أميركا تحصّن قاعدتها شرق سوريا بعد «قصف إيراني»

دمشق توسّع «التسويات» في ريف دير الزور

جنود أميركيون خلال تدريبات مع «قوات سوريا الديمقراطية» في دير الزور شرق سوريا في 7 الشهر الماضي (أ.ف.ب)
جنود أميركيون خلال تدريبات مع «قوات سوريا الديمقراطية» في دير الزور شرق سوريا في 7 الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

أميركا تحصّن قاعدتها شرق سوريا بعد «قصف إيراني»

جنود أميركيون خلال تدريبات مع «قوات سوريا الديمقراطية» في دير الزور شرق سوريا في 7 الشهر الماضي (أ.ف.ب)
جنود أميركيون خلال تدريبات مع «قوات سوريا الديمقراطية» في دير الزور شرق سوريا في 7 الشهر الماضي (أ.ف.ب)

افيد بقيام قوات التحالف الدولي بقيادة أميركا بـ«تحصين» قاعدة عسكرية له في شمال شرقي سوريا بعد تعرضها لقصف من ميلشيات إيرانية في ريف دير الزور. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، قالت خلال مؤتمر صحافي عقدته مساء الخميس: «لا يمكننا القول بالتحديد من شنها أو لماذا تمت، على ما يبدو، ارتفاع هذه الهجمات. لا شك في أن ذلك قد يكون مرتبطا بالمفاوضات في فيينا أو الذكرى السنوية للضربة على (القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم) سليماني».
وأضافت: «لا نزال نعمل الآن على تحديد من يتحمل بالضبط المسؤولية وما هي النوايا ولهذا السبب لا نمتلك أي استنتاجات تحليلية أخرى».
وتعرضت قاعدة «عين الأسد» في العراق والقاعدة في منطقة حقل العمر بسوريا في أوائل الشهر الجاري لعدة هجمات بطائرات مسيرة وقذائف، وذلك تزامنا مع الذكرى السنوية الثانية لمقتل سليماني بضربة أميركية في مطار بغداد واستمرار المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي مع إيران في فيينا. وتتهم الولايات المتحدة الفصائل الموالية لإيران بالوقوف وراء مثل هذه الهجمات.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه سجل «خروج رتل يضم آليات محملة بالمعدات اللوجيستية والعسكرية من قاعدة التحالف الدولي في حقل الكونيكو للغاز، باتجاه قاعدة التحالف الدولي في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، وسط تحليق مكثف لمروحيات التحالف في أجواء المنطقة».
كان أشار أول من أمس إلى أن طائرات مسيرة «مجهولة»، جددت ضرباتها الجوية لمواقع الميليشيات التابعة لإيران في منطقة غرب الفرات، حيث استهدفت مع ساعات فجر الخميس، موقعاً عسكرياً في منطقة التبني وبادية المسرب بريف دير الزور الغربي.
ووفقاً لمصادر «المرصد السوري»، فإن الاستهداف الجوي سبقه دوي انفجارات، سمعت في أماكن عدة ضمن منطقة شرق الفرات بريف دير الزور الشرقي، قرب قاعدة التحالف في حقل كونيكو للغاز، دون معلومات حتى اللحظة فيما إذا كانت ناجمة عن هجوم صاروخي على القاعدة.
وكان أفاد قبل ذلك بأن «قصفاً متبادلاً بين قوات التحالف الدولي والميليشيات الإيرانية شهدته محافظة دير الزور فجر الأربعاء، حيث سقطت 3 قذائف صاروخية أطلقتها ميليشيات تابعة لإيران مستهدفة حقل العمر النفطي أكبر قاعدة تابعة للتحالف» على الأراضي السورية، والتي تقع بريف دير الزور الشرقي، وجرى إطلاق القذائف الصاروخية من بادية الميادين غرب الفرات. ووفقاً للمصادر، فإن إحدى القذائف سقطت في مهبط للطيران المروحي في القاعدة، بينما سقطت قذيفتان بمواقع خالية ما أدى لأضرار مادية فقط، دون معلومات عن خسائر بشرية. وعقب الاستهداف قامت قوات التحالف بإطلاق قذيفتين اثنتين على بادية الميادين، دون معلومات عن خسائر بشرية أيضاً.
وكان المرصد السوري أشار في 4 الشهر الجاري، إلى أن طائرات مسيرة قصفت مواقع تتحصن بها ميليشيات موالية لإيران في محيط مزارع «مزار عين علي» الواقع على أطراف مدينة القورية ضمن بادية العشارة ببادية دير الزور الشرقية، تزامن ذلك مع تحليق لطيران حربي تابع للتحالف الدولي في أجواء المنطقة.
إلى ذلك، قال «المرصد» بأن «قوات سوريا الديمقراطية نفذت حملة دهم بمدينة البصيرة شرقي دير الزور، اعتقلت خلالها عدداً من الأشخاص بتهمة الانتماء والتعامل مع خلايا تنظيم داعش، وأن مروحيات التحالف الدولي حلقت في أجواء مدينة البصيرة على علو منخفض بالتزامن مع قيام قوات قسد بحملتها الأمنية».
كانت قوات سوريا الديمقراطية، داهمت معابر التهريب في ريف دير الزور، وصادرت 160 رأساً من الأغنام، في بلدة الكسرة غربي دير الزور، بينما كانت تتجهز للتهريب لجهة النظام.
على صعيد متصل، اعتقلت عناصر «قسد» 3 أشخاص يعملون على تهريب المحروقات والطحين إلى مناطق النظام، خلال مداهمة قريتي الجنينة والحصان قرب المعابر النهرية.
على صعيد آخر، قالت مصادر بأنه «بعد الانتهاء من عمليات «التسوية» في مدينة الميادين، والتي بدأتها قوات النظام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ضمن مناطق تواجدها بمحافظة دير الزور، افتتحت قوات النظام في 3 الشهر الجاري مركزاً لـ«التسوية» في بلدة الشميطية بريف دير الزور الغربي والمتاخمة لمناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية:،
وبدأت قوات النظام وأجهزتها الأمنية، عمليات «التسوية» انطلاقا من مدينة دير الزور، في 13 من نوفمبر، وانتقلت بعدها إلى مدينة الميادين شرقي المحافظة ومن ثم انتقلت إلى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.