رحيل الصحافي المصري إبراهيم حجازي متأثراً بـ«كورونا»

شارك في «انتصار أكتوبر» وأسس مجلة «الأهرام الرياضي»

الصحافي المصري إبراهيم حجازي (أرشيفية)
الصحافي المصري إبراهيم حجازي (أرشيفية)
TT

رحيل الصحافي المصري إبراهيم حجازي متأثراً بـ«كورونا»

الصحافي المصري إبراهيم حجازي (أرشيفية)
الصحافي المصري إبراهيم حجازي (أرشيفية)

شيّع الوسط الرياضي والإعلامي المصري الكاتب الصحافي إبراهيم حجازي، أمس، بعدما وافته المنية متأثراً بإصابته بفيروس «كورونا». وحرص عدد من نجوم الكرة المصرية والإعلاميين والكتاب على الوجود في مسجد الفاروق بالمعادي، الذي شُيعت منه جنازة الكاتب الراحل، عقب صلاة الظهر، على غرار محمود الخطيب رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، وحسام غالي وطارق قنديل وشريف إكرامي وغيرهم.
ونعى الكاتب الراحل عدد كبير من الرياضيين والإعلاميين، بجانب مؤسسات سياسية وصحافية ورياضية، من بينها الهيئة الوطنية للصحافة التي قالت في بيان صحافي لها، «إن إبراهيم حجازي كان كاتباً صحافياً مميزاً وإعلامياً لامعاً، عاش مدافعاً عن قضايا الوطن ومناصراً لحرية الرأي والتعبير على مدار تاريخه المهني». كما قال مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية برئاسة المهندس هشام حطب، في بيان له، إنّ «الفقيد كان مثالاً يحتذى به، إذ أثرى بكتاباته الحياة الرياضية، وكان بطلاً من أبطال حرب أكتوبر (تشرين الأول) المجيدة وله كثير من المواقف المهمة التي سيظل يتذكرها الجميع».
وكتب لاعب المنتخب المصري السابق أحمد حسام ميدو عبر صفحته بـ«تويتر» قائلاً: «خالص العزاء في وفاة الصحافي القدير الأستاذ إبراهيم حجازي، كان رجلاً وطنياً مخلصاً في عمله وقامة كبيرة وعلامة في الصحافة الرياضية المصرية... تربينا جميعاً على مقاله الأسبوعي يوم الجمعة في جريدة الأهرام».
فيما أعرب الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري، عن خالص تعازيه في وفاة الكاتب الصحافي إبراهيم حجازي، مؤكداً أنّ الكاتب الراحل أثرى بأعماله وفكره وكتاباته المتنوعة العمل الإعلامي الرياضي، وحظي بشعبية كبيرة داخل الوسط الرياضي والإعلامي، مشيراً إلى أنّ الأسرة الرياضية المصرية فقدت رمزاً تنويرياً كبيراً صاحب البصمات الواضحة في مجال الإعلام الرياضي.
وكان حجازي الذي تخرج عام 1967، في المعهد العالي للتربية الرياضية، والتحق بمؤسسة الأهرام عام 1975، يتمتع بشعبية لافتة في الوسط الصحافي والرياضي المصري، فبعد عشر سنوات من التحاقه بالأهرام، فاز بجائزة مصطفى وعلي أمين للصحافة المكتوبة عام 1985، ونجح في تأسيس مجلة الأهرام الرياضي في يناير (كانون الثاني) 1990، وظل رئيس تحريرها لمدة 19 عاماً.
واشتهر بعموده «خارج دائرة الضوء» في عدد الجمعة بصحيفة «الأهرام» المصرية على مدار 22 سنة، كما أسهمت فترة وجوده بالجيش المصري في الفترة الممتدة بين هزيمة 67، وحرب أكتوبر عام 1973، مروراً بحرب الاستنزاف في تكوين ذاكرة حديدية عن هذه الفترة المهمة من التاريخ المصري الحديث، كما تولى منصب وكيل نقابة الصحافيين، وفي العام الماضي، وقع اختيار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عليه ضمن الشخصيات التي عُيّنت في مجلس الشيوخ.
ونعى المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ، الكاتب الصحافي الكبير، وقال في بيان، أصدره أمس: «إننا فقدنا شخصية صحافية لامعة وإعلامياً قديراً وعضواً بارزاً من أعضاء المجلس، ورجلاً وطنياً محباً لوطنه حتى آخر لحظات حياته».
تخرج حجازي من المعهد العالي للتربية الرياضية عام 1967، واشتغل ضابطاً احتياطاً في القوات الخاصة عام 1957، من ثمّ التحق بمؤسسة الأهرام عام 1975، وقدم برامج عدة في التلفزيون، كان أبرزها البرنامج الشهير «في دائرة الضوء».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».