«بتسيلم» تتهم الاحتلال بتشجيع اعتداءات المستوطنين

شكّلوا ميليشيات مسلحة تقوم بهجمات يومية على الفلسطينيين

مواجهات مع الأمن الإسرائيلي بعد احتجاج فلسطينيين على عودة مستوطنين إلى برقة قرب نابلس (أ.ف.ب)
مواجهات مع الأمن الإسرائيلي بعد احتجاج فلسطينيين على عودة مستوطنين إلى برقة قرب نابلس (أ.ف.ب)
TT

«بتسيلم» تتهم الاحتلال بتشجيع اعتداءات المستوطنين

مواجهات مع الأمن الإسرائيلي بعد احتجاج فلسطينيين على عودة مستوطنين إلى برقة قرب نابلس (أ.ف.ب)
مواجهات مع الأمن الإسرائيلي بعد احتجاج فلسطينيين على عودة مستوطنين إلى برقة قرب نابلس (أ.ف.ب)

في الوقت الذي يتفاقم فيه عنف المستوطنين المتطرفين وتتسع اعتداءاتهم على الفلسطينيين، كشف النقاب في إسرائيل، عن أن مواطناً فلسطينياً تعرض لقذف حجارة من قبلهم، ففقد السيطرة على سيارته ووقع ضحية لحادث طرق يعاني بسببه من جراح بالغة.
وقالت صحيفة «هآرتس»، إن شاهدي عيان اثنين قدما شهادتين متطابقتين، تبينان أن رائد حرز، الذي كان يقود سيارته قرب قرية المغير، غرب رام الله، تعرض لقذف حجارة أدت إلى تحطم زجاج سيارته. وشوهد عندئذ يفقد السيطرة على السيارة وتصطدم بسيارة فلسطينية أخرى، وقد أصيب بجراح بالغة، فيما نجا طفله الذي أصيب بشكل خفيف.
وقال الشاهد، باسم سلاودة، إنه كان قد مر في المكان قبل عشر دقائق من حرز وشاهد سيارة المستوطنين وكيف كان اثنان منهم يقصفان الحجارة من داخل سيارتهما على السيارات الفلسطينية. وقال إنه شخصياً تمكن من الهرب قبل أن يصاب، ولكنه استدار وعاد إلى الساحة ليشاهد الاعتداء على حرز وعلى سيارات أخرى بالطريقة نفسها. وروى شاهد آخر رفض ذكر اسمه، أنه شاهد الحادث من على سطح بيته في قرية المغير، وشاهد المستوطنين الأربعة في سيارة واحدة وكيف أن أحدهم نزل من السيارة وقذف الحجارة.
وحسب منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان، فإن الحادث وقع في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وإن إفادات أربعة شهود عيان تجمعت لدى الشرطة والمخابرات الإسرائيلية والجيش، ولكن حتى هذه اللحظة لم يعتقل أي مشبوه. واعتبرت ذلك، مساندة وتشجيعاً من السلطة الإسرائيلية لاعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين.
يذكر أن المستوطنين المتطرفين يشكلون ميليشيات مسلحة تبادر إلى اعتداءات يومية على الفلسطينيين، ففي يوم أمس الاثنين، هاجم العشرات منهم منازل في طريق المقبرة في قرية برقة شمال غربي نابلس. وقال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، إن المستوطنين بدأوا هجومهم في مقبرة القرية وحطموا عدداً من الرايات المعلقة فيها، ثم اتجهوا إلى القرية، فتصدى لهم المواطنون واشتبكوا معهم، فحضرت قوات الجيش ووقفت إلى جانبهم ضد الفلسطينيين.
كما قام مستوطنون آخرون بهدم وتخريب جزء من غرفة زراعية في مسافر يطا. وقال منسق لجان الحماية بجبال جنوب الخليل، فؤاد العمور، إن المستوطنين حاولوا الدخول إلى أراضي المواطنين ومنعهم من رعي أغنامهم، إلا أن المواطنين تصدوا لهم وطردوهم منها.
وفي اليوم السابق، الأحد، اقتحم مستوطنون، البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، ونظموا مسيرة استفزازية تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، واقتحم العشرات منهم سوق القطانين، وأدوا رقصات استفزازية أمام الأهالي، وراح بعضهم يشتم ويحاول الاعتداء، وقد حلقت طائرة تابعة لشرطة الاحتلال فوق منازل المقدسيين بالبلدة القديمة.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.