تخرج أول دفعة من قوات البيشمركة الخاصة بحرب الشوارع

إقليم كردستان يطلب المزيد من الأسلحة من ألمانيا

قوات البيشمركة في احتفال تخرجهم في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
قوات البيشمركة في احتفال تخرجهم في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

تخرج أول دفعة من قوات البيشمركة الخاصة بحرب الشوارع

قوات البيشمركة في احتفال تخرجهم في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
قوات البيشمركة في احتفال تخرجهم في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)

أعلنت وزارة البيشمركة، أمس، تخرج أول قوات خاصة بحرب الشوارع ضمن صفوف قوات البيشمركة، بعد تلقيهم دورة تدريبية على يد خبراء عسكريين ألمان في معسكر بنسلاوة شرق أربيل عاصمة الإقليم، فيما تمكنت قوات البيشمركة من صد هجوم لتنظيم داعش على مفرق سد الموصل.
وقال وزير البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق، مصطفى سيد قادر، خلال مراسم خاصة عقدت بهذه المناسبة في معسكر بنسلاوة إن «قوات البيشمركة وقوات الأمن في الإقليم تمكنت خلال الأشهر الماضية عن طريق خطة ناجحة من استعادة السيطرة على 95 في المائة من الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش بعد سيطرته على الموصل في يونيو (حزيران) الماضي»، مشيرا إلى أن قوات التحالف الدولي قدمت الإسناد الجوي لقوات البيشمركة إلى جانب تقديم الأسلحة والأعتدة وإرسال الخبراء العسكريين لتدريب القوات الكردية على الأسلحة التي قدمت ضمن المساعدات العسكرية، وكذلك تقديم التدريبات العسكرية اللازمة لها».
وطمأن قادر مواطني الإقليم بالقول: «يمكننا أن نقول الآن لمواطني كردستان، إن الوضع في الإقليم مستقر، وتم إبعاد الخطر، لكن هذا لا يعني أن خطورة إرهابيي (داعش) انتهت، لذا يجب أن نكون على استعداد دائم، وأن نستمر بتدريب قواتنا، لكي نستطيع مواجهة كل المخاطر التي تواجهها منطقتنا»، مضيفا أن هناك واجبين رئيسيين يقعان على عاتق وزارة البيشمركة، أولهما مواجهة تنظيم داعش، أما الواجب الثاني فيتمثل في تنظيم قوات البيشمركة، و يجب أن تكون هذه القوات ضمن إطار وزارة البيشمركة، لتشكيل جيش وطني موحد، وهذا ضمن برامج الوزارة وحكومة الإقليم، وسنبدأ بتطبيقها خلال هذه المدة».
بدوره، قال الكولونيل شنايدر، القائد الألماني المشرف على تدريب البيشمركة في المعسكر: «خلال الأسابيع الأربعة الماضية تلقت قوات البيشمركة في معسكري بنسلاوة وأتروش تدريبات واسعة على حرب الشوارع من قبل فرق المدربين العسكريين من ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا والنرويج وهولندا، وخلال الأيام الأولى من التدريب أثبتم أنتم أفراد الفوج الرابع من اللواء السادس بيشمركة أننا سنحقق أهدافنا».
ووافق البرلمان الألماني في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي على أن يدرب الجيش الألماني قوات البيشمركة، وذلك من أجل تأهيل القوات الكردية بشكل أفضل لمواجهة تنظيم داعش.
ويدرب الجيش الألماني بمساعدة مدربين من دول أخرى البيشمركة خلال دورات تستمر كل منها أربعة أسابيع، إذ أنشأ التحالف الدولي مركز تدريب خاصًا من أجل هذا الهدف في مناطق متفرقة من الإقليم، وتم حتى الآن تدريب نحو 900 مقاتل من البيشمركة في إطار برنامج التدريب وستبدأ مجموعة أخرى من الدورات أواخر أبريل (نيسان) الحالي في أربيل.
دعا أكراد العراق الحكومة الألمانية والتحالف الدولي إلى تزويدهم بمزيد من الأسلحة لدعم حرب قوات البيشمركة على تنظيم داعش.
وقال وزير البيشمركة في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية إن حكومة إقليم كردستان سلمت برلين قائمة بالأسلحة التي تحتاجها قوات البيشمركة. وأشار إلى أن صواريخ ميلان المضادة للدروع ساعدت البيشمركة كثيرا في حربهم على تنظيم داعش، مضيفا: «وكلما حصلنا على المزيد من هذه الأسلحة كان ذلك أفضل».
كما رأى قادر أن تنظيم داعش هو تنظيم كوني، وقال: «هذه حرب مشتركة بيننا جميعا، ستستمر وقتا طويلا».
في غضون ذلك، تصدت قوات البيشمركة لهجوم شنه مسلحو «داعش» من أربعة محاور على مفرق سد الموصل، وقال العميد طارق هرني، قائد لواء سبيلك التابع للبيشمركة المرابطة في منطقة السد، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تصدت قوات البيشمركة فجر أمس لهجوم شنه مسلحو تنظيم داعش من أربعة محاور على مفرق سد الموصل وقرى مسقلات، و دير مارورا القريبة من بطنايا ومحاور أخرى، حيث شن (داعش) في البداية هجوما بواسطة انتحاريين اثنين، واستطاعت قوات البيشمركة تفجيرهما عن بعد قبل أن يقتربا من مواقعها، ومن ثم اندلعت معارك ضارية استمرت أكثر من ثلاث ساعات، قتل خلالها أكثر من 30 مسلحا من (داعش)، وكان من بين قتلى التنظيم مسلحون أجانب».
وكشف هرني أن «داعش» كانت تهدف من خلال هجومها الواسع السيطرة على الطريق المؤدي إلى السد ومفرقه.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.