دفتر ملاحظات

مشهد من «كتاب بوبا فت»
مشهد من «كتاب بوبا فت»
TT

دفتر ملاحظات

مشهد من «كتاب بوبا فت»
مشهد من «كتاب بوبا فت»

شجرة اسمها ستار وورز
■ في التاسع والعشرين من هذا الشهر، عرضت محطة Disney Plus الحلقة التلفزيونية الأولى من مسلسل متفرّع من شجرة المسلسل السينمائي المعروف «ستار وورز». المسلسل تحت عنوان The Mandorian وعنوان الحلقة الأولى هو «كتاب بوبا فت» (The Book of Boba Fett) والأمل مرتفع في تحقيق نجاح كبير لهذا الفرع من الأصل علماً بأن جهابذة الشركة المذكورة منكبّون على استنباط فروع أخرى من شجرة الزيزفون التي اسمها «ستار وورز». شخصية بوبا فت لم ترد في الأفلام السابقة بل تم ابتداعها للترويج الحالي. كان واضحاً منذ أن اشترت شركة «ديزني» ملكية هذا المسلسل من مالكه جورج لوكاس سنة 2012 أن هناك مستقبلاً مختلفاً لهذا المسلسل عما أقدم لوكاس عليه. إلى ذلك الحين، كان المنتج والمخرج لوكاس يعمل بنظام تحقيق أفلام «ستار وورز» على نحو كلاسيكي معتمَد في «هوليوود» ما قبل بداية القرن. إنتاج فيلم أول ثم استكمال الثلاثية، وإذا ما نجحت يتم التوسع صوب ثلاثية أخرى وهكذا. هذا مثل شجرة ترتفع من دون استخدام كيماويات منشّطة. طريقة «ديزني» هي شراء هذا المنتوج الناجح وتحويله إلى عملية تجارية كاملة ومختلفة عن منهج لوكاس. هذا عبر الاستمرار في إنتاج الأفلام إنما اعتماداً على توسيع دائرة المشاركين فيها والانتقال في لعبة «بينغ بونغ» بينها وبين الماضي والحاضر. والنقلة التلفزيونية (وهي ليست الأولى) ليست سوى تفعيل جديد لهذه الخطّة التي يؤمل لها أن تعيش بيننا لجيل أو جيلين قادمين.

كتب سينمائية عربية
■ لا أحد من الناشرين يود البوح بموقع الكتب السينمائية من مجمل ما يقوم بنشره من أعمال. إذا سألت يُقال لك إن السوق هابطة عموماً وهابطة خصوصاً في هذا النوع من الكتابات. كيف ولماذا؟ لا جواب لديه غير العموميات.
في حين أن هذا الوضع الغامض لا يمكن له أن ينجز ما يصبو إليه هواة السينما ولا يؤدي قطعاً إلى تنشيط حركة النشر في هذا المجال لتواكب ما تشهده باقي أصناف الكتب الرائجة، لا يدع الزميل أمير العمري هذا الوضع يؤثر على نشاطه. في مدى عامين أصدر عدداً لا بأس به من الكتب، آخرها مجموعة تضم كتاباً بعنوان «أسرار الفيلم التسجيلي» وآخر بعنوان «فديريكو فيلليني: جنون السينما»، وثالث عن المخرج الإيطالي الآخر سيرجيو ليوني تحت عنوان «سيرجيو ليوني، سينما الوسترن السباغتي».
قراءة الكتب الثلاثة تشكل دعماً مهمّاً لثقافة قراء النقد السينمائي. لدى الزميل قدرة فذّة على تطويع المواضيع المتناثرة (خصوصاً بالنسبة لـ«سر الفيلم التسجيلي») لخدمة صياغة جادة تمزج بين الرأي والموقف والمعلومات.بمقارنة أسلوب الكتابة مع أسلوب كتابة مجموعة من المغامرين في الميدان نفسه، يتبين الفارق الكبير بين أستاذ في شأنه والآخرين.

فيلم لا يتّسع لاثنين
■ في أفلام الوسترن القديمة هناك عبارة يتولى قولها إما البطل أو الشرير وهي This town is not big enough for the two of us («هذه البلدة لا تتسع كفاية لكلينا»). تتضمن العبارة تهديداً واضحاً يليه صدام يؤكد ذلك بالفعل (وعادة ما ينتهي بفوز البطل طبعاً).
هذا هو واقع العلاقة بين الممثلين دواين جونسون وفن ديزل. فالأول لم يرض عن أسلوب تعامل الثاني معه خلال تصوير الجزء الثامن من مسلسل Fast and Furious سنة 2017. هناك اكتشف جونسون أن ديزل خص نفسه بالصدارة وغاب عن تصوير بعض المشاهد التي تجمعهما على أساس أن يقوم لاحقاً بتصويرها انفرادياً (وجمعها على المونتاج لاحقاً).
قبل أيام قليلة حاول ديزل استرضاء جونسون عبر الوسائط الاجتماعية، داعياً إياه للعودة للاشتراك في الجزء العاشر المنوي إطلاقه في العام المقبل. جونسون اعتذر لكنه أعقب اعتذاره بمقابلة شرح فيها استياءه من أن ديزل نشر الدعوة على الإنترنت علماً بأن جونسون كان رفض الاشتراك في جزء جديد، ومن غير المحتمل أن يقبل الظهور مع ديزل في أي مشروع آخر.
إنها حكاية نجمين كبيرين حاول أحدهما الاستئثار بالبطولة من دون أن يدرك عواقب ذلك.


مقالات ذات صلة

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

يوميات الشرق الممثل البريطاني راي ستيفنسون (أ.ب)

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

توفي الممثل البريطاني راي ستيفنسون الذي شارك في أفلام كبرى  مثل «ثور» و«ستار وورز» عن عمر يناهز 58 عامًا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

«إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

أثارت تصريحات الفنان المصري محمد فؤاد في برنامج «العرافة» الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة، اهتمام الجمهور المصري، خلال الساعات الماضية، وتصدرت التصريحات محرك البحث «غوغل» بسبب رده على زميله الفنان محمد هنيدي الذي قدم رفقته منذ أكثر من 25 عاماً فيلم «إسماعيلية رايح جاي». كشف فؤاد خلال الحلقة أنه كان يكتب إفيهات محمد هنيدي لكي يضحك المشاهدين، قائلاً: «أنا كنت بكتب الإفيهات الخاصة بمحمد هنيدي بإيدي عشان يضحّك الناس، أنا مش بغير من حد، ولا يوجد ما أغير منه، واللي يغير من صحابه عنده نقص، والموضوع كرهني في (إسماعيلية رايح جاي) لأنه خلق حالة من الكراهية». واستكمل فؤاد هجومه قائلاً: «كنت أوقظه من النوم

محمود الرفاعي (القاهرة)
سينما جاك ليمون (يسار) ومارشيللو ماستروياني في «ماكاروني»

سنوات السينما

Macaroni ضحك رقيق وحزن عميق جيد ★★★ هذا الفيلم الذي حققه الإيطالي إيتوري سكولا سنة 1985 نموذج من الكوميديات الناضجة التي اشتهرت بها السينما الإيطالية طويلاً. سكولا كان واحداً من أهم مخرجي الأفلام الكوميدية ذات المواضيع الإنسانية، لجانب أمثال بيترو جيرمي وستينو وألبرتو لاتوادا. يبدأ الفيلم بكاميرا تتبع شخصاً وصل إلى مطار نابولي صباح أحد الأيام. تبدو المدينة بليدة والسماء فوقها ملبّدة. لا شيء يغري، ولا روبرت القادم من الولايات المتحدة (جاك ليمون في واحد من أفضل أدواره) من النوع الذي يكترث للأماكن التي تطأها قدماه.

يوميات الشرق الممثل أليك بالدوين يظهر بعد الحادثة في نيو مكسيكو (أ.ف.ب)

توجيه تهمة القتل غير العمد لبالدوين ومسؤولة الأسلحة بفيلم «راست»

أفادت وثائق قضائية بأن الممثل أليك بالدوين والمسؤولة عن الأسلحة في فيلم «راست» هانا جوتيريز ريد اتُهما، أمس (الثلاثاء)، بالقتل غير العمد، على خلفية إطلاق الرصاص الذي راحت ضحيته المصورة السينمائية هالينا هتشينز، أثناء تصوير الفيلم بنيو مكسيكو في 2021، وفقاً لوكالة «رويترز». كانت ماري كارماك ألتوايز قد وجهت التهم بعد شهور من التكهنات حول ما إن كانت ستجد دليلاً على أن بالدوين أبدى تجاهلاً جنائياً للسلامة عندما أطلق من مسدس كان يتدرب عليه رصاصة حية قتلت هتشينز. واتهم كل من بالدوين وجوتيريز ريد بتهمتين بالقتل غير العمد. والتهمة الأخطر، التي قد تصل عقوبتها إلى السجن خمس سنوات، تتطلب من المدعين إقناع

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
سينما سينما رغم الأزمة‬

سينما رغم الأزمة‬

> أن يُقام مهرجان سينمائي في بيروت رغم الوضع الصعب الذي نعرفه جميعاً، فهذا دليل على رفض الإذعان للظروف الاقتصادية القاسية التي يمر بها البلد. هو أيضاً فعل ثقافي يقوم به جزء من المجتمع غير الراضخ للأحوال السياسية التي تعصف بالبلد. > المهرجان هو «اللقاء الثاني»، الذي يختص بعرض أفلام كلاسيكية قديمة يجمعها من سينمات العالم العربي من دون تحديد تواريخ معيّنة.


السينما الفلسطينية الجديدة تخترق جدران الصمت

«إن شئت كما في السماء» لإيليا سليمان (ركتانغل برودكشنز)
«إن شئت كما في السماء» لإيليا سليمان (ركتانغل برودكشنز)
TT

السينما الفلسطينية الجديدة تخترق جدران الصمت

«إن شئت كما في السماء» لإيليا سليمان (ركتانغل برودكشنز)
«إن شئت كما في السماء» لإيليا سليمان (ركتانغل برودكشنز)

لم يتناول فيلم الأخوين عرب وطرزان ناصر «كان يا ما كان في غزّة» الوضع الآني فيها؛ كونه صُوِّر قبل اندلاع الحرب الطاحنة فيها. وبالمثل، لم يتطرّق فيلم «لا أرض أخرى» إلى ما شهدته فلسطين من أحداث خلال الأشهر الثمانية الماضية؛ لأنه أيضاً صُوِّر قبل ذلك. الأول فيلم روائي، والآخر تسجيلي، وكلاهما فاز بجوائز مهمّة.

نال «كان يا ما كان في غزّة» الجائزة الأولى في تظاهرة «نظرة ما» في مهرجان «كان» الأخير. أما «لا أرض أخرى» فكان قطف جائزة أفضل فيلم تسجيلي في مهرجان «برلين»، ثم الجائزة نفسها في حفل «الأوسكار» الأخير.

«ذاكرة خصبة» لميشيل خليفي (كينو ڤيديو)

مباشِرة وخطابية

الذي فاز في أوسكار أفضل فيلم تسجيلي طويل هذا العام وجائزة أفضل فيلم تسجيلي في «مهرجان برلين» في العام الماضي. نجاحهما يُسجَّل لسينما فلسطينية لديها الكثير مما قالته سابقاً وما تود قوله اليوم وفي الغد.

بسبب غياب أرشيف موحّد وموثّق يرصد إنتاجات السينما العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، يصعب إجراء إحصاء دقيق لجميع هذه الأعمال. ومع ذلك، تُقدَّر الأفلام التي تناولت القضية، سواء أُنتجت داخل فلسطين أو في بلدان عربية وأجنبية، منذ النكبة وحتى اليوم، بأكثر من 400 فيلم، تتنوع بين الروائية والتسجيلية، القصيرة والطويلة.

جميع هذه الأفلام تقريباً عرضت حقّ الفلسطينيين في أرضهم، وندَّدت باستخدام إسرائيل القوة والعنف لتغيير الواقع القائم.

منذ السنوات الأولى للصراع، وحتى يومنا هذا، احتلت الأفلام التي تناولت الوضع الفلسطيني مساحة كبيرة من الاهتمام بسبب الصراع العربي - الإسرائيلي عبر العصور والحروب المتكررة التي دارت إلى اليوم. عبر تلك السنوات انتقلت «القضية» من أفلام دعائية وعاطفية لجذب المشاعر الوطنية لدى الجمهور العربي إلى أفلام مدروسة بنجاح أو ببعض الفشل. الأفلام السابقة كانت دعائية مباشرة على نسق «الفدائيون» لكريستيان غازي (لبنان، 1967)، و«كلنا فدائيون» لغاري غرابتيان (لبنان، 1969)، و«الفلسطيني الثائر» لرضا ميَسّر (مصر، لبنان، 1969).

غسان مطر في «الفلسطيني الثائر» (أ آر تي)

في الفترة نفسها، أُنجزت أفلام تسجيلية – وثائقية على يد مخرجين عاشوا في المخيمات الفلسطينية في لبنان، تناولت تاريخ الاحتلال وكيف وقع، أو تناولت النتائج الدموية للغارات الإسرائيلية على لبنان في الستينات والسبعينات. ليست هذه الأفلام خارج إطار السينما الفلسطينية أو بعيدة عنها، بل تُشكّل جزءاً مهمّاً من مجموعها العام، لكنها واكبت فترة كانت فيها تلك الأفلام (روائية أو تسجيلية) ذات خطاب مباشر، تقصد ما تطرحه بوضوح، لكنها لا تُعنى كثيراً بكيفية هذا الطرح.

من مطلع السبعينات، تبدّلت الصورة كثيراً. قدّم مخرجون ينتمون إلى السينما الجادة أعمالاً واقعية ومؤثرة، من دون اعتماد الشعارات المرفوعة أو مشاهد الابتزاز العاطفي. من بين هذه الأفلام: «المخدوعون» للمصري توفيق صالح (1972)، و«كفر قاسم» للبناني برهان علوية (1974)، وكلاهما من إنتاج مؤسسة السينما السورية، و«عائد إلى حيفا» للعراقي قاسم حول (في مطلع السبعينات).

بعد نحو 8 سنوات بادر مخرجون فلسطينيون في تحقيق أفلام جادة عن الموضوع الفلسطيني ومن زاوية ما هو مُعاش وواقعي.

في هذا الإطار، تأتي مساهمات المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي متميزة ومهمة. فقد أخرج «ذاكرة خصبة» (1981)، موثقاً فيه رفض امرأة فلسطينية بيع أرضها أو التخلي عنها بأي ثمن. بعد ذلك، أنجز في عام 1987 فيلم «عرس الجليل»، قبل أن تتباعد أفلامه (كان آخرها «زنديق» عام 2014).

خليفي (الذي اتخذ من بلجيكا موطناً له) كان الصوت الفلسطيني الأول في تلك الفترة، تبعه رشيد مشهراوي (ابن غزة) الذي تميّز بغزارة أعماله، ومن بين آخرها «الكتابة على الثلج»، وإنتاجه في العام الماضي «من المسافة صفر» الذي أشرف فيه على جمع 22 فيلماً قصيراً لمخرجين من غزة.

السينما الفلسطينية تطورت من أفلام دعائية إلى أعمال واقعية حاصدة جوائز دولية مرموقة

ثالث القادمين من قلب فلسطين هو إيليا سليمان. أفلام سليمان، من بينها «الزمن المتبقي» (2009)، وفي 2019 «إن شئت كما في السماء» (حمل عنواناً آخر هو It Must Be Heaven)، كانت إضافات نوعية مهمّة تنتمي أسلوبياً لموهبة مؤكدة.

في الفترة القريبة نفسها، أنجز هاني أبو أسعد أفلاماً تحكي وقائع فلسطينية حاضرة، كما في «الجنة الآن» (2005)، و«عمر» (2013)، وآخرها «صالون هدى» (2021).

وقامت مي المصري (التي لها باع طويل من الأفلام التسجيلية في هذا المجال) بإخراج «3000 ليلة».

كذلك قدّمت نجوى النجار «بين الجنة والأرض» (2019)، وآن ماري جاسر «واجب» (2017)، التي كانت قد أنجزت سابقاً «ملح هذا البحر» في عام 2008. كلتاهما تنتمي إلى السنوات الـ25 الأخيرة، التي شهدت عدداً كبيراً من المخرجين العرب، المهاجرين والمقيمين، الذين انبروا للإسهام في طرح فلسطين على الشاشات العالمية.

ساهمت المهرجانات الدولية إلى حد كبير في نقل معرفة ما يقع في فلسطين إلى العالم. لكن هذا لم يكن تلقائياً على الإطلاق؛ فالحال أن الصراع العربي – الإسرائيلي لم يعد، منذ عقود، حالة بعيدة عن التداول الإعلامي؛ ما يجعل المهرجانات راغبة في الاستجابة للاهتمام العالمي المُنصبّ، شعبياً ورسمياً، حول واحدة من أصعب صراعات الإنسان في سبيل العدالة والمساواة.

هي استفادت من تسليط الضوء على موضوع لم يغادر ناصية الاهتمام العالمي يوماً، والمخرجون استفادوا من مشاهدة أفلامهم وهي تُعرض على الشاشات العالمية، من «تورونتو» إلى «كان»، ومن «ڤينيسيا» إلى «نيويورك».