في يوم رأس السنة، يستمتع سكان هايتي سنوياً بحساء تقليدي يحمل اسم «جومو» يجمع بين اللحوم والخضراوات والمعكرونة والقرع، إذ يرمز الطبق إلى استقلال البلاد بعدما كان ممنوعاً تذوقه في الماضي على العبيد، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ويذكر أن هذا الحساء الذي أُدرج أخيراً على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي غير المادي، كان لفترة طويلة مرادفاً للقمع في الجزيرة الواقعة في منطقة الكاريبي: إذ كان عبيد كثر يُمنعون من تناوله رغم أنهم كانوا يزرعون القرع الضروري لإعداده، مع حصر تذوقه بأصحاب المزارع الفرنسيين. لكن في الأول من يناير (كانون الثاني) 1804. عندما وُلدت أول جمهورية سوداء، اختارت ماري كلير أوروز فيليسيتيه زوجة الزعيم الهايتي الأول جان جاك ديسالين، تقديم هذا الطبق بكميات كبيرة.
وتقول ناتالي كارديشون خلال شرائها المكونات المطلوبة لإعداد هذا الطبق الوطني، إن طهي حساء جومو كان «وسيلة لإحياء ذكرى هذه السنوات من الحرمان والقمع وإعلان النصر على المستعمرين». وتوضح بنبرة جادة: «هنا يكمن كل الثقل المرتبط بهذا الحساء». وتقليدياً، يشكل تناول هذا الطبق أيضاً مناسبة للمّ شمل العائلات. لكن بالنسبة لكثيرين، كان هذا اللقاء معقداً هذا العام. وقد نال الحساء ذو التاريخ الثري، أخيراً اعترافاً دولياً من خلال إدراجه على قائمة التراث العالمي غير المادي لمنظمة اليونيسكو.
وتوضح سفيرة هايتي لدى المنظمة التابعة للأمم المتحدة دومينيك دوبوي أنه «تم إخفاء كفاح هايتي وصوتها وما حصل اليوم وسيلة لإدراجه في سجلات التراث العالمي»، مذكّرة «بالدور الأساسي والحيوي للغاية في تاريخ البشرية لهايتي»، أول دولة ألغت العبودية. ويشكل تكريس هذا الحساء «تصحيحاً تاريخياً عادلاً».
وقد بذلت بعثة هايتي قصارى جهدها لإدراج هذا الطبق على القائمة، وطلبت تسريع معالجة الملف في أغسطس (آب). في 16 ديسمبر (كانون الأول)، نال الطبق أخيراً الاعتراف المطلوب.
وترى ناتالي كارديشون أن إدراج هذا الحساء على قائمة التراث غير المادي للبشرية يشكل دعوة للعالم إلى «اكتشاف تاريخ هايتي»، وطريقة لإظهار «مدى فخرنا كشعب» والسعي للحفاظ على «استدامة تقاليد أسلافنا».
حساء «جومو» رمز لانعتاق الهايتيين من العبودية
حساء «جومو» رمز لانعتاق الهايتيين من العبودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة