الحظر الإندونيسي على الفحم يثير مخاوف عابرة للحدود

كوريا الجنوبية تبحث إجراءات سريعة

Ec-3-4 الحظر الإندونيسي على الفحم يثير مخاوف عابرة للحدود
Ec-3-4 الحظر الإندونيسي على الفحم يثير مخاوف عابرة للحدود
TT

الحظر الإندونيسي على الفحم يثير مخاوف عابرة للحدود

Ec-3-4 الحظر الإندونيسي على الفحم يثير مخاوف عابرة للحدود
Ec-3-4 الحظر الإندونيسي على الفحم يثير مخاوف عابرة للحدود

تسعى شركات الفحم في إندونيسيا إلى التوصل إلى حل سريع في مواجهة حظر حكومي على الصادرات، والذي تسبب بالفعل في ارتفاع أسعار الوقود، ومن شأنه أن يهدد بتقويض احتياجات بعض أكبر اقتصادات العالم من الطاقة.
وتعد إندونيسيا أكبر مصدر للفحم الحراري في العالم، وقررت يوم السبت حظر الصادرات بسبب مخاوف من عدم قدرتها على تلبية احتياجات الطلب المحلي على الكهرباء؛ لكن الحظر يهدد بتقويض احتياجات الطاقة لأبرز الاقتصادات العالمية، مثل الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية التي استأثرت مجتمعة بما نسبته 73 في المائة من صادرات الفحم الإندونيسي في عام 2021، وفقاً لبيانات من شركة «كبلر» لتتبع السفن.
وعلى الرغم من أن مراكز تجارة الفحم الرئيسية، مثل أستراليا، تغلق يوم الاثنين، قالت ريا فياس، محللة الأعمال التجارية لدى «آي إنجري ناتشورال رسورزس»، إن أسعار الفحم المتجه إلى الساحل الغربي للهند ارتفعت بالفعل بما يصل إلى 500 روبية (6.73 دولار) للطن، منذ الإعلان عن الحظر؛ لكنها قالت إنها ليست على علم بإعلان أي جهة تصدير عن وجود حالة قاهرة، وهي الحالة التي لا تستطيع الشركات فيها توريد التزاماتها من الوقود بسبب أحداث خارجة عن إرادتها.
ويأتي الحظر في أعقاب عام من الاضطرابات للفحم العالمي؛ حيث ارتفعت الأسعار وسط أزمة إمدادات في الصين، أكبر مستهلك في العالم. وتشير بيانات من مؤسسة «تسايشين» إلى ارتفاع أسعار الفئة الأكثر استخداماً في التصدير من الفحم الإندونيسي إلى مستوى قياسي، بلغ 158 دولاراً للطن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على الرغم من هبوطه 68 دولاراً في 29 ديسمبر (كانون الأول).
ومن جانبها، ذكرت وزارة الصناعة الكورية الجنوبية يوم الاثنين، إن الحظر الذي فرضته إندونيسيا على صادرات الفحم، من المتوقع أن يكون له تأثير محدود على البلاد، ومع ذلك شكلت الحكومة فريق عمل لإدارة الوضع عن كثب.
ووفقاً لوكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية، فقد أعلنت إندونيسيا الأسبوع الماضي حظر تصدير الفحم في يناير (كانون الثاني)، مشيرة إلى مخاوف من انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، بسبب انخفاض الإمدادات في محطات الطاقة المحلية.
وتعد جاكرتا واحدة من المصدرين الرئيسيين للفحم الحراري في العالم، واستوردت كوريا الجنوبية منها حوالي 20 في المائة من وارداتها من الفحم العام الماضي.
وقال نائب وزير الصناعة الكوري بارك كي- يونغ، خلال اجتماع مع مسؤولين من سفارة كوريا الجنوبية بإندونيسيا وشركات الطاقة الحكومية، إنه «على الرغم من التأثير المحدود، فمن الضروري وضع إجراءات مضادة سريعة وشاملة؛ حيث إن الطلب على الطاقة يكون مرتفعاً في الشتاء». وجاء الاجتماع لتقييم الوضع ومناقشة التدابير لمنع أي تداعيات محتملة، وفقاً لوزارة التجارة والصناعة والطاقة.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.