5 حالات من اضطراب التبول لدى الرجل

تحدث نتيجة تقدم العمر... وبسبب الالتهابات والأمراض

5 حالات من اضطراب التبول لدى الرجل
TT

5 حالات من اضطراب التبول لدى الرجل

5 حالات من اضطراب التبول لدى الرجل

عملية التبول لدى الرجل يجدر أن تكون تلقائية عند نشوء الرغبة في ذلك، تحت تأثير تفاعل المثانة والجهاز العصبي بشكل متناغم، مع توفر كمية من البول فيها. وخروج البول يجدر أن يتم بكفاءة، تضمن إفراغ كامل محتوى المثانة من البول، وذلك براحة ودون أي أعراض مزعجة أو مُعيقة لإتمامه. والشعور بالارتياح ما بعد التبول يحدث عندما لا يضطر الرجل إلى العودة للتبول تحت عودة إلحاح الرغبة في ذلك، وعندما لا يخرج البول بشكل لا إرادي تحت أي ظروف.

اضطرابات التبول

ولكن قد تحدث اضطرابات في التبول لدى الرجل، وتؤثر بالتالي على الطريقة التي يحتفظ بها بالبول أو يطلقه. ويمكن أن تكون فقط مصدر إزعاج، أو قد تكون ناجمة عن مشكلة مرضية تتطلب المعالجة دون تأخير.
ورغم أن اضطرابات التبول قد تُصيب المرأة والرجل، فإن حدوثها لدى الرجال له أسباب مختلفة تماماً عن تلك التي لدى المرأة. ومشكلات التبول وإن كانت شائعة نسبياً، لكن قد تتحسن حياة المريض كثيراً بتلقي العلاج المناسب. وكلما حصل المريض على المساعدة الطبية أسرع، كانت استفادته أفضل.
وصحيح أن بعض اضطرابات عملية التبول لدى الرجل لا علاقة لها بمقدار العمر، ولكن من الطبيعي أن تتغير طريقة تبول الرجال ببطء مع تقدمهم في السن، لذلك قد لا يلاحظ بعضهم في البداية وجود مشكلة. وتشمل اضطرابات التبول الحالات التالية:
> صعوبة البدء في التبول: قد يواجه الرجل صعوبة بدء التبول براحة، رغم وجود الرغبة وإلحاحها عليه. وهذا ما يضطره إلى بذل جهد لإخراج البول، وهو جهد ليس من الطبيعي بذله عادة. وقد يواجه تلك الصعوبة في البداية، ثم يبدأ البول في الخروج، ولكنه يتوقف فجأة، ويصعب عليه عودة الاستمرار في التبول إلا ببذل مزيد من الجهد. وهذه الحالة من التدفق غير المنتظم والمتقطع للتبول عند الرجال، والتي يمكن أن تكون مصحوبة بالتبول البطيء، هي إحدى أكثر مشكلات المثانة شيوعاً نتيجة تضخم البروستاتا، خصوصاً «تضخم غدة البروستاتا الحميد (Benign Prostatic Hyperplasia)»، الشائع لدى الرجال بعد سن الخمسين بدرجات متفاوتة.
ويمكن أن تكون صعوبة البدء في التبول نتيجة تشوهات تشريحية في الجهاز البولي التناسلي، كما يمكن أن تنجم صعوبة التبول هذه عن حالات عصبية أو عضلية تؤثر على وظيفة المثانة، أو مرض السكري، أو «التهابات المسالك البولية (UTI)»، أو التهاب البروستاتا، أو حصوات المثانة، أو وجود «أنسجة ندبية (Scar)» ناتجة عن جراحة سابقة أو إصابة حوادث. كما يمكن أن تسبب بعض الأدوية أيضاً مشكلات في بدء التبول. ومن أشهر أمثلتها أدوية مضادات الهيستامين لعلاج الحساسية ونزلات البرد، والأدوية المضادة للاكتئاب، وأدوية النوم... وغيرها.
وإضافة إلى التوقف بعد البدء والعودة للتبول، قد يرافق صعوبة البدء في التبول عدد من الاضطرابات الأخرى، مثل: ضعف جريان وتدفق البول، والشعور بعدم إفراغ المثانة تماماً من البول... وغيرهما.

تقطّر وإفراغ منقوص

> خروج قطرات من البول بعد الفراغ من التبول: يقطر البول لدى العديد من الرجال بعد وقت قصير جداً من انتهائهم من التبول وشعورهم بأن المثانة فارغة. وحتى لو عمل الرجل على الانتظار لبرهة أو هز القضيب، قبل القيام من كرسي المرحاض، فإن ذلك لن يوقف حدوث هذه المشكلة للبعض منهم، وهي حالة «تقطّر البول بعد التبول (Post - Micturition Dribbling)». والسبب الأكثر شيوعاً هو حجز الإحليل البروستاتي (Prostatic Urethral Trapping)، حيث تحبس البروستاتا المتضخمة البول خلف العضلة العاصرة للمثانة أسفل البروستاتا. ولأن العضلات المحيطة بالإحليل لا تضغط بقوة لإفراغ البول الذي غادر المثانة للتو، كما كانت تفعل من قبل، فإن كمية صغيرة من البول تبقى في مجرى الإحليل. وفي أقل من دقيقة بعد الانتهاء من التبول، يقطر هذا البول الإضافي.
ووجود ضيق في الإحليل، قد يكون سبباً آخر، وذلك إما نتيجة التهابات سابقة أو إصابات أو عمليات جراحية. والسبب الثالث؛ خلل وظيفي عصبي عضلي في عضلات الإحليل، وهي العضلات التي عادة ما تنقبض للمساعدة على التبول. وعندما تضعف هذه العضلات مع تقدم العمر أو مع بعض الحالات العصبية، سيكون من الصعب دفع كل البول إلى الأمام من طرف القضيب.
ويطرح أطباء المسالك البولية في «كلية طب جامعة هارفارد» طريقة التعامل مع هذه الحالة بقولهم: «إليك تقنية بسيطة من المفترض أن تساعد. مباشرة بعد توقف مجرى البول، أخرج آخر قطرات من البول باستخدام أطراف أصابع يد واحدة. ابدأ بنحو 2.5 (اثنان فاصلة خمسة) سنتيمتر من خلف كيس الصفن، واضغط برفق لأعلى. استمر في ممارسة هذا الضغط أثناء تحريك أصابعك نحو قاعدة القضيب أسفل كيس الصفن، وكرر مرة أو مرتين». كما أن ممارسة الرياضة البدنية، خصوصاً المشي، تساعد كثيراً في تخفيف هذه المشكلة.
* الشعور بعدم إفراغ المثانة تماماً من البول: يحدث الإفراغ غير المكتمل للمثانة عندما يكون ثمة تلف في أعصاب أو عضلة وعاء المثانة، كالإصابة أو الجراحة السابقة، أو أمراض عصبية مثل مرض باركنسون والتصلب المتعدد (MS)، أو مرض السكري، أو تناول أنواع معينة من الأدوية.
وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون بسبب انسداد في مجاري خروج البول، مما يزيد من صعوبة إفراغ المثانة، مثل تضخم البروستاتا أو وجود حصوات الكلى التي تسد الإحليل، أو الإمساك المزمن، أو تضيق مجرى البول لدى الرجال.
وعندما لا تتمكن عضلات المثانة من الضغط بشكل صحيح لتفريغ المثانة من البول فيها، تتبقى كمية من البول. وبقاء هذا البول قد يشعر به الرجل، ويكون مصدر ازعاج أو سبباً لتكرار الذهاب للمرحاض للتبول دون جدوى، واحتمالات إصابة البول المتبقي في المثانة بالعدوى الميكروبية، وقد لا يشعر به الرجل ويتسبب لاحقاً في سلس تسرب البول الفيضي (Overflow Incontinence) نتيجة ارتخاء عضلات المثانة، أي قد لا يشعر فيه الرجل إلا بالبلل في ملابسه الداخلية.
وقد يستغرب البعض ويتساءل: كيف يمكن أن أعاني من سلس البول (Incontinence) عندما تكون مشكلتي هي احتباس البول (Retention)؟ وهما بالفعل مشكلتان متعارضتان تماماً، لأن سلس البول يجعل من الصعب حبس البول، بينما يجعل احتجاز البول من الصعب طرده. ولكن عند عدم إفراغ المثانة تماماً، ومع استمرار الجسم في إنتاج البول أكثر مما يقوم الرجل بطرده في كل زيارة إلى المرحاض، فإن تراكم البول في المثانة سيفوق قدرة المثانة على الاحتفاظ به، مما يؤدي إلى تسرب سلس البول. إضافة إلى احتمال تسبب هذا في حدوث ارتجاع البول إلى الكلى، الذي هو بالفعل ضار على الكلى وعلى عمل الحالبين، ويتسبب في تلف عضلات المثانة. ولذا؛ فإن مراجعة الطبيب ومعرفة السبب ومعالجته، شيء مهم.

الإلحاح والتكرار

> إلحاح الرغبة في تكرار التبول: الشعور المُلّح بضرورة الذهاب لتكرار التبول بعد الفراغ منه في وقت قريب، ليس شيئاً مزعجاً فقط للرجل؛ بل له أسباب تتطلب المعالجة لمنع تفاقم تأثيراتها على سلامة الجهاز البولي.
وقد يكون السبب ما يسمى «سلس البول الإلحاحي»، المعروف أيضاً باسم «فرط نشاط المثانة (Overactive Bladder)». كما يمكن أن تسببه أمراضٌ مثل مرض السكري وسرطان المثانة والأمراض العصبية التي تؤثر على أعصاب المثانة. وفي هذه الحالة تنقبض المثانة بشكل لا إرادي، حتى عندما لا تكون ممتلئة، مما يثير الرغبة في ضرورة التبول. وعند الذهاب إلى المرحاض، لا يكون ثمة ما يكفي من البول في المثانة لإخراجه. وبالإضافة إلى إلحاح الرغبة في التبول، قد يواجه الرجل تسرباً للبول أثناء انقباض المثانة بشكل لا إرادي.
وثمة سبب آخر محتمل لإلحاح الرغبة في تكرار التبول، وهو أن الرجل لا يأخذ الوقت الكافي، ولا يُعطي الفرصة، حتى يُفرغ المثانة تماماً. ونتيجة لذلك، ستمتلئ المثانة بسرعة بالبول الآتي من الكليتين، مما يؤدي إلى كثرة التبول.
وإذا وجد الرجل نفسه بحاجة إلى التبول أكثر من 8 مرات في فترة 24 ساعة، دون أن يكون السبب كثرة شرب الماء أو تناول أحد أدوية إدرار البول، أو تنشأ لديه الرغبة في التبول بعد فترة وجيزة من فراغه من التبول، فعليه استشارة طبيبه.

المثانة وعملية التبول لدى الرجل

> المثانة عضو عضلي أشبه بكيس قابل للتوسع. وهي تختزن البول ليتم التخلص منه في وقت لاحق. وعندما تكون فارغة، تشبه المثانة شكل الكمثرى، وعندما تمتلئ بالبول، تأخذ الشكل البيضاوي بطول قد يصل إلى نحو 15 سنتيمتراً. وإذا كان الجهاز البولي سليماً، فإن المثانة في مرحلة التخزين (Storage Phase) قادرة على استيعاب نصف لتر من البول بشكل مريح لمدة بين ساعتين و5 ساعات. ولكن عادة تنشأ الرغبة في التبول عند وجود ما بين 300 و400 مليلتر من البول في المثانة.
وتساعد العضلة العاصرة الداخلية (Internal Urethral Sphincter) الموجودة عند نقطة التقاء مخرج المثانة مع بداية أنبوب الإحليل (أي قبل البروستاتا)، في منع تسرب البول. وهي عضلة لا إرادية، بخلاف العضلة العاصرة الخارجية (External Urethral Sphincter) (أي بعد البروستاتا) التي نتحكم في انقباضها إرادياً لمنع خروج البول، ونتحكم كذلك في استرخائها عند بدء التبول. وعندما تمتلئ المثانة بالبول، ينشأ الشعور بالحاجة إلى التبول. ويصبح هذا الإحساس بضرورة التبول أقوى مع استمرار امتلاء المثانة ووصولها إلى الحد الأقصى. وفي هذه المرحلة، ترسل أعصاب المثانة رسالة إلى الدماغ مفادها أن المثانة ممتلئة، ومن الضروري إفراغها.
وعند بدء عملية التبول في مرحلة الإفراغ (Voiding Phase)، يرسل الدماغ إشارات إلى عضلات المثانة كي تنقبض وتتقلص، مما يؤدي إلى دفع البول من المثانة. وفي الوقت نفسه، يرسل الدماغ إشارات للعضلات العاصرة الداخلية للاسترخاء. وعندما تسترخي هذه العضلات، يخرج البول من المثانة عبر الإحليل. وعندما تحدث جميع الإشارات بالترتيب الصحيح، يحدث التبول الطبيعي.

تكرار التبول الليلي... فهم الأسباب

> من الطبيعي التبول في فترة الليل قبل النوم، ومن الطبيعي الاستيقاظ بالليل مرة لإتمام عملية إخراج البول. ويمكن تقليل شرب الماء قبل ساعتين من النوم لتقليل احتمالات حدوث ذلك. ولكن عندما يلاحظ الرجل أنه يضطر للاستيقاظ مرتين أو 4 مرات في الليلة للتبول، ويتكرر حدوث ذلك في ليال متعددة، رغم تقليله شرب السوائل في فترة المساء، فإن ذلك قد لا يكون فقط مزعجاً ومسبباً لاضطراب النوم أثناء الليل وتدني جودة اليقظة أثناء النهار؛ بل هو أمر يتطلب البحث عن أسباب حدوثه بشكل ليلي متكرر.
وتجدر ملاحظة أن ثمة فرقاً بين 3 حالات؛ هي:
- زيادة كمية البول التي ينتجها الجسم طوال اليوم (Polyuria)؛ أي بما يفوق كمية 40 مليلتراً لكل كيلوغرام في الجسم خلال كامل الأربع والعشرين ساعة.
- زيادة إخراج البول في فترة الليل (Nocturnal Polyuria)، التي فيها يحدث بالليل إخراج أكثر من 35 في المائة من حجم كامل البول الذي يتم إخراجه طوال اليوم.
- ارتفاع الرغبة في تكرار التبول الليلي (Nocturia) دون زيادة كمية البول المتكون في الليل؛ أي أكثر من مرتين في الليلة، ولليال عدة متعاقبة. وبمراجعة المصادر الطبية، ثمة احتمالات لهذه المشكلة؛ هي إما:
- كثرة شرب السوائل في فترة المساء.
- تناول أحد الأدوية المُدّرة للبول.
- اضطراب توازن السوائل والأملاح بالجسم، كما في حالات ضعف القلب أو مرض توقف التنفس أثناء النوم.
- الأمراض العصبية العضلية التي تؤثر على قدرات السيطرة على المثانة، كمرض السكري وعدد من الأمراض العصبية.
- اضطرابات المسالك البولية السفلية، كتضخم البروستاتا، أو التهابات بالميكروبات.


مقالات ذات صلة

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

صحتك من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن مستهلكي المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، مقارنة بمن يشربون مياه الصنبور.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء. فالبرودة وقِصر ساعات النهار وزيادة التوتر أحياناً تجعل من الصعب الاسترخاء والاستغراق في النوم ليلاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم «اللوكيميا» هو نوع من السرطان يصيب خلايا الدم حيث يؤدي إلى إنتاج غير طبيعي لكريات الدم البيضاء التي تضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى (رويترز - أرشيفية)

دراسة تكشف دور الالتهاب المزمن في تمهيد الطريق لتطوّر «اللوكيميا»

حذّر علماء من أن تغيّرات خفية تصيب العظام، وتحديداً نخاع العظم، قد تشكّل علامة مبكرة على الإصابة بسرطان الدم (اللوكيميا).

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الدراسة أجراها المركز الطبي التابع لمستشفيات جامعة كليفلاند الأميركية (بيكسباي)

دراسة تفتح الباب لإمكانية عكس مسار ألزهايمر

أشارت دراسة علمية حديثة إلى إمكانية عكس مسار مرض ألزهايمر عبر استعادة التوازن الطاقي داخل الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
TT

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)

أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن مستهلكي المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، مقارنة بمن يشربون مياه الصنبور، ما يستدعي اتخاذ إجراءات تنظيمية عاجلة للحد من المخاطر.

وتشير المراجعة أيضاً إلى أن متوسط ​​ما يبتلعه الإنسان سنوياً يتراوح بين 39 ألفاً و52 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، يتراوح حجمها بين جزء من ألف من الملِّيمتر وخمسة ملِّيمترات.

وتُطلق الزجاجات البلاستيكية جسيمات دقيقة في أثناء التصنيع والتخزين والنقل؛ حيث تتحلل بفعل التعرض لأشعة الشمس وتقلبات درجات الحرارة، وفقاً لباحثين في جامعة كونكورديا بكندا الذين يحذرون من أن العواقب الصحية لابتلاعها «قد تكون وخيمة»، حسبما أفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

وفي السياق، قالت سارة ساجدي، المؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة المنشورة في مجلة المواد الخطرة: «يُعدُّ شرب الماء من الزجاجات البلاستيكية آمناً في حالات الطوارئ، ولكنه ليس خياراً مناسباً للاستخدام اليومي».

من المعروف أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تدخل مجرى الدم وتصل إلى الأعضاء الحيوية، مما قد يُسبب التهابات مزمنة، ومشكلات تنفسية، وإجهاداً للخلايا، واضطرابات هرمونية، وضعفاً في القدرة على الإنجاب، وتلفاً عصبياً، وأنواعاً مختلفة من السرطان. إلا أن آثارها طويلة الأمد لا تزال غير مفهومة بشكل كامل بسبب نقص طرق الاختبار الموحدة لتقييمها داخل الأنسجة.

في هذه المراجعة، فحص الباحثون التأثير العالمي لجزيئات البلاستيك الدقيقة التي يتم ابتلاعها من زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد على صحة الإنسان، مستندين في ذلك إلى أكثر من 141 مقالة علمية.

تشير المراجعة إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على الكمية اليومية الموصى بها من الماء من زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد فقط، قد يبتلعون 90 ألف جزيء إضافي من البلاستيك الدقيق سنوياً، مقارنة بمن يشربون ماء الصنبور فقط، والذين يبتلعون 4 آلاف جزيء دقيق سنوياً. كما توضح الدراسة أنه على الرغم من أن أدوات البحث الحالية قادرة على رصد حتى أصغر الجزيئات، فإنها لا تكشف عن مكوناتها.

ويشير الباحثون إلى أن الأدوات المستخدمة لتحديد تركيب جزيئات البلاستيك غالباً ما تغفل أصغرها، داعين إلى تطوير أساليب اختبار عالمية موحدة لقياس الجزيئات بدقة.

وكتب الباحثون: «يسلط التقرير الضوء على المشكلات الصحية المزمنة المرتبطة بالتعرض للبلاستيك النانوي والميكروي، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي، ومشكلات الإنجاب، والتسمم العصبي، والسرطنة».

وتسلِّط المراجعة الضوء على تحديات أساليب الاختبار الموحدة، والحاجة إلى لوائح شاملة تستهدف الجسيمات البلاستيكية النانوية والميكروية في زجاجات المياه. كما يؤكد البحث ضرورة التحول من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام إلى حلول مستدامة طويلة الأمد لتوفير المياه.


نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
TT

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء. فالبرودة وقِصر ساعات النهار وزيادة التوتر أحياناً تجعل من الصعب الاسترخاء والاستغراق في النوم ليلاً. ومع ذلك، هناك بعض العادات البسيطة والتغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد على تحسين جودة النوم، خلال الأشهر الباردة.

وذكر تقريرٌ نشرته صحيفة «التلغراف» أهم الطرق والنصائح للحصول على نوم أفضل ليلاً في فصل الشتاء، وهي:

ابدأ يومك بالتعرض للضوء

يمكن أن يساعد التعرض للضوء لمدة ثلاثين دقيقة، في الوقت نفسه كل صباح، في إعادة ضبط ساعتك البيولوجية، وتحسين جودة نومك.

وإذا جرى هذا التعرض للضوء أثناء المشي فإن هذا الأمر قد يُحسّن المزاج أيضاً.

لكنْ إذا لم تتمكن من الخروج نهاراً، فإن الجلوس بجوار النافذة يساعد على تحسين التركيز والمزاج وجودة النوم.

احمِ عينيك من الضوء ليلاً

يُفضَّل ليلاً استخدام إضاءة خافتة ودافئة، حيث يرتبط التعرض للضوء ليلاً بنومٍ أخف وأقل راحة.

ويبدأ إفراز هرمون النوم الميلاتونين عادةً قبل ساعة ونصف من موعد نومك المعتاد، لذا جرّب إشعال شمعة مع وجبة العشاء مع إغلاق مصادر الإضاءة الأخرى. سيساعدك الجمع بين هذه الأدوات على النوم بسهولة أكبر.

اجعل المشي وقت الغداء عادة

بغضّ النظر عن مدى لياقتك البدنية، فإن قلة الخطوات تعني تقليل تراكم «ضغط» النوم، مما يسهم في شعورك بالتعب ليلاً ويتسبب في اضطرابات بنومك.

ضع لنفسك هدفاً بالمشي وقت الغداء، بغضّ النظر عن الطقس.

حاول ألا تستيقظ مبكراً

إن الاستيقاظ مبكراً في فصل الشتاء قد يُسبب ارتفاعاً غير معتاد في مستوى الكورتيزول، مما قد يجعلك تشعر بمزيد من التوتر والإرهاق طوال اليوم.

قد لا يكون هذا ممكناً للجميع، لكن إذا استطعتَ الحصول على نصف ساعة إضافية من النوم صباحاً، فقد تنام، بشكل أفضل، في الليلة التالية.

استمتع بوقتك في أحضان الطبيعة

إن الخروج للطبيعة في فصل الشتاء يمكن أن يساعدك في تحسين جودة نومك، بشكل كبير، ليلاً. لكن ينبغي عليك الحرص على ارتداء الملابس الثقيلة أثناء الخروج.

خطط لوجباتك بذكاء

وجدت دراسات حديثة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بارتفاع معدلات الأرق واضطرابات الصحة النفسية.

من الأفضل بدء وضع خطة وجبات أسبوعية. فالأطعمة الغنية بالألياف والمُغذية (مثل الفواكه والخضراوات الطازجة) ترتبط بتحسين جودة النوم.

وإلى جانب نوعية الطعام، فكّر أيضاً في وقت تناوله. توقف عن الأكل، قبل ساعتين على الأقل من موعد نومك، لتنعم بنوم هانئ.


الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
TT

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

وتنتشر جزيئات البلاستيك الدقيقة، التي يتراوح حجمها بين جزء من ألف من المليمتر وخمسة ملليمترات، في كل مكان اليوم؛ إذ توجد في الطعام والماء والهواء. ومن المعروف أنها تدخل مجرى الدم، بل وتستقر في الأعضاء الحيوية.

وتُسهِم هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بدءاً من اضطرابات الهرمونات، وضعف القدرة على الإنجاب، وتلف الجهاز العصبي، والسرطان، وصولاً إلى أمراض القلب.

ومع ذلك، لم يكن من الواضح، فيما يتعلق بأمراض القلب، ما إذا كانت هذه الجسيمات تُلحق الضرر بالشرايين بشكلٍ مباشر، أم أن وجودها مع المرض كان مجرد مصادفة فقط، وهذا ما توصلت إليه الدراسة الجديدة، والتي نقلتها صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقال تشانغ تشنغ تشو، أستاذ العلوم الطبية الحيوية في جامعة كاليفورنيا، ومؤلف الدراسة الجديدة: «تقدم دراستنا بعضاً من أقوى الأدلة حتى الآن على أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهِم بشكل مباشر في أمراض القلب والأوعية الدموية».

وفي الدراسة، قيّم الباحثون آثار الجزيئات البلاستيكية الدقيقة على فئران مُعرّضة وراثياً للإصابة بتصلب الشرايين.

تمت تغذية فئران الدراسة، ذكوراً وإناثاً، بنظام غذائي منخفض الدهون والكولسترول، يُشابه ما قد يتناوله شخص سليم ونحيف.

ومع ذلك، وعلى مدار تسعة أسابيع، تلقت الفئران جزيئات بلاستيكية دقيقة بجرعات تُقارب 10 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

واختار الباحثون مستويات التعرض هذه للجزيئات البلاستيكية الدقيقة؛ لتعكس كميات مُشابهة لما قد يتعرض له الإنسان من خلال الطعام والماء الملوثين.

وعلى الرغم من أن النظام الغذائي الغني بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة لم يتسبب في زيادة وزن الفئران أو ارتفاع مستويات الكولسترول لديها، وظلت الحيوانات نحيفة، فإن تلف الشرايين قد حدث.

ووجد الباحثون على وجه الخصوص فرقاً ملحوظاً في تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بين ذكور وإناث الفئران.

وأدى التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة إلى تسريع تصلب الشرايين بشكل كبير لدى ذكور الفئران، حيث زاد تراكم اللويحات بنسبة 63 في المائة في جزء من الشريان الرئيسي المتصل بالقلب، وبأكثر من 7 أضعاف في الشريان العضدي الرأسي المتفرع من الشريان الرئيسي في الجزء العلوي من الصدر.

وخلصت الدراسة إلى أن إناث الفئران التي تعرضت للظروف نفسها لم تشهد زيادة ملحوظة في تكوّن اللويحات.

وبمزيد من البحث، وجد الباحثون أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تتداخل مع الشرايين؛ ما يُغير سلوك وتوازن أنواع عدة من الخلايا.

ووجدوا أن الخلايا البطانية، التي تُشكل البطانة الداخلية للأوعية الدموية، كانت الأكثر تأثراً.

وقال الدكتور تشو: «بما أن الخلايا البطانية هي أول ما يتعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة المنتشرة في الدم، فإن خلل وظيفتها قد يُؤدي إلى بدء الالتهاب وتكوّن اللويحات».

يبحث الباحثون حالياً في سبب كون ذكور الفئران أكثر عرضة لتلف الشرايين نتيجة التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وما إذا كان هذا الاختلاف بين الجنسين ينطبق على البشر أيضاً.

وقال تشو: «يكاد يكون من المستحيل تجنب الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تماماً. ومع استمرار تزايد تلوث الجسيمات البلاستيكية الدقيقة عالمياً، أصبح فهم آثارها على صحة الإنسان، بما في ذلك أمراض القلب، أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى».

وأشار إلى أنه نظراً لأنه لا توجد حالياً طرق فعالة لإزالة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من الجسم، فإن تقليل التعرض لها والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام - من خلال النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وإدارة عوامل الخطر - يبقى أمراً بالغ الأهمية.