تل أبيب لتسهيل دخول الفلسطينيين الأميركيين عبر مطاراتها

مقابل إعفاء الإسرائيليين من تأشيرة أميركا

مطار «بن غوريون» في تل أبيب (إ.ب.أ)
مطار «بن غوريون» في تل أبيب (إ.ب.أ)
TT

تل أبيب لتسهيل دخول الفلسطينيين الأميركيين عبر مطاراتها

مطار «بن غوريون» في تل أبيب (إ.ب.أ)
مطار «بن غوريون» في تل أبيب (إ.ب.أ)

قال مسؤول إسرائيلي كبير، الثلاثاء، إن إسرائيل على استعداد للسماح للفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الأميركية بالمرور عبر أراضيها في إطار اتفاقية ناشئة مع الولايات المتحدة لإعفاء مواطنيها من التأشيرة الأميركية. فمع توقف عملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة لفترة طويلة، وتصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة وغزة، تفرض إسرائيل قيوداً صارمة على دخول الفلسطينيين عبر مطاراتها؛ بما في ذلك مطارا تل أبيب وإيلات، وكلاهما على بُعد بضع ساعات بالسيارة من الأراضي الفلسطينية. وبدلاً من ذلك؛ تصبح رحلات الفلسطينيين من الخارج مرهقة في العموم، حيث يدخلون عبر الأردن وحدود الضفة الغربية التي تديرها إسرائيل، أو عبر سيناء المصرية التي تقع على حدود غزة.
وقالت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، إيليت شاكيد، إن إعطاء الفلسطينيين الأميركيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية، خيار المرور عبر إسر ائيل «مطلب للأميركيين منذ سنوات عديدة». وأضافت للصحافيين: «بوسع شين بيت (جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي) التعامل مع الأمر في سياق الإعفاءات من التأشيرة، ولو حدثت هذه العملية بالفعل؛ فسيتمكن الأميركي الذي يحمل الجنسية الفلسطينية أيضاً، من دخول إسرائيل مثل أي أميركي». وأردفت أنه يمكن إبرام الاتفاقية في فبراير (شباط) 2023, بحسب ما نقلت {رويترز}.
وكان نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، قد تطرق لمحادثات الإعفاء من التأشيرة في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقال إن واشنطن سوف «تواصل العمل مع إسرائيل نحو تحقيق المعاملة المتساوية لجميع الأميركيين، الساعين لدخول إسرائيل أو المرور عبرها».
وقالت شاكيد إن طاقمها يبحث كذلك شكاوى أميركية بأن العرب الأميركيين يخضعون لاستجوابات؛ فيها تدخل بشكل غير عادي، من قبل أمن المطارات الإسرائيلية. وأضافت أن من بين المقترحات أن يتلقى عملاء الأمن قوائم بأسماء ركاب رحلات الطيران، قبل 12 ساعة من وصولها ليتمكنوا من إجراء عمليات الفحص الانتقائي.
ويقول الجانبان إن هناك شرطاً آخر للإعفاء من التأشيرة الأميركية، يتمثل في خفض نسبة الرفض الحالية لمقدمي الطلبات الإسرائيليين، إلى 3 في المائة.
وأفادت شاكيد بأن 40 في المائة من هؤلاء المرفوضين يملأون استمارات الطلب بشكل غير صحيح، وبأن وزارتها تبحث تقديم مواد تعليمية لتصحيح ذلك.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.