قوات البيشمركة تحرر عددًا من المناطق في محافظة كركوك

مقتل مسؤول في الأسايش في كرميان إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته

قوات البيشمركة تحرر عددًا من المناطق في محافظة كركوك
TT

قوات البيشمركة تحرر عددًا من المناطق في محافظة كركوك

قوات البيشمركة تحرر عددًا من المناطق في محافظة كركوك

شنت قوات البيشمركة وقوات الأسايش (الأمن الكردي)، فجر أمس، هجوما موسعا من عدة محاور وبإسناد من طيران التحالف الدولي على مواقع تنظيم داعش في عدد من القرى التابعة لقضاء داقوق جنوب غربي محافظة كركوك، بينما قتل العقيد خليل إبراهيم المعروف بـ«هزار» نائب مدير الأسايش في منطقة كرميان أثناء الهجوم إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته.
وقال العميد سرحد قادر، قائد شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك، لـ«الشرق الأوسط»، حررت «قوات البيشمركة اليوم (أمس) مناطق (تل أحمد وسكة القطار ووادي بشير وووادي العزيرية)، وتمكنا من إلحاق أضرار كبيرة بمسلحي (داعش)، حيث قتل العشرات منهم وتم تدمير عدد كبير من آلياتهم وأسلحتهم الثقيلة»، مؤكدا أن العملية استمرت حتى ساعات متأخرة من مساء أمس.
بدوره، قال العميد كاوه غريب، قائد شرطة داقوق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات البيشمركة وقوات الأمن الكردية الأخرى هاجمت في الساعة الخامسة والنصف من فجر أمس، قريتي عطشانة والعزيرية الواقعة في حدود قضاء داقوق، بإسناد من طيران التحالف الدولي، وتمكنت بعد معارك استمرت مدة 8 ساعات من تحقيق هدفها من جهة هاتين القريتين بنسبة مائة في المائة، كذلك تمكنت قوات البيشمركة أن تحرز تقدما كبيرا من محوري علي سراي وزرقل»، مشددا بالقول: «المشكلة الوحيدة التي واجهت البيشمركة أثناء التقدم كانت العبوات الناسفة الكثيرة التي زرعها (داعش) وتفجيره لجسور المنطقة خلال المعارك السابقة، لكن فرق الهندسة العسكرية في وزارة البيشمركة أعادت بناء هذه الجسور لتسهيل عبور آلياتها إلى الجهة المقابلة، بينما بدأت بتطهير الطرق والأراضي من العبوات الناسفة، لمواصلة التقدم بسرعة».
وكشف غريب، أن العقيد خليل إبراهيم، المعروف بـ«هزار»، نائب مدير أسايش كرميان ومسؤول كافة نقاط التفتيش فيها، قتل مع أحد أفراد حمايته أثناء التقدم، مضيفا بالقول: «قتل العقيد هزار خلال محاولته الالتفاف على قوات العدو في جنوب قرية بشير، حيث انفجرت عبوة ناسفة بسيارته، قبل أن يصل إلى هدفه، وقتل كذلك في الانفجار أحد أفراد حمايته بينما جرح عنصر آخر من الحماية بجروح».
وفي السياق ذاته، قال النقيب ريكوت محمد، المتحدث الرسمي للواء السادس عشر مشاة في قوات البيشمركة، المشارك في الهجوم، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قواتنا المرابطة في محور طوزخورماتوو جنوب مدينة كركوك إلى جانب قوات الإسناد الثانية وقوات الدفاع المدني بدأت في الساعة السابعة من صباح أمس هجوما موسعا على مواقع تنظيم داعش في مناطق (سرشاخ الكبرى والصغرى، وتل الربيع، ومرة، الواقعة في جنوب قضاء داقوق)، وتمكنا بعد معارك ضارية من دخول قرى هذه المناطق، بعد أن فر منها مسلحو داعش، حاليا قواتنا دخلت إلى المنطقة على شكل مشاة ونواصل ملء الخنادق لتدخل آلياتنا أيضا، التنظيم زرع كميات كبيرة من العبوات الناسفة في هذه المنطقة قبل أن ينسحب منها، ونحن منشغلون بإبطال مفعولها»، مشيرا إلى أن آمر الفوج الثالث التابع للواء السادس عشر المقدم نايف بشدري أصيب بجروح خلال المعركة.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم