لجنة «اقتحام الكابيتول» تضيّق الخناق على ترمب

TT
20

لجنة «اقتحام الكابيتول» تضيّق الخناق على ترمب

بدأت لجنة التحقيق في اقتحام مبنى الكابيتول بواشنطن بتضييق الحصار على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والمقربين منه في إطار تحقيقاتها بأحداث السادس من يناير (كانون الثاني) 2020.
فخطاب الرئيس جو بايدن أعطى الضوء الأخضر للجنة لاستكمال تحقيقاتها والاستمرار باستدعاء أشخاص عرفوا بتواصلهم المستمر مع الرئيس السابق في الأيام التي سبقت الاعتداء على المبنى التشريعي. لكن رفض النائب الجمهوري جيم جوردان طلب لجنة التحقيق الحديث معه في سير تحقيقاتها بأحداث الاقتحام، وتفاصيل الاتصالات التي أجراها بترمب، دفع باللجنة إلى اتهام «فريق ترمب» بعرقلة سير التحقيق، فأصدرت بياناً قالت فيه إن «النائب جوردان اعترف بأنه تحدث مباشرة مع الرئيس ترمب في السادس من يناير ولهذا هو يعد شاهداً أساسياً… لقد قال من قبل إنه سيتعاون مع تحقيق اللجنة لكن يبدو أن فريق ترمب أقنعه بإخفاء الحقائق والظروف المحيطة بـ6 يناير…». وتوعدت اللجنة بالرد على رفض النائب الجمهوري المقرب من ترمب، ما يعني عادة بأنها تنظر في إمكانية استدعائه واتهامه بعرقلة عمل الكونغرس على غرار ما فعلت مع كبير موظفي البيت الأبيض السابق مارك ميدوز ومستشار ترمب السابق ستيف بانون.
لكن اللجنة قد تواجه عقبات دستورية في هذه الخطوة لأنها ستكون سابقة من حيث استدعاء نائب حالي، وهذا ما أشار إليه جوردان في رسالته الرسمية للجنة حيث اتهمها بانتهاك صلاحياتها عبر استدعائه للإدلاء بإفادته خلال خدمته في الكونغرس، مشيراً إلى أن طلبها «غير مسبوق وغير مناسب».
وتتهم اللجنة جوردان وهو محامٍ سابق بالتواصل مع ترمب وفريقه وتقديم نصح قانونية لهم بشأن طرق عرقلة المصادقة على نتيجة الانتخابات الرئاسية.
والمفارقة هنا هي أن جوردان كان من الأسماء التي رشحها زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفين مكارثي لعضوية لجنة التحقيق، لكن رئيسة المجلس نانسي بيلوسي رفضت طلب مكارثي بسبب علاقة جوردان الوطيدة بالرئيس السابق.
جوردان ليس أول نائب يرفض التعاون مع اللجنة فقد سبقه زميله الجمهوري سكوت بيري الذي وصف اللجنة بغير الشرعية ورفض الحديث معها.
وبالإضافة إلى كل من جوردان وبيري، تسعى اللجنة إلى الحديث مع مذيع شبكة (فوكس نيوز) شون هانيتي بسبب «معرفته المسبقة بتخطيط ترمب وفريقه القانوني للسادس من يناير» على حد قول اللجنة التي أضافت أن هانيتي «قدم النصح للرئيس وفريق البيت الأبيض خلال عملية التخطيط»، لكن وكما كان متوقعاً فإن هانيتي أشار، عبر محاميه، إلى أن «طلب اللجنة يثير قضايا دستورية جدية خصوصاً فيما يتعلق بالتعديل الأول من الدستور حيال حرية الصحافة».
ويأتي هذا فيما أفادت مجلة «نيوز ويك» بأن ترمب أمضى يوم السادس من يناير الذي صادف الذكرى السنوية للاقتحام وهو يشاهد تغطية الوسائل الإعلامية، وأنه كان غاضباً للغاية من التغطية، ونقلت الصحيفة عن صديق لترمب قوله إن الرئيس السابق وصف برنامج إحياء الذكرى بـ«برنامج بيلوسي وبايدن»، وغضب للغاية لدى سماع خطاب الرئيس الذي وجه له انتقادات لاذعة.


مقالات ذات صلة

سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

خاص يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات الأميركية من سوريا (أ.ب) play-circle 01:56

سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

يستعرض «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، كيفية تعامل إدارة بايدن مع الأمر الواقع في سوريا وتوجهات إدارة ترمب.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن رغبته في إلغاء التحول إلى التوقيت الصيفي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة الجمعة (رويترز)

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة؛ أولهما مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، والثاني التباين حول مكافحة الإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT
20

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.