غروندبرغ: 2021 ينتهي بشكل مروّع لملايين اليمنيين

المبعوث الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ (موقع الأمم المتحدة)
المبعوث الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ (موقع الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ: 2021 ينتهي بشكل مروّع لملايين اليمنيين

المبعوث الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ (موقع الأمم المتحدة)
المبعوث الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ (موقع الأمم المتحدة)

في ظل استمرار الهجمات الحوثية المكثفة على محافظة مأرب المستمرة منذ أشهر، دعا المبعوث الأممي لليمن، السويدي هانس غروندبرغ، الأطراف المتحاربة لخفض التصعيد العسكري في أنحاء البلاد.
وقال غروندبرغ إن هذا التصعيد الذي وصفه بـ«الأسوأ» منذ أعوام، يقوّض فرص الوصول إلى تسوية سياسية مستدامة لإنهاء النزاع في اليمن. مشيراً إلى أن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان في اليمن لا يمكن أن تستمر دون مساءلة.
وأضاف في بيان: «التصعيد في الأسابيع الأخيرة هو ضمن أسوأ ما شهده اليمن منذ أعوام، الأمر الذي زاد من تعريض حياة المدنيين للخطر»، لافتاً إلى أن استمرار الاعتداء على مأرب والهجمات الصاروخية المستمرة على المحافظة تتسبب في وقوع خسائر بين المدنيين والإضرار بالمنشآت المدنية ونزوح أعداد كبيرة من السكان.
وعبّر المبعوث الأممي عن قلقه إزاء استمرار الهجمات الحوثية ضد السعودية التي تسببت في وقوع ضحايا من المدنيين، معبّراً عن استهجانه لأثر التصعيد على الموقف الإنساني المتدهور بالفعل.
وتابع: «ينتهي عام 2021 بشكل مروّع بالنسبة لليمنيين، حيث يعاني الملايين منهم من الفقر والجوع ومن قيود شديدة على حريتهم في الحركة، وفي هذا الصدد أكرر دعوة الأمم المتحدة لفتح مطار صنعاء ولإزالة العوائق المقيدة لقدرة اليمنيين على التنقل داخل وبين محافظات اليمن».
وأكد أنه جاهز «للعمل مع الأطراف لإيجاد حلول فورية لخفض التصعيد والتعامل مع الاحتياجات الإنسانية العاجلة وإتاحة المجال لعملية سياسية تهدف للوصول إلى نهاية شاملة ومستدامة للنزاع في اليمن». مطالباً «الأطراف بالتفاعل بشكل إيجابي مع جهود الأمم المتحدة في هذا الصدد».
يُشار إلى أن السيد غروندبرغ لم يتمكن من زيارة العاصمة اليمنية صنعاء حتى الآن للقاء قيادات الحركة الحوثية بعد رفضهم استقباله، وتأتي تحذيرات المبعوث الأممي بعد تحرك القوات اليمنية الحكومية لتحرير عدة مديرات بمحافظة شبوة التي وقعت تحت سيطرة الحوثيين قبل أشهر قليلة. فيما تواجه مأرب هجمات حوثية كبيرة منذ أشهر واستهدافاً لأحيائها السكنية ومخيمات النازحين بالصواريخ الباليستية.
إلى ذلك، قلل مسؤول حكومي يمني من تصريحات المبعوث الأممي لليمن قائلاً إنها تأتي في سياق تسجيل حضور ليس إلا. وأضاف المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف المبعوث الأممي مختفٍ منذ فترة، وربما نسي اليمنوين وجوده. مأرب تتعرض للقصف المستمر، العبدية حوصرت ثم تمت تصفية أبنائها أمام مرأى المبعوث نفسه والمجتمع الدولي وكان الصمت هو السائد». ولفت المسؤول اليمني إلى أن «هنالك جهوداً كبيرة لتوحيد صفوف الشرعية وجميع القوات التابعة لها في مختلف الجبهات. نحن معنيون بتحرير أرضنا ولذلك لا نعوّل على الآخرين».



​الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
TT

​الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون في سجون مخابرات الجماعة الحوثية، أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق سراح مجموعة كبيرة من المعتقلين، في طليعتهم قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي»، رغم انقضاء شهرين على إيداعهم السجن بتهمة التحضير للاحتفال بذكرى الثورة التي أطاحت أسلاف الجماعة.

وذكرت مصادر حقوقية يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أفرجوا أخيراً عن خمسة فقط من المعتقلين في مدينة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، لكنها مستمرة في رفض إطلاق سراح وكيل وزارة الشباب والرياضة والقيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» أحمد العشاري وزميليه في الحزب أمين راجح وسعد الغليسي.

الحوثيون يرون قادة جناح «المؤتمر الشعبي» بصنعاء خصوماً لهم (إعلام محلي)

وقالت المصادر إن الجماعة تتهم المعتقلين بالتآمر مع الحكومة الشرعية لقيادة انتفاضة شعبية في مناطق سيطرتها تحت شعار الاحتفال بالذكرى السنوية لقيام «ثورة 26 سبتمبر» التي أطاحت نظام حكم الإمامة في شمال اليمن عام 1962.

ووفق هذه المصادر، فإن الاتصالات التي أجراها جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرة الحوثيين للمطالبة بالإفراج عن قياداته قوبلت بتعنت وتسويف.

وأشارت المصادر إلى أن مجموعة كبيرة من المعتقلين لا يُعرف مصيرهم، وأن كلّاً من فهد أحمد عيسى، وعمر أحمد منة، وأحمد البياض، وعبد الخالق المنجد، وحسين الخلقي لا يزالون رهن الاعتقال، إلى جانب الناشطة سحر الخولاني، والكاتبين سعد الحيمي، ومحمد دبوان المياحي، والناشط عبد الرحمن البيضاني، ورداد الحذيفي، وعبد الإله الياجوري، وغالب شيزر، وعبد الملك الثعيلي، ويوسف سند، وعبده الدويري، وغازي الروحاني.

شروط الإفراج

تقول مصادر سياسية في صنعاء إن «التحالف الشكلي» الذي كان قائماً بين جناح «المؤتمر الشعبي» والحوثيين قد انتهى فعلياً مع تشكيل حكومة الانقلاب الأخيرة، حيث تم استبعاد كل المحسوبين على هذا الجناح، وسيطرة الحوثيين على كل المناصب.

وبالتالي، فإن الحزب لا يعول على ذلك في تأمين إطلاق سراح المعتقلين، والذين لا يُعرف حتى الآن ما نيات الحوثيين تجاههم، هل سيتم الاحتفاظ بهم لفترة إضافية في السجون أم محاكمتهم؟

أكدت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية استخدام الحوثيين التعذيب لانتزاع الاعترافات (إعلام حوثي)

ووفق إفادة بعض المعتقلين الذين أفرج الحوثيون عنهم، فقد تم استجوابهم بتهمة الانخراط في مخطط تآمري للإطاحة بحكم الجماعة في صنعاء بدعم وتمويل من الحكومة الشرعية.

وبعد جلسات من التحقيق والاستجواب وتفتيش الجوالات، ومراجعة منشورات المعتقلين في مواقع التواصل الاجتماعي، أفاد المعتقلون المفرج عنهم بأنه يتم الموافقة على إطلاق سراحهم، ولكن بعد التوقيع على تعهد بعدم العودة للاحتفال بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» أو أي فعالية وطنية أخرى، وأن يظلوا رهن الاستعداد للحضور متى ما طُلب منهم ذلك إلى جهاز المخابرات الحوثي.

ولا تقتصر شروط الإفراج على ذلك، بل يُلزم المعتقلون بإحضار ضامن من الشخصيات الاجتماعية، ويكون ملزماً بإحضارهم متى طُلب منهم ذلك، ومنعهم من مغادرة منطقة سكنهم إلا بإذن مسبق، وعدم تغيير رقم جوالاتهم أو إغلاقها، وأن يظل تطبيق «الواتساب» يعمل كما كان عليه قبل اعتقالهم. كما يلحق بذلك تهديدات شفهية بإيذاء أطفالهم أو أقاربهم إذا غادروا إلى مناطق سيطرة الحكومة، أو عادوا للنشر ضد الجماعة.

تعذيب مروع

بالتزامن مع استمرار الحوثيين في اعتقال المئات من الناشطين، كشف النائب اليمني المعارض أحمد سيف حاشد، عما سماها «غرف التعذيب» في سجون مخابرات الجماعة.

وقال حاشد إن هناك مسلخاً للتعذيب اسمه «الورشة» في صنعاء، وتحديداً في مقر سجن «الأمن والمخابرات» (الأمن السياسي سابقاً)، وإن هذا المسلخ يقع في الدور الثالث، وموزع إلى عدة غرف، وكل غرفة تحتوي على وسائل تعذيب تصنع في نفوس الضحايا الخوف المريع والبشاعة التي لا تُنسى.

الناشطة اليمنية سحر الخولاني انتقدت فساد الحوثيين وطالبت بصرف رواتب الموظفين فتم اعتقالها (إعلام محلي)

ووفق ما أورده حاشد، الذي غادر مؤخراً مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، توجد في هذا المكان سلاسل ترفع الشخص إلى الأعلى وتعيده إلى الأسفل بواسطة زر تحكم، حيث يُعلَّق الضحية ويُثبَّت بالطريقة التي يريد المحققون رؤيته عليها.

وذكر أن البعض من الضحايا يُعلق من يديه لساعات طويلة، وبعضهم يُعلق من رجليه، وبعد ذلك يتم إنزاله وقد صار عاجزاً أو محمولاً في بطانية.

ووفق هذه الرواية، فإن هذا القسم يشمل وسائل تعذيب متنوعة تشمل الكراسي الكهربائية، والكماشات لنزع الأظافر، والكابلات، والسياط، والأسياخ الحديدية، والكلاب البوليسية، وكل ما لا يخطر على البال من وسائل صناعة الرعب والخوف والألم.