مئات القتلى والجرحى الحوثيين في معارك وغارات على أطراف بيحان

TT

مئات القتلى والجرحى الحوثيين في معارك وغارات على أطراف بيحان

أفاد الإعلام العسكري اليمني (أمس) بأن الميليشيات الحوثية تكبدت مئات القتلى والجرحى جراء المعارك وضربات طيران تحالف دعم الشرعية خلال الأيام الثلاثة الماضية منذ بدء عمليات تحرير مديريات عسيلان وبيحان وعين شمال غربي محافظة شبوة.
وفي حين ذكرت مصادر ميدانية أن قوات ألوية العمالقة التي تقود العمليات تقدمت أمس (الاثنين) وباتت على مشارف بلدة «النقوب» في طريقها إلى بيحان بعد تأمين مديرية عسيلان، أكدت أن وحدات الهندسة العسكرية تتولى تطهير المناطق المحررة من الألغام والعبوات الناسفة.
وعلى وقع انهيارها في جبهات القتال، أكدت المصادر أن الميليشيات دفعت بعناصرها للتحصن في أوساط القرى السكنية والمباني المدنية في بيحان مع قيامها بزرع كميات كبيرة من الألغام في الطرق وعلى خطوط التماس في سياق سعيها لتأخير تقدم ألوية العمالقة.
وكانت ألوية العمالقة أطلقت السبت عمليتها العسكرية لتحرير مديريات شبوة الثلاث والتقدم نحو مأرب لإسنادها في المعارك الدائرة، وتمكنت من تحرير مديرية عسيلان وتأمينها بالتزامن مع تقدمها باتجاه بيحان. في السياق ذاته، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) بأن القوات مسنودة بألوية العمالقة ومقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن، تواصل تحقيق تقدمها بالمعارك الدائرة غرب محافظة شبوة، وسط انهيارات واسعة في صفوف ميليشيا الحوثي الإيرانية.
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية قولها: «إن قوات الجيش والعمالقة بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية واصلت التقدم ميدانياً في الجبهات الغربية من المحافظة، باتجاه منطقة النقوب».
وبحسب المصادر نفسها «تخوض تلك القوات معارك ضارية ضد الميليشيا الحوثية الإيرانية بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة لليوم الثالث على التوالي، في حين لا تزال المعارك جارية حتى هذه اللحظات مع تواصل التقدم نحو مديرية بيحان».
وذكر موقع الجيش أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية ومدفعية الجيش وألوية العمالقة وجهت ضربات مركزة استهدفت مواقع وثكنات الميليشيا الحوثية في مختلف جبهات القتال، وحققت إصابات مباشرة في صفوفها ما كبدها خسائر فادحة في العتاد والأرواح، حيث قتل وجرح المئات من عناصرها، إلى جانب تدمير آليات وعربات قتالية.
وفي السياق نفسه، واصلت الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش نزع الألغام الحوثية التي زرعتها الميليشيات بكثافة في المناطق الآهلة بالسكان، في محاولة منها لإعاقة تقدم قوات الجيش والعمالقة.
ونقل موقع الجيش عن قائد محور عتق اللواء الركن عزيز العتيقي، تأكيده «أن عناصر الجيش والعمالقة مستمرون في تحقيق انتصارات ميدانية ساحقة على ميليشيا التمرد والانقلاب الحوثية في مختلف جبهات القتال في مديريات بيحان».
إلى ذلك أكد مدير مديرية عسيلان، العميد ناصر القحيح الحارثي، أن عسيلان باتت محررة من ميليشيا الحوثي الإرهابية، معبراً عن شكره لقوات الجيش الوطني وقوات العمالقة والتحالف الداعم للشرعية على تقديم الدعم لتحرير المديرية.
كما نقل الموقع عن مدير أمن محافظة شبوة العميد الركن عوض الدحبول قوله: «إن تحرير مديرية عسيلان هو انتصار لكل القوى الجمهورية، التي التحمت وشاركت في المعركة الوطنية لدحر ميليشيا الحوثي الإيرانية».
وأضاف أن الملحمة الوطنية التي اشتركت فيها قوات الجيش الوطني وألوية العمالقة وأجهزة الأمن بمختلف تشكيلاتها، ومعهم المقاومة والقبائل، لن تتوقف عند عسيلان وستتواصل حتى تحرير باقي مناطق المحافظة ومن بعدها باقي تراب الوطن الذي لن تتأخر عملية تطهيرها من دنس المشروع الإيراني» وفق تعبيره.
وأشار العميد الدحبول إلى أنه ووفق توجيهات محافظ المحافظة فقد بدأت خطوات تأمين مديرية عسيلان وتثبيت الأمن والاستقرار والإشراف على تطبيع الحياة العامة وعودتها لسابق عهدها، مؤكداً أن اليمنيين لن يقبلوا بأن تكون بلادهم خنجراً إيرانياً في خاصرة العرب.
وأدت ضربات التحالف إلى مضاعفة خسائر الميليشيات الحوثية في مختلف الجبهات المحيطة بمأرب وفي محافظتي الجوف وشبوة، وسط تقديرات بأن الميليشيات خسرت خلال الأسابيع الثمانية الماضية نحو 8 آلاف عنصر لترتفع أعداد قتلاها إلى نحو 30 ألف مسلح منذ فبراير (شباط) 2021.
وفي حين تواصل قوات ألوية العمالقة عملياتها العسكرية لتحرير مديريتي بيحان وعين في شبوة وإسناد مأرب في معركتها الضارية ضد الميليشيات الحوثية، أفاد الإعلام العسكري بأن الألوية نجحت في تنفيذ المرحلة الأولى من عملية «إعصار الجنوب» التي أطلقها قائد ألوية العمالقة العميد أبو زرعة المحرمي وتمكنت من تحرير مركز مديرية عسيلان، وجبال استراتيجية، وسط حالة من الانهيار في صفوف الحوثيين.
وأوضح المركز الإعلامي لألوية العمالقة أن الألوية تمكنت بمساندة طيران التحالف من تطهير مركز مديرية عسيلان وحيد بن عقيل المطل على عسيلان، والهجر وجبل لخيضر، والسليم، وقال إن القوات لا تزال تتقدم باتجاه النقوب لتحرير مديريات شبوة بشكل كامل.
في السياق نفسه، كانت مصادر مطلعة في صنعاء أفادت بأن الميليشيات الحوثية دفعت بتعزيزات بشرية كبيرة من أربع محافظات باتجاه جبهات مأرب وشبوة، وأن أغلب عناصر هذه التعزيزات من صغار السن وطلبة المدارس الذين قامت باستقطابهم وتعبئتهم عقائدياً وطائفياً.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.