Eternals
• ★★
• إخراج: كلووِي زاو
• الولايات المتحدة (2021) | أكشن - كوميكس
«خالدون» هو أول فيلم مخصص لشخصيات ابتكرها جاك كيربي على صفحات «مارفل كوميكس»، سنة 1976، ولو أن بعض شخصياته المتعددة ظهرت في أفلام Thor وX - Men. تتوقع أن يقوم مخرج مثل جون واتس (Spider - Man: No Way Home) أو جوس ويدون (The Avengers) أو أي مخرج بلا خلفية فنية فعلية القيام بهذه المهمّة، لكن «ديزني» عرضت المشروع على المخرجة كلووِي زاو بعد النجاح الذي أنجزته في Nomadland، وزاو قبلت العرض فوراً.
ربما كانت طمحت إلى دمغ فيلم «كوميكس» ببصمة خاصّة، لكنها فقدت تلك البصمة، ولم تربح البديل. انتقلت من فيلم ذاتي الصياغة ومنفرد - إلى حد بعيد - بالأسلوب المختار لمعالجته، إلى فيلم من تلك التي تتنافى مع تلك الذاتية وأي خصوصية سجّلتها المخرجة في فيلمها السابق. تسرد هنا حكاية مجموعة من المخلوقات ذات الشكل الآدمي (عشرة) التي عهد إليها، منذ 7000 سنة، بحماية الأرض ممن يريدون الضرر بها أو بأناسها. هذه المخلوقات، تبعاً للحكاية، أزلية ما زالت تعيش بيننا، وقد استطاعت صياغة مستقبل الحضارة فوقها، وإن لم يرد الفيلم، رغم ساعتين و60 دقيقة من مدّة عرضه، ما يكشف عن كيف ومتى ولماذا. الآن، هناك فصيل من المخلوقات المتوحشة تغير على الأرض والقوّة الوحيدة التي تستطيع مواجهتها والتغلّب عليها هي، بالطبع، تلك المخلوقات شبه الآدمية من رجال ونساء تم اختيارهم من بعض الألوان والأعراق الآسيوية والأفريقية والأوروبية.
تحاول زاو توسط المسافة بين الفيلم المفكّر والفيلم الترفيهي المحض. طريقتها في ذلك أن تترك للممثلين حيّزاً كبيراً من تداول الأوضاع؛ سواء أكانت عاطفية وحياتية أو وجدانية وتاريخية. لذلك هناك، غالباً، لحظات تفصل بين الحوار (الذي يتم إلقاؤه بنظام) ومشهد من تأليف الكومبيوتر غرافيكس (غالباً لتلك الوحوش التي تطير وتطلق النار من أفواهها وتأكل من تستطيع الوصول إليه من البشر). لكن هذه المسافة الزمنية، على قلّتها في كل مشهد من هذا النوع، بالإضافة إلى تمثيل يشبه تمثيل الهواة، يفرّغ الفيلم من الحياة. ينتقل الفيلم زمنياً وجغرافياً عبر التاريخ والأماكن بما فيها أحداث تقع في الزمن الحاضر. وأخرى يتوقف مستقبل الأرض عليها وكيفية مواجهة الوحوش (التي تبدو منسوخة من وحوش أخرى في أفلام مشابهة إنما مع أنياب أطول). تتبنى المخرجة سبب كل شيء يقع بأن الوحوش إنما عادت لتحاول تدمير الأرض ومحو الحياة عليها بسبب التلوث البيئي!
عَ أمل تجي
• ★★★
• إخراج: جورج بيتر بربري
• لبنان (2021) | دراما
أربعة شبّان، من البترون، شمال لبنان، ثلاثة منهم لم يقعوا في الحب بعد في طريقهم لفندق صغير لهذه الغاية.
يمنح المخرج جورج بيتر بربري (أرجنتيني - أميركي من أصل لبناني وهذا فيلمه الأول) أبطاله من الممثلين اللبنانيين (ليس منهم من هو محترف) أسماءهم الحقيقية: إيتان يؤديه إتيان عسل، عدنان يمثّله عدنان لوك - خبّاز، جان - بول يلعبه جان - بول فرنجية وإيلي يمثله إيلي «دنكوره» سعد. هذا يعكس حسّاً واقعياً يواكب، بنجاح، الحس الواقعي للشخصيات ومفارقاتها على نحو قريب، مما وفّره الفرنسيان إريك رومير ولوك بريسون في أفلامهما.
الفيلم مروي بصوت إتيان لكنه ليس الصوت الوحيد. نسمع أصوات الآخرين، بينهم شقيقه عدنان كما صوت أمهما. أصوات تأتي من بعيد، كما لو أنها تتذكر فتعني بالوجدانيات المعيشة أكثر مما تروي الأحداث. هذا مهم لأنه لا داعي للتعليق الصوتي على أحداث جارية (والفيلم غير حدثي وخالٍ من الأحداث بالمعنى المتفق عليه).
ينطلق الشقيقان من منزلهما مدّعين لوالدتهما أنهما سيقصدان دار سينما. بعد قليل هما على الطريق حيث ينتظرهما الشابان الآخران جان - بول وإيلي. أحدهما معتد بنفسه كثير الثقة قادر على التأكد من أنه سيتزوّج من امرأة تقدّر مستواه، وسيرزق منها بصبيين، وستُتاح له ممارسة الوظيفة التي يرغب فيها، متحدّثاً عن أنه ليس من النبتة ذاتها لرفاقه. بين سخرية البعض منه وانتقاده تقع مناوشات لكن ككل المناوشات في هذه السن المبكرة تنتهي بدوام الصحبة ولو إلى حين.
يبدأ الفيلم بعبارة وردت في رواية «دمعة وابتسامة» لجبران خليل جبران. تقول:
«لي قلب صغير أريد أن أخرجه من ظلمة صدري، وأحمله على كتفي، متفحصاً أعماقه، ومستحكياً أسراره. فلا تترصده يا لائمي برماحك الحادة، مسبباً خوفه واختفاءه ضمن قفص الضلوع».
كلام جميل، وإن بدا لي بعيداً عن مضمون الفيلم، الذي هو أبسط من هذا القول ومختلفاً في معناه. لكن إذ يمكن لهذا الأمر البقاء في كيان إعجاب المخرج بمقولة جبران، ينبري الفيلم في اتجاه بديع لتأمين المعالجة المختارة لسرد حكايته. لدى المخرج الدراية الكاملة للكيفية والمعرفة التامّة لما يريده من ممثليه، وهؤلاء يلبّون المطلوب جيّداً. الرحلة التي تبدو في مطلعها قصيرة تمتد لتشمل الفيلم بأسره، وفي ذروتها حديث إتيان عن تجربته الأولى مع تلك المرأة، وكيف فشلت وبل لماذا وكل ذلك من دون تصنّع وتصنيع الدراما، بل تركها تسري كجدول ماء صغير لا ينتظرك عند مروره بك.
هناك حزن خارج الشخصيات (طريقة المخرج في عرض الحال) وداخل الشخصيات أيضاً. بعض الضحك الناتج عن نكات، لكن الكثير من الشعور بالأسى. الجنس مهم وسيعني الكثير لهؤلاء، لكن الإنقاذ من الوضع القائم أمر آخر. المخرج بربري لا يحتاج لكي يقول ذلك بل يستطيع أن يدفع تجاه الاستنتاجات، من دون أي جهد ظاهر. يترك للكاميرا تشكيل المشهد ولأبطاله البوح بعيداً عن المباشرة.
في الظاهر لا شيء كثيراً يقع أمامنا. في العمق هي الحياة الماثلة لأربعة شبّان في لبنان ما بعد الحرب وما بعد بهتان الألوان تلك المساحات السوداء والرمادية التي يستخدمها المخرج كفاصل بين بعض المقاطع. أحدهم يقول: «ها هي الحياة... ناس بتعاني وناس بتتفرج»، عبارة صادقة عن لبنان وعن العالم بأسره.
The Unforgivable
• ★★
• إخراج: نورا فينغشهايت
• الولايات المتحدة (2021) | دراما
ربما النقد الاجتماعي في هذا الفيلم المأخوذ عن حلقات تلفزيونية بريطانية في مكانه، لكن الفيلم لا يستطيع حتى الدفاع عما يقوله، بل يكتفي بسرده والانتقال بينها على نحو مسطح لا حرارة فيه.
ساندرا بولوك أنتجته، وتؤدي البطولة هنا كامرأة خرجت (في مطلع الفيلم) من السجن الصغير للسجن الكبير. هي الآن في عهدة إدارة قانونية، للتأكد من أنها لن تتصل أو تتعامل مع أي خارج عن القانون، وأنها ستشق طريقاً يختلف عن ذاك الذي أودى بها في السجن. سنعلم لاحقاً ما حدث وكيف انتهت إلى الزنزانات، لكننا نتابع الآن وضعها الجديد مع نقد خلفي للكيفية التي تجد نفسها مقيّدة إلى غرفة حقيرة في بناية من المستوى ذاته، وكيف أن الإصلاح المزعوم لا يمكن أن ينجح بالطريقة المتّبعة التي تنهش من كرامة المرء ووضعه.
في الوقت ذاته هناك شابّان كانت بطلة الفيلم قتلت والديهما وحان وقت الانتقام. كل ذلك يبدو مثيراً أكثر على الورق منه على شاشة «نتفلكس». هناك حكايات أخرى تظهر وتختفي ثم تعود من دون رابط ذكي. هناك استعادات (فلاشباكس) كثيرة تخفق في بلورة فيلم مثير بذاته.
(*) لا يستحق
(**) وسط
(***) جيد
(****) ممتاز
(*****) تحفة