عام على اقتحام الكابيتول هيل والانقسامات مستمرة

متظاهرون مؤيدون لترمب وهم يقتحمون مبنى الكابيتول يناير الماضي (رويترز)
متظاهرون مؤيدون لترمب وهم يقتحمون مبنى الكابيتول يناير الماضي (رويترز)
TT

عام على اقتحام الكابيتول هيل والانقسامات مستمرة

متظاهرون مؤيدون لترمب وهم يقتحمون مبنى الكابيتول يناير الماضي (رويترز)
متظاهرون مؤيدون لترمب وهم يقتحمون مبنى الكابيتول يناير الماضي (رويترز)

لا يزال المشرعون الأميركيون يحاولون تجاوز الانقسامات العميقة التي خلّفها اقتحام أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب مبنى الكابيتول هيل قبل عام في محاولة لمنع المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، قبل أيام قليلة على الذكرى السنوية، إن «السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 سيبقى في الذاكرة إلى الأبد يومَ عارٍ دائمٍ ونقطةً سوداء دائمة في تاريخ الديمقراطية الأميركية».
وأضاف: «كان الهدف من ذلك إلغاء ديمقراطينا. نشكر الله أنهم فشلوا في ذلك».
https://twitter.com/Reuters/status/1478455599260217346
ويقصد شومر حشود المتظاهرين الذين جاءوا حاملين أعلاماً عليها اسم «ترمب»، ووقفوا قبل عام في نفس المكان حيث كان شومر يُلقي كلمته في الكابيتول.
وكان من بين تلك الحشود الناشط في حركة «كيو - آنون» الذي بات معروفاً بخوذته التي تحمل قرنَي حيوان البيسون، وجاء عاري الصدر حاملاً ميكروفوناً.
على بُعد خطوات قليلة وُضعت شاشة تلفزيونية لعرض فعاليات إحياء ذلك اليوم (الخميس). وسيلقي الرئيس جو بايدن كلمة إضافة إلى عدد من المسؤولين الذين سيتحدثون عن وقائع تلك الأحداث.
ومن المقرر أيضاً إجراء حوار بين مؤرخين بهدف «وضع أسس وحفظ رواية» السادس من يناير.
فحتى داخل المؤسسة التي تم اقتحامها، يدور نقاش حاد حول حقيقة ما حدث.
https://twitter.com/ABC/status/1478694139013341187
في الأشهر القليلة الماضية سعى مسؤولون منتخبون مقربون من ترمب للدفع برواية مختلفة عن تلك التي يرويها الديمقراطيون.
ويقولون إن السادس من يناير كان مجرد أعراض لكل الأخطاء التي حدثت، وإن الموقوفين على خلفية الأحداث هم «سجناء سياسيون».
وقبل أقل من عام على انتخابات نصفية حاسمة، يطلق البعض من زملائهم دعوات فاترة للمضيّ قدماً.
https://twitter.com/timeindawater1/status/1476601312162709505
وقالت الجمهورية جوني إرنست، العضوة في مجلس الشيوخ: «لدينا دوائر انتخابية علينا العمل من أجلها، يجب أن ينصبّ تركيزنا هناك». والعديد من زملائها قرروا عدم حضور فعاليات (الخميس).
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي المنشورات الصحافية بل حتى في أروقة هذه المؤسسة المهيبة، تثير الروايات المتعددة والمتضاربة لتلك الأحداث نقاشاً حاداً. وجراح السادس من يناير لا تزال مفتوحة.
وقال السيناتور الديمقراطي كوري بوكر، لوكالة الصحافة الفرنسية: «أعتقد أنه لا يزال هناك الكثير من الأذى والألم، لكن حصلت أمور جيدة كثيرة».
https://twitter.com/donie/status/1478195004317347841
وقد أُزيلت الألواح الخشبية الكبيرة التي كانت تسد بعض النوافذ لأشهر، فيما استُبدلت الألواح الزجاجية المكسرة التي ظلت حتى وقت قريب تذكِّر الجميع بأعمال العنف التي وقعت في ذلك اليوم من شهر يناير.
وأكد قائد شرطة الكابيتول أمس (الثلاثاء)، في مؤتمر صحافي، أن مبنى الكونغرس الأميركي آمن.
وأعلن ترمب أمس، إلغاء المؤتمر الصحافي الذي كان مقرّراً أن يعقده غداً (الخميس)، في فلوريدا بمناسبة ذكرى اقتحام الكونغرس.
وقال في بيان نُشر أمس، إنه سيتحدث في 15 يناير في تجمع في ولاية أريزونا.
وأضاف أنّه قرّر إلغاء هذا المؤتمر الصحافي «في ضوء الانحياز الكامل وانعدام النزاهة» اللذين برهنت عليهما، على حدّ قوله، كلّ من اللجنة البرلمانية التي تحقّق في ملابسات اقتحام مقرّ الكونغرس، ووسائل الإعلام «المضلِّلة».


مقالات ذات صلة

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

الاقتصاد ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إطلاق عملته المشفرة التي تحمل اسمه، ما أثار موجة شراء زادت قيمتها الإجمالية إلى عدة مليارات من الدولارات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب قد يرجئ حظر «تيك توك» في أميركا لمدة 90 يوماً

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، السبت، إنه سيرجئ على الأرجح حظراً محتملاً لتطبيق «تيك توك» في أميركا لمدة 90 يوماً وذلك بعد توليه منصبه، يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أيام قليلة ويغادر الرئيس الأميركي بايدن البيت الأبيض تاركاً وراءه سجلاً من الإنجازات والإخفاقات التي سيذكرها ويقيمها التاريخ (أ.ف.ب)

ماذا سيذكر التاريخ عن ولاية الرئيس الـ46 وإرثه التاريخي؟

يترك الرئيس جو بايدن منصبه بعد ولاية واحدة فقط، وقد شهدت السنوات الأربع كثيراً من الأحداث الدولية والمحلية والصراعات الحزبية والحروب.

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي عناصر من حركة «النجباء» خلال عرض عسكري في بغداد (إكس)

سجال عراقي حول مصير الفصائل المسلحة

مع إعلان ثاني فصيل عراقي مُسلح تعليق عملياته ضد إسرائيل عقب قرار وقف إطلاق النار في غزة، تتضارب المعلومات بشأن مفاوضات مع المجموعات المسلحة الموالية لطهران.

حمزة مصطفى (بغداد)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

الإعلام الأميركي يستعد لـ«الجولة» الثانية من «النزال» مع ترمب

سيتوجّب على الإعلام الأميركي التعامل مجدّداً مع رئيس خارج عن المألوف ومثير للانقسام ساهم في توسيع جمهور الوسائل الإخبارية... وفي تنامي التهديدات لحرّية الإعلام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.