اتفاق قطري ـ فلسطيني لتشغيل محطة كهرباء غزة بالغاز

سيتم مده من إسرائيل لحين استخراجه من القطاع

المحطة الوحيدة لتوليد الكهرباء في غزة بالنصيرات وسط القطاع (أ.ف.ب)
المحطة الوحيدة لتوليد الكهرباء في غزة بالنصيرات وسط القطاع (أ.ف.ب)
TT

اتفاق قطري ـ فلسطيني لتشغيل محطة كهرباء غزة بالغاز

المحطة الوحيدة لتوليد الكهرباء في غزة بالنصيرات وسط القطاع (أ.ف.ب)
المحطة الوحيدة لتوليد الكهرباء في غزة بالنصيرات وسط القطاع (أ.ف.ب)

قال ظافر ملحم، رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، إن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين السلطة الفلسطينية وقطر بشأن محطة الكهرباء الوحيدة في غزة، تضمنت تحويل محطة التوليد الوحيدة في القطاع لتعمل على الغاز بدلاً من الوقود.
وأضاف للإذاعة الرسمية، أمس، إن «المذكرة التي تم توقيعها تمثل خارطة طريق للوصول إلى نتائج لحل مشكلة الكهرباء في غزة، بعد التوصل إلى تفاهمات نهائية وتطبيق اتفاقية توريد الغاز لشركة الكهرباء».
وتوقع ملحم أن يتم بدء العمل بالاتفاقية بداية 2023، عبر الغاز الموجود في بحر غزة، مستدركاً أنه سيتم شراء الغاز من السوق لحين استخراج الغاز الفلسطيني من بحر غزة وفقاً للاتفاقية التي تم توقيعها مع مصر عام 2021، لتطوير حقل الغاز في قطاع غزة الذي تم اكتشافه في عام 2000.
وكانت السلطة وقعت مع قطر اتفاقاً يضع الأساس لمبادرة تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في غزة بالغاز الإسرائيلي، وستتولى اللجنة القطرية تمويل إنشاء خط الغاز من الشركة الموردة إلى حدود قطاع غزة، بتكلفة 60 مليون دولار.
وقال رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، محمد العمادي، إن «اللجنة وقعت مذكرة تفاهم مع كل من سلطة الطاقة والموارد الطبيعية وشركة غزة لتوليد الكهرباء، لتشغيل محطة توليد كهرباء غزة بالغاز». ونقل الموقع الرسمي للجنة إعمار غزة التابع لوزارة الخارجية القطر، عن العمادي، قوله «إن مذكرة التفاهم وقعها مع كل من ظافر ملحم ممثلاً عن سلطة الطاقة الفلسطينية، ووليد سليمان، ممثلاً عن شركة غزة لتوليد الكهرباء».
وتتضمن المذكرة، آليات توريد وشراء الغاز اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة.
ومن المقرر أن تقوم شركة غزة لتوليد الكهرباء وسلطة الطاقة الفلسطينية، بأعمال تحويل المحطة للعمل بالغاز كبديل عن الوقود السائل. وبموجب الاتفاقية، تقوم سلطة الطاقة وشركة توليد الكهرباء، بزيادة قدرة إنتاج محطة التوليد لتصل إلى 500 ميغاوات كحد أدنى، لتلائم احتياج سكان قطاع غزة المستقبلي من الكهرباء. ويتراوح حجم طلب الطاقة الكهربائية في غزة بين 500 - 550 ميغاواط، في وقت لا يتوفر إلا نصف القدرة حالياً، وأحياناً 25 في المائة، اعتماداً على وفرة الوقود اللازم لتوليد الطاقة.
واعتباراً من فبراير (شباط) المنصرم، أنتجت محطة توليد الكهرباء في غزة نحو 12 ساعة فقط من الكهرباء يومياً، وفقاً لبيانات من «رويترز»، ومن المتوقع أن تضاعف مبادرة الغاز من أجل غزة هذا الناتج، وأن يؤدي التحول عن الوقود الأكثر تلويثاً، مثل الديزل، إلى جعل محطات الطاقة في المنطقة أكثر صداقة للبيئة.
وجاء الاتفاق الجديد على وقع خطط إسرائيلية من أجل الدفع بمبادرة لتخفيف جزء من العقوبات المفروضة على قطاع غزة، وإدخال تسهيلات مقابلة، بما يشمل مضاعفة عدد التصاريح والسماح بإدخال مواد كانت محظورة حتى الآن، إلى القطاع، في محاولة لتنفيس الاحتقان هناك وتحويل الضغط أكثر على حركة حماس.
ورغم أن الخطة الجديدة تتعارض إلى حد ما مع اشتراطات إسرائيل التي تربط بين إعادة إعمار غزة وإتمام صفقة تبادل أسرى تستعيد خلالها 4 من جنودها ومواطنيها، فإن مصادر أمنية أكدت أنه مع ذلك، يجب وقف التدهور الاقتصادي في غزة على الفور، بغض النظر عن القضايا الأخرى.
وأكد مصدر أمني أن على إسرائيل تخفيف القيود قدر الإمكان خلال أوقات الهدوء، بدلاً من اشتراط عدم قيام «حماس» بتصعيد الموقف، لأن ذلك قد يخلق ضغطاً عاماً على الحركة للحفاظ على الهدوء. ونُقل عن المصدر، قوله: «دع (حماس) تشرح لعشرة آلاف تاجر وعامل سبب أهمية تصعيد الحركة للوضع».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.