الرئيس الكازاخي يعزز قبضته على مؤسسات الدولة

الحملة الأمنية تسحق الاحتجاجات وملاحقات «المجرمين» تتواصل

مع غياب المظاهر الاحتجاجية في ألما آتا انتقلت السلطات نحو مواصلة عملياتها العسكرية في الشوارع (أ.ب)
مع غياب المظاهر الاحتجاجية في ألما آتا انتقلت السلطات نحو مواصلة عملياتها العسكرية في الشوارع (أ.ب)
TT

الرئيس الكازاخي يعزز قبضته على مؤسسات الدولة

مع غياب المظاهر الاحتجاجية في ألما آتا انتقلت السلطات نحو مواصلة عملياتها العسكرية في الشوارع (أ.ب)
مع غياب المظاهر الاحتجاجية في ألما آتا انتقلت السلطات نحو مواصلة عملياتها العسكرية في الشوارع (أ.ب)

بدا أمس، أن الحملة الأمنية - العسكرية الواسعة في كازاخستان نجحت في سحق تحركات الاحتجاجات في عدد من المدن الكازاخية، وبرغم الإعلان عن تواصل حملات «تعقب وقتل المجرمين المسلحين»، خصوصاً في ألما آتا كبرى مدن البلاد، فإن الأوضاع اتجهت نحو الاستقرار في غالبية مناطق كازاخستان. وواصل الرئيس قاسم جومارت توكاييف تعزيز قبضته على مؤسسات الدولة من خلال جملة إقالات أطاحت بشخصيات بارزة، وتم تعيين موالين مقربين من الرئيس مكانها. ومع غياب المظاهر الاحتجاجية في غالبية المدن الكازاخية، انتقلت السلطات نحو مواصلة عملياتها العسكرية ضد مجموعات وصفت بأنها تضم «قاطعي طريق مسلحين»، وقالت وكالة «سبوتنيك كازاخستان» إن مدينة ألما آتا شهدت صباح أمس (السبت)، تبادلاً لإطلاق النار بين قوات الأمن ومسلحين، وسط انتشار أمني كثيف واستمرار عملية مكافحة الإرهاب. وأفادت الوكالة بأن سكان المدينة ساعدوا الشرطة في «تحديد أماكن اختباء المجموعات المشبوهة والمسلحين الذين انتشروا في بعض الساحات والحدائق». ونقلت عن مصادر في وزارة الداخلية الكازاخية، أنه تم احتجاز عشرات الآلاف من الأشخاص، مشيرة إلى أن بين المعتقلين رعايا أجانب لم يتم الكشف عن هوياتهم أو تفاصيل عن جنسياتهم، لكن المعطيات التي نشرها الجهاز الأمني أشارت إلى أن بعضهم من مواطني بلدان مجاورة لكازاخستان. وكانت العاصمة التاريخية ألما آتا تحولت إلى بؤرة أساسية للتحركات الاحتجاجية، وشهدت أعنف صدامات بين رجال الأمن والمتظاهرين الذين أحرق بعضهم منشآت حكومية وسيارات تابعة للشرطة. لكن السلطات قالت إنها تواجه تمرداً مسلحاً واسع النطاق في المدينة. وبات واضحاً صباح أمس، أن المدينة شهدت طوال الليل عمليات أمنية واسعة النطاق.
وأفادت قناة «خبر 24» التلفزيونية بأن الخدمات الخاصة في كازاخستان أجرت خلال الليل المرحلة الأولى من عملية واسعة لمكافحة الإرهاب في المنطقة. وبحسب القناة التلفزيونية، دعا قائد المنطقة سيريك كوديباييف السكان إلى التزام الهدوء وعدم مغادرة منازلهم دون داعٍ.
وكان الرئيس الكازاخي أعلن أنه أمر قوات الشرطة بإطلاق النار على «الإرهابيين» من دون إنذار مسبق، وقوبل الإعلان بانتقادات غربية واسعة النطاق. لكن توكاييف، دافع عن موقفه في سلسلة تغريدات، قال فيها إن بلاده تعرضت لـ«عدوان مسلح» نفذه «إرهابيون مدربون في الخارج»، مشيراً إلى أنه تم رصد 20 ألفاً منهم في ألما آتا وحدها.
وزاد أن موجة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد منذ 2 يناير (كانون الثاني) «أدت إلى تصعيد لاحق للعنف في كل أنحاء البلاد وأشعلت أعمال شغب جماعية وهجمات على المباني الحكومية والمنشآت الإدارية والقواعد العسكرية والاستيلاء على مطار ألما آتا وطائرات محلية وأجنبية». وأضاف: «أظهر تحليل الوضع أن كازاخستان واجهت عملية عدوان مسلح تم تدبيره وتنسيقه جيداً من قبل المنفذين والعصابات الإرهابية الذين تلقوا تدريبات في خارج البلاد». وتابع: «أفراد العصابات والإرهابيون مدربون ومنظمون جيداً للغاية وتجري قيادتهم من مركز خاص. بعضهم تحدث بلغات غير كازاخية. كانت هناك 6 موجات من هجمات الإرهابيين في ألما آتا على الأقل، وبلغ عدد المهاجمين الإجمالي نحو 20 ألف شخص».
لكن اللافت أن منشور الرئيس الذي تحدث عن 20 ألف مسلح اختفى من حسابه على «تويتر» أمس، كما تم حذف منشور آخر جاءت فيه الكلمات التالية: «أعتقد أنه لا يمكن إجراء مفاوضات مع الإرهابيين، يجب قتلهم».
إلى ذلك، واصل توكاييف تطهير المؤسسات الحكومية من شخصيات بارزة تمت الإشارة إلى بعضهم بصفته يتحمل مسؤولية تصاعد الاستياء في الشارع الكازاخي. وبعد أن أقال الرئيس الكازاخي توكاييف الحكومة وأصبح رئيساً لمجلس الأمن، أجرى عدة مناقلات في مواقع أمنية وسياسية حساسة، كما أقال مسؤولين في قطاع الطاقة اتهموا بأنهم مارسوا سياسات خاطئة أدت إلى ارتفاع أسعار المحروقات.
وفي تطور مفاجئ، أعلنت لجنة الأمن القومي بكازاخستان أمس، اعتقال رئيسها السابق، كريم ماسيموف، بشبهة «الخيانة»، وقالت في بيان إنه موقوف منذ 6 يناير (كانون الثاني). كما أقال توكاييف، عزامات عبد المومونوف من منصب نائب أمين مجلس الأمن في كازاخستان. في غضون ذلك، أفاد الكرملين أمس، بأن الرئيس الكازاخي، أبلغ نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بأن الوضع في كازاخستان آخذ في الاستقرار. ووفقاً لبيان أصدره الكرملين، فقد أجرى الرئيسان جولة محادثات مطولة وتفصيلية هاتفياً، قام خلالها توكاييف بإبلاغ نظيره الروسي بتفاصيل الموقف الحالي في بلاده. وشكر الرئيس الكازاخي خلال المكالمة بوتين، على «الدعم الذي قدمته روسيا في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي»، داعياً إلى إجراء قمة مجلس الأمن الجماعي التابع للمنظمة عبر الفيديو في القريب العاجل. وأفاد الكرملين بأن بوتين أيد فكرة عقد القمة لبحث الإجراءات بهدف استقرار الوضع في كازاخستان.
وفي استمرار للمشاورات المكثفة التي تجريها روسيا مع حلفائها في الفضاء السوفياتي السابق حول الوضع في كازاخستان، أعلن الكرملين أن بوتين أجرى أمس، اتصالات هاتفية أخرى مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، ورئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، ودار النقاش في المكالمتين حول الوضع في كازاخستان. وذكر المكتب الصحافي للكرملين أن رئيس وزراء أرمينيا أبلغ الرئيس الروسي خلال الاتصال الهاتفي، بأن أرمينيا بصفتها رئيسة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ستنظم مؤتمراً عبر الفيديو لمجلس الأمن الجماعي بالمنظمة، حول كازاخستان. وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت في وقت سابق، إن الوزير سيرغي شويغو «على اتصال دائم مع بوتين لإبلاغه بتفاصيل التحركات العسكرية لقوات حفظ السلام التابعة لمنظمة الأمن الجماعي التي انتشرت أخيراً في كازاخستان».
- توقيف الرئيس السابق لـ«لجنة الأمن» بتهمة الخيانة
> أفادت تقارير أمس (السبت)، بتوقيف رئيس الوزراء السابق كريم ماسيموف، الذي شغل حتى فترة قريبة منصب رئيس لجنة الأمن الوطني في البلاد، بشبهة الخيانة. وقالت لجنة الأمن الوطني في كازاخستان، في بيان، إنه تم توقيف ماسيموف، الذي شغل منصب رئيس الوزراء مرتين، وأيضاً منصب رئيس ديوان الرئيس السابق للبلاد نورسلطان نزارباييف. ولم تفصح اللجنة عن مزيد من التفاصيل.
- نور سلطان نزارباييف يدعو إلى دعم الحكومة
> دعا الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف الشعب إلى دعم الحكومة لمواجهة الأزمة التي تمرّ بها البلاد، وفق ما أعلن متحدث باسمه السبت. وكتب المتحدث أيدوس أوكيباي في تغريدة، أن نزارباييف «يدعو جميع المواطنين إلى الالتفاف حول رئيس كازاخستان للسماح له بتجاوز هذه الأزمة وضمان وحدة البلاد».
- واشنطن تسمح لموظفي قنصليتها بالمغادرة
> سمحت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة، للموظفين غير الأساسيين في القنصلية الأميركية في ألماتي بمغادرة كازاخستان. وقالت وزارة الخارجية في بيان: «وافقت الوزارة على المغادرة الطوعية لموظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين من القنصلية العامة في ألماتي وأفراد عائلات جميع الموظفين» في هذه القنصلية.



ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».