تركيا: القبض على 30 «داعشياً» على صلة بمناطق الصراع في سوريا والعراق

في إطار حملات مكثفة لمنع هجمات في رأس السنة

TT

تركيا: القبض على 30 «داعشياً» على صلة بمناطق الصراع في سوريا والعراق

ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 30 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، غالبيتهم من الأجانب في حملات في أنحاء متفرقة من البلاد في إطار عمليات استباقية استهدفت منع هجمات إرهابية محتملة خلال رأس السنة الجديدة.
وضبطت قوات مكافحة الإرهاب في العاصمة أنقرة، أمس (الخميس)، 23 شخصاً على صلة بتنظيم «داعش» خلال عملية أمنية مشتركة نفذها جهاز الاستخبارات والشرطة، بناءً على مذكرة توقيف صادرة عن مكتب الادّعاء العام في أنقرة بحق 30 شخصاً، تبين أن لهم أنشطة ضمن بنية «داعش» وارتباطهم بمناطق الصراع في سوريا والعراق. وأسفرت العملية، التي جرى تنفيذها بشكل متزامن في عدد من أحياء العاصمة التركية، عن القبض على 23 شخصاً، في حين لا تزال الجهود متواصلة لإلقاء القبض على الآخرين الفارين. في الوقت ذاته، ألقت قوات مكافحة الإرهاب بولاية عثمانية، جنوب البلاد، القبض على 6 أشخاص شاركوا سابقاً في أنشطة مسلحة في صفوف تنظيم «داعش» في سوريا.
وذكرت الولاية، في بيان، أن فرق مكافحة الإرهاب التابعة لقوات الدرك، أطلقت عملية أمنية للحد من تهديدات محتملة بالتزامن مع رأس السنة، وصادرت الفرق أجهزة إلكترونية كانت في أماكن إقامة المتهمين.
كما ألقت قوات مكافحة في ولاية بولو شمال غربي البلاد، على عراقيين في حملات دهم بعد أن تلقت بلاغاً عن وجود أشخاص لديهم صلة بالتنظيم الإرهابي، تم اقتيادهما إلى مديرية أمن الولاية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهما.
وكثفت تركيا على مدى الأسبوعين الأخيرين حملاتها ضد المشتبه في صلتهم بتنظيم «داعش» الإرهابي، وأعلنت السلطات أنها أحبطت مخططاً للتنظيم لتنفيذ هجوم إرهابي في لية رأس السنة في كل من مرسين وأضنة جنوب البلاد، وجرى القبض على 6 من عناصر التنظيم مرتبطين بـ«داعش»، وضبط كثير من المواد الرقمية والوثائق العائدة للتنظيم.
كما تم القبض على 21 أجنبياً من عناصر تنظيمي «داعش» و«القاعدة» الإرهابيين، على صلة بمناطق الاشتباكات في سوريا والعراق، وضبطت وثائق تنظيمية ومواد رقمية في أماكن إقاماتهم في كل من العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في حملة استباقية قبل رأس السنة.
وقالت مصادر أمنية، إن عناصر «مجموعة تحليل المخاطر الدولية»، التابعة لفرع الاستخبارات ومكافحة الإرهاب بمديرية أمن أنقرة، كثفت من أنشطتها مع اقتراب رأس السنة. وأطلقت السلطات التركية، أيضاً، حملة استهدفت الخلايا المسؤولة عن توفير الدعم المالي لتنظيم «داعش».
وألقت قوات مكافحة الإرهاب القبض على 16 شخصاً غالبيتهم من الأجانب، في حملة شملت 6 ولايات هي: أنقرة وإسطنبول وأضنة وباليكسير وقونيا وشانلي أورفا، قُبض خلالها على 13 أجنبياً و3 أتراك، وعثر خلال المداهمات على العديد من الوثائق التنظيمية والمنشورات المحظورة، التي تروج للتنظيم الإرهابي.
وتواصل قوات الأمن التركية عمليات تستهدف خلايا «داعش» منذ مطلع عام 2017 عندما نفذ هجوماً على نادي «رينا» الليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة خلف 69 قتيلاً غالبيتهم من الأجانب.
وسبق أن أعلن التنظيم، أو نسبت إليه السلطات، المسؤولية عن تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في أنحاء تركيا في الفترة بين عامي 2015 و2017 خلفت أكثر من 300 قتيل ومئات المصابين. وبحسب وزارة الداخلية التركية، فقد جرى خلال الفترة من ديسمبر (كانون الأول) 2015 إلى ديسمبر 2020 ترحيل 8143 أجنبياً للاشتباه في علاقتهم بالإرهاب، وهناك نحو 100 ألف شخص ممنوعون من دخول البلاد للسبب ذاته.



كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.