في الهند أكثر من 190 ألف إصابة، إذ أظهرت بيانات وزارة الصحة الهندية تسجيل 194720 إصابة جديدة بفيروس كورونا اليوم (الأربعاء)، وهو أعلى معدل إصابة منذ أواخر مايو (أيار).
وذكرت الوزارة أن إجمالي عدد الإصابات بلغ منذ بداية الجائحة 36.07 مليون. كما سجلت الهند 442 وفاة جديدة بالفيروس ليبلغ مجموع الوفيات لديها 484655 حالة.

* الولايات المتحدة
وتجاوزت الولايات المتحدة العدد القياسي لحالات «كوفيد - 19» التي استدعت النقل إلى المستشفى، مع قرابة 146 ألف مصاب في مستشفيات في أنحاء البلاد كافة. ويقبع نحو 24 ألفاً من بينهم في وحدات العناية المركزة، بحسب بيانات وزارة الصحة الأميركية الثلاثاء.
وكان العدد القياسي السابق يبلغ أكثر من 142 ألفاً بقليل في 14 يناير (كانون الثاني) 2021. منذ عام بالتمام والكمال تقريباً.
وتواجه الولايات المتحدة حالياً ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات خصوصاً بـ«أوميكرون» التي أصبحت مهيمنة خلال أسابيع. وتسجّل البلاد أعداد إصابات قياسية منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول).

* بريطانيا
سجلت بريطانيا 117 ألفاً و337 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما سجلت البلاد 381 حالة وفاة جديدة، وبذلك ترتفع حصيلة الإصابات المؤكدة في البلاد إلى 14 مليوناً و826 ألفاً و336 إصابة، والوفيات إلى 151 ألفاً و93 حالة.

* الدنمارك
سجلت الدنمارك 23 ألفاً و142 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما سجلت البلاد 14 حالة وفاة جديدة، وبذلك ترتفع حصيلة الإصابات المؤكدة في البلاد إلى مليون و20 ألفاً و221 إصابة، والوفيات إلى 3425 حالة.

* روسيا
قالت نائبة رئيس الوزراء الروسي تاتيانا جوليكوفا اليوم الأربعاء إن البلاد سجلت حتى الآن 698 حالة إصابة بمتحور أوميكرون من فيروس كورونا وستقوم بإعداد تدابير جديدة لمواجهة الزيادة في الحالات هذا الأسبوع.

* كازاخستان وقرغيزستان
سجلت كازاخستان وقرغيزستان زيادة في عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا اليوم (الأربعاء)، وصرحت كل من الدولتين المتجاورتين في آسيا الوسطى بأن متحور «أوميكرون» من فيروس كورونا أصبح منتشراً في أراضيها.
وسجلت قرغيزستان أول حالات إصابة بالمتحور «أوميكرون» اليوم الأربعاء، بينما أكدت كازاخستان أولى حالات الإصابة بالمتحور الأسبوع الماضي. وقالت وزارة الرعاية الصحية في قرغيزستان إنها سجلت اليوم (الأربعاء) 465 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهو أعلى معدل إصابة منذ خمسة أشهر.
وقال وزير الصحة الكازاخستاني في اجتماع مع الحكومة، إنه تم تسجيل أكثر من ثمانية آلاف حالة على مدار سبعة أيام، أي نحو ثلاثة أمثال العدد في الأسبوع السابق.

* اليونان
سجلت اليونان 32 ألفاً و833 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، كما سجلت البلاد 80 حالة وفاة جديدة، وبذلك ترتفع حصيلة الإصابات المؤكدة في البلاد إلى مليون و568 ألفاً و215 إصابة، والوفيات إلى 21 ألفاً و559 حالة.
* بولندا
سجلت بولندا 11 ألفاً و402 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما سجلت البلاد 493 حالة وفاة جديدة، وبذلك ترتفع حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد إلى 4 ملايين و232 ألفاً و386 إصابة، والوفيات إلى 100 ألف و254 حالة.
* النمسا
سجلت النمسا 11 ألفاً و516 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما سجلت البلاد 17 حالة وفاة جديدة، وبذلك ترتفع حصيلة الإصابات المؤكدة في البلاد إلى مليون و361 ألفاً و741 إصابة، والوفيات إلى 13 ألفاً و872 حالة.



بوتين ونتنياهو يبحثان الوضع في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني

لقاء سابق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
لقاء سابق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
TT

بوتين ونتنياهو يبحثان الوضع في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني

لقاء سابق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
لقاء سابق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)

نقل تلفزيون «آر.تي» الروسي عن الكرملين القول إن الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا هاتفياً الوضع في الشرق الأوسط وقطاع غزة.

وقال التلفزيون إن الاتصال الهاتفي الذي جرى، مساء اليوم السبت، بين نتنياهو وبوتين تناول أيضاً الملف النووي الإيراني وسبل إرساء الاستقرار في سوريا.


أرمينيا تستعد للانتخابات البرلمانية وسط بحر من «التعقيدات القوقازية»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في قصر الإليزيه بباريس يوم 8 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في قصر الإليزيه بباريس يوم 8 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

أرمينيا تستعد للانتخابات البرلمانية وسط بحر من «التعقيدات القوقازية»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في قصر الإليزيه بباريس يوم 8 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في قصر الإليزيه بباريس يوم 8 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

تستعد أرمينيا لانتخابات برلمانية حاسمة في يونيو (حزيران) 2026، يقول مراقبون إنها قد تحدد ما إذا كانت الدولة القوقازية الصغيرة ستواصل توجهها نحو الغرب، أم ستعود عن هذا المسار تحت ضغط موسكو وأرمن الشتات. ولا شك في أن رئيس الوزراء نيكول باشينيان سيحتاج إلى دعم أوروبا والولايات المتحدة، لإبقاء بوصلة سياسته الخارجية ثابتة.

وقد وصل الصحافي السابق إلى السلطة بعدما قاد «ثورة مخملية» عام 2018، وهي في الواقع سلسلة من الاحتجاجات الجماهيرية التي أدت إلى استقالة رئيس الوزراء سيرج سركسيان. وبعد ذلك، تولى باشينيان (50 عاماً) رئاسة الوزراء، واستمر في منصبه بعد فوز حزبه «العقد المدني» في الانتخابات البرلمانية عام 2021. وتعرض الرجل لهجوم وحملة انتقادات واسعة، واتُّهم بالخيانة بعد هزيمة أرمينيا العسكرية في مواجهة أذربيجان في حرب كاراباخ (أرتساخ) عام 2020، وحصلت احتجاجات شعبية ضده، وتفاقم الأمر عام 2023 عندما سقطت كاراباخ بعد هجوم خاطف للجيش الأذربيجاني، أدى إلى خروج الأرمن من هذا الجيب الجبلي الواقع ضمن أراضي أذربيجان.

عرض عسكري في باكو عاصمة أذربيجان يوم 8 نوفمبر 2025 احتفالاً بمرور 5 سنوات على الانتصار في حرب كاراباخ عام 2020 (أ.ب)

وبينما يسعى باشينيان لإرساء السلام والاستقرار مع الجارة أذربيجان، يمضي قدماً في تنفيذ خطة إنشاء «الجمهورية الرابعة»، وبناء «أرمينيا الحقيقية» -وفق شعاره الانتخابي- أي إعادة فتح حدود البلاد، وخفض الاعتماد على روسيا، وتوسيع علاقات يريفان الخارجية والاقتصادية، عبر التطبيع مع خصميها التقليديين: أذربيجان وتركيا.

وفي أغسطس (آب) 2025، حقق باشينيان أول نجاح كبير ضمن هذا المسار، عبر التوصل إلى اتفاق إطار مع أذربيجان، في اجتماع عُقد بالبيت الأبيض، برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

غير أن باشينيان يواجه معارضة شرسة؛ خصوصاً من «الدياسبورا الأرمنية»، وكذلك من موسكو التي بقيت حاضنة لأرمينيا بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، قبل تغير الحال مع تغير الحكم في يريفان.

وفي السياق، كتب الصحافي البريطاني المتخصص في شؤون منطقة القوقاز، توماس دي وال، أن «هاتين القوتين (الشتات الأرمني وموسكو) اتخذتا وجهاً واحداً الأسبوع الماضي»، عندما استضاف المعلِّق الأميركي اليميني تاكر كارلسون، المعروف بميوله المؤيدة للكرملين، ناريغ كارابتيان (ابن شقيق الملياردير صاموئيل كارابتيان المحتجز في أرمينيا بتهم عدة، في انتظار محاكمته) الذي هاجم باشينيان واتهمه بتقويض القيم التقليدية للمجتمع الأرمني، وبـ«نسيان التاريخ» وتسليم البلاد لتركيا.

يرى دي وال في هذا الموقف وغيره انعكاساً للنهج الإقليمي الأوسع للكرملين، و«تضخيماً للرسالة التي تستخدمها موسكو في مختلف أنحاء شرق أوروبا: الغرب (المنحطّ) يسعى لنشر الفوضى وتدمير القيم الدينية التقليدية». غير أن الكاتب يشير في الوقت نفسه إلى أن مكانة روسيا في أرمينيا «تدهورت بشدّة خلال السنوات الخمس الماضية»، وأنّ فئات واسعة من المجتمع الأرمني تبدّل مزاجها في السنتين الماضيتين، ولم تعد تَنشد إلا السلام الإقليمي وتحقيق الازدهار الداخلي، ولا سيما بعد سقوط كاراباخ في 2023.

ولعل هذا الشعور العام في البلاد قد يساعد باشينيان على مواجهة تحدٍّ أساسي رَمَته في وجهه أذربيجان: تعديل دستور أرمينيا لإزالة الإشارات غير المباشرة إلى تحقيق الوحدة مع كاراباخ (لا حدود بين الجيب وأرمينيا) قبل الإبرام النهائي لاتفاق الإطار، وتحويله إلى معاهدة بين البلدين. ويتطلّب هذا التعديل الدستوري إجراء استفتاء وطني منفصل عن الانتخابات البرلمانية.

في المقابل، يبقى التحدي الأبرز مع تركيا، الداعمة الأولى لأذربيجان، والتي لم تنجح بعد في إزالة رواسب التاريخ «الصعب» بينها وبين الأرمن. وبالتالي تتسم العلاقة بين أرمينيا وتركيا بالتعقيد، فلا علاقات دبلوماسية بين البلدين، والحدود مغلقة منذ عام 1993 تضامناً من تركيا مع حليفتها أذربيجان خلال حرب كاراباخ الأولى، علماً بأن أنقرة اعترفت باستقلال أرمينيا عام 1991. ومع ذلك، المفاوضات بين الجانبين قائمة لتطبيع العلاقات بشكل كامل. وهو أمر لن يحصل إلا بتسوية رواسب الإبادة الأرمنية التي لا تعترف تركيا بحصولها، وبتسوية وضع إقليم ناختشيفان الأذري المعزول ضمن الأراضي الأرمينية.

أهمية القوقاز

تنبع أهمية منطقة القوقاز من موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين أوروبا وآسيا، ولدورها في أمن الطاقة الإقليمي، من خلال توفير ممرَّات لنقل النفط والغاز عبر بحر قزوين. وتشكل المنطقة مسرحاً للتنافس الجيوسياسي بين روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران، فضلاً عن كونها منطقة تعجُّ بصراعات مزمنة، الأمر الذي يجعل استقرارها مسألة بالغة الأهمية للأمن الدولي.

تشمل المنطقة جغرافياً جورجيا وأرمينيا وأذربيجان، بالإضافة إلى أجزاء من روسيا وتركيا وإيران. ومعلوم أن أذربيجان منتجة للنفط والغاز الطبيعي، وفي أرضها مخزون احتياطي معتَبر من المادتين (النفط: 7 مليارات برميل، والغاز: 3 تريليونات متر مكعب).

تاريخياً، تعود الأهمية الاستراتيجية للقوقاز إلى عهد الإمبراطورية الروسية، التي رأت فيها حاجزاً في وجه النفوذ العثماني. وفي أوائل القرن التاسع عشر، غزت الإمبراطورية الروسية منطقة شمال القوقاز الواقعة جنوبها مباشرة، لإقامة منطقة عازلة واسعة بين موسكو والإمبراطورية العثمانية.

ولم يتراجع الاهتمام الروسي بالمنطقة في العهد الشيوعي، فكانت جورجيا وأذربيجان وأرمينيا جزءاً من الاتحاد السوفياتي.

على مدى السنوات، حاول الروس والأوروبيون الغربيون فرض هوية محدَّدة في منطقة شديدة التنوع والتعقيد. وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي، اندلعت حرب بين روسيا وجورجيا عام 2008، ولئن كان الصراع قصيراً فإنه خلّف عواقب كبيرة؛ خصوصاً في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لموسكو.

وكانت هذه ذروة للنزاع الذي بدأ بعد «ثورة الورود» المؤيدة للغرب في جورجيا عام 2003، وطموح جورجيا الساعية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو ما رأت فيه روسيا تهديداً مباشراً لأمنها.

انتهت حرب 2008 بانتصار سريع لروسيا، فانسحبت القوات الجورجية من المنطقتين الانفصاليتين. وتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بوساطة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في 12 أغسطس. عقب ذلك، اعترفت روسيا رسمياً باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وهي خطوة رفضها المجتمع الدولي. ولا تزال روسيا تحتفظ بوجود عسكري في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وبالتالي لا يزال الصراع «مجمّداً».

اشتباك بين الشرطة ومتظاهرين في يريفان صيف 2022 (أرشيفية- رويترز)

من سيفوز؟

بالعودة إلى أرمينيا، لا بد من وضع مجريات التطورات السياسية فيها في إطار الصورة الكبرى للصراع العالمي، إنما بأوراق اقتراع محلية. فهل ستكون نتيجة الانتخابات البرلمانية حاسمة؟

ثمة انتقادات واسعة لما يُزعَم أن السلطة تقوم به من توقيفات احترازية لمعارضيها، وتضييق على حرية الإعلام، وتخوف من منع بعض المرشحين من خوض الانتخابات. وثمة تخوف أوسع في هذه الحالة من فوز باشينيان، واقتناعه بأن الناخبين أطلقوا يده ليفعل ما يشاء.

وثمة اعتقاد مقابل بأن الرجل يجب أن يبقى في السلطة ليواصل «تحرير» أرمينيا من رواسب التاريخ الثقيل، ونقلها إلى العالم العصري.

وأخيراً ثمة من يتوقع ألا تسفر الانتخابات عن توجُّه حاسم، بحيث تبقى البلاد ساحة للتجاذب الإقليمي والدولي الذي سيعرقل كل محاولات تحقيق النموّ والتنمية.


المخابرات الأوكرانية: روسيا تخطط لصنع نحو 120 ألف قنبلة هذا العام

جنود يشاركون في تدريب قتالي في ميدان تدريب عسكري بالمنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا (د.ب.أ)
جنود يشاركون في تدريب قتالي في ميدان تدريب عسكري بالمنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا (د.ب.أ)
TT

المخابرات الأوكرانية: روسيا تخطط لصنع نحو 120 ألف قنبلة هذا العام

جنود يشاركون في تدريب قتالي في ميدان تدريب عسكري بالمنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا (د.ب.أ)
جنود يشاركون في تدريب قتالي في ميدان تدريب عسكري بالمنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا (د.ب.أ)

كشف مسؤول كبير في المخابرات الأوكرانية أن روسيا تخطط لتصنيع ما يصل إلى 120 ألفاً من قنابلها الانزلاقية الرخيصة والمدمرة هذا العام، من بينها 500 من نسخة جديدة بعيدة المدى، يمكن أن تصل إلى مزيد من البلدات والمدن، بحسب «رويترز».

وتكثف روسيا إنتاجها من الأسلحة منذ غزوها الشامل لأوكرانيا عام 2022، إذ تعمل مصانع الدفاع على مدار الساعة، ولا تكشف عن تفاصيل الإنتاج العسكري الذي يُعتبر سريّاً.

ولم يتسنَّ لـ«رويترز» التحقق من هدف عام 2025، الذي كشف عنه الميجر جنرال فاديم سكيبيتسكي، نائب رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، خلال مقابلة.

ولم يذكر سكيبيتسكي كيف حصل على هذا الرقم، ولم يقدم بيانات سابقة، لكنه أشار إلى زيادة كبيرة في تصنيع القنابل الانزلاقية التي تستخدم أجنحة، وأحياناً محركات، للتحليق عشرات الكيلومترات حتى تصل إلى أهدافها.

ويشمل هذا الرقم ذخيرة جديدة وقنابل موجودة تم تحديثها.

وقال سكيبيتسكي إن القوات الروسية تطلق ما بين 200 و250 قنبلة انزلاقية يومياً. ووفقاً لبيانات وزارة الدفاع، كان المتوسط اليومي خلال الشهر الماضي نحو 170 قنبلة يومياً.

وأضاف أيضاً أن روسيا بصدد بدء إنتاج ضخم من القنابل الانزلاقية الجديدة القادرة على التحليق لمسافة تصل إلى 200 كيلومتر من نقطة إطلاقها من طائرة مقاتلة، مضيفاً أنها تخطط لصنع نحو 500 منها بحلول نهاية العام الحالي.