إثر الإعلان عن استقالة مسؤول ملف الأسرى والمفقودين في مكتب رئيس الوزراء، موشيه طال، احتجاجاً على تقاعس الحكومة عن عقد صفقة تبادل أسرى مع «حماس»، كشف العميد رونين منليس، الناطق السابق بلسان الجيش الإسرائيلي، أمس، أن الحكومة رفضت إبرام صفقة تم وضع بنودها عام 2018.
وقال منليس إن «جميع رؤساء الجيش والموساد والشاباك، كانوا على قناعة في تلك السنة بأن هناك فرصة حقيقية لإجراء صفقة تبادل للأسرى مع (حماس)، وتم التوصل إلى اتفاق بشأن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين يمكن الإفراج عنهم بالصفقة، لا بل كانت هناك ورقة مكتوبة بالأسماء، لكن الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، تراجعت ولم تنجح الصفقة».
أقوال منليس جاءت لتؤكد ما قاله موشيه طال، المستقيل من قيادة الطاقم الإسرائيلي، من أن «إسرائيل رفضت في مناسبتين مختلفتين في السنوات الأخيرة، التقدم نحو إبرام صفقة تبادل أسرى جاهزة مع حركة حماس».
وكانت مصادر سياسية، قد كشفت، مساء الثلاثاء، أن طال، قدّم استقالته قبل ثلاثة أشهر، احتجاجاً، بعد أن رأى أن حكومة نفتالي بنيت مثل حكومة نتنياهو، لا تعمل بشكل كافٍ للإفراج عن الجنود الأسرى لدى «حماس». وقال، وفق هذه المصادر، إن الأمر بات محرجاً له بشكل خاص، فقد شارك في اتصالات حساسة وسرية مع مصر، الوسيط لدى «حماس»، للتوصل لصفقة التبادل، وإلى حلول وسط معقولة، لكنه اصطدم بموقف حكومة إسرائيل «التي كانت تتصرف بلا حول ولا قوة في هذه القضية».
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي «غالي تساهل»، عن طال، قوله: «كانت هناك فرصة سانحة لإبرام صفقة أسرى، ولدي صعوبة في شرح سبب رفض إسرائيل لها، وسيقول البعض إن الواقع السياسي من يقرر، والبعض يقول إننا مصدومون من صفقة شاليط، أنا لا أفهم ما حدث. إنه لأمر صادم، أن ترى أنه لا توجد لدى الحكومة قرارات مناسبة لانتهاز فرصة والإفراج عن الجنود الأسرى لدى حماس». وقد سُئل عن تفسيره لموقف نتنياهو الرافض، فأجاب: «لا أدرى. لأسباب خاصة به، ولكن ما أعرفه، هو أنه ما كان يجب أن يقول لا».
يذكر أن طال، هو برتبة عقيد في جيش الاحتياط. وقد عيّنه نتنياهو ليتولى مسؤولية المفاوضات حول الأسرى والمفقودين الإسرائيليين منذ سنوات في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش، ثم تم تعيينه في عام 2019 كممثل لرئيس الأركان في فريق الأسرى والمفقودين، تحت قيادة اللواء يارون بلوم، منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، الذي كشف عن استقالة طال من دون تحديد موعد دقيق لتركه المنصب. وقد أكد طال في كتاب الاستقالة، أنها تأتي في سياق الاحتجاج على تقاعس الحكومة. وقال: «الحكومة تمتلك الأدوات للتعامل مع هذه القضية، لكنها لا تفعل ذلك».
مصادر سياسية، قالت، أمس (الأربعاء)، إن هذه المعلومات تتوافق مع التصريحات الصادرة خلال الأشهر الماضية عن مسؤولين في حركة «حماس»، التي قالوا فيها إن «إسرائيل تتهرب من الصفقة، وتحاول ربط رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة أو إعادة الإعمار، بصفقة تبادل الأسرى، لأنها غير جادة في مسار التفاوض لإتمام الصفقة».
وحسب موقع «واللا»، في تل أبيب، فإن عدداً من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن، دعوا، قبل أسبوعين، إلى «استغلال هذه الفترة والهدوء النسبي في قطاع غزة»، من أجل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس. وأشار المسؤولون، في محادثات مغلقة بحسب الموقع، إلى أن «المفاوضات حول تبادل أسرى، عالقة، بالرغم عن المحفزات المصرية، وأن سبب هذا الجمود هو أن كلا الجانبين (إسرائيل وحماس) غير مستعديْن للتنازل عن الثمن».
المعروف أن «حماس» تحتجز الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول، منذ حرب سنة 2014، وتدعي إسرائيل أنهما ميتان، كما تحتجز «حماس» المواطنين الإسرائيليين، أفرا منغيستو (وهو من أصل إثيوبي) وهشام السيد (عربي من بدو النقب)، اللذين كانا قد دخلا إلى قطاع غزة طواعية. وقد رفضت إسرائيل في البداية إطلاق سراح مئات الأسرى لقاء إطلاق الأربعة، لكنها تراجعت ووافقت على عدد من مطالب «حماس»، ثم تراجعت من جديد. وقد احتجت عائلتا غولدين وشاؤول على تردد الحكومة وتلعثمها في قضية ابنيهما.
إسرائيل تراجعت مرتين عن صفقة أسرى مع «حماس»
مسؤولون عسكريون اتهموا نتنياهو وبنيت بإهدار الفرص
إسرائيل تراجعت مرتين عن صفقة أسرى مع «حماس»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة