نزعات وتقنيات طريفة في أول أيام «إلكترونيات المستهلكين»

عدسات لاصقة ذكية وشاشات ونظارات واقع افتراضي

هاتف متقدم من «سامسونغ» بسعر معتدل
هاتف متقدم من «سامسونغ» بسعر معتدل
TT

نزعات وتقنيات طريفة في أول أيام «إلكترونيات المستهلكين»

هاتف متقدم من «سامسونغ» بسعر معتدل
هاتف متقدم من «سامسونغ» بسعر معتدل

انطلقت فعاليات معرض إلكترونيات المستهلكين CES أمس (الأربعاء) وتستمر حتى السبت، والذي تستعرض فيه كبرى شركات التقنية أحدث الأجهزة والنزعات التقنية التي سنشهدها خلال العام. ونذكر مجموعة من التقنيات التي تم الكشف عنها في اليوم الأول للمعرض.

تقنيات وأجهزة متقدمة
كشفت «سامسونغ» عن تحضيرها لإطلاق هاتف «غالاكسي إس 21 إف إي 5 جي» Galaxy S21 FE 5G الذي يقدم شاشة بقطر 6.4 بوصة تعرض الصورة بسرعة 120 هرتز، ومعالجاً قوياً وكاميرات احترافية (3 كاميرات خلفية، وأخرى أمامية بدقة 32 ميغابكسل) وبطارية تعمل لفترات ممتدة يمكن شحنها بسرعة كبيرة. وستطلق الشركة الهاتف في 11 يناير (كانون الثاني) بسعر 700 دولار.
وكشفت الشركة كذلك عن شاشات ذكية وأخرى خاصة للاعبين توفر جودة صورة مذهلة وميزات عديدة سلسة أثناء العمل أو اللعب أو مشاهدة المحتوى في المنزل، وتقدم وظائف ذكية للمحترفين. ومن تلك المزايا، لوحة الإضاءة الخلفية Quantum Mini LED وتقنية HDR 2000 في شاشة Odyssey وميزة «افعل كل ما ترغب فيه» في الشاشات الذكية، بالإضافة إلى ميزة بيئة العمل المريحة في الشاشات عالية الدقة. وتشمل الشاشات طرزاً مختلفة، منها شاشة الألعاب Odyssey Neo G8 بقطر 32 بوصة التي تُعدّ أول شاشة ألعاب منحنية في العالم بدقة 4K وتقنية R1000 بدقة 3840x2160 بكسل وبمعدل تحديث يبلغ 240 هرتز، ووقت استجابة يبلغ 1 ملي ثانية. ونذكر كذلك شاشة M8 الذكية بقطر 32 بوصة أيضاً والتي تتميز بتصميمها منخفض السماكة (11.4 مليمتر فقط) وتستطيع عرض الصورة بالدقة الفائقة وبنطاق ألوان يبلغ 99 في المائة مع دعم عرض 1.07 مليار لون، وبمعدل سطوع يبلغ 400 شمعة في المتر المربع. أما شاشة S8، فهي متوافرة بقطري 27 و32 بوصة وتعرض الصورة بالدقة الفائقة وتوفر ما يصل إلى 98 في المائة من التدرج اللوني DCI - P3 لتقديم ألوان غنية ومتباينة، وتعدّ أول شاشة في العالم تحصل على اعتماد مؤسسة Underwriter Laboratories كشاشة خالية من الوهج.
ومن جهتها، كشفت شركة «إنفيديا» عن توجه تقنيات عرض الرسومات خلال العام الحالي ببطاقات رسومات متقدمة ستطلق عبر 160 تصميماً من الكومبيوترات المحمولة المخصصة للاعبين ومحترفي التصاميم والرسومات، بالإضافة إلى وحدات معالجة الرسومات والتقنيات الجديدة للكومبيوترات المكتبية والمحمولة. وتشمل البطاقات الجديدة GeForce RTX 3050 بذاكرة تبلغ 8 غيغابايت وبسعر 249 دولاراً فقط، ومعالجات GeForce 3070 Ti وGeForce RTX 3080 Ti (بذاكرة تبلغ 16 غيغابايت) لأول مرة على الكومبيوترات المحمولة بدعم ممتد لتقنيات تتبع الأشعة الضوئية من مصدرها Ray Tracing وتقنيات الذكاء الصناعي لمعالجة الصورة ورفع جودتها ودقتها، في كومبيوترات محمولة أقل وزناً وسماكة وأعلى قدرات مما سبق. وستتوافر الكومبيوترات المحمولة التي تستخدم هذا الوحدات الجديدة اعتباراً من 1 فبراير (شباط). هذا، وكشفت الشركة عن بطاقة GeForce RTX 3090 Ti التي تعدّ أقوى بطاقة رسومات للكومبيوترات المكتبية في العالم إلى الآن، والتي سيتم مشاركة المزيد من التفاصيل حولها قريباً.

تقنيات منوعة
ومن التقنيات الطريفة التي تم الكشف عنها حوض حمام ذكي اسمه PerfectFill يتحكم في درجة حرارة المياه وعمقها صوتياً أو من خلال تطبيق خاص، وبكل سهولة. وطورت شركة «تارغوس» حقائب ظهر يمكن تتبعها عبر تطبيقات الهاتف الجوال من خلال دعمها تقنية الملاحة الجغرافية «جي بي إس»؛ الأمر الذي يساعد في حال نسيها المستخدم في مكان ما أو تمت سرقتها. وتستخدم هذه الحقائب بطارية مدمجة يمكن معاودة شحنها عبر منفذ «يو إس بي»، وستطلقها الشركة في ربيع أو صيف العام الحالي.
وتسمح عدسات InWith اللاصقة الذكية بمشاهدة محتوى الواقع المعزز فوق المشاهد الحقيقية من خلال مدارات إلكترونية مدمجة فيها، يتم التحكم فيها من خلال هاتف جوال يتصل بها لاسلكياً. ونذكر كذلك تقنية الأقمشة عالية الأداء ESmart Ecosystem المصنوعة من مواد معاد تدويرها وخالية من المواد المنتشرة في الأقمشة الصناعية والتي تضر بالبيئة. كما تم الكشف عن تلفزيونات تدور حول محور من «إل جي»، وأدوات تحكم عن بُعد (ريموت كونترول) من «سامسونغ» تعمل وتشحن نفسها دون بطاريات، وتلفزيونات من «سوني» تبحث عن أدوات التحكم الضائعة في المنزل وتحتوي على كاميرا مدمجة للتواصل مع الآخرين بالصوت والصورة. هذا، وكشفت «سوني» عن مواصفات متقدمة جداً لنظارات الواقع الافتراضي PSVR 2 المقبلة لجهازها «بلايستيشن 5» دون الكشف عن تصميمها أو سعرها أو تاريخ إطلاقها.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».