أفادت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية، صنعاء، بأن حملات التعبئة والتجنيد الإجبارية التي شنتها الميليشيات الحوثية على مدى الأعوام المنصرمة بحق الموظفين المدنيين في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرتها أسفرت عن مقتل وجرح الآلاف منهم.
وأشارت المصادر بسياق حديثها مع «الشرق الأوسط»، إلى أن قيادات حوثية بارزة كانت وجهت كل القائمين على إدارة المؤسسات الحكومية الخاضعة تحت سيطرتها بصنعاء للبدء بإقامة احتفالات خاصة في الذكرى السنوية لقتلى الميليشيات، دون التطرق إلى الأرقام والمعلومات المتعلقة بأعداد الموظفين القتلى.
وأكدت المصادر قيام الميليشيات في سبيل ذلك بإنفاق مليارات الريالات من قوت اليمنيين الذين لا يزال الملايين منهم محرومين منذ سنوات من الحصول على رواتبهم.
وبموجب تلك التعليمات، كثفت الجماعة، وفق المصادر، على مدى 15 يوماً ماضية وعبر تلك المؤسسات من إقامة الفعاليات المنفصلة تحت مسمى تكريم أسر وذوي قتلاها من الموظفين الحكوميين بعد أن أجبرتهم في السابق تحت قوة التهديد بالفصل الوظيفي والإيداع في السجون على الالتحاق للقتال في جبهاتها.
وتحدثت المصادر عن آلاف القتلى والجرحى بصفوف موظفي القطاعات المدنية في صنعاء ممن التحقوا بشكل إجباري طيلة السنوات والأشهر الماضية بالقتال في صفوف الميليشيات.
ومن بين المؤسسات الحكومية في صنعاء التي أجبرت الجماعة منتسبيها على الالتحاق بجبهاتها، ثم عاد المئات منهم جثثاً هامدة، موظفون في وزارات التربية، والصحة، والخارجية، والأشغال العامة، والكهرباء، والتعليم الفني، والأوقاف والإرشاد، والشباب والرياضة، والصناعة والتجارة، والشؤون القانونية، والشؤون الاجتماعية.
وبينت المصادر أنه ومن خلال تتبع بعض فعاليات الجماعة الاحتفائية بأعداد صرعاها من العاملين في مؤسسات الدولة المختطفة يتضح العدد المهول للخسائر البشرية التي منيت بها.
في الأثناء، ذكرت مصادر مقربة من دائرة حكم الجماعة بصنعاء أن غالبية المؤسسات الحكومية الخاضعة تحت سيطرة الميليشيات خسرت على مدى الفترات الماضية المئات من موظفيها، بينهم مديرو إدارات ورؤساء أقسام ووحدات وموظفون عاديون نتيجة الزج بهم بشكل إجباري للقتال في معاركها.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن موظفي التربية والتعليم والإعلام الذين قتلوا تصدروا أعداد الموظفين المدنيين الصرعى في الجبهات، إذ سجلت قطاع المؤسسات الإعلامية الذي يديره القيادي والمقرب من زعيم الميليشيات المدعو ضيف الله الشامي، نحو 725 قتيلاً بعد أن أجبرتهم الجماعة على العمل قسراً فيما يسمى قطاع الإعلام الحربي التابع لها بمختلف الجبهات.
وأوضحت المصادر أن ديوان عام التربية والتعليم في صنعاء الذي يديره حالياً شقيق زعيم الانقلابيين المدعو يحيى بدر الدين الحوثي خسر أعداداً كبيرة من موظفيه والعاملين فيه بعد ذهابهم للقتال بجبهات الجماعة.
وأشارت إلى تسجيل أعداد ضخمة للقتلى ممن ينتسبون للقطاع التربوي بينهم معلمون وتربويون وطلاب زجت بهم الميليشيات بأوقات ماضية إلى جبهاتها من المدارس والمراكز والمناطق والمكاتب التعليمية في صنعاء العاصمة ومختلف المدن تحت سيطرتها.
وفي حين أشارت المصادر إلى تسجيل قطاع الشؤون الاجتماعية والوحدات التابعة له في صنعاء نحو 305 موظفين قتلوا بجبهات الميليشيات، ذكرت أيضاً أن قطاع الشؤون القانونية الخاضع للميليشيات تذيل المرتبة الأخيرة، مسجلاً نحو 8 من الموظفين القتلى في صفوف الميليشيات.
وفي ظل غياب شبه كامل للأرقام والمعلومات حول أعداد قتلى الميليشيات من الموظفين المدنيين في الجبهات، توقع مراقبون محليون أن عددهم قد يصل إلى عشرات الآلاف متفوقاً على جميع الأرقام التي تعترف بها الميليشيات ضمناً أثناء فعالياتها.
وحسب المصادر، فإن الميليشيات تمنع القائمين على إحياء مثل تلك الفعاليات من الإفصاح عن الأرقام أو المعلومات الخاصة بعدد الموظفين القتلى في الجبهات.
وعلى مدى السنوات الماضية، عمدت الجماعة إلى تنظيم حملات استقطاب وتجنيد إجبارية بحق أعداد كبيرة من الموظفين المدنيين في صنعاء ومدن يمنية أخرى تحت مسمى «حشد القطاعات الوظيفية»، وهي ذريعة اعتادت الجماعة من خلالها على الزج بآلاف الموظفين الحكوميين كوقود لجبهات القتال.
كانت تقارير محلية عدة اتهمت الميليشيات بوقت سابق بإخضاعها خلال فترات ماضية أعداداً كبيرة من منتسبي المؤسسات والهيئات الحكومية في صنعاء لحضور فعاليات تعبوية منتظمة، حيث تمكنت عبرها من تجنيد الآلاف منهم للعمل ضمن صفوفها وأجبرتهم على الانضمام إلى صفوف مجنديها.
آلاف القتلى والجرحى من الموظفين جندهم الحوثيون إجبارياً
آلاف القتلى والجرحى من الموظفين جندهم الحوثيون إجبارياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة