نائب الرئيس الإيراني: وصلنا في المفاوضات النووية إلى المحطة الأخيرة

ظريف يؤكد أن الخيار العسكري ضد بلاده لن ينجح

الرئيس الإيراني حسن روحاني لدى استقباله وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب في طهران أمس (أ.ب)
الرئيس الإيراني حسن روحاني لدى استقباله وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب في طهران أمس (أ.ب)
TT

نائب الرئيس الإيراني: وصلنا في المفاوضات النووية إلى المحطة الأخيرة

الرئيس الإيراني حسن روحاني لدى استقباله وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب في طهران أمس (أ.ب)
الرئيس الإيراني حسن روحاني لدى استقباله وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب في طهران أمس (أ.ب)

كشف النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري، أمس، النقاب عن التوصل إلى المرحلة الأخيرة في المفاوضات النووية بين بلاده ومجموعة «5+1».
وأوضح جهانجيري للصحافيين في طهران أنه «ما عدا تدوين نص الاتفاق، فقد توصلنا إلى التوافق على جميع القضايا الخلافية»، مضيفا أنه «إذا لم تقم التيارات المتمثلة بالكيان الإسرائيلي وبعض الدول العربية والكونغرس الأميركي بعرقلة مسيرة المفاوضات خلال الشهرين المقبلين، فإن الحكومة الإيرانية ستخطو خطوة كبيرة جدا في هذا المجال».
يذكر أن إيران ومجموعة «5+1»، التي تضم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والصين وروسيا، إضافة إلى ألمانيا، قد توصلتا إلى اتفاق إطاري في الثاني من أبريل (نيسان) الحالي، على أن يتم التوصل إلى اتفاق شامل بحلول يوليو (تموز) المقبل.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، أن «الخيار العسكري ضد إيران غير موجود»، فيما تحرز المفاوضات النووية مع القوى الكبرى تقدما. وجاء كلام ظريف ردا على تصريحات قائد أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي، الذي أكد الخميس الماضي أن الخيار الأميركي بضرب المواقع النووية الإيرانية ما زال «قائما»، رغم القرار الروسي برفع الحظر عن بيع طهران بطاريات صواريخ «إس 300» المضادة للطائرات. وأضاف أن «العالم كله فهم وأقر بأن الخيار العسكري غير موجود، ولا ينجح ضد إيران. يجب أن يكفوا عن إطلاق هذه التصريحات»، مؤكدا أن إيران «لا تعيرها أهمية». واعتبر وزير الخارجية الإيراني أن «الطريق الوحيد للتفاوض مع إيران هو الاعتراف بحقوقها، والتعامل معها على أساس الاحترام المتبادل، وأعتقد أن ذلك سيكون ردا أفضل من خوض مغامرة كارثية».
وكان ديمبسي قال الخميس الماضي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر إن «الخيار العسكري» لمنع الإيرانيين من الحصول على سلاح نووي «قائم». وبحسب ديمبسي فإن تسليم روسيا بطاريات صواريخ «إس 300» لإيران تم أخذه بعين الاعتبار في كل الخطط الأميركية.
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين الماضي، مرسوما قضى بوقف الحظر الذي كانت فرضته روسيا على بيع إيران بطاريات صواريخ من نوع «إس – 300»، معتبرا أن الاتفاق الإطار الأخير الذي وقع في لوزان بين طهران والقوى الكبرى الست يتيح ذلك، من دون انتظار الرفع الرسمي للعقوبات.



أزمة «تجنيد الحريديم» تحتدم في ساحات القضاء الإسرائيلي

جنود إسرائيليون يقفون حراساً في مرتفعات الجولان على الحدود مع سوريا ولبنان (وكالة الصحافة الفرنسية)
جنود إسرائيليون يقفون حراساً في مرتفعات الجولان على الحدود مع سوريا ولبنان (وكالة الصحافة الفرنسية)
TT

أزمة «تجنيد الحريديم» تحتدم في ساحات القضاء الإسرائيلي

جنود إسرائيليون يقفون حراساً في مرتفعات الجولان على الحدود مع سوريا ولبنان (وكالة الصحافة الفرنسية)
جنود إسرائيليون يقفون حراساً في مرتفعات الجولان على الحدود مع سوريا ولبنان (وكالة الصحافة الفرنسية)

شهدت جلسة للمحكمة العليا الإسرائيلية، عقدت الأربعاء، لمناقشة التماسات ضد امتناع «الحريديم» (اليهود المتشددين دينياً) عن الخدمة في الجيش، مشادات وشغباً، وسط اتهامات للحكومة بتعمد تقديم «رد متأخر» حول موقفهم، وغضب من أهالي الجنود الذين يقاتلون في قطاع غزة.

ونقلت وسائل إعلام عبرية، أنه خلال مناقشة التماس قدمته منظمات وروابط محلية ضد الحكومة ووزير الدفاع يسرائيل كاتس لأنهم «لا يطبقون واجب التجنيد ضد الحريديم»، اندلعت أعمال شغب بعد أن اقتحمت تمار ليفي، من حركة «أمهات على الجبهة» القاعة، وصرخت قائلة: «إن العلمانيين (في إشارة إلى من يتم تجنيدهم) ليسوا حمير المتشددين».

ونقلت «القناة 12» الإسرائيلية أن ليفي وقفت فوق كرسي وصرخت في قاعة المحكمة «إنكم تفتتون النسيج الاجتماعي لهذا البلد. لا يمكن أن نرسل أولادنا بعمر 18 عاماً إلى غزة ولبنان ولا يتم إرسال آخرين»، ثم يتمكن حارس المحكمة من إخراجها من الجلسة.

80 ألفاً

وناقشت الجلسة رد الحكومة المتأخر، وقال قضاة المحكمة إنهم صدموا عندما عرفوا أن عدد أعضاء المتشددين الذين لم يتم تجنيدهم، بحسب رد الدولة، هو 80 ألفاً.

ووبخ القضاةُ ممثلي الحكومة لأنهم ردوا متأخراً في الصباح الباكر قبل ساعات من الجلسة.

وكان كاتس معنياً، كما نشر، بتأخير الرد الرسمي، الذي أكد أن الجيش الإسرائيلي سيكون قادراً ابتداء من عام 2026 على استيعاب جميع اليهود المتشددين.

«الحريديم» في مظاهرة بالقدس ضد قرار تجنيدهم بالجيش الإسرائيلي 30 يونيو 2024 (أ.ب)

ونقل المستشار القانوني للحكومة، غالي بهراف ميارا، موقف الدولة بشأن تجنيد المتشددين، إلى المحكمة، وأشار إلى أن الجيش سيكون قادراً على استيعاب أرقام محددة من الحريديم هذا العام، وفي عام 2026 لن يكون هناك حد على الإطلاق.

وقالت الحكومة إن «الجيش أرسل أوامر التعبئة إلى نحو 7000 من اليهود المتشددين في سن الخدمة العسكرية».

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الثلاثاء، عن زيادة كبيرة في التجنيد من الطائفة اليهودية المتشددة لفترة التجنيد الثانية لعام 2024.

وفقاً للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، «انضم 338 مجنداً جديداً من اليهود المتشددين إلى وحدات مختلفة: 211 بوصفهم مقاتلين و127 في مهام دعم».

ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن «هذا الدمج يتم مع احترام الظروف وأسلوب الحياة الديني للمجندين، مع تكييف البرامج القائمة».

لكن بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن إرسال الجيش الإسرائيلي 7000 أمر تجنيد إضافي لأعضاء المجتمع الحريدي جاء بعد أن فشلت المرحلة الأولى من خطة تجنيد الجنود الحريديم إلى حد كبير.

نزاع شائك

ومن بين 3000 أمر تجنيد صدرت للمتدينين الحريديم خلال الصيف الماضي، استجاب 300 شخص منهم وحضروا إلى مراكز التجنيد.

وجاءت أوامر الجيش بعد حكم تاريخي للمحكمة العليا في يونيو (حزيران) الماضي، وفيه أنه «لم يعد هناك أي إطار قانوني يسمح للدولة بالامتناع عن تجنيد طلاب المدارس الدينية الحريدية في الخدمة العسكرية».

والنزاع حول خدمة المجتمع الحريدي في الجيش هو أحد أبرز النزاعات الشائكة في إسرائيل، حيث لم تنجح محاولات الحكومة والقضاء على مدار عقود من الزمان في التوصل إلى حل مستقر لهذه القضية.

وتقاوم الزعامات الدينية والسياسية الحريدية بشدة أي جهد لتجنيد الشباب الحريديم.

يعارض «الحريديم» الخدمة في الجيش (أرشيفية - أ.ف.ب)

ويقول العديد من اليهود الحريديم إن «الخدمة العسكرية تتعارض مع أسلوب حياتهم، ويخشون أن يصبح المجندون علمانيين».

ولكن الإسرائيليين الذين يخدمون في الجيش يقولون إن هذه «الإعفاءات الجماعية القائمة منذ عقود تثقل كاهلهم بشكل غير عادل، وهذا الشعور تفاقم منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) والحرب التالية، التي قتل فيها أكثر من 780 جندياً واستدعي نحو 300 ألف مواطن للخدمة الاحتياطية».

وفي العام الماضي، تم إدراج 63 ألف رجل من الحريديم على أنهم مؤهلون للخدمة العسكرية، وارتفع الرقم إلى 80 ألفاً هذا العام.

وتعمل أحزاب الائتلاف الحريدية على تشريع قانون معروف باسم «قانون التجنيد» من شأنه أن يتضمن زيادة في التجنيد، لكن مع الحفاظ على نطاق واسع من الإعفاء للرجال الحريديم، وهو ما خلف مزيداً من الجدل الصاخب والنقاش في إسرائيل.

وبداية العام الحالي، أعلن وزير الدفاع السابق، عضو الكنيست يوآف غالانت، استقالته من الكنيست، وتطرق إلى موضوع قانون التجنيد الذي كان سبباً في إقالته من منصبه، قائلاً: «في الشهرين الأخيرين منذ إقالتي من منصب وزير الدفاع، سقط أمر ما. الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء ووزير الدفاع تقوم بتسريع قانون التجنيد (الإعفاء) الذي يتعارض مع احتياجات الجيش الإسرائيلي وأمن دولة إسرائيل. لا أستطيع قبول ذلك ولا أستطيع أن أكون شريكاً في ذلك».